بيان كذب المفتري عدنان إبراهيم حول "مقالة الجعد بن درهم"

بواسطة سمت نت قراءة 351
بيان كذب المفتري عدنان إبراهيم حول "مقالة الجعد بن درهم"
بيان كذب المفتري عدنان إبراهيم حول "مقالة الجعد بن درهم"

منذر الشامي

206-2013

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم :

أما بعد :

في أحدى خطب الجمعة التي ألقاها المدعو "عدنان إبراهيم" والتي تكلم فيها على مقالة الجعد بن درهم وأنها مقالة السادة الأشعرية كما صرح هو ..ألخ ...وجدت فيها الكثير من المغالطات والتلاعب بالألفاظ وتقديم المعلومات الخاطئة التي قام بها "عدنان إبراهيم" في ثنايا خطبته تلك.. وهذا الأسلوب المخادع والملتوي هو عين ما حذرنا منه رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فقال : " إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم اللسان "[1].

وكما يلاحظ من حضور مجالس "عدنان إبراهيم" فإن أكثرهم من العوام الذين لا يعرفون " الكوع من البوع " كما يقال ولا "العير من النفير" وليس فيهم من يستطيع أن يرد عليه أو يوقفه عند حده أو يقف في وجهه ويبين تناقضاته , وفي هذا الجو الذي يلفه الجهل والغفلة يأخذ عدنان راحته في المرواغة والتدليس والتلبيس ...

وخير من يمثل هذا الموقف قول طرفة بن العبد :

يا لك من قنبرة بمعمر ... خلا لك الجو فبيضي واصفري

ونقري ما شئت أن تنقري ... قد رحل الصياد عنك فابشري

وقول المتنبي :

وإذا ما خلا الجبان بأرض ... طلب الطعن وحده والنزالا

وتلك الأخلاق الذميمة هي أبعد ما تكون عن أخلاق أهل العلم الذين التزموا الصدق والوضوح والأمانة لأنهم دعاة للحق وليس للباطل :

ولنعود إلى خطبة عدنان التي قال فيها: " مقالة الجعد بن درهم التي قتل من أجلها هي عقيدة السادة الأشعرية يعني يقول بها المالكية كلهم والشافعية كلهم وعقيدة الماترودية يقول بها الأحناف وعقيدة الزيدية في اليمن ...ليست عقيدة أحمد نعم "هـ .

الرد :

هذا الكلام فيه خلط وخبط ولا يخرج إلا من رجل لايعرف مقالات الفرق والمذاهب, أو أنه يعرف ولكنه يريد بقصد تغييب الحقائق على الناس .

بداية كما يعلم كل دارس لعقائد الفرق والملل والنحل فإن عقيدة الأشاعرة هي غير عقيدة المعتزلة والجهمية وخاصة في صفة كلام الله جل وعلا .

فالجهمية ينكرون جميع الأسماء والصفات وهو التعطيل التام أو الكلي وهو ما عليه الفلاسفة , والمعتزلة ينكرون الصفات ويثبتون الأسماء وأما الأشاعرة المتأخرون فيثبتون الأسماء وسبع من الصفات هي (الحياة، العلم، القدرة، السمع، البصر، الإرادة، الكلام ) والماتوريدية يضيفون

صفة ثامنة هي التكوين .[2]

مع العلم بأن قدماء الأشاعرة والكلابية كانوا يثبتون الأسماء والصفات ما عدا صفات الأفعال الإختيارية خوفا من شبهة حلول الحوادث بذات الله [3].

لذا فإن نفي الحوادث في ذاته جل وعلا أن كانت بمعنى عدم حلول شيء من مخلوقاته المحدثة في ذاته المقدسة فهذا نفي صحيح.. وإن أريد به نفي صفاته الإختيارية كالإستواء والنزول وأنه يتكلم بما شاء إذا شاء فهذا نفي باطل .

وَلِيعلم "عدنان ابراهيم " بأن المعتزلة عند الأشاعرة مبتدعة فسقة لقولهم بخلق القران وقد شن عليهم عبد القاهر البغدادي الأشعري هجوما شرسا بل إن أبي الحسن الأشعري نفسه قد رد على المعتزلة بعد أن فارقهم .

