الحلف الصليبي الصفوي.. من غزل التقية إلى المجون المعلن

بواسطة د. ناصر العمر قراءة 764

الحلف الصليبي الصفوي.. من غزل التقية إلى المجون المعلن

د. ناصر العمر

 

التاريخ: 4/1/1431 الموافق 21-12-2009

 

الجنود الإيرانيون يغزون الأراضي العراقية جهاراً نهاراً، ويستولون على حقل الفكة النفطي بالقرب من مدينة العمارة. فالتغلغل الاستخباراتي لم يعد كافياً للولي الفقيه، وكذلك لم تعد تكفي  التبعية العمياء لملالي قم من أصحاب الألقاب المضحكة من ساكني المنطقة الخضراء.

ويبدو أن "مهدي"الرافضة الخرافي قرر الخروج من سرداب التقية ودهاليز النفاق، لكي يضع قدمه الغليظة على تراب العراق الجريح، وينهب المزيد من نفطه، في صورة تقرن المأساة والملهاة في موقف واحد. فالغزاة الأصلاء من الجيش الأمريكي الصليبي يمارسون دور الأصم الأعمى الأبكم في وقت واحد أيضاً. فلا أجهزتهم التجسسية الرسمية والأهلية رأت الاحتلال المجوسي الصريح، ولا طائراتهم التي تحتكر أجواء العراق المحتل تدري عن زحف عسكري في وضح النهار.

بل إن العم سام لم يتحدث عن الغزو الصفوي الرديف إلا بعد افتضاحه من قبل وسائل إعلام عالمية. ومضى الغازي الصليبي في برودة دمه المريبة فتحدث عن "قلقه"من"التحرك" الإيراني!!وأكمل مسؤول أمريكي مسرحية القبح بلا حدود، فزعم أن ما جرى مشكلة داخلية!!

أجل!!فزلات اللسان بحسب علم النفس تكشف خفايا العقل الباطن، ومعناها هنا إقرار الغازي الأصلي بهيمنة عدوه المزعوم على العراق بصفة شبه رسمية، وإلا فمتى كان الغزو الأجنبي لبلد ما، قضية داخلية؟

وأين قرارات الأمم المتحدة التي ما زالت تضع العراق الأسير تحت الفصل السابع؟وكيف تبخرت واجبات الدولة الغازية وعلى رأسها حماية البلد المحتلة أراضيه من أي عدوان خارجي؟

وإذا تجاوز العاقل كل ما سلف، فإن له أن يتوقف عند الاتفاقية الأمنية التي جرى فرضها من لدن الأمريكيين على أتباعهم في بغداد، فهي توجب على الغزاة الأمريكيين حماية حدود العراق وأراضيه وأجوائه ومياهه الإقليمية من أي اعتداء!!فكيف تبخرت الاتفاقية التي شغلوا بها الجميع قرابة عامين كاملين؟

وهل كانت مصادفة عابرة، أن يأتي الغزو الإيراني لأراضٍ عراقية وادعاء ملكيتها، بعد أقل من 48ساعة من منح مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية "صك براءة"للصفويين من دورهم الصريح في فتنة الحوثيين في اليمن؟

لقد سقطت الأقنعة عن الاحتلالين الأصيل والتابع، وضاعت في المعمعة أكذوبة "السيادة" التي يتشدق بها المالكي وأشباهه من أدوات الاحتلالين، وأصبح التغني الرافضي المحلي بما يسمونه"الشقيقة جمهورية إيران الإسلامية"مدعاة للسخرية،  وعادت إلى ذاكرة العراقيين الشرفاء دعوة الهالك عبد العزيز الحكيم إلى تعويض سادته الفرس100مليار دولار عن حربهم الظالمة على العراق بين 1980-1988م!!وتيقن كل ذي بصر أن عداوة الصفويين موجهة ضد الإسلام والعروبة والعراقيين كافة، وليست ضد نظام صدام حسين، مثلما دأبت أبواق الملالي على صمّ آذان الناس بها على مدى ثلاثين عاماً.

وهذا الغزو الصلف لم يستحق من عملاء الاحتلالين في المنطقة الخضراء أدنى خطوة فعلية، ولو كانت مجرد استدعاء سفيرهم من طهران، أو طرد السفير الإيراني من العراق!!ومما يضاعف من الارتياب في هؤلاء أنهم كانوا "شجعاناً"في كل تفجير وقع في العراق مؤخراً، فسارعوا إلى اتهام العرب بعامة، وتطاولوا على سوريا بخاصة مع علمهم بالتحالف القائم بين دمشق وطهران!!

فهل تخلى آيات قم عن صلتهم بنظام الأسد الحليف الوثيق لهم في المشرق العربي بعامة وفي بلاد الشام بخاصة ولبنان بالدرجة الأولى؟أم أن طهران تسيطر على دمشق سيطرتها على المالكي والصدر والجعفري وتوزع المهمات والأدوار عليهم جميعاً، حتى لو تطلب الأمر شتم بعضهم لبعض؟أم أن النظام السوري على وشك التخلي عن علاقته الباهظة الثمن مع الصفويين، فجرى توجيه الوكلاء العراقيين إلى شتمه بالنيابة عنها؟

المصدر: المسلم

 



مقالات ذات صلة