أسباب دعوة الشيعة الإمامية الإثنى عشرية إلى الوحدة والتقريب
هذه محاولة جمعت فيها أهم وأخطر أسباب دعوة الشيعة الإمامية الإثنى عشرية إلى الوحدة والتقريب مع أهل السنة. والأسباب كثيرة تفوق الحصر ، ومن يجد منكم إضافات فليذكرها هنا ، وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير .
أولاً : الوحدة هي الوسيلة الأقوى لنشر مذهبهم الإمامي الإثنى عشري ...
يقول الدكتور / ناصر بن عبد الله بن علي القفاري ، حفظه الله في كتابه " مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة(ص :278( وقد سببت دعوة التقريب خسارة كبرى لأهل السنة ، وضرراً كبيراً لا يتصوره إلا من وقف على عدد القبائل التي ترفضت بجملتها ، فضلاً عن الأفراد ، حتى تحولت العراق -مثلاً- بسبب هذه الدعوة من أكثرية سنية إلى أكثرية شيعية ، وشيوخ الروافض يخططون لنشر الرفض بكل وسيلة تحت شعار التقريب . وبعد العراق بدأوا في مصر وغيرها من بلاد العالم الإسلامي ، واشتروا الأقلام وغروا ضعاف النفوس والإيمان ، وخدعوا أصحاب الغفلة والجهل . وجعلوا منهم أبواق دعاية للرفض والروافض .... ) إلى آخر كلامه حفظه الله.
وأضاف معلقاً على مسألة ترفض أهل السنة في العراق :
(قد جاء الحيدري في مصنفه " عنوان المجد" على ذكر معظم القبائل السنية المعروفة التي ترفضت في العراق ومنها الخزاعل ترفضت (منذ 150 سنة) وتميم ( منذ 60 سنة ) و زبيد ( منذ 60 سنة ) وكعب ( منذ 100 سنة ) وربيعة ( منذ 70 سنة ) وهناك قبائل أخرى لا يعرف على وجه التحديد التاريخي متى ترفضت مثل بنو عمير والخزرج ، وشمرطوكة ، والدوار ، الدفامعة ، عشائر العمارة ، عشائر الهندية ، عشيرة بني لام.
وعشائر الدوانية وهي خمسة عشائر :الأقرع وهي 16 قبيلة وكل قبيلة كثيرة العدد ، وال بدير وهي 13 قبيلة ، وعفج وهي 8 قبائل ، وجليحة 4 قبائل ، والجبور 4 قبائل . وغيرهم.
انظر : الحيدري : " عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد " : ص (111-118) ، وقد كتب كتابه هذا سنة 1286هـ ، وقد عزا المؤرخون هذه الظاهرة إلى نشاط دعاة الرفض في الدعوة لمعتقدهم مع جهل الأعراب وعدم وجود علماء عندهم.
انظر : المصدر السابق: ص113 ، " مختصر كتاب مطالع السعود " : ص(169-170)، وانظر في هذا الموضوع : " أبو طالب وبنوه" : للرافضي محمد علي خان : ص(168).
ثانياً : أن (الرافضة الإمامية الإثنى عشرية) القوم الذين جعلوا من اللعن والسباب مكوّناً رئيسياً لعقيدتهم ووجدانهم ، يسهل عليهم المبادرة باسم (الوحدة) ولكن يصعب بل يستحيل على الأمة التي تعرضت للعن والسباب )وهم أهل السنة) طوال هذه القرون أن يبادروا لها ، ولا يحتاج هذا السبب إلى مزيد بيان .
ثالثاً : ليس من مصلحة القلة (الرافضة الإمامية الإثنى عشرية) معاداة الكثرة (أهل السنة) مهما كان الخلاف بينهما كبيراً ، ومهما كبرت أحقاد هذه القلة .
لأن مخاصمتهم الكثرة والجهر بالعداء لهم يعزلهم عن فعاليات الحياة السياسية والاجتماعية والدينية وبالتالي القضاء على البقية الباقية من كيانهم المنبوذ .
لذلك تراهم أشد الناس حرصاً على الوحدة مع المسلمين ، وتراهم يحرصون على الخلطة والمعاشرة والتقرب بكل وسيلة ممكنة ، وتجدهم يتزوجون من نساء أهل السنة كثيراً بينما لا يحدث العكس ويحرصون على أظهار الصورة الحسنة لعقيدتهم وإخفاء قبحهم العقيدي والسلوكي ..
