قصة الفقيد محمد علي حسين الجياب - رحمه الله -

بواسطة مراسل الحقيقة - تقرير خاص قراءة 2724
قصة الفقيد محمد علي حسين الجياب - رحمه الله -
قصة الفقيد محمد علي حسين الجياب - رحمه الله -

قصة الفقيد محمد علي حسين الجياب - رحمه الله -

وقال تعالى:( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا )

    

محمد علي حسين الجياب من مواليد 1969 متزوج من ابنة خالته ، كنيته أبو عمر !!!! ، ولديه أربعة أطفال ( عمر 11 سنة ) و ( عبد الرحمن 10 سنوات ) و ( عبير 7 سنوات وهي معاقة جسديا منذ الولادة ) و ( أيمن ثلاثة أشهر ونصف ) ، شريك في محل صغير لبيع الأدوات الاحتياطية في منطقة الشيخ عمر وهي منطقة صناعية في وسط بغداد وتشتهر في تجارة المواد الاحتياطية للسيارات حيث تعتبر مركزا لذلك .

نبذة عن حياته :

     ولد الحاج محمد علي في منطقة الطوبجي في سنة 1969 وانتقل في عام 1979 إلى منطقة البلديات وهو في عمر 10 سنوات مع والديه وعائلته المكونة من سبعة  أفراد وهو الابن الثاني بعد أخيه الاكبر تحسين وهو أكبر من أخته الصيدلانية دينا وأخيه المحاسب القانوني رائد وأخته الصغرى سماهر وهي محاسبة ، توفي والده عام 1982 وكان موظف في الدولة العراقية ومدرس لمادة الرياضيات وبعد وفاة والد محمد لم يكن هناك معيل لهم إلا الراتب التقاعدي الذي يحصل عليه والده بعد وفاته وكانت العائلة في هذه الفترة تمر بظروف قاسية لا يعلمها إلا الله ووالدته المؤمنة الصابرة أم تحسين ، التي استطاعت أن تربي أولادها الخمسة من هذا الراتب بل وتخرجهم من أحسن الجامعات والكليات ، تخرج محمد من معهد التكنولوجيا / كركوك عام 1988 وتوجه مباشرة الى منطقة الشيخ عمر ليعمل في أحد المحلات كبائع للادوات الاحتياطية ومن ثم دخل شراكة في محل مستقل مع أحد شركائه العراقيين واسمه حسون المعيني عام 1990 واستمرت الشراكة الى أن استشهد محمد وقد عرف عن العلاقة بين محمد وحسون بانها أخوية وحميمة جدا ، وطوال حياة الفقيد عرف عنه التزامه بما فرض الله عليه من تعاليم الاسلام من صلاة وزكاة وصوم وحج وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ولا نزكيه على الله ، وكان قد التحق للدراسة في كلية الشريعة / جامعة بغداد في الدراسة المسائية وتخرج منها عام 2001 .

 

قصة اختطافه واستشهاده بإذن الله :

    في يوم الاحد الموافق 24 / 7 / 2005 اتصل بأخيه رائد جار الفقيد محمد في العمل ويعمل بالقرب من محل الفقيد في منطقة الشيخ عمر الساعة 9.30 صباحا وأخبره أن هناك أشخاص أخذوا الفقيد محمد في سيارة ونقلوه الى مكان مجهول وفورا توجه شقيقه رائد إلى موقع الاختطاف وطلب منهم أن يشرحو له كيف حدث ذلك ؟ وفي هذه المنطقة المزدحمة !! وأين كنتم ؟!! فأخبره شاهد عيان كان في موقع الاختطاف وقال له ( نزل رحمه الله في حال وصوله إلى موقع عمله من سيارته وأغلق الابواب ووقف في باب المحل وفجأة اقتربت سيارة نوع هونداي موديل 1994 لونها فيلي وبدون أرقام وفيها ثلاثة أشخاص ونزلوا الثلاثة من السيارة أي حتى السائق وتم الاحاطة بالفقيد من قبل 2 منهم شخص يحمل كلاشنكوف والآخر مسدس يرتدون ملابس شرطة ودروع وباجات وقالو للفقيد هيا اصعد في السيارة وسحبوه إلى داخلها ) وعند السؤال عن أوصاف الجناة الشكلية قال له ( إن فيهم شخص مميز الملامح فهو كبير في السن أشيب الشعر وعريض ولون عينيه أخضر أما الشخصين الاخرين فأحدهما طويل وضخم وأسمر ، والاخر متوسط الطول وجسمه نحيف وأسمر ووجه ضعيف ) . والعجيب أن هذه المنطقة مزدحمة ومكتظة بالمحال التجارية والمتبضعين وفيها باستمرار دوريات للشرطة ، ثم كيف يمكن لهؤلاء الخاطفين التنقل بحرية بسيارة ليس فيها أرقام ؟!!!!! والإجابة على هذه الاستفسارات واضحة ، ولا تحتاج لمشقة وعناء ، حيث تبين أن هنالك مخطط في استهداف رؤوس أموال أهل السنة في العراق وكذلك من يعرف عنه الالتزام وحسن السيرة والسلوك وكذلك كل من اسمه عمر أو كنيته أبا عمر !!! من قبل قوات بدر وميليشيا جيش المهدي !!؟؟ والذي يقوم بمهمة الاختطاف أناس ينتمون لهذه الميليشيات لكن منتسبون لوزارة الداخلية ويعملون في الشرطة العراقية كي يتسنى لهم التنقل والتحرك بسهولة !!!

