المليشيات الشيعية في العراق تدرب مرتزقة ضد السعودية والبحرين
هارون محمد
التاريخ: 10/7/1432 الموافق 12-06-2011
ثمة معلومات مؤكدة تفيد ان العاصمة بغداد وبعض المحافظات العراقية استقبلت خلال الشهرين الماضيين اعدادا كبيرة من الذين يدعون انهم من البحرين تارة والمنطقة الشرقية من السعودية تارة اخرى، وفي اغلب الاحيان يتسترون على هوياتهم الحقيقية، حيث هيأت لهم الاحزاب والمليشيات الشيعية الطائفية مكاتب ومقار علنية وقدمت لهم تسهيلات سياسية واعلامية وتغطيات مالية وسط انباء يجرى التكتم عليها عن فتح معسكرات عسكرية لهم في محافظات البصرة والعمارة والكوت المجاورة لايران ومحافظتي السماوة والنجف القريبتين من السعودية لتدريب مجموعات منهم على استخدام السلاح وتقنيات الاتصال وعمليات التفجير.
وقد كشف مجلس عشائر محافظة الانبار في الاسبوع الماضي وهي المحافظة التي ترتبط حدودها الغربية والجنوبية مع الاردن والسعودية عن تحركات مشبوهة لستة من الايرانيين يتحدثون بلهجات عراقية وخليجية كانوا يقومون بجولات استطلاعية في البادية جنوب مدينة الرطبة، وعندما القى ابناء العشائر القبض عليهم واخضعوهم للاستجواب عن سر وجودهم وزيارتهم للمنطقة ادعوا في بادئ الامر انهم يبحثون عن اقرباء واصدقاء لهم، ولما شدد الخناق عليهم زعموا انهم من هواة صيد الطيور والغزلان، واخيرا اعترف الستة بأنهم استأجروا ثكنة عسكرية قديمة ومهجورة في البادية الجنوبية كانت مقرا لوحدة عسكرية للدفاع والاستطلاع الجوي ثم تُركت واُهملت وسُرقت معداتها عقب الاحتلال، وكانت حجتهم انهم ينوون تحويلها الى فندق سياحي صحراوي ما زاد من ريبة ابناء العشائر الذين اضطروا الى تسليمهم الى مركز حكومي مع اسلحتهم ونواظيرهم المعقدة والسيارتين اللتين كانتا معهم وهما من طراز امريكي ذواتي دفع رباعي، والقصة باتت متداولة في ارجاء المحافظة وصدر بها تصريح صحفي مقتضب، غير ان السلطات الحكومية في المحافظة تنفيذا لاوامر من حكومة بغداد حاولت تبرير وجود الستة الغرباء في المحافظة بأنهم من حزب الدعوة الذي يتزعمه رئيس الحكومة نوري المالكي كانوا يبحثون عن ابنية حكومية لفتح مقار لحزبهم فيها، وهنا انكشفت اللعبة لان حزب الدعوة ليس لديه عضو واحد معروف باسمه وعنوانه ومهنته في المحافظة كلها، فلمن يفتتح المقار؟ اللهم الا اذا استورد أعضاء وانصارا له من خارج المحافظة وهذه قضية شائكة ليس من السهل تنفيذها ولا يجازف حزب الدعوة على الاقدام عليها في بيئة انبارية سنية عربية، وانكشف المستور - كما يقول المثل الشعبي - وتبين لاحقا ان الستة كانوا يستكشفون المنطقة ومسافات الطرق التي تؤدي الى الاراضي السعودية لاغراض استخبارية.
واذا أخذنا بنظر الاعتبار نشاطات قياديين في حركات واحزاب شيعية بحرينية وظهورهم المنتظم على شاشات القنوات الفضائية الشيعية كـ(المسار) التي يملكها خضير الخزاعي نائب رئيس الجمهورية وصاحب دكانة حزب الدعوة - تنظيم الداخل وقناة (آفاق) المملوكة لحزب الدعوة ورئيسه نوري المالكي وفضائية (بلادي) لصاحبها ابراهيم الجعفري ومحطة (الفرات) التي يديرها المجلس الشيعي الاعلى اضافة الى قناة (العراقية) التي يقال انها حكومية، والتهجم على (بلدهم) البحرين بطريقة فجة واجراء الحوارات والمقابلات المطولة معهم، نكتشف حجم الدعم السياسي والاعلامي والمالي الذي يقدمه الطائفيون الشيعة في العراق لنظرائهم في البحرين الذين جاءوا الى بغداد والنجف والبصرة (يجاهدون) من مكاتب مكيفة ومقار مريحة ويتنقلون في سيارات مظللة فارهة ويقيمون في فنادق (خمس نجوم) والحساب مدفوع مقدما، وقد شوهد واحد من هؤلاء (الصناديد) ويدعى قاسم هاشمي على وزن قاسم سليماني يقف مزهوا بين لص البنوك احمد الجلبي وحرامي البصرة سلام المالكي على متن سفينة رقية المستأجرة لقافلة (المختار) الملغاة وهو يترنح طربا ويهز رأسه موافقا لخطب رعناء القاها الجلبي والمالكي ضد البحرين وشعبها العربي، وهو نفسه القى كلمة على ظهر السفينة ذاتها نقلتها قناة (المسار) الشيعية الطائفية باعتباره قياديا في جمعية الوفاق البحرينية تفوق فيها على خطبتي لص البنوك الجلبي وحرامي البصرة المالكي في الردح والتشنيع على أهل البحرين وقادتها حتى خيل لمن شاهده انه ليس عربيا ولا بحرينيا وانما من ملة اخرى خصوصا ان اللقب الذي يحمله يستخدم كثيرا في بلدان ودول غير عربية، واللبيب من الاشارة يفهم.