رابعاً : أن دعاة الوحدة من الرافضة قد ركبوا فكرة التقريب لكي يمرروا مضامين قد لا يتنبه لها البعض .... وهذا من أخطر أسباب دعوتهم للتقريب ... من ذلك على سبيل المثال : ما يفعله شيخهم علي الكوراني (وهو بالمناسبة أضحوكة الشيعة الإمامية ، شعوبي ، لقيط ، يدخن السجائر بشراهة ، وهو معروف بمواقفه الغريبة والمتناقضة وسوف نفرد له موضوعاً مستقلاً على كل حال) أعود إلى موضوعنا ، ففي مثالنا هذا كتب الكوراني الأضحوكة عن الوحدة الإسلامية وطنطن حولها بكلام فارغ كثير ، ولكنه عن طريق دعوة الوحدة هذه استطاع تمرير مضامين رافضية تتضح في قوله في كتابه (طريقة حزب الله) صدر عام 1406هـ) يقول : العائق الثالث عن تحقيق الوحدة، الفروق المذهبية، وقد تقدم بعض ما يتعلق بهذا الموضوع في الأساس السادس وغيره، ونذكر هنا نقطتين مناسبتين:
الأول: إن الاختلافات المذهبية التي تطرح في عصرنا بين الشيعة والسنة، أو بين الزيديين والشوافع، أو بين مذهب إسلامي ومذهب، ويشتغل فيها بعض المسلمين من أتباع المذاهب، حقيقتها في الغالب أنها خلافات سياسية وليست عقيدية حول الإمامة والخلافة والفقه.. بدليل بسيط هو أن هؤلاء المشتغلين بها المتحمسين لها حالتهم ليست واحدة في الحماس، فنراهم يتحركون في فترات تطول أو تقصر، ثم يسكتون لفترات تطول أو تقصر، وعندما نلاحظ فترات تحركهم وحماسهم وخطبهم وكتبهم وكراريسهم، وفترات سكوتهم وسكونهم، أو تحول بعضهم إلى دعاة للوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب.. نجدها منسجمة مع الوضع السياسي الاستعماري وما يريده العدو الكافر من توتير العلاقات أو تهدئتها بين بعض الدول التي يسكنها الشيعة والسنة، أو داخل الدولة الواحدة..
إن هذه الموسمية في الحماس للتشيع وأئمة أهل البيت (عليهم السلام( وفقههم، أو الحماس للخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة .... » إلى آخر كلامه . وقد تكرر هذا التقسيم مرات عديدة في كتابه هذا وكتبه الأخرى.
ولا يخفى على أحد بأن تقسيمه هذا يوهم بأن الشيعة الإمامية مختصون بموالاة أهل البيت وأن من سواهم أعداء لأهل البيت أو مهملون لهم في أقل الأحوال (!!!!) و يوهم من الجهة الأخرى حسب تقسيمه بأن أهل السنة موالون للخلفاء الثلاثة وللصحابة باستثناء أهل البيت ( فموالاتهم اختصاص الرافضة الإمامية) حسب تقسيمه.
وكلنا نعرف بأن أهل السنة محبون موالون تابعون ناقلون لتراث وعلوم أهل البيت أكثر وأصدق مما لدى الرافضة الإمامية .
لكن هذا التعيس المخذول أراد أن يمرر هذه الفكرة من خلال (خطبة) حماسية توحيدية كورانية (ملعوبة).
وإذا قيل بأنه لا يستلزم من إثبات موالاة الرافضة لأهل البيت نفيها عمن سواهم ، فنقول: ) من فمك أدينك( والتفصيل بما يلي:
في حلقات مناظرة قناة )المستقلة) العام الماضي 1423هـ ، ظهر الكوراني في بعض الحلقات وكان أن أتحفنا بالكثير من النوادر ، وما يهمنا هنا قوله : ) .. ماذا يعني اسم أهل السنة والجماعة !!!! يعني غير أهل السنة هم أهل البدعة والفرقة !! ) انتهى كلامه.
هذه القاعدة من شيخ النوادر الكوراني ، الذي يسير على نهج ) فرضية اللابدية ولابدية الفرض( .... فإذا سرنا أيضا على طريقته نقول بأن تسمية(حزب الله) يعني أن ما عداه من الأحزاب الإسلامية في العالم الإسلامي هي(حزب الشيطان) !!!!! ونواصل أيضا فنقول بأن ( الشيعة ( تعني أن الرافضة الإمامية هم شيعة علي)رضي الله عنه( ومن سواهم أعداء له....
