لقاء أعضاء لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة – فلسطين
مع الشيخ: عدنان عرعور حفظه الله
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله r ، وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ،،،
الخطر الشيعي ... أو التوجه أو الدعوة الشيعية اليوم من أخطر الدعوات التى تواجه الإسلام، وبخاصة أنهم نشيطون والآخرون كسالى، وأنهم يتقدمون والآخرون يتأخرون، وأنهم يستيقظون والآخرون ينامون.
إن الخطر الشيعي اليوم من أعظم ما يهدد الدعوة الإسلامية أو يهدد المسلمين لأنهم يدعون في دعواهم إلى الإسلام، يتظاهرون بالدعوة إلى الإسلام، ومواجهتهم من أوجب الواجبات اليوم، وقد أوتوا شيئاً كثيراً من التدليس، وبخاصة التدليس على العباد، وقد اكتسبوا بعض المواقف السياسية، الأمر الذي دفع الكثير من عامة المسلمين إلى التأثر والتعاطف معهم.
ولذلك يجب أن يكون الدعاة المتصدون على النقاط التالية:
أولاً: أن يكون بنائهم متراصٌ، وأن يعرفوا أدب الخلاف وقواعده، حتى لا يحدث فيما بينهم خلاف فيما بعد، قال تعالى: "إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص" (الصف: ٤( ، ثانياً : ألا يعتمدوا إلا على الله، فإن من يرجى اليوم، ويرجى دعمه، ويرجى منه النصرة هو في غفلة عن هذا الخطر العظيم، والسيل قادم وهو جالس ، وهو السيل العريض الذي ربما تكون نتائجه أفظع من نتائج سيل سبأ.
ينبغي أن يتحلون بثلاثة أمور ... الأمر الأول قلنا: البنيان المرصوص ، الأمر الثاني: الاعتماد على الله ثم على أنفسهم ، ويبذل كل منهم طاقته ويضحي بما آتاه الله ، الأمر الثالث: الحكمة التي هي مخ الدعوة ، ودعوة بلا حكمة ثمار فجه وفاكهة مرة ، لا تغني ولا تسمن في الدعوة شيئاً.
ومن الحكمة عدم التعرض للأحكام ، أحكام الآيات ، أحكام التكفير ، لأنه ليس كل شيعي خبيثاً، وليس كل متشيع كذلك ، وليس كل شيعي كافراً ، والمتشيعون منهم من تشيع لمال أو منهم لعاطفة ، ومنهم ربما عن قناعة وهم في اعتقادي قلة ، التشيع الذي حصل هو تشيع عاطفة، إذاً من الحكمة عدم التعرض للأحكام ، لأنها قد تنفر ، وكثيراً ما كنت أحرج في المناظرات بالفتاوى العامة التي تطلق التكفير، والذي هو ليس من منهج أهل السنة والجماعة، إطلاق الأحكام فضلاً على أنه مخالفة دعوية، فهو مخالفة شرعية، وليس بصحيح هذه الإطلاقات، كما أنها لا ثمر لها في الدعوة، يعني أيهما أفضل أن أقول أطلقوا الحكم بالكفر على الشيعة أو أجادل الشيعة بالحكمة بالموعظة الحسنة وبالدليل ، فمن الحكمة عدم التعرض للأحكام.
ومن الحكمة أن أبدأ بالتأصيل قبل التمثيل ، أعني قبل أن أناقش الشيعي في التوحيد وغيره يجب أن أُبين له ما معنى التوحيد ، قبل أن أناقش المتشيع في الولاية يجب أن يفهم معنى الولاية ، نحن نخطئ كثير عندما نتكلم سواء في ردنا على الشيعة أو على المتصوفة أو على ... على ، إنما نخطئ عندما نتكلم عن التمثيل قبل التأصيل ... نتكلم على قضايا جزئية ... فلو أن هؤلاء المتشيعة يفهمون التوحيد ما تشيعوا، يعني يفهمون منهج أهل السنة والجماعة ما تشيعوا، لو يفهمون القواعد الشرعية العامة الأصيلة ما تشيعوا.
التشيع كان لأسباب: إهمال من دعاة أهل السنة ، وجهل مركب منهم ، ثم الدعوة لم تكن على الوجه المطلوب أو الوجه الشرعي الصحيح.
فمثلاً ... لا ينبغي الإثارة مع الشيعة إلا في خمس قضايا فقط ، حتى لا نتشعب وهي قضايا رئيسة، القضية الأولى: قضية الإدعاء بتحريف القرآن ، القضية الثانية: معني الألوهية والربوبية حتى لا يسمعوا صفات ليس بالضرورة التعرض لها أمام قضية الربوبية والألوهية ، القضية الثالثة: قضية الصحابة ، القضية الرابعة: قضية الولاية ، القضية الخامسة: تكون قضية التقية.
