في كل عام في مثل هذا الموعد تتجدد أعمال "مؤتمر الوحدة الإسلامية الدولي" في العاصمة الإيرانية طهران، والذي ينظمه "المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية" بطهران، بهدف التقريب بين المسلمين!! ولم شملهم!! وتوحيدهم تحت راية واحدة!!
وبهذا يتأكد لدى كل متابع أن هذه الوحدة مشروطة بعدة شروط، أو لنقل تنازلات، وهذه التنازلات يتقدمها التخلي عما يغضب الجانب الإيراني في مذهبك، وقبول ما يغضبك في مذهب الشيعة، حتى تتحقق هذه الوحدة (المزعومة)، وتتأكد لنا هذه الرؤية من خلال الطرح الذي يقدمه المؤتمر، ونوعية الحضور المشاركين فيه.
ولهذا فلا عجب إن علمنا أن من قام بإنشاء "المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب" المنظم لهذا المؤتمر "السنوي" هو مرشد الثورة الإسلامية "آية الله علي خامنئي"، وللقارئ الكريم أن يتخيل طبيعة ملتقي تقريبي أسسه رأس أكثر دول العالم طائفية وعنصرية.
وبالنظر إلى هذه الحيثيات، وما هو عليه واقع الدولة الإيرانية، ومواقفها المخذية تجاه الأمة الإسلامية، وتجاه علمائها ومقدساتها، وعلى رأس هذه المواقف الموقف من الصحابة- رضوان الله عليهم-، بالنظر إلى كل هذا نعلم جيداً أن ما يحدث في هذا المؤتمر وأمثاله لا يخدم إلا المصلحة الإيرانية، ولا يصب إلا في صالح مذهب الشيعة.
فتحت شعار "الأمة الإسلامية الواحدة، التحديات والآليات" بدأ المؤتمر أعماله والتي استمرت على مدى يومين كاملين، لم أقرأ فيهما عن أي خبر أو تنويه أو مطالبة من قبل الحاضرين بالكف عن سب الصحابة، أو بالعدول عن نهج الشيعة الطائفي في سوريا أو العراق أو لبنان أو السعودية أو البحرين.. بل كل ما دار لا يخرج عن كونه نوعاً من التملق الرخيص من قبل بعض الحاضرين للشيعة وللدولة الإيرانية.
فعن أية وحدة يتحدث الإيرانيون وضيوفهم، وهم من يمزقون– إلى جانب أعوانهم- عالمنا الإسلامي ليل نهار، فمن كان السبب في سقوط الدولة العراقية؟ من دعم الأمريكان ووقف إلى جوارهم، ثم تقاسم أرض العراق معهم إلا الشيعة.
ومن يقف الآن إلى جانب طاغية الشام، ويدعمه بالمال والعتاد والرجال، ويغطي على جرائمه الشنيعة في حق الشعب السوري؟ من يساوم الغرب على بقاء الأسد إلا شيعة إيران بالتعاون مع أتباعهم في العراق وسوريا.
ومن يمزق الآن في اليمن، وفي البحرين، وفي مختلف دولنا إلا الشيعة بطائفيتهم القميئة وتحالفهم الغادر مع خصوم أهل السنة من اليهود والنصارى والعلمانيين.
من يقوم بهذه الجرائم هم الشيعة، بترتيب وتوجيه إيراني مباشر، والمتابع لتصريحات القادة الإيرانيين في الفترة الأخيرة يتأكد لدية هذا الأمر، والتي كان من آخرها التصريح الذي صدر عن نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، الجنرال حسين سلامي، حيث أوضح فيه أن لإيران جيوش شعبية في غالب الدول العربية!!
قبل أن يطالب قادة إيران بالوحدة ونبذ العنف عليهم أن يقيموا هذا الأمر في أنفسهم؛ فعليهم أن يرفعوا أيديهم عن إقليم الأحواز العربي المحتل من قبلهم، ويتوقفوا عن سياسية التفريس فيه وإجبار أهله على الدخول في التشيع، وعليهم أن يعطوا أهل السنة في إيران كافة حقوقهم المهضومة، ويتوقفوا عن منهج الإقصاء وسياسية الاعتقالات تجاه مخالفيهم في المذهب والنهج السياسي، وعليهم أن يكفوا عن طائفيتهم وعنفهم في غالب الدول العربية والإسلامية.
قبل الحديث عن الوحدة ونبذ العنف على ساسة إيران ومعمميهم إصلاح أنفسهم، بعدها يمكنهم الجلوس على طاولة حوار، لا للتقريب بين مذهب يسب الصحابة، وبين ما يدين به المسلمون "السنة" في مشارق الأرض ومغاربها، وإنما لتصحيح ما هم عليه من خطأ وجور ولدعوتهم إلى الدين الحق.
المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث