انحراف القبيسيات (التنظيم النسائي الصوفي(

بواسطة مركز التأصيل للدراسات والبحوث قراءة 2176
انحراف القبيسيات (التنظيم النسائي الصوفي(
انحراف القبيسيات (التنظيم النسائي الصوفي(

التعريف بالقبيسيات:

القبيسيات جماعة دينية نسائية تنتشر بشكل خاص في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين والكويت ودول الخليج، وتنسب إلى منيرة القبيسي، وهي إمرأة سورية تعيش حالياً في إحدى الحارات القديمة في العاصمة دمشق، وتبلغ من العمر 75 عاماً.

ولهذه الجماعة، التي تقتصر على النساء، عقائد وأفكار وسلوكيات وتصورات خاصة للإسلام، يمارسنها بشيء من السريّة والانعزالية، وليس معروفاً للآن ما هو سبب الحرص على السرية الشديدة ، بحيث أنهن يرفض حضور أي فتاة لحلقاتهم دون موعد مسبق عن طريق واحدة من عضواتهن الفاعلات، وهذا يجعل العديد من التساؤلات ما الذي يخفيه هذا التنظيم السري عن المسلمين؟(1).

التعريف بشيخة تنظيم القبيسيات:

منيرة القبيسي: هي مؤسسة جماعة القبيسيات النسائية الإسلامية في سوريا، وهي داعية، نشأت وتربت بسوريا وبات لها درساً دينياً بإسمها وهو "القبيسيات" واشتهرت بهذا المسمى لدرسها الدعوي بسوريا، ولدت عام 1933م في دمشق، وتربت في كنف الشيخ أحمد كفتارو المفتي العام السابق لسوريا، وفي الستينات من القرن الماضي درست في كلية العلوم الطبيعية بجامعة دمشق ثم درست في كلية الشريعة بنفس الجامعة(2).

تعيش السورية منيرة القبيسي التي تلقب بالآنسة، حالياً في إحدى الحارات القديمة في العاصمة دمشق. وقد تفرقت تلميذاتها في بلاد الشام ودول الخليج، واستطعن تأسيس جماعات أطلق عليها: الطبّاعيات في الأردن نسبة إلى فادية الطباع ، والسّحَريات في لبنان نسبة إلى سحرحلبى، وبنات البيادر في الكويت ووجدت نشاطاتهن رعاية مادية ومعنوية، حيث استطعن إنشاء جمعيات خيرية ومؤسسات تعليمية وتربوية، وحققن انتشارا لافتا بين الأوساط النسائية وخاصة الثريه.

وتختلف تسمية شيخة القبيسيات بين "الشيخة الكبرى" أو "الآنسة الكبرى" أو "الآنسة الأم"، غير أن أكثر التسميات شيوعاً هو "الآنسة".

من أفكار ومعتقدات القبيسيات:

* تعظيم الشيخة: في معتقد "القبيسيات" بأن شيختـهن لا يجوز مناقشتها، وأمرها مطاع!! وطاعتها من طاعة الله، وأن حبها من حب رسول الله صلى الله وسلم، وأن المريدة عبارة عن هيكل خلقه الله للتفاني في حب وخدمة "الآنسة" وكلما تفانت التلميذة في حب الآنسة كلما قربت من الله، حتى تصل إلى درجة الكمال، وإلى معـرفة الله عز وجل.. وعندها تنتقل من مرحلة العوام إلى الخواص، ومن خلال هذه المفاهيم فهن يقمن بتقبيل يدها ويتاسبقن لشرب فضلات كاسها من الماء.(3).

* حكم زيارة الشام: تعد زيارة الشام واجباً أو لنقل حلماً لكل من يتم لها الإذن بذلك من نساء التنظيم اللاتي يدعين أن رحلة الحج والعمرة هي "رحلة كعبة المباني"، ورحلة الشام هي "رحلة كعبة المعاني" هكذا، وفي هذه الرحلة يتم مقابلة "الآنسة الكبيرة"، ويتلقين الإرشاد والتوجية منها، ولذلك تحتال بعض نسـاء التنظيم على ولاة أمورهن للذهاب إلى "كعبة المعاني"(4).

