مسرحية القوافل الإيرانية ...وفشل التمثيل
غزة – مراسل الحقيقة.
عندما تصبح الأمور جد ، وتبلغ الأمور الجدية ذروتها ، ماذا يحدث .... تنسل طهران والروافض كما عودونا دوماً في إدارة الصراع من تحت الطاولة دون أن يقدموا قطرة دم واحدة ، فقد كانت طهران قد أعلنت عن إرسال سفن مساعدات في خضم المعارك الإعلامية الضارية ضد الكيان الصهيوني بسبب المجزرة التي ارتكبها الصهاينة ضد أسطول الحرية في البحر المتوسط .
ثم لتستغل طهران الموقف أعلنت إرسالها سفناً لدعم غزة ثم ..... توقفت ... ليراودنا جميعاً سؤالاً هاماً ؟ هل يا ترى هناك استعداد لدى الصفويين لإسالة قطرة دم واحدة من أجل غزة أو فلسطين ....
تراجعت إيران عن إرسال سفن مساعدات إلى قطاع غزة، جاء ذلك على لسان الأمين العام للمؤتمر الدولي لدعم انتفاضة فلسطين، حسين شيخ الإسلام، في تصريحات صحفية، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا."
وقال شيخ الإسلام إن سفينة المساعدات الإيرانية لن تذهب إلى غزة، وبرر ذلك قائلاً : "بسبب القيود التي وضعها الكيان الصهيوني الغاصب القائمة على عدم السماح لدخول بعض السلع لذلك تقرر أن تتحرك السفينة الأحد القادم لكن هذا الموعد لن يتم أيضاً."
وبحسب "إرنا" ، فقد لفت شيخ الإسلام إلى أن المساعدات الإنسانية الإيرانية لن ترسل عبر السفينة الإيرانية لكنها سترسل عبر طريق آخر إلى غزة"، إلا أنه لم يوضح الكيفية التي سيتم بها ذلك.
هذا كان سبباً لذلك زعمته طهران .. ، ولم ينس الإيرانيون أن يدخلوا مصر على الخط ، ليس بسبب سياستها تجاه غزة ولكن لأنها تمثل إحدى أكبر الدول السنية في منطقة الشرق الأوسط فزعمت أن مصر منعت هذه القوافل ومنعت تسييرها إلى غزة عبر قناة السويس وهو ما نفته الخارجية المصرية جملة وتفصيلاً.
حيث أوضحت صحيفة (الأهرام) القاهرية الصادرة بتاريخ 28-6-2010 إلى أن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي فند المزاعم التي روجت لها السلطات الإيرانية بأن مصر منعت سفينة المساعدات الإيرانية المتجهة إلى غزة من عبور قناة السويس. وقال زكي إن مصر لا تمنع أي سفينة من المرور في القناة إلا إذا كانت في حالة حرب مع الدولة المالكة للسفينة فقط وأن أي سفينة يمكنها العبور من القناة وبالتالي موقف مصر معلن فيما يتعلق بهذا الموضوع تحديداً. وقال المتحدث المصري إن الخروج بمثل هذه الأكاذيب القصد منه هو تحميل مصر بالتراجع الإيراني في موضوع إرسال السفينة وهذا ليس شأناً مصرياً على الإطلاق.
وما أبين هذا التمثيل الشيعي جدلاً ...إلا أنه فشل هذه المرة كذلك ومن خلال ما سنوضحه فيما يلي :
أولاً : طهران بإعلانها تسيير قافلة تجاه غزة أرادت أن تكسب شيئاً من التأييد الذي حظيت به أنقرة في المدة الأخيرة ، فتعاطف أنقرة كان صادقاً ، وتعاطف الشعب السني مع المحاصرين في قطاع غزة ، قولاً وفعلاً ، فحملوا ما جمعوا بعرض البحر وتوجهوا بها إلى قطاع غزة غير آبهين بما تحمله هذه الرحلة من مخاطر على حياتهم ، لماذا ؟ لأنهم كانوا ولا زالوا صادقين في دعمهم لإخوانهم أهل السنة في قطاع غزة ، وبهذا أرادت طهران أن تنتهز الفرصة وتحصل على شيء من هذا القبيل .
ثانياً : إيران تعلم جيداً أن تركيا هي دولة سنية ، سيطرت على العالم وعاش أهل السنة في كنف خلافة إسلامية لم تفرط بفلسطين إلا عندما تربع أعداء تركيا أنفسهم على سدة الحكم ، وقد عرفت جيداً أن تركيا قد سحبت البساط من تحتها وبهدوء ..لكن بدماء من تركيا ، فلذلك أرادت أن تستفيد نوعاً من هذا الزخم ، لكن عندما وجدت أن الثمن دماء وأشلاء وصدق مع الله سبحانه وتعالى تراجع الروافض كما اعتدنا ذلك عليهم.
ثالثاً : طهران تكن العداء لجمهورية مصر العربية ليس لأنها تشارك في حصار غزة أو لأنها تطبق الحصار على أهل القطاع أو لأنها تنتمي إلى معسكر الاعتدال كما يحلو للبعض تسميته ولكن لأنها تمثل أحد أكبر الدول السنية في المنطقة، وطالما سمعنا انتقادات من قبل العديد من أزلام النظام الإيراني تنتقد جمهورية مصر العربية ... والسبب أنها سنية .
رابعاً : تحترف طهران فن التمثيل ، وخصوصاً عبر الإعلام وبالأخص إذا تعلق الأمر بأهل السنة ، فإيران تعمل جاهدة وبصورة عملية على اجتثاث أهل السنة من أرضها ، فقد حاربت أهل السنة في العراق ولا زالت تحاربهم هناك ، وتدعم الحوثيين لقتل أهل السنة في اليمن ، وتدعم حزب الله الذي لطخ ودنس سلاحه بقتل أهل السنة في طرابلس وبيروت، وأينما وجدت شيعياً يحمل سلاحاً فتأكد تماماً من أنه موجه ضد أهل السنة والجماعة أكثر من أي جهة أخرى ....
خامساً : سؤال نطرحه على كل المراهنين على طهران والمروجين للثورة الخمينية ، كم عدد الإيرانيين الذين سقطوا دفاعاً عن فلسطين ، فكل ما يجري فقط بالونات اختبار ولم نر في يوم من الأيام أن قطع الإيرانيون المسافات الشاسعة ودافعوا عن فلسطين ، ومن قال إن البعد الجغرافي يمنع ذلك فهذا كذب ، فهناك في لبنان لهم حزب يمكن أن يوصلهم إلى قلب تل أبيب.....!! فأين جيش القدس الذي نسمع عنه منذ زمن ... حقاً إنها فكرة جيدة للاستعراض دون دفع قطرة دم واحدة .