وبالنسبة للجهمية الذين هم تلامذة " الجعد بن درهم " الذي يدافع عنه "عدنان" فيقول "عبد القاهر البغدادي " فيهم :

الجهمية: أتباع جهم بن صفوان الذى قال بالإجبار والإضطرار.... وأكفره أصحابنا فى جميع ضلالاته...هـ[4]

وقال الإمام عبد الله بن المبارك: إنا لنحكى كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكى كلام الجهمية، وقال غير واحد من الأئمة: إنهم أكفر من اليهود والنصارى .[5]

وهنا نقول ل "عدنان إبراهيم " ما حكم الكافر أي المرتد في حكم الشريعة وخاصة بعد أن كفره العلماء؟؟؟ فكلام إبن تيمية رحمه الله ليس بدعا من القول كما إن الجهم هو تلميذ الجعد الذي تتباكى عليه !!! .

وبإختصار فإن الأشاعرة أثبتوا لله كلاما هو صفة قديمة تقوم بذاته سبحانه وتعالى لكن خالفوا السلف بقولهم أنه معنى قائم بذاته وهو الأمر والنهي والخبر والإستخبار , وإن عبر عنه بالعربية كان قرآنا وإن عبر عنه بالعبرانية كان توراة وهذا هو قول إبن كلاب ومن وافقه كالأشعري وغيره [6] .... .

فإن كان قصد عدنان إبراهيم أن العقيدة التي قتل من أجلها الجعد هي نفس عقيدة المعتزلة والأشاعرة والماتوردية فهذا جهل كبير وعريض, وإن كان يقصد بأن الجعد قتل على مقالته في أنكاره أن الله كلم موسى ونفى بأن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا فهذا بعيد, فإن الجعد قتل لتبنيه عقيدة كاملة وهي نفي الأسماء والصفات عن الله والزندقة ومعارضة نصوص الشرع بالعقليات ,واعتبار الله جل جلاله هي ذات مطلقة مجردة لها وجودا ذهنيا هو أقرب للعدم منه إلى الوجود وسلب عنه جميع الأسماء والصفات فالجعد هو أول من أظهر مقالة التعطيل في الإسلام .

ولإثبات ذلك :

قال الهروي رحمه الله : وأما فتنة إنكار الكلام لله عز وجل فأول من زرعها جعد بن درهم، فلما ظهر جعد قال الزهري -وهو أستاذ أئمة الإسلام وقائدهم-: ليس الجعد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم .[7]

قال ابن الأثير رحمه الله: وقيل إن الجعد كان زنديقا وعظه ميمون بن مهران (117هـ). فقال: "لشاة قباذ" أحب إلى مما تدين له فقال له: قتلك الله، وهو قاتلك، وشهد عليه ميمون وطلبه هشام وسيره إلى خالد القسري فقتله[8] ...فكلمة "شاة قباذ" كلمة فارسية فـ"شاة": معناها "ملك" و"قُباذ": ملك من ملوك الفرس وهو قباذ بن فيوز والد كسرى أنوشروان.[9]

فهذه الرواية التاريخية تظهر أن ميمون بن مهران (ت117هـ) -وهو أحد الأربعة الذين كانوا هم علماء الناس في زمن هشام بن عبد الملك وهم مكحول والحسن والزهري وميمون بن مهران هو الذي رفع أمر الجعد لهشام وأعد الشهود الذين شهدوا على الجعد بالكفر[10]

قال شيخ الإسلام إبن تيمية: قال الإمام أحمد: وكان يقال إنه (أي الجعد) من أهل حران، وعنه أخذ الجهم بن صفوان مذهب نفاة الصفات وكان بحران أئمة هؤلاء الصابئة الفلاسفة، بقايا أهل هذا الدين أهل الشرك ونفي الصفات والأفعال ولهم مصنفات في دعوة الكواكب.[11]

قال ابن عساكر: كان الجعد أول من أظهر القول بخلق القرآن في أمة محمد فطلبه بنو أمية فهرب من دمشق وسكن الكوفة، ومنه تعلم الجهم بن صفوان بالكوفة خلق القرآن .[12]

وقال ابن كثير: وأما الجعد فإنه أقام بدمشق حتى أظهر القول بخلق القرآن، فتطلبه بنو أمية فهرب منهم، فسكن الكوفة فلقيه فيها الجهم بن صفوان فتقلد هذا القول منه . [13]

هذه الروايات تثبت بأن الجعد قتل بسبب الزندقة ومقالة التعطيل التي مثل لها خالد القسري بنفي تكليم الله لموسى عليه السلام أبان ذبحه في عيد الأضحى والذي يؤيد هذا ويلقم "عدنان ابراهيم" حجرا أنه لم يعترض أي من علماء ذلك العصر على هذا الفعل وبينهم من علماء التابعين مثل الحسن البصري وليذكر عدنان عالما واحدا إعترض على قتل الجعد إن كان يستطيع...