الخلاصة مما سبق : أن التضمينات المفضوحة التي يحاول تمريرها هذا الكوراني وأضرابه لتروج بين الناس بالباطل ، هي الغاية التي يركبون من أجلها وسيلة التقريب والوحدة .
ومن الجهة الأخرى ، فتقسيمه السابق الذكر)للشيعة محبي أهل البيت والسنة محبي أبي بكر وعمر وعثمان( واضح الغلط ، بيّن الكيد، نوردها هنا كشاهد على جهله وضحالته .
وهذا مثال واحد فقط على طروحات دعاتهم )الوحدويين( المشحون بالتضمينات الخبيثة ..
خامساً : الوحدة بين الرافضة وجماعة المسلمين تحقق للرافضة الإمامية هدفاً استراتيجياً هاماً وهو نسيان أو تناسي كون الرافضة جماعة (1)منعزلة (2)شاذة(3)معتدية قولاً وفعلاً على شخصيات مقدسة عند المسلمين(4)ذات تعاليم مختلفة تماماً(5)متعالية محتقرة لجماعة المسلمين بتسميتهم عامة(6) وذات مذهب يقوم أساسه على مخالفة كل أمر اتفقت عليه جماعة المسلمين..
يقول ابن المطهر الحلي (*) في كتابه )منهاج الكرامة ( تعليقاً على حديث الفرقة الناجية :
بحثنا مع الأستاذ نصير الدين الطوسي في تعيين المراد من الفرقة الناجية ، فاستقر الرأي على أنه ينبغي أن تكون الفرقة مخالفة لسائر الفرق مخالفة كثيرة ، وما هي إلا الشيعة الإمامية ، فإنهم يخالفون غيرهم من جميع الفرق مخالفة كثيرة بخلاف غيرهم .
هذا ما كان يستقر عليه رأي علمائهم ويعلنونه قديماً ، أما اليوم فأين تجد من يصرّح بمثل هذا القول بأنهم مختلفون كلياً عن مذاهب المسلمين ؟
إذن ، فالوحدة على هذا الأساس تحقق لهم ) غض الطرف عن حقيقة مذهبهم الشاذ( كون الوحدة تلغي كل ذلك في تصورهم.
سادساً : جرت العادة وطبيعة الأمور أن يسعى المعارض/المنشق/الشاذ عن الجماعة .... إلى الوحدة مع تلك الجماعة لأهداف مرحلية إستراتيجية ، أي : إلى أن يتحقق لهم التمكين أكثر من سعي الجماعة إلى مصالحة ذلك المنشق الشاذ ، هذا إن كان في انشقاقه حق مشروع تقرّ به الجماعة ، فكيف في حالة انشقاق الرافضة عن صف المسلمين الذي لم يكن في أيٍ من مراحله التاريخية مقبولاً عند جماعة المسلمين ؟!!!
سابعاً : كلما تنامى (الوعي) العام العالمي ، وتقاربت الشعوب والحضارات ، وازداد انفتاح المسلمين على ثقافات الآخر حول كافة الحقائق الدينية والاجتماعية والسياسية وغيرها إذ لم يعد هنالك من فرصة لسد باب المعرفة عبر شبكة الانترنت والاتصالات الفضائية وما شابهها بحقيقة مذهب الرفض كلما ازداد الرافضة تمسكاً بفكرة التقريب ، لكونها الملاذ الذي يلتجئون إليه ولا ملجأ لهم إلا بالمزيد من إنكار ثوابت دينهم ، كفرضية طقوس العنف وشق الرؤوس بالسيوف والسكاكين وانتشار وثائق القول بتحريف القرآن وسباب وتكفير الصحابة واتقائهم المسلم دونما مخافة إلا خوف الفضيحة ، وغيرها - أضف إليه صب غضبتهم من انكشافهم وتعريهم على بعض الجماعات من أمثال تابعي دعوة الإصلاح والتجديد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وجعلها المشجب الذي يعلقون عليه العري الفاضح الذي باتت عليه حركة الرفض في هذه السنوات المتأخرة.