* العزوف عن الزواج: ورغم تأكد وجود الكثير من العازبات بين "الداعيات"، فإن احداً لم يقدم تفسيراً لهذا. وفيما يعزو بعض منتقدي "الجماعة" السبب إلى "انهن لا يردن الانشغال بالزوج عن "الآنسة" وإلى أنهن يفضلن الحياة الأخرى على الحياة الدنيا(5).

* القول بالحلول ووحدة الوجود: من عقائد القبيسيات القول بالحلول وحدة الوجود وتعظيم أئمة الصوفية القائلين بهذا القول كابن عربي والحلاج، ومن كلام الآنسة الكبيرة "منيرة": فقد عرف الحلاج الله حتى ذاب في حبه، وكان يخفيه في ملابسه قال: "مافي الجبة إلا الله".

وكذلك الشيخ محي الدين بن عربي لم يعد يعرف الفرق بينه وبين ذات الله؛ حيث كان يقول:"أنا من أهوى - من أهوى أنا - نحن روحان حللنا جسداً"(6).

* استعمالهن للسحر واستعانتهن بالجن: كما هو حال كثير من أهل البدع من الرافضة والصوفية، وقد ذكر عنهن ذلك بعض من خالطهن واكتوى بنار سحرهن، حيث  يستخدمن هذا السحر في جذب قلب المدعوات كما يستخدمنه ضد من يتركهنا (7).

* طعنهم في علماء أهل السنة والجماعة: فيسمونهن في مجالسهن بالوهابية ويمنعون أتباعهن من الاستماع إلى دروسهم ومحاضراتهم، والطعن في علماء أهل السنة ونبزهم بالوهابية مسلك قديم لأهل البدع والقبورية والخرافية(8).

* من عاداتهن كشف أسرار البيوت للمربية، بحجة أن ذلك يساعدها في أن تأخذ يد الفتاة إلى الله، ويعتبرون المربية كالطبيب الذي يجب أن يتم إخباره بالخصوصيات ليساعد في العلاج، ويقولون "يجب أن يستعلي عندك حب الشفاء على الحرج من كشف العورات"(9).

* من أسس الدخول في الجماعة كتابة رسالة توضح فيها الفتاة أسرارها الشخصية الخاصة والذنوب التي ارتكبتها، على طريقة كرسي الاعتراف عند النصارى، ولهن عبارة في ذلك وهي (افتضح واسترح)(10).

فتوى اللجنة الدائمة بشأن القبيسيات:

سؤال المستفتي:

بشأن جماعة من النساء في الكويت يقمن بنشر الدعوة الصوفية على الطريقة النقشبندية، والتي كان يتزعمها أحمد كفتارو مفتي سوريا السابق، وهن يعملن تحت إطار رسمي جمعية نسائية، ولكنهن يمارسن هذه الدعوة في الخفاء ويظهرن ما لا يبطن، وقد حصل أن اطلعنا على كتاباتهن وبعض كتبهن واعتراف بعضهن من كونهن في هذا التنظيم، وذلك يتمثل بالآتي:

يقلن من لا شيخ له فشيخه الشيطان، ومن لم ينفعه أدب المربي، لم ينفعه كتاب ولا سنة، ومن قال لشيخه: لِم، لَم يفلح أبدًا، ويقلن بالوصل، ويقمن بعملية الذكر الصوفي مستحضرات صورة شيختهن الآنسة أثناء الذكر، ويقبلن يد شيختهن والتي يطلقن عليها لقب الآنسة، وهي من سوريا، ويتبركن بشرب ما تبقى في إنائها من الماء، ومن كتبهن التي بها السحر كتاب ( اللؤلؤ والمرجان في تسخير ملوك الجان)، ويقمن بتأسيس المدارس الخاصة بهن لاحتواء الأطفال على طريقتهن، ويعملن في مجال التدريس مما يعطيهن مجالاً لنشر هذه الدعوة في صفوف بنات المدارس الحكومية المتوسطة والثانوية، وقد فارقت بعض من هؤلاء النسوة أزواجهن وطلبن الطلاق عن طريق المحاكم عندما أمرهن هؤلاء الأزواج بالابتعاد عن هذا الطريق الضال.

السؤال:

1- ما هو الحكم الشرعي في عقيدة هؤلاء النسوة مع إصرارهن على هذه الطريق؟

2- هل يجوز الزواج منهن؟

3- ما حكم عقد النكاح القائم بإحداهن الآن؟

4- النصيحة لهن وترهيبهن من هذا الطريق؟

وجزاكم الله عنا كل خير.

