البهائية ... الخطر الصهيوني على الإسلام
محمد راتب المصري
في كل زمان يظهر دجالون أفاكون، يتفيؤون ظلال الاستعمار، وينشرون في مجتمعات الإسلام ما يمزق الأمة ويقوي أعداءها، يبذرون بذورهم السامة في بيئة جاهلة لا تعرف من الدين إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه.
إن من أخطر الدعوات وأعظم الفتن التي فتن بها الشياطين كثيرا من الناس، هو تعظيم شخص وتقديسه، والتعلق به حتى يؤول الأمر إلى عبادته.
وكما بدأ اليهودي ابن سبأ بنشر فتنته في تعظيم علي رضي الله عنه، فإن عقيدة البهائيين قد انحدرت من فرق الرافضة، واستمدت قوتها من الصهيونية والماسونية العالمية.
وما تزال قضية كتابة خانة الديانة في بطاقات الهوية والأوراق الرسمية في مصر تثير إشكاليات لاسيما بعد أن أصدرت المحكمة الإدارية العليا في مصر قراراً بأحقية البهائيين في استخراج بطاقات الهوية ووضع خط صغير أو كلمة أخرى أمام خانة الديانة في الأوراق الثبوتية, ويعد هذا نوعاً من أنواع التنازل قد يؤدي فيما بعد إلى الاعتراف الرسمي لهذه النحلة الضالة بوصفها ديناً مما يخالف الفتاوى الكثيرة الصادرة من الأزهر التي مازالت ترفض الاعتراف بأي ديانة غير الديانات الثلاث, وبدورنا نتمنى من الحكومة المصرية أن تستمر في عدم إعطاء الفرصة لمثل هذه الفئات الضالة وذلك حماية للمجتمع المصري من الاختراق الصهيوني وغيره من الفئات الضالة التي بدأت تثير القلاقل في كثير من المجتمعات العربية.
وهنا نلقي الضوء على هذه الديانة المنحرفة، وما تعتقده من أفكار زائغة، وما تؤديه من عبادات متناقضة مع روح الدين الإسلامي، ومنطقه السليم والسوي، وصولا إلى إجماع الأمة الإسلامية على تكفير هذه الفرقة الضالة، وإلى التفاصيل:
التعريف بالبهائية
البهائية نحلة وحركة ضالة، نبعت من المذهب الشيخي سنة 1260ه/1844م، تحت رعاية الاستعمار الروسي والإنجليزي، واليهودية العالمية، بهدف خدمة مصالح الصهاينة، وإفساد العقيدة الإسلامية وتفكيك وحدة المسلمين.
وتنسب هذه الفرقة إلى الميرزا حسين علي النوري المازندراني، الذي نشأ في إيران ولقب نفسه بـ (بهاء الله) وتربي وعائلته في أحضان أعداء الأمة، وفي عكا، امتدت الأيادي الماسونية والصهيونية لإمداده بالمال وأسكنوه قصرا عظيما يسمى قصر البهجة، وهو القصر الذي يتخذه البهائيون قبلتهم في الصلاة ومكان حجهم.
النشأة والتأسيس
- بدأ الميرزا حسين المازندراني دعوته مدعيا بأنه خليفة الباب الشيرازي، ثم ادعى أنه المهدي، وبعد ذلك زعم أنه رسول الله إلى الناس، ثم أعلن أنه محل ظهور الله. وأما اسم (بهاء الله) فقد أمده به اليهود، وهو لقب موجود في المزامير.
- استمر (بهاء الله) في نشر ضلالاته وافتراءاته بدعم المؤسسات الماسونية والصهيونية التي اتخذته مطية لتحقيق أهدافها باسم الدين، وقد كانت كتبه تدعو إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وفي أواخر حياته، جعله الله عبرة فـأصيب بالجنون والحمى التي أنهكت ذلك الجسد الذي زعم صاحبه أن الله اختاره محلا يظهر من خلاله.