طبعا كل المواصفات المطلوبة متوفرة في الفقيد محمد إضافة إلى أنه فلسطيني فهذا مرجح آخر !!!! والله المستعان ، حيث تبين يوما بعد يوم بأن الفلسطيني يختطف ويعتقل ويسام سوء العذاب لمجرد هويته الفلسطينية ، والشواهد كثيرة .

   بعد ذلك أصبح شقيق الفقيد في حيرة من أمره لا يعرف ماذا يفعل هل هم خاطفون فأين يتوجه وهل هم جهة حكومية أم حزبية ماذا يفعل ،حقا إنه موقف عصيب جدا ، وعندها اتصل بأهل زوجة أخيه الفقيد محمد وطلب منهم أن يأخذو أهله وأطفاله إلى بيت أبيها( وهم بيت خالة الفقيد ) حتى يكونوا في أمان ، وفي الساعة الثانية عشر ظهرا قرر أن يذهب إلى مركز الشرطة في منطقة الشيخ عمر واسمه مركز شرطة باب الشيخ وأخبر عن الحادث الذي تعرض له أخوه ( كالمستجير من الرمضاء بالنار ! ) ومن المفروض أن تكون الإجراءات سريعة إلا أن موظف في الاستعلامات !!! في المركز طلب منه أن يذهب إلى القاضي أولا لإبلاغه ومن ثم إبلاغهم فلم يتقاعس ذهب مباشرة إلى القاضي في منطقة الوزيرية ورجع في الساعة 1.30 ظهرا وعند إبلاغه لهم قالوا له : كان يجب عليك أن لا تذهب إلى القاضي لان القضية مستعجلة فمن أمرك بذلك قال لهم : موظف في الاستعلامات فأراد الضابط حينها أن يوقفه لولا تدخل ضابط آخر !! وأنذروه بأن لا يتدخل بالمراجعين وقال الضابط لشقيق الفقيد : عد لي في اليوم التالي حتى نكمل الاجراءات ، طبعا تصرف موظف الاستعلامات يدل دلالة قاطعة على وجود تنسيق بينه وبين هذه الجهات التي تقوم بعمليات الخطف !!!!   

    وبعدها رجع الى محل شقيقه وكان شقيقه قد وضع سيارته في باب محل عمله فقام بإحظار فاتح الابواب وفتحت سيارته فلم يجد بها إلا أوراق السيارة هذا يعني أنهم خطفوه ومعه وثيقة سفره التي تثبت فلسطينيته وهوية الاقامة ؟!!! ، وبعدها أخذ سيارته إلى منطقته في البلديات ووضعها في الكراج وعندها أصبحت الساعة 4 عصرا ، وفي هذا اليوم لم يتصل أي أحد بهم وفي المساء قدم له مجموعة من أصدقائه وقالوا له : يجب أن تبلغ السفارة الفلسطينية واتصلوا بأحد العاملين فيها وأخبره أنه سيتصل بالقائم بالاعمال لابلاغه .

