زيارة أمير قطر إلى غزة هل تسحب البساط من تحت إيران

بواسطة منذر النابلسي قراءة 1602
زيارة أمير قطر إلى غزة هل تسحب البساط من تحت إيران
زيارة أمير قطر إلى غزة هل تسحب البساط من تحت إيران

منذر النابلسي

24-10-2012

نامل في أن تكون الزيارة التي قام بها أمير قطر حمد بن خليفة إلى قطاع غزة وتقديمه المساعدة في تأسيس الكثير من المشاريع الهامة التي يحتاجها أهلنا هناك , في التخفيف من الجهود ذات المقاصد السيئة ألتي تبذلها  إيران لصرف أهل غزة خصوصا وفلسطين عموما عن دينهم الحق وهو مذهب أهل السنة والجماعة , وتبديله بدين اللطم والنواحة وسب الصحابة والطعن بهم كما بدأت تلك المعالم في الظهور على أرض غزة ولو بنطاق ضيق على أيدي بعض المتشيعين من أمثال هشام سالم ومحمود جودة وغيرهم .

إن إيران لطالما إستخدمت المساعدات المالية المقدمة إلى سلطة غزة وبقية التنظيمات الفلسطينية من أمثال الجهاد الإسلامي وغيرها, كذلك المقدمة للجمعيات الخيرية هناك مع إقامة بعض المشاريع لغاية تسعى البها وهي نشر التشيع في هذا البلد المبارك وتلميع صورة إيران على حساب فلسطين, بالإضافة إلى تكوين خلايا يمكن إستخدامها للمناورة بها إذا اقتضى الحال في هذه المنطقة الحساسة .

لقد بدا واضحا بأن المال الإيراني المتدفق على غزة قد أثر بصورة سلبية على البعض حيث إعتقدوا بأن إيران الشيعية هي مناصر للقضية الفلسطينية ومنافح عنها , كما أن إيران وأبواقها في المنطقة قد نفخوا الهواء في هذا البالون وضخموا حجمه بنفس الحجج السابقة .

كما عملت إيران إستغلال تلك المساعدات لتحسين صورتها المتلطخة بدماء أهل السنة في العالم الإسلامي فتجدهم بمناسبة وبغيرها قد صدعوا رؤوسنا بمحاور الممانعة والمقاومة الذي لم نرى منه إلا دماء أهل السنة تجري كالأنهار في كل من العراق وسوريا ولبنان وإيران واليمن والبحرين , بل شملت مجازرهم حتى الفلسطينيين اللاجئين في تلك الأوطان فهم يَقتلون بيد ويغسلون الدم باليد الأخرى يد المعونات والمساعدات المقدمة إلى الشعب الفلسطيني .

إن من الأهمية القصوى أن توجه الدول السنية الإهتمام بقطاع غزة خصوصا وبقية فلسطين عموما لما يحمله هذا القطاع من رمزية المقاومة والجهاد ضد العدو اليهودي, ولما قدمه من تضحيات نالت إعجاب العدو قبل الصديق , كما أن عموم المسلمين يكنون المعزة في قلوبهم لأهل غزة بسبب صمودهم هذا .

لذا فإن أي توجه سني لإسناد ومساعدة قطاع غزة وفك الحصار عنه ومهما كانت صبغته سوف يحول البوصلة من إتجاهها الخطأ وهو التشيع الإيراني نحو إتجاه أهل السنة, ومهما قللنا من الخطر الإيراني فسوف تعود الفائدة على أهل السنة .

من المعلوم أن الدول السنية لا تحمل أيدجلوجيات تحاول تصديرها كما تحاول إيران ذلك , بل إن معظم الدول السنية أما أن تعمل هذه الأعمال وهو تقديم الإعانات والمساعدات لوجه الله أو من باب الأخوة أو من باب الذكر الحسن في الدنيا وكل هذه الأسباب لا تكون سببا للخلل العقائدي في قلوب أهل السنة, بل قد تكون سببا في شعور المسلمين أنهم أمة واحدة يساعد فيهم القوي الضعيف وهذا مطلب يحثنا الشرع عليه وقد لمسنا هذا عمليا, فهذه الدول الإسلامية تتبرع بالمليارات سواء لفلسطين أو لغيرها من الدول الإسلامية المنكوبة فلم نسمع  التهويل والفرقعات الإعلامية التي تستعملها إيران , بل قد يأتي ذكر هذه المساعدة العربيىة أو الإسلامية في نشرة أخبار ثم يضمحل ذكرها كغيرها من الأخبار لذا فإن المال السني يحقق الفوائد العظيمة بعكس المال الإيراني الشيعي .

بعد الثورة السورية وجدت حماس نفسها في مفترق طرق فإما أن تكمل مسيرتها في التحالف مع النظام السوري , أو تتخلى عنه إحتراما لدماء إخواننا أهل السنة في سوريا وقد إختارت الطريق الصحيح في التخلي عن نظام القتل في سوريا , وهذا الموقف بالنتيجة  سوف يغضب الملالي في إيران, فهم يتوقعون مما قدموه من دعم للمنظمات الفلسطينية وللحكومة في غزة أن يجنوا ثمرته في سلوك المنظمات الفلسطينية ألطريق الإيرانية ولكن كان الأمر عكس ما يتصورون ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله .

فمن المؤكد بعد هذه اللطمة سوف لايكون المال الإيراني قبل تخلي حماس عن نظام الأسد كما هو بعده , كما أن هنالك عامل جديد وهو الحصار الخانق الذي تعيشه إيران بسبب وقف إستيراد النفط الإيراني من قبل الدول الأوربية  , وفي هذا المقام لا ننسى هنا الدعم الهائل الذي تقدمه إيران من قوت شعبها للنظام النصيري في سوريا, كل هذه أسباب وعوامل تجعل من إيران تمسك يدها وتحسب ألف حساب قبل أن تقدم تومانا واحدا لمشاريعها في تصدير الثورة إلى الخارج.

لذا كانت الخطوة القطرية مهمة وفي توقيت حساس ودقيق لملء الفراغ , وتبديل الممول الشيعي بآخر يحمل هوية سنية ويساعد أهلنا في غزة على تجاوز محنتهم دون أن تُسْتخدم تلك المعونات والمنح لتغيير عقادئهم أوتشويهها أو التأثير سلبا عليها, ودون أن تكون تلك المعونات جسرا يعبر من خلاله ذوي المقاصد الخبيثة لتحقيق مآربهم , كما أنها تدق مسمارا في نعش التغلغل الإيراني لأرض فلسطين وتقلل من تأثيره حتى تنهيه خاصة بعد فضح الثورة السورية لمحور الممانعة والمقاومة الإيراني الخائب .

فعلى كل إخواننا من أهل السنة وخاصة دولهم المسارعة في تقديم المساعدات إلى هذا القطاع بعد فتح قطر لهم الطريق وإستغلال هذه الفرصة الذهبية وتضييعها على إيران , وينقذوا أهلنا هناك ليس من الجوع ولكن من خطر تلوث عقيدتهم وهذا أشد وأخطر عليهم من إحتلال أرضهم بل أن تصحيح العقيدة هو بوابة لتحرير الأرض المغتصبة من براثن اليهود .

نسال الله أن يعين أهلنا في فلسطين وينصرهم على عدوهم ويغنيهم عن أحد من خلقه اللهم أمين .



مقالات ذات صلة