قال الدارمي: أظهر الجعد بن درهم بعض رأيه في زمن خالد القسري، فزعم أن الله تبارك وتعالى لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولم يكلم موسى تكليما، فذبحه بواسط يوم الأضحى على رؤوس من حضره من المسلمين، لم يعبه به عائب، ولم يطعن عليه طاعن، بل استحسنوا ذلك من فعله وصوبوه .[14]

ومن خبث الجعد أنه أنكر الكلام والخلة لهدم الشريعة والطعن بالخليل وموسى أعداء النمرود وفرعون نصرة للصابئة الذين أخذ عنهم .

علما أن قتل الزنادقة والمبتدعة كان أمرا معروفا في ذلك الوقت فعندما أعلن غيلان الدمشقي بدعة القول بالقدر، تصدى له الأئمة من التابعين وعلى رأسهم: مجاهد، والخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز، وريحانة الشام الإمام الأوزاعي، لكن غيلان الدمشقي أصر فقتله هشام بن عبد الملك ..

وعندما ... اعتزلت المعتزلة الأولى وعلى رأسهم: واصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد، فتصدى لهم أئمة السنة أمثال: الحسن البصري، وأيوب السختياني، وابن عون، وثابت البناني، وابن سيرين، وحماد بن زيد، ومالك بن أنس، وأبي حنيفة، وابن المبارك، وهكذا كلما كثرت حشود البدعة تصدت لها جحافل السنة.[15]

لكننا سنجاري "عدنان إبراهيم " هنا ونعتبر بأن الجعد قتل بسبب تلك المقالتين فقط... وأن تلك المقالتين هما إنكاره صفة الكلام والخلة وهما عين قول المالكية والأحناف والشافعية كما يدعي أي أنهم يقولون بهما لكنها ليست قول الإمام أحمد..!!!

من يتأمل كلام عدنان يجد أنه تجنب ذكر الإمام أبوحنيفة والإمام مالك والإمام الشافعي وأقتصرعلى ذكر أتباعهم فقط بينما ذكر الإمام أحمد صراحة أليس هذا يثير الريبة , فلم هذا التدليس والتلبيس وعدم ذكر الأئمة بأسمائهم ؟؟!!

إذا وراء الأكمة ما ورائها ...حيث يعلم عدنان بأن الأئمة الثلاثة لا يقولون بتلك المقالات الكفرية بل ينكرونها ويشنعون على من يتبناها ويحاربونها وما فائدة ذكر الأصحاب والأتباع إذا كانوا على خلاف قول إمام المذهب , أو أن عدنان لايعلم بقول أئمة المذاهب وتلك طامة تضاف إلى طاماته الكثيرة فلِمَ يتصدر الكلام في مثل تلك المسائل الخطيرة .

ولكشف تدليس "عدنان ابراهيم " إليكم أقوال الأئمة " أبي حنيفة ومالك والشافعي " رحمهم الله في مقالة الجعد بن درهم والجهمية .

1- الإمام أبو حنيفة رحمه الله :

قال أبو حنيفة : لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته الذاتية والفعلية ... أما الذاتية فالحياة والقدرة والعلم والكلام والسمع والبصر والإرادة [16]

وقال رحمه الله : لم يزل عالما بعلمه والعلم صفة في الأزل وقادر بقدرته والقدرة صفة في الأزل ومتكلما بكلامه والكلام صفة في الأزل وخالقا بتخليقه والتخليق صفة في الأزل .[17]

وقال رحمه الله : وكلام الله تعالى غير مخلوق وكلام موسى وغيره من المخلوقين مخلوق والقرآن كلام الله تعالى فهو قديم لا ككلامهم ... وسمع موسى عليه السلام كلام الله تعالى كما في قوله تعالى وكلم الله موسى تكليما ... وقد كان الله تعالى متكلما ولم يكن كلم موسى عليه السلام وقد كان الله خالقا في الأزل ولم يخلق الخلق فلما كلم موسى كلمه بكلامه الذي هو صفة له في الأزل [18]

وقال رحمه الله : وصفاته كلها بخلاف صفات المخلوقين يعلم لا كعلمنا، ويقدر لا كقدرتنا، ويرى لا كرؤيتنا، ، ويتكلم لا ككلامنا ويسمع لا كسمعنا . [19]

نسأل هنا "عدنان إبراهيم " هل هذه عقيدة الجعد التي قتل من أجلها أم هي عقيدة السلف التي على النقيض من عقيدة الجعد وتلميذه الجهم بن صفوان .