- ثم تولى ابنه عباس أفندي الخلافة من بعده، وكان ذا شخصية جادة، لدرجة أن معظم المؤرخين يقولون بأنه لولا العباس لما قامت للبهائية قائمة.
- داهن عباس أفندي الملقب بـ (عبد البهاء) وتزلف كثيرا في سبيل نشر دعوته بين كل الطوائف والملل والعرقيات، حتى أنه قال في خطاباته:”إن الملكوت ليس خاصا بجمعية مخصوصة، فإنك يمكن أن تكون بهائيا مسيحيا، وبهائيا ماسونيا، وبهائيا يهوديا، وبهائيا مسلما”!!.
ـ زار عباس أفندي سويسرا، وحضر مؤتمرات الصهيونية ومنها مؤتمر بال
- وفي عام
أماكن انتشارهم
ينتشر البهائيون في دول عديدة، وتقطن غالبيتهم في إيران، وفي إفريقيا ومصر، والهند وفيتنام، وأمريكا اللاتينية والولايات المتحدة والتي يقدر عدد البهائيين فيها بمليوني بهائي، كما يتواجدون في أوروبا بشكل ملحوظ.
أما مقرهم الرئيسي، فهو في حيفا بفلسطين المحتلة. ولهم محافل رئيسية في الحبشة وجوهانسبرج بجنوب إفريقيا وكراتشي بباكستان، ويقع أكبر معابدهم في شيكاغو الأمريكية، ولهم ممثلون في الأمم المتحدة، وهم يتمتعون بتأييد ودعم غربي منقطع النظير.
التنظيمات البهائية في مصر
دخلت البهائية مصر مطلع القرن العشرين على يد عبد البهاء وحفيده، وقد قررت المحكمة الشرعية العليا عام 1925 أن الدين البهائي دين مستقل عن الإسلام، إلا أن الرئيس الراحل عبد الناصر أصدر عام 1962 قرارا جمهوريا بحل المحافل والمؤسسات البهائية، ومنذ ذلك التاريخ، تم القبض على ثلاثة تنظيمات كبرى لنشر البهائية كان أولها عام 1971 ثم قام المتهمون كلهم بإشهار إسلامهم أو التنصر فسقطت القضية. أما التنظيمان الثاني والثالث فقد آلت قضيتهما إلى البراءة؛ ومنذ ذلك التاريخ لم تعد تشاهد أية شعائر للبهائية في مصر.
ويقيم معظم البهائيين في مصر (نحو ألفي مواطن) في مدن ومحافظات الدلتا والصعيد، بالأخص في طنطا وسوهاج. وخلال القرن العشرين شن الأزهر ودار الإفتاء ومجمع البحوث الإسلامية هجوما شديدا على البهائية، وبرؤوا الإسلام منها، واعتبروا من يؤمن بها مرتدا وكافرا.
عقيدتهم وعباداتهم
تستمد العقيدة الضالة للبهائيين جذورها من دراسة استمدها المؤسسون من أهم الفرق الضالة، وهي الإمامية والشيخية، والماسونية العالمية، والصهيونية العالمية.
وظاهر العقيدة البهائية أنهم يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله والقيامة والباب والبهاء. ولكن إيمانهم ليس كإيمان المسلمين مطلقا، فهم يؤمنون بإله يفتقر وجوده إلى من يظهر من خلاله، وهم الأنبياء والرسل، وأن جسد البهاء أكمل هيكل ظهر فيه الله، ومن أهم المعالم في عقيدتهم الضالة ما يلي:
- يقولون بالحلول والاتحاد والتناسخ وخلود الكائنات، وأن الثواب والعقاب إنما يكونان للأرواح فقط على وجه يشبه الخيال.
- يزعمون أن كل الرسل جاءت لتبشر بالبهاء، وأن باب الرسالة مفتوح لم يغلق، وأن دين البهاء ناسخ لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
- يقولون بنبوة بوذا وأمثاله من حكماء الهند والصين والفرس الأول.
- يوافقون اليهود والنصارى في القول بصلب المسيح عليه السلام.