    وفي اليوم التالي 25 / 7 / 2005 صباحا توجه شقيق الفقيد إلى مركز شرطة باب الشيخ ثانيا وقال له الضابط إنه قد أرسل القضية إلى القاضي ليحكم بها وطلب منه شقيق الفقيد أن يوجهه الى القاضي ليشرح له الوضعية وما يريده منه فقال له يجب أن أرسلك غدا وليس اليوم إلا أنه ذهب لوحده وهناك طلب الدخول إلى القاضي إلا أنهم رفضوا فأظهر للبواب هويته وكانت هوية المصرف الذي يعمل به وهنا طلب القاضي منه الدخول وشرح له الموضوع وقال له إنه لا يعرف من الذي أختطف شقيقه هل هي جهة رسمية أم حزبية أم هم مجرمون  مخربون ( وكيف مخربون وقد كانوا يرتدون زي الشرطة ) فقال له ماذا تريد فأجابه : أن يعمم البلاغ إلى وزارة الداخلية حتى يتمكن من الدخول والاستفسار عن أخوه فأعطاه ما طلب ، وهنا كانت الساعة 11 صباحا وبعدها توجه إلى سفارة دولة فلسطين لمقابلة القائم بالأعمال وفعلا قابله وقال له إنه قد أبلغ وزارة الخارجية الفلسطينية وستقوم بالإجراءات الخاصة بها !!! وبعدها توجه إلى موقع عمله وكانت الساعة 2 ظهرا عندها اتصل به أحد أقاربه ( خاله ) وقال له إن شخص قد اتصل على هاتف شقيقه محمد وطلبوا فدية 50000 دولار لاطلاق سراحه وأنهم سيتصلوا بعد ساعة لإسماعهم صوته وعندها توجه إلى بيت خالته حيث كان تلفون شقيقه وزوجته هناك فقال لهم ماذا حدث قالوا له قد أتصلوا بنا وطلبنا منهم أن نسمع صوته فقالوا بعد ساعة نسمعكم صوته وفي الساعة الخامسة مساء اتصلوا بهم وأسمعوهم صوت شقيقه وقال شقيقه نعم أنا الحاج محمد ادفعوا لهم 20000 دولار وتكلم معه أحد الخاطفين وقال له لماذا بلغت الشرطة فقال له إنني لا أعرف من أخذ أخي ولو علمت أنه أنتم لما ذهبت إلى الشرطة فقال حسنا فعلت وأغلقوا الخط وبعد نصف ساعة اتصلوا مرة أخرى وكان رقم الهاتف 07902807245 وقالوا له : هل ستقوم بتحضير المبلغ قال لهم إن حالتنا غير جيدة وأخي يعمل في محل بسيط وأنا موظف فمن أين آتيكم بـ20000دولار ساعطيكم 5000 دولار هذا كل ما أملك قالوا له إن هذه مشكلتك وبدا بشتم شقيقه وشتمه وقال لن ترى أخيك بعد اليوم وأغلقوا الخط فتعجب لماذا يتصل به اذاً وهو يريد أن يقتل شقيقه ولا يعطيه فرصة للتفاهم معه كل مكالمة لا يعطوه فيها الكلام والتفاهم وكأنهم لا يريدون التفاهم ، وبعد ساعة اتصلوا مرة أخرى فقالوا له ها ماذا ستفعل قال لهم إنني لا أقدر على هذا المبلغ فقالوا له خذ تكلم مع أخيك فقال له شقيقه أذهب إلى أصدقائي فسيعطوك المبلغ فقال له كيف حالك قال لي : إنني لم أعد أتحمل!!! وقفلوا الخط  في هذا دلالة على شدة العذاب الذي لقيه منهم !!! .

وفي اليوم الثالث يوم 26 / 7 / 2005 توجه صباحا إلى البنك وسحب مبلغ 8050دولار حصته منه 5000 دولار ولشخص آخر المبلغ المتبقي واستدان منه أيضا 200 دولار وكان مع زوجة أخيه 1750دولار فأصبح المبلغ 10000 دولار وقال اليوم سأدفع لهم 10000 دولارعسى أن يقبلوا بها ( ومن خلال استفساره من بعض الاشخاص الذين خُطفوا قالوا له أن الخاطفين يعاملون المخطوفين معاملة جيدة ويطعموهم ولكن المخطوفين يكونون مربوطي الايدي والاعين ونصحوه بعدم دفع مبلغ أكثر من 10000 دولار وإنهم سيوافقوا على هذا المبلغ وعليه أن لا ينصاع لأوامرهم وأن يصبر وقالوا له إن عملية التفاوض قد تطول لمدة أسبوع أو أكثر وقال لهم إنني اليوم سأعرض عليهم 10000دولار قالوا له لا تتسرع ولكنه كان يريد فقط أن يطلق سراح أخيه المختطف لأنه قال له : إنه لم يعد يتحمل ( فكيف يعاملون المخطوفين جيدا وأخيه يقول إنه لم يعد يتحمل !!! ) وبعد أن حصل على 10000دولار ذهب إلى البيت وانتظر أن يتصلوا به وفعلا اتصلوا الساعة 1.30 ظهرا وقالوا له هل معك 20000 دولار قال لهم لقد حصلت فقط على 10000 دولار ولا أملك أكثر من هذا المبلغ ونحن عائلة فقيرة فقالوا له لقد قال لك إخيك اذهب إلى فلان وفلان فقال لهم لم يقبل أحد أن يعطيني فنحن عائلة فقيرة مَن سيعطينا  10000 دولار قرض وكيف سنعيده ؟ إن مبلغ 10000 دولار الذي أعرضه عليكم جيد وهنا قفل الهاتف . وقد قام شقيقه بالاتصال بالشركة التي يعمل بها وقالوا له إننا على استعداد أن نعطيك 10000 دولار إلا أن صاحب الشركة التي يعمل بها وهو ميسور الحال قال له إن أخيه قد خُطف مثل أخيه في عام 2004 وقد أطلق سراحة مقابل 10000000دينار أي 7500 دولار فكيف أنت تريد أن تدفع لهم 20000 دولار فقال له لا أعرف لكن أخي في خطر قال له افعل ما تريد لكن أنا متاكد من أنهم سيقبلون في 10000 دولار .