بل ذهب أبو حنيفة رحمه الله إلى أكثر من ذلك حين كفر الجهمية واليكم الروايات

فقد روى الخطيب عن عبد الحميد بن عبد الرحمن الحمانيي قال:

"سمعت أبا حنيفة يقول: جهم بن صفوان كافر"[20].

وفي رواية أخرى أنه بعدما ناظره قال له: "اخرج عني يا كافر"[21]

وهنا نذكر عدنان مرة ثانية أن ابن تيمية إنما استقى أحكامه على المبتدعة من هؤلاء الأئمة الجهابذة .

وكان الإمام أبوحنيفة رحمه الله تعالى يذم جهما ويعيب قوله، كما ذكر أبو يوسف فقد قال: "إن أبا حنيفة كان يذم جهما ويعيب قوله"[22].

وكان ممّا عاب على جهم قوله بخلق القرآن. فقد روى الخطيب عن ابن أبي شيبة قال: "قدم إبن المبارك على أبي حنيفة، فقال له أبو حنيفة: ما هذا الذي دبّ فيكم؟ قال: له رجل يقال له جهم، قال: وما يقول؟ قال: يقول القرآن مخلوق، فقال أبو حنيفة: {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلا كَذِباً} "[23]

فنهى عن القول بقوله أو الصلاة خلفه. فعن أبي يوسف أن أبا حنيفة قال: "من قال القرآن مخلوق فهو مبتدع؛ فلا يقولن أحد بقوله ولا يصلين أحد خلفه"[24]

فليفرد عدنان إبراهيم عضلاته وليكذب هذه النقول أو يأتي بما يناقضها علما بأن هذه العقيدة هي مامات عليها أبو حنيفة رحمه الله... أو ليرد عليه كما رد على ابن تيمية !!! , أما أتباع مذهبه رحمه الله فمنهم من كان على عقيدة الماتوريدية ومنهم من كان على عقيدة السلف كالإمام الطحاوي الحنفي وابن أبي العز شارح العقيدة الطحاوية رحمهما الله وليس كلهم على الماتوريدية كما كذب عدنان وهذا ما سنذكره لاحقا إن شاء الله تعالى .

2- الإمام الشافعي رحمه الله :

أخرج إبن عبد البر عن الجارودي قال: ذكر عند الشافعي إبراهيم بن إسماعيل ابن علية فقال: أنا مخالف له في كل شيء وفي قول لا إله إلا الله لست أقول كما يقول، أنا أقول: لا إله إلا الله الذي كلّم موسى عليه السلام تكليمًا من وراء حجاب وذلك يقول لا إله إلا الله الذي خلق كلامًا أسمعه موسى من وراء حجاب[25].

وأخرج اللالكائي عن الربيع بن سليمان، قال الشافعي: «من قال القرآن مخلوق فهو كافر»[26]

وأخرج البيهقي عن أبي محمد الزبيري قال: قال رجل للشافعي أخبرني عن القرآن خالق هو؟ قال الشافعي: اللهم لا. قال: فمخلوق؟ قال الشافعي: اللهم لا. قال: فغير مخلوق؟ قال الشافعي: اللهم نعم. قال: فما الدليل على أنه غير مخلوق؟ فرفع الشافعي رأسه وقال: تُقر بأن القرآن كلام الله، قال: نعم. قال الشافعي: سبقت في هذه الكلمة قال الله تعالى ذكره: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ [التوبة: 6]، وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا [النساء: 164].

قال الشافعي: فتقر بأن الله كان وكان كلامه؟ أو كان الله ولم يكن كلامه؟ فقال الرجل: بل كان الله وكان كلامه. قال: فتبسم الشافعي وقال: يا كوفيون إنكم لتأتوني بعظيم من القول إذا كنتم تقرون بأن الله كان قبل القبل وكان كلامه فمن أين لكم الكلام: إن الكلام الله، أو سوى الله، أو غير الله، أو دون الله؟ قال: فسكت الرجل وخرج .[27]

3- الإمام مالك رحمه الله :

أخرج أبو نعيم عن يحيى بن الربيع قال: كنت عند مالك بن أنس ودخل عليه رجل فقال يا أبا عبد الله، ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق؟ فقال مالك: زنديق فاقتلوه، فقال: يا أبا عبد الله إنما أحكي كلامًا سمعته، فقال: لم أسمعه من أحد إنما سمعته منك، وعظم هذا القول [28]

فأنظر كيف أراد الإمام قتل السائل وهو مجرد سائل فما بالك بموقفه من مقالة الجعد والجهم بن صفوان..!!!