من خلال توحيد الألوهية نطرح معهم مسألة الغلو في آل البيت ووصفهم وسؤالهم وادعاء العصمة ... الداعية ما ينبغي أن يتشعب، ولذا لو كنت مثلاً أنا داعية أو ربما أواجه رجل شيعي من المرجعية ما أقول: خلينا نتكلم عن زواج المتعة وعن زيارة الحسين ... لا ... بل أسأل وأبدأ به ... ما هي مرجعيتنا؟ حتى أتوصل معه أن مرجعيتنا هي القرآن الكريم ، طيب ... ما رأيك هل هذا هو القرآن الذي أنزل على محمد r سيقول : نعم ، طيب ... ما حكم من يقول بالتحريف؟ أنتم ... عائشة ... ما علينا ... أسألك ما حكم من قال بالتحريف؟ وكذّب الله في قوله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" (الحجر: ٩) ، سيبدأ يتكلم ... ما أنتهي من هذه النقطة ولا أتجاوزها ، وأكون مستعد ... تلك النصوص الهادرة الكبيرة المتواترة من كتبهم ... نستطيع نبحث في القرآن الكريم قضية الصحابة ... قضية الألوهية ، هذه من الحكمة.
من الحكمة التركيز على القضايا العقلية لأنها تؤثر في العامة، لأن العامي قلما يحفظ آية أو حديث ، لكن للعامة عقول يدركون بها في كثير من الأحايين الخطأ من الصواب والضلال من الهدى ، وهذا على الرغم كان في ذهني من قبل لكن أكدت لي المناظرات ذلك، فكنت ألقى جمهرة من الناس ولا أقول من العوام بل من حملة الشهادات العالية ومن أصحاب المراكز السامية يقولون: أكثر ما حفظنا من المناظرة قصة كذا ... حجة كذا ، هي التى رسخت في ذهننا ، عجيب!! أوردت عشرات الآيات لكن ما حفظوها، لكن حفظوا تلك الحجة العقلية التي أثرت فيهم.
هذا ومن الحكمة الملاطفة ، ومن الحكمة الكلام الطيب ، ومن الحكمة عدم إثارة الخصم ، ومن الحكمة التجرد، هذه كلها نحن نحتاجها في دعوتنا بعامة ، واليوم في مواجهة الشيعة بخاصة ... هذا فيما يخص هذا الأمر المهم الخفي.
أنا اطلعت على أكثر الكتب التي ألفت لم أجد حتى الآن كتاباً يعلمنا كيف ندعو بعامة وكيف ندعو الشيعة بخاصة ، ما عندنا كتاب في ذلك ، يعني مختصر مفيد ، قال الشيعي كذا تقول كذا، قال كذا تقول كذا، ما عندنا، الكتب الموجودة طيبة وجيدة وأفادت الناس ، ولكنها تفتقد أو نفتقد هذا الكتاب الدعوي الصغير الميسر الذي يستطيع بإذنه سبحانه تبصير الناس ، أتصور أن الكتاب لا يتجاوز ( 40- 50 ) صفحة في هذه القضايا المهمة.
السائل : شيخنا ... اطلعتم على كتاب أسئلة قادة شباب الشيعة إلى الحق للشيخ سليمان الخراشي ، وهو يعتمد المناظرة العقلية ، وهذه نتيجة مناظرته معهم في الانترنت.
الشيخ : يعني هذا الكتاب جاءني من يومين فقط واليوم وضعته بالذات أمامي -سبحان الله- هذا جيد وقد قرأت بعض الحوارات ، يعني كانت تستخدم الأسلوب الحواري القوي .. نعم .. المقنع.
السائل : شيخنا نحن في فلسطين تكثر عندنا الدعوى إلى إنه ... رجاء دعوا الخلاف مع الشيعة الآن - بما إن الشيعة الآن يريدون قتال اليهود- فلنتوحد جميعاً لقتال اليهود ، ونترك خلافتنا جانباً ، مثل هذه الدعوى ما مدى صحتها أو الرد عليها؟
الشيخ: هذه دعوة عظيمة وأنا أؤيدها ، ما دام الشيعة يريدون أن يحاربوا اليهود ، بس ما نكون مغفلين!! شرط واحد فقط نريد وهو أن يهدموا مقام (أبي لؤلؤة المجوسي) ، ولا يحتفلوا به يوم مقتل عمر y !! ونحن ما عندنا مانع ، حتى نطمئن إلى صدقهم وعدم الغدر بنا ، شوف ما نطلب شيء ... نطلب بس طلب واحد بسيط ... هو أن يهدموا قبر من قتل عمر y ، وليس هناك قبر أصلاً، لأنه دفن الملعون في المدينة مع الكلاب ، نحن لا نطلب شيء، نوافق على هذه الدعوة الطيبة ما شاء الله التى تنم على حسن نية وغفلة ... غفلة كبيرة ، لكن نوافقهم بشرط واحد فقط أن يهدموا هذا المقام حتى يبينوا لنا حسن نياتهم ، ويصدروا فتوى أنه لا يجوز قتل من كان اسمه عمر أو أبو بكر أو عثمان!! ... وهؤلاء الذين يتبنون هذه الدعوى لنا سؤال لهم: ما الذي يضمن ألا يقتل الشيعة الفلسطينيين الذين اسمهم عمر وأبو بكر وعثمان وخالد وما شابه ذلك، ما الذي يضمن لهم؟ أما كانوا في العراق من قبل يقولون ما قالوا؟ نفس الدعوى في العراق ثم ماذا كان!! كان هذا الذي ترون، أعميت أبصارهم أم صمت أذانهم عما يجري اليوم في العراق!! وما يجري اليوم في العراق لعل الله أراده دليل قوياً كبيراً لأهل السنة والجماعة... أيهما أعظم هذا القتال لليهود أم القول بتحريف القرآن؟ وأي ثمرة من الجهاد مع من لعن