سمعنا في الفترة الأخيرة عن مطالبة عاجلة لحماية اللاجئين الفلسطينيين في العراق وهذه المطالبة رفعت إلى مؤتمر اللاجئين في عمان مؤخراً ، والذي نريد أن نقوله متى سوف يستفيق دعاة هذه المسألة من الوهن الذي هم فيه ، فلنناقش هذه المسألة ونحللها بجدية ، إن المسؤول عن الحماية الفعلية وتوفيرها هم ثلاثة فئات القوات الأمريكية المحتلة ، والكومة العراقية وقواتها ، والمليشيات ، وان طالب هذا الطلب لم يفكر في كيفية تحقيق هذا الأمر ولم يفكر في تحليله ، المهم المناشدات الفارغة دون التفكير في التبعات ، ما هي نوع الحماية التي يريدونها لنتكلم بالتفصيل :
1. لو قالت القوات الأمريكية المحتلة إننا سنوفر الحماية وتعهدت بذلك فهل ستنتهي مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في العراق ، فهل ستثقون بالقوات المحتلة ، فضلا عن أنها لا تملك السيطرة على زمام الأمور في العراق .
الم تتعهد القوات الأمريكية منذ سنوات بان لا مداهمات من قبل القوات العراقية وحدها للمجمعات الفلسطينية بل بوجود القوات الأمريكية هل تحقق ذلك ، بل إن القوات الأمريكية هي من تقوم بالمداهمات في بعض الأحيان وباستخدام الفرقة القذرة وقد تكرر ذلك عدة مرات.
2. لو قالت لكم الحكومة العراقية أنها تتعهد بحماية اللاجئين الفلسطينيين في العراق ، هل ستصدقون أذناب المحتل ، وقد قالت ذلك بالفعل مسبقا ولم يتحقق أي شيء على ارض الواقع بل زاد القتل والاختطاف والاعتقال وقتل المحامين وتهديدهم ، الم يتعهد الطالباني بحماية اللاجئين الفلسطينيين ، أين ذلك ، هل تحقق على ارض الواقع ، الم يتعهد وكيل وزير الداخلية عندما زار نادي حيفا ومخيم الوليد قبل شهرين بان لا مداهمات للمجمعات الفلسطينية بعد ، وبعدها بأيام حصلت عدة مداهمات وتم اعتقال العشرات نذكر منهم الفلسطيني فراس البطة والفلسطيني بشار عبد الفتاح الحردان وقتل المحامي سعيد الجعفري رحمه الله .
3. لو قالت لكم المليشيات بأنها متعهدة بحماية اللاجئين الفلسطينيين في العراق هل ستصدقون أذناب إيران ، وقد تعهد الصدر بذلك مسبقا عندما التقى بوفد من اللاجئين الفلسطينيين في العراق ، وبعد ذلك تم اختطاف وقتل رئيس الوفد الشيخ توفيق عبد الخالق واحد أعضاء الوفد الأخ حامد الحانوتي رحمهم الله فضلا عن مئات حالات الخطف والتعذيب والقتل التي مارسها جيش المهدي التابع للصدر بعد ذلك ضد اللاجئين الفلسطينيين في العراق .
وهنالك مسائل أخرى مثلا أن الشاب لا يستطيع أن يذهب إلى الجامعة وإلا خطف أو قتل والمريض لا يستطيع أن يذهب إلى المستشفيات التي يسيطر عليها جيش المهدي والتلميذ لا يستطيع أن يذهب إلى المدرسة فكيف ستتوفر الحماية لهكذا حالات .
والآن نريد أن نسأل سؤال ، أنت يا من تطلب الحماية قل لنا بربك كيف سوف يتم توفير الحماية للاجئين الفلسطينيين في العراق ، اشرح لنا طريقة ذلك وتنفيذها في الوضع الشائك الصعب الذي يكتنف اللاجئين الفلسطينيين في العراق حيث الثلاثة أطراف أعلاه كلهم معادين للفلسطينيين في العراق .
إذا كان شخص عراقي يتردد على الفلسطينيين تم قتله من قبل المليشيات فكيف سيتم توفير الحماية للفلسطينيين .
والشيء المثير للاستغراب أن المناشدات غالبا ما تكون بكلمة حماية عاجلة ، فهل بالإمكان توفير الحماية أصلاً حتى تكون عاجلة.
فإننا نرى كل إنسان سواء كان مسئولاً في الحكومة الفلسطينية أو الحكومات العربية أو الهيئات الدولية نراه غير جدي وغير مسؤول عندما يطرح هكذا طرح بعد اليوم ، ونراه يستخف بحياة المتبقي من اللاجئين الفلسطينيين في العراق ، فلو كان بالإمكان توفير الحماية لما أصبحت مخيمات الصحراء بالألوف ولما أصبح بعض الفلسطينيين في الهند وتركيا وقبرص ، ولما أصبح أعداد القتلى بالمئات فضلا عن المخطوفين ، إن العراقيين أنفسهم أصبح تعدادهم في سوريا مليون وربع وفي الأردن سبعمائة وخمسون ألفاً وكلهم فروا من العراق ومن الوضع الذي فيه ، لقد تعدينا هذه المرحلة وموضوع الحماية أصبح مسقط .
نطلب من هؤلاء السادة عدم إغراقنا في نفس الدوامة والرجوع إلى الوراء والرجوع إلى نقطة الصفر وبدلاً من ذلك يفكروا بطريقة جدية ويستنفذوا كل جهودهم من اجل إخراج اللاجئين الفلسطينيين من العراق والضغط على الحكومات من اجل ذلك .
ونطلب أن يكونوا أكثر جدية في مناشداتهم وان كانوا لا يستطيعون ذلك فليصمتوا بدلاً من أن يرجعونا إلى الوراء .
لفيف من اللاجئين الفلسطينيين في العراق