وأخرج ابن عبد البر عن عبد الله بن نافع قال: كان مالك بن أنس يقول من قال القرآن مخلوق يوجع ضربًا ويحبس حتى يتوب .[29]

هذه عينة من أقوال الأئمة الثلاثة أبي حنيفة ومالك والشافعي رحمهم الله وهي عين قول أحمد رحمه الله في كلام الله وأنه صفة له جل وعلا غير مخلوق وهو قول السلف الصالح , لا كما حاول "عدنان إبراهيم" التعمية على السامعين بأن قول أتباع الأئمة الثلاثة في كلام الله هو عين قول الجعد بن درهم , وتجنب ذكر أئمة المذاهب , لكن مع ذلك فإن الكثير من أتباع الأئمة الثلاثة ومن علماء مذاهبهم قد اعتقدوا بأن القران كلام الله غير مخلوق وأن الله جل وعلا قد كلم موسى عليه السلام, ومنهم أبي يوسف تلميذ أبي حنيفة... قال الإمام البيهقي : وأنبأني أبو عبد الله الحافظ ، إجازة ، أَخْبَرَنَا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ، حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي ، قال : سمعت أبي يقول : سمعت أبا يوسف القاضي ، يقول : كلمت أبا حنيفة رحمه الله تعالى سنة جرداء في أن القرآن مخلوق أم لا ؟ فاتفق رأيه ورأيي على أن من قال : القرآن مخلوق ، فهو كافر.. قال أبو عبد الله رواة هذا كلهم ثقات[30] .

والطحاوي صاحب العقيدة الطحاوية كذلك وشارحها إبن أبي العز الحنفي ...وهنالك الكثير من علماء الحنفية على مذهب السلف ومن المنكرين لعقيدة جهم والجعد , منهم زفر بن الهذيل المتوفى سنة 158هـ , والقاسم بن معن المسعودي المتوفى سنة 175هـ , يحيى بن زكريا بن أبي زائدة المتوفى سنة 183هـ , محمد بن الحسن الشيباني المتوفى سنة 189هـ , وكان لا يرى الصلاة خلف من قال القرآن مخلوق , أبو سليمان موسى بن سليمان الجوزجاني المتوفى بعد سنة 200هـ وغيرهم كثير .

ومن أتباع المذهب الشافعي البويطي تلميذ الشافعي الذي عذب ومات لعدم قوله بخلق القران

قال ابن كثير عنه : وكان الذين ثبتوا على الفتنة فلم يجيبوا بالكلية أربعة: أحمد بن حنبل، وهو رئيسهم، ومحمد بن نوح بن ميمون الجند النيسابوري، ومات في الطريق، ونعيم بن حماد الخزاعي، وقد مات في السجن، وأبو يعقوب البويطي، وقد مات في سجن الواثق على القول بخلق القرآن، وكان مثقلا بالحديد . [31]

كذلك إبن كثير من الشافعية واللالكائي الشافعي وغيرهم كثير من علماء المذهب.

قال إبن حجر الشافعي في معرض شرحه لرواية تحريق علي رضي الله عنه للزنادقة في فتح الباري : وَاشْتَهَرَ فِي صَدْر الْإِسْلَام الْجَعْد بْن دِرْهَم فَذَبَحَهُ خَالِد الْقَسْرِيّ فِي يَوْم عِيد الْأَضْحَى ، ثُمَّ كَثُرُوا فِي دَوْلَة الْمَنْصُور وَأَظْهَرَ لَهُ بَعْضهمْ مُعْتَقَده فَأَبَادَهُمْ بِالْقَتْلِ .[32]

و من علماء المالكية الذين كانوا على مذهب السلف عبد الرحمن بن القاسم, وعبد الله بن وهب، وعبد العزيز بن الماجشون .