مما جاء في إجابة اللجنة الدائمة:

الطرق الصوفية ومنها النقشبندية، كلها طرق مبتدعة مخالفة للكتاب والسنة، بل إن الطرق الصوفية لم تقتصر على كونها بدعة مع ما في البدعة من الضلال، ولكن داخلها كثير من الشرك الأكبر، وذلك بالغلو في مشائخ الطرق والاستغاثة بهم من دون الله، واعتقاد أن لهم تصرفًا في الكون، وقبول أقوالهم من غير نظر فيها، وعرضها على الكتاب والسنة، ومن ذلك ما ورد في السؤال من قولهم: من لا شيخ له فشيخه الشيطان، ومن لم ينفعه أدب المربي لم ينفعه كتاب ولا سنة، ومن قال لشيخه: لِمَ لم يفلح أبدًا، وهذه كلها أقوال باطلة مخالفة للكتاب والسنة؛ لأن الذي يقبل قوله مطلقًا بدون مناقشة ولا معارضة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما غيره من البشر مهما بلغ من العلم فإنه لا يُقبل قوله إلا إذا وافق الكتاب والسنة، ومن زعم أن أحدًا تجب طاعته بعينه مطلقًا غير رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ارتد عن الإسلام.

فالواجب الحذر من الصوفية ومن يتبعها رجالاً ونساءً، ومن توليهم التدريس والتربية، ودخولهم في الجمعيات النسائية وغيرها؛ لئلا يفسدوا عقائد الناس، والواجب على الرجل منع موليته من الدخول في تلك الجمعيات أو المدارس التي يتولاها الصوفية أو يدرسون فيها حفاظًا على عقائدهن، وحفاظًا على الأسر من التفكك وإفساد الزوجات على أزواجهن، ومن اعتنق مذهب الصوفية فقد فارق مذهب أهل السنة والجماعة، وإذا اعتقد في شيوخ الصوفية أنهم يمنحون البركة، أو ينفعون أو يضرون فيما لا يقدر عليه إلا الله من شفاء الأمراض وجلب الأرزاق ودفع الأضرار، أو أنهم تجب طاعتهم في كل ما يقولون ولو خالفوا الكتاب والسنة - من اعتقد ذلك فقد أشرك بالله الشرك الأكبر المخرج من الملة، لا تجوز موالاته ولا مناكحته.

والمرأة التي تأثرت بالتصوف ولم تصل إلى حد الاعتقاد المذكور لا ينبغي التزوج بها ابتداء، ولا إمساكها ممن تزوجها إلا بعد مناصحتها وتوبتها إلى الله، والذي ننصح به للنسوة المذكورات هو التوبة إلى الله والرجوع إلى الحق، وترك هذا المذهب الباطل، والحذر من دعاة السوء، والتمسك بمذهب أهل السنة والجماعة، وقراءة الكتب النافعة المشتملة على العقيدة الصحيحة، والاستماع للدروس والمحاضرات والبرامج المفيدة التي يقوم بإعدادها العلماء المستقيمون على المنهج الصحيح، كما ننصح لهن بطاعة أزواجهن وأولياء أمورهن في المعروف(11).

ــــــــــــ

الهوامش:

(1) القبيسيات: التنظيم النسائي الصوفي- مجلة الراصد.

(2) الشيخ كفتارو يتحدث عن خفايا عالم "القبيسيات" في سوريا- العربية نت- مايو العربية نت- مايو 2007م.

(3) القبيسيات... تنظيم خطير تجهله النساء؛ فوزية الخليوي؛ موقع صيد الفوائد

(4) المرجع السابق.

(5) القبيسيات: حركة إسلامية نسائية غامضة عضواتها يزدن عن 70 ألفا-العربية نت

(6) القبيسيات... تنظيم خطير تجهله النساء.

(7) القبيسيات: الحقيقة والواقع- المحجة

(8) المرجع السابق- بتصرف يسير

(9) المرجع السابق

(10) المرجع السابق

(11) ملخصا عن فتوى اللجنة الدائمة- رقم الفتوى: 16011



مقالات ذات صلة