ثامناً : الرافضة الإمامية الإثنى عشرية على يقين تام بأن حركة الزمن تسير في اتجاه مضاد لحركتهم ، وبأن بقاءهم على دين ثابت ذي خصائص معلنة ثابتة كما هو مثبت في عامة كتبهم الماضية المعتمدة ، مع رفع شعار الاجتهاد دونما تحقيق عملي في مراجعة مواضيع الخلاف الأساسية مع أهل السنة بالتغيير أو التجاوز ، أقول بأن بقاءهم على هذا النحو لن يجعل منهم إلا فصيلاً يعيش المزيد من الاغترابات عن سياق حياة المسلمين كافة ، بل إن بقاءهم على تلك الحال من الثبات المعلن على عقائدهم ، سيفصلهم ولا ريب عن سياق الحياة العامة في كل مكان وفي أي مجتمع ،وبالتالي لن يكون حظهم إلا المزيد من الخيبات والهزائم الروحية و المادية ،وعبر هذه الحقيقة تراهم يتعلقون بمشجب (باب الاجتهاد) الذي يعطيهم فسحة واسعة (للتحوّل) والتغيير والتجاوز و(النسيان) غير أن هذا الباب أيضا لم يعط نتائج تخدم قضية الوحدة حتى الآن ، ولهذا السبب - أيضاً - يسعون ما وسعهم الجهد إلى تحقيق الاندماج والتماهي مع مذاهب المسلمين السنية مرغمين من أجل تحقيق ما عجزت عنه آلة الاجتهاد ...
إلى أن يخرج الزعيم المختبئ في غيابة السرداب ، وحينها يظهرون مصاحفهم الحقيقية ومواقفهم الدفينة .
تاسعاً : الرافضة لديهم قدرة عجيبة على كتم مشاعرهم وأحقادهم ، وربما ورثوا هذه الصفة عبر القرون ، لكونهم أمة مقموعة مخذولة طوال عهودهم السالفة ولا يزالون ، ومن هنا كانت دعوتهم للوحدة الإسلامية بسبب انفرادهم بهذه الصفة العجيبة : أي مقدرتهم على دفن حقدهم على أهل السنة ، بحيث يستطيع الواحد من الرافضة أن يكلمك بأريحية تامة حتى لتشعر معها بأنه أخوك التوأم (!!!!) .... وإنما كان لهم ذلك كما ذكرنا بسبب أنهم يتجاهلون بواطن مشاعرهم و يدفنونها عميقاً ، بينما يظهرون وجهاً آخر مغايراً تماماً . لذلك فلا معنى للدهشة عند الكثيرين من رحابة صدور الرافضة و دعاواهم المستمرة للوحدة .
وقد تلاحظ أن هذه الصفة لا تكاد تظهر بأدنى وجوهها عند أهل السنة ، وبخاصة من تشربوا العقيدة الصافية ولم يخلطوا عملا صالحاً وآخر سيئاً ، فمن أندر النوادر أن يكتم أحد من السنة معتقده لأي سبب كان .
وقد انفرد الرافضة الإمامية الاثنا عشرية بهذه الصفة ضمن ما انفردوا به من صفات أخر . وبها استطاعوا تجاوز دفائن أنفسهم الخبيثة و دعوا إلى الوحدة والتقريب مراراً ..
عاشراً : أن الرافضة قد بلغ بهم اليأس والقنوط من انتشار مذهبهم كل مبلغ ) نستثني من ذلك تشيّع عوام وجهلة العراق ومناطق أخرى ( .... ولهذا أصبحوا في عهودهم المتأخرة مختلفين عما كانوا عليه في مبدأ أمرهم ، فعندما لم يتحقق لهم الذيوع والبسط والتمكين التجأوا إلى وسيلة الاندماج والتآخي مع المسلمين ، لتعويض العجز الناجم من قصور معتقدهم واتكائه على أسس فلسفية بعيدة عن متناول عامة الناس وبسطائهم، مما حدّ من انتشاره وذيوعه .ومما لا شك فيه أن الله لم يمكن للرافضة طوال هذه القرون المتتالية ، ما يدل على أنهم أمة منكوبة مغضوب عليها ومخذولون أبد الدهر.
حادي عشر : المساومة بعد العجز ، على رأي المثل السائر الذي يقول اليد التي لا تستطيع أن تعضها قبّلها!!
وهذه طريقتهم ، إذ لم يتمكنوا من القضاء على مذهب وعقيدة أهل السنة بأية طريقة ، فالتجأوا إلى التآخي والوحدة والتقريب ، وهي واحدة من مهازلهم التي لا تنتهي .
(*) ابن المطهر الحلي : هو رافضي خبيث ، له مصنفات في الكلام ، ومن أبرز مشايخه الطوسي الذي تعاون مع التتار على ضرب الإسلام والمسلمين ،ومن مؤلفاته الفاسدة(منهاج الكرامة)الذي رد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه القيم (منهاج السنة) وكان يسميه(ابن المنجس) هلك بالحلة سنة726هـ.