وسحنون قال عنه الذهبي في السير : وعن يحيى بن عون قال: دخلت مع سحنون على ابن القصار وهو مريض فقال: ما هذا القلق؟ قال له: الموت والقدوم على الله. قال له سحنون: ألست مصدقا بالرسل والبعث والحساب والجنة والنار؟ وأن أفضل هذه الأمة أبو بكر ثم عمر، والقرآن كلام الله غير مخلوق، وأن الله يرى يوم القيامة، وأنه على العرش استوى، ولا تخرج على الأئمة بالسيف وإن جاروا؟ قال: إي والله. فقال: مت إذا شئت، مت إذا شئت هـ ..[33]

وعبد الله بن أبي زيد القيرواني المالكي ويقال له: مالك الصغير.

قال عنه الذهبي : وكان رحمه الله على طريقة السلف في الأصول لا يدري الكلام ولا يتأول هـ.[34]

كذلك الإمام أبو عمرو الداني المالكي صاحب القراءات كان على مذهب السلف وغيرهم الكثير من علماء المالكية لا كما يدعي عدنان .

ولولا خشية الإطالة لذكرت الكثير من علماء المذاهب الأربعة على طريقة السلف ومخالفين لعقيدة الجعد بن درهم .

وهذا يبين إفتراء عدنان وكذبه وتدلسيه في هذه المسألة ولا غرابة في ذلك فمن يتجرأعلى الصحابة ويطعن فيهم ومنهم إبن عمر ومعاوية رضي الله عنهم لا يستغرب منه أن يكذب ويتجرأ على من دونهم من أهل العلم رحمهم الله تعالى, فلا يغتر عدنان بحلم الله وصبره عليه وندعوه إلى التوبة من التعرض للصالحين ونحذره من قوله تعالى : {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ }الأنعام44.

المصدر  : موقع سمت نت

........................................................................

[1] ( صحيح ) انظر حديث رقم : 1556 في صحيح الجامع .

[2] أنظر غير مأمور شرح النونية للهراس

[3] وهذه حجة باطلة لايستطيعون إثباتها فما علاقة حلول الحوادث بإثبات الصفات لله التي ليس كمثلها شيء ,

[4] الفرق بين الفرق

[5] محموع الفتاوى ج12

[6] العقيدة الطحاوية ص 168 – 169 ط المكتب الإسلامي

[7] ذم الكلام ص304.عن مقالة التعطيل والجعد بن درهم للشيخ محمد بن خليفة بن علي التميمي

[8] الكامل 5/429.عن مقالة التعطيل

[9] مقالة التعطيل

[10] مقالة التعطيل

[11] درء تعارض العقل والنقل 1/313. عن مقالة التعطيل

[12] - مختصر تاريخ دمشق 6/50.عن مقالة التعطيل

[13] البداية 9/350. عن مقالة التعطيل

[14] الرد على الجهمية ص110، ط:المكتب الإسلامي. مقالة التعطيل .

[15] الاحتساب على البدع وأهلها واجب شرعي وليس ظلماً ..للشيخ ناصر العقل

[16] الفقه الأكبر ص 4ط دائرة المعارف النظامية بحيدر اباد الدكن سنة 1342 هـ

[17] الفقه الاكبر ص 5

[18] الفقه الأكبر ص5 – 6

[19] الفقه الأكبر ص 6

[20] تاريخ بغداد 13/382. عن كتاب أصول الدين عند الإمام أبو حنيفة للأستاذ محمد بن عبد الرحمن الخميس

[21] أصول البزدوي مع شرحه كشف الأسرار 1/11.عن المصدر السابق

[22] تاريخ بغداد 13/382. عن المصدر السابق

[23] تاريخ بغداد 13/384.عن المصدر السابق ص188

[24] تاريخ بغداد 13/383-384. عن المصدر السابق ص188

[25] الانتقاء ص79، والقصة ذكرها الحافظ عن مناقب الشافعي للبيهقي، اللسان (1/35). عن إعتقاد الأئمة الأربعة للأستاذ محمد بن عبد الرحمن الخميس .

[26] شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/252). عن المصدر السابق

[27] مناقب الشافعي (1/407، 408).عن المصدر السابق

[28] الحلية (6/325) وأخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السٌّنة والجماعة (1/249) من طريق أبي محمد يحيى بن خلف عن مالك، وأورده القاضي عياض في ترتيب المدارك (2/44).عن المصدر السابق

[29] الانتقاء ص35. عن المصد السابق

[30] الأسماء والصفات للبيهقي

[31] البداية والنهاية ، دار إحياء التراث العربي , ج 10 ص 369 عن موقع المختار الاسلامي

[32] فتح الباري باب حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم عن الشاملة

[33] سير أعلام النبلاء عن الشاملة

[34] سير أعلام النبلاء عن الشاملة



مقالات ذات صلة