    في الساعة2.30 اتصلوا به وقالوا له ها ماذا فعلت قال لهم أرجوكم اقبلوا 10000 دولار فقالوا حسنا سنتصل بك بعد ساعة ولو أنهم صبروا 10دقائق كان سيدفع لهم 20000 دولار لم يصدق أحس أنهم قد قبلوا فاتصلوا به وبلغوه أنه يجب أن يجلب المبلغ 10000 دولار ويأتي قال لهم أريد أن أسمع صوت أخي أولا ( ولا يدري أنهم كانوا قد ارتكبوا جريمتهم من تعذيب وقتل لشقيقه وبكل وقاحة يفاوضون على المال أي حقد يحملون ؟!!! ) فقالوا لقد سمعت صوته ولا نُسمِعْه أكثر من مرة فقال لهم أريد أن أدخل طرف آخر بيننا فقالوا إن اتصلت بأحد أو أدخلت أحدا سنقوم بقتل أخيك وهنا لم يصدق ما قالوا أحس أنه منقاد إليهم ولا يعرف ماذا يفعل إن لم يدفع لهم فربما يقتلوه وهنا سيندم ندم شديد على هذا العمل وإن ذهب ليدفع لهم ربما لا يعطوه أخوه بل ربما يقتلوه هو أيضا حيرة ما بعدها من حيرة ، وهنا قال له ما الضامن لي كي أستلم أخي فقال كلمة شرف !! والشرف بعيد عنهم فلم يكن منه إلا أن يوافق ويتوكل على الله فقال له ماذا أفعل فقال خذ المبلغ معك وضعه في كيس أسود واذهب إلى منطقة بغداد الجديدة قرب السينما وتقف هناك في الساعة 3.30 ظهرا وفعلا ذهب وبقي ينتظر ثم اتصل به الخاطف الساعة 4.15 عصرا وقال له خذ تكسي واذهب إلى تقاطع الأمن العامة في البلديات وتوقف هناك وفعلا ذهب إلى هناك وانتظر وبعد 15 دقيقة اتصل به وقال خذ تكسي واذهب قرب مصرف البلديات فذهب ثم قال له ادخل في الفرع المقابل للمصرف فذهب ودخل به وأدخله بعدها في فرع عريض ثم قال له ضع المبلغ جانبا منك وتوجه إلى الامام ولا تلتفت فأحس أنهم ربما يقتلوه فقال له يوجد فرع على يدي اليسار هل أدخل به فقال لا أذهب مباشرة ولا تلتفت فقال في نفسه اذا سياخذون المبلغ ويقتلونني فتشاهد ومشى وبعد 10 دقائق اتصل به وقال في الساعة السابعة نتصل بك ونقول لك اذهب وخذ أخيك من مكان معين ، إلا أنهم لم يتصلوا .

    وفي يوم 30 / 7 / 2005 قرر أن يذهب إلى مستشفى الطب العدلي للبحث عن أخيه ومن خلال مشاهداته لصور الجثث عبر الكومبيوتر شاهد صورة أخيه وقد كسرت أسنانه وخنقوه وأطلقوا عليه رصاصة وآثار التعذيب واضحة على رأسه ، كما وأخبره من شاهد الجثة عندما وصلت من الموظفين ( لاحقا طبعا ) بأن آثار الكي بالنار كانت واضحة على رجليه !!! وكان رقم الجثة 7677 تاريخها 26 / 7 / 2005 اي قبل تسليمه للمبلغ لهم بيوم وعند دخوله للبحث عن الجثة لم يجدها بسبب أنهم قد تركوها خارج الثلاجة لمدة ثلاثة أيام ربما لأنهم قد يكونوا متواطئين مع الجهة الخاطفة لتضمحل آثار التعذيب وأنهم لم يضعوا رقم الجثة فقد كانت معالم الوجه غير واضحة نهائيا فنشب شجار بينه وبينهم وأبلغهم أنه سيرفع عليهم قضية عندها قاموا بالبحث معه فلم يجدوها وبقوا الى الساعة 4 عصرا وهو في وسط الجثث يبحث عن أخيه الفقيد وقالوا له أرجوك ارجع لنا غدا فسيكون هناك الكثير من الخبراء لكي نجد جثة أخيك وفعلا عاد في اليوم التالي 31 / 7 / 2005 وأتى شخص خبير قالوا له إن هذا أفضل شخص في الطب العدلي وفعلا أمرهم بإخراج جميع الجثث خارج الثلاجات وبدأ بالمقارنة بين كل جثة والصورة التي التقطت لأخيه ومنها استدل على جثة أخيه من خلال القيود التي قيد بها في رقبته وفي يده حيث كانت نفس القيود موجودة في الصورة وكذلك الأسنان التي تم تحطيمها هي موجودة في الصورة أيضا وأمور اخرى اقتنع بأن هذه الجثة هي جثة أخيه أما من ملامح الوجه فلم تكن ظاهرة فسألهم لماذا فقالوا إن هذه الجثة وضعت خارج الثلاجة ثلاثة أيام فقال لهم لماذا فقالوا لا نعلم فتشاجر معهم وشتمهم وأخذ جثة اخيه الفقيد وخرج بها.

    ويذكر أن المنطقة التي يعمل بها الفقيد الحاج محمد علي رحمه الله وهي منطقة الشيخ عمر التجارية والصناعية قد شهدت حوادث وجرائم مشابهة لأربعة سابقين من الأخوة العراقيين السنة بنفس الترتيب والتنظيم من خلال خطفهم بزي جهة أمنية ومن ثم تعذيبهم وقتلهم والتمثيل بجثثهم وكان آخرهم الحاج محمد أبو حيدر صاحب محل لصبغ السيارات الحديثة والمعروف بصفاته الحسنة وأدبه الرفيع وتعامله الصادق ومحبته بين الناس ، نسأل الله تعالى أن يتقبلهم شهداء ويدخلهم فسيح جناته .

في تلك الفترات تحديدا كان المسؤول عن مثل هذه الجرائم المنظمة هي ميليشيا فيلق بدر التابع لما يسمى بالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية ، إلا أن ما يسمى بجيش المهدي التابع للتيار الصدري كان أسوأ حالا منهم لكن لم يكن يترك خلفه أي آثار تذكر لغاية 22/2/2006 عندما هاجموا مساجد أهل السنة وكشروا عن أنيابهم وحقدهم على أهل السنة عموما والفلسطينيين خصوصا ، لذلك فإن بشاعة وشناعة جرام جيش المهدي طغت كثيرا على انتهاكات فيلق بدر لكثرتها ووضوح الجناة فيها !!!

الفقيد محمد رحمه الله هو نموذج لذلك الحقد الرافضي الطائفي الأعمى على الوجود الفلسطيني في العراق لأنهم جميعا ينتمون لأهل السنة ، وما يتبجحون به من نصرة القضية الفلسطينية ويوم القدس وغيرها من الادعاءات ، ما هي إلا شعارات لترويج وتسويق مذهبهم الباطل ، فلينتبه لذلك فالدعاوى إذا لم تقم عليها البينات فأصحابها أدعياء ؟!!!

ومن شدة التعذيب وبشاعة المنظر تم تغسيله وتكفينه في مكان بعد عن منطقته حتى لا يراه أهله بهذا المنظر ، ولم تظهر تلك الأجزاء من جسده إلا بشكل جزئي بعد التكفين ، وإلا فجسده كله كيات بالنار حتى وجهه بل تم قلع لحيته بآلة حادة جدا وحرق مكانها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فهل يوجد حقد وهمجية وبربرية مثل ذلك ؟!!!! كلا وحاشا !! .

 طالع صور خاصة حول التقرير في معرض الصور الخاص بموقع الحقيقة.

 



مقالات ذات صلة