ولا يقتصر الدعم الشيعي الطائفي المقدم الى (مناضلي) البحرين من الاحزاب والمليشيات الشيعية على الجهد السياسي والاعلامي والمالي، وانما امتد الى الدعم الحوزوي الذي تقدمه مرجعية النجف الشيعية الى مجموعة من الذين يدعون انهم من شيعة البحرين قدموا الى النجف بحجة الدراسة وتزايد عددهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية الى اكثر من 300 شخص بعد ان كانوا قبل احداث البحرين الاخيرة بحدود ثلاثين شخصا، وفق احصاءات المرجعية نفسها، والدفعات الاخيرة من (البحارنة) كما يسمون في النجف واستنادا الى شهود عيان نجفيين يعملون في الفنادق ومرافق الخدمات لا تدل هيئاتهم وطريقة وظروف عيشهم في المدينة على انهم طلاب لفقه الشيعة وعلوم وتعاليم الدين، لانهم يبذخون ويتصرفون كأنهم اصحاب دخول مالية وايرادات دولارية عالية، بينما طالب الحوزة الحقيقي وهذا معروف في النجف يتلقى اعانات بسيطة من المرجعية لا تكفي لسد ابسط احتياجاته، وهذا دليل آخر يؤكد ان هؤلاء الجدد على النجف جاءوا لأغراض غير الدراسة وطلب العلم.
ان الهجمة التي تتعرض لها العاصمة بغداد وعدد من المدن العراقية ذات الكثافة السكانية الشيعية التي تقود السلطة والادارة فيها أحزاب الدعوة بأجنحته الثلاثة والمجلس الاعلى وحزب الفضيلة والتيار الصدري، من اناس غرباء ومجهولي الهوية يقدمون انفسهم على انهم من البحرين بينما توحي اشكالهم وسيماء وجوههم ورطانة كلامهم ولهجاتهم ومحاولات اخفاء هوياتهم على انهم من بلاد اخرى نُسبوا أو انتسبوا الى البحرين زورا ولغايات لم تعد خافية على كثير من العراقيين وخصوصا الشيعة العرب في النجف والسماوة والناصرية والبصرة والكوت والعمارة الذين ساءهم واحزنهم قدوم هؤلاء الى مناطقهم ومدنهم بدعوى انهم عرب وبحرينيون بينما ارتموا في احضان أحزاب ومليشيات شيعية طائفية كانت ايران الخميني قد اسستها ومولتها وجهزتها لتخريب العراق وتدمير عروبته، علما ان الشيعة العرب في العراق جميعهم من اصول تعود الى قبائل عربية معروفة بأصالتها وعراقتها في نجد والجزيرة العربية واليمن، وهم يتحسسون بالفطرة من الذين لا أصل لهم ولا فصل، ويأخذون جانب الحذر من العجم والمتعجمين والفرس والايرانيين.
ان البحرينيين الفعليين والحقيقيين من العرب الاصلاء لا تقبل غيرتهم وشرفهم ان يكونوا أدوات في أيدي عملاء ايران وممثليها في العراق، والعربي البحريني الصحيح لا يمكن ان يرضخ للهوان وتلقي المال الحرام من مصاصي الدم العراقي وسراق البنوك وحرامية النفط والموانئ، فهذا عيب ومذلة ومشاركة لصوصية في الاعراف السائدة والقوانين القائمة، وليكن معلوما لكل ذي بصر وبصيرة ان الاحزاب والمليشيات الشيعية الطائفية في العراق سرطان مسعور لا يهدأ ولا يتوقف الا بالهجوم على العرب والاسلام المحمدي اين ما كانا وحيث ما وجدا، هذه حقيقة كشفناها في العراق واحبطت قوى المقاومة والمعارضة الوطنية العراقية جانبا من اهدافها ومازال جانب آخر ينشط بدعم امريكي وصهيوني وايراني مشترك ليس ضد العراق فقط وانما يتحرك باتجاه دول الخليج العربي والبحرين والسعودية تحديدا، فالحذر الحذر قبل فوات الأوان.
المصدر: أخبار الخليج