- يؤولون القرآن تأويلات باطنية ليتوافق ذلك مع مذهبهم.
- يعتقدون أن كتابهم (الأقدس) ناسخ للقرآن الكريم.
- ينكرون معجزات الأنبياء وحقيقة الملائكة والجن، كما ينكرون الجنة والنار، ويعتبرون أن القيامة هي ظهور البهاء.
- أما قبلتهم، فهي قصر البهجة في عكا، والذي عاش فيه البهاء، وهو بالنسبة لهم أقدس بقعة في العالم.
- تحريم الجهاد وحمل السلاح وإشهاره ضد الأعداء، لذلك حظيت البهائية باهتمام أعداء الأمة الإسلامية.
- يقدسون العدد 19، ويجعلون عدد الشهور 19 شهراً، وعدد الأيام 19 يوماً، وقد تابعهم في هذا الهراء المدعو محمد رشاد خليفة، حين ادَّعى قدسية خاصة للرقم 19، وحاول إثبات أن القرآن الكريم قائم في نظمه من حيث عدد الكلمات والحروف على 19، ولكن كلامه ساقط بكل المقاييس.
- الدين البهائي فتح باب الإباحية على مصراعيه، فالبهائيون يحرمون الحجاب على المرأة، ويحللون المتعة وشيوعية النساء والأموال، والمحرم الوحيد عند البهائية هو نكاح زوجة الأب، أما نكاح بقية المحارم كالأخت أو الابنة أو العمة أو الخالة، وكذلك اللواط، لا يوجد ما يحرمه عند البهائيين.
ـ الصلاة عندهم ثلاث مرات في اليوم، في كل مرة ثلاث ركعات دون تحديد لكيفيــة معينة، ولا توجد صلاة الجماعة إلا في الصلاة على الميت وهي ست تكبيرات يقولون في كل تكبيرة (الله أبهى).
- ويتوضئون للصلاة بماء الورد، فإن لم يجدوه قالوا: (بسم الله الأطهر) خمس مرات، كما أنهم لا يعتقدون بالجنابة ولا يعتقدون بالنجاسة في شيء.
- الزكاة عندهم 19% من رأس المال، تدفع مرة واحدة إلى بيت العدل القائم في الكيان الصهيوني.
- يحجون إلى قبر البهاء في عكا أو بيته ببغداد، ويبطلون الحج إلى بيت الله الحرام.
- يستخدمون التقية وهي إخفاء حقيقة مذهبهم لذلك، ولعل الأصل في أسلوب المخادعة والتستر عندهم، هو قول عبد البهاء المشهور " أخف ذهابك وذهبك ومذهبك "
العقيدة البهائية وإجماع الأمة على كفرها
تتسم البهائية بالتناقض الشديد والتخبط بآرائها في كل شيء، ولعل أكثر هذه التناقضات وضوحا حيرتهم في رجالهم، فتارة يؤلهونهم وتارة يجعلون هذا رسولا وهذا إله، وتارة يجعلون إلههم واحدا، وتارة تتعدد الآلهة عندهم.
إن من الواضح في عقيدة البهائية، أنها من الفئات الكافرة الضالة الخارجة عن الإسلام بحكم إنكارهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وادعائهم بأن روح الله عز وجل حلت في البهاء، وإنكارهم للعقوبات الإلهية وموالاتهم المستمرة لليهود، وسعيهم الدؤوب لتهويد المسلمين، وإعلامهم أن كتابهم البيان قد نسخ القرآن الكريم.
- وقد صدرت الفتاوى من المجامع العلمية مثل مجمع الفقه الإسلامي بمكة ودار الإفتاء المصرية والمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في فلسطين، بخروج البهائية عن شريعة الإسلام، واعتبارها حربًا عليه، وكفر أتباعها كفرًا بواحًا سافرًا لا تأويل فيه.
- وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله مفتي المملكة السعودية السابق عن الذين اعتنقوا مذهب (بهاء الله)، فأجاب بعدما علم بعقيدتهم، أنه لا شك في كفرهم، كما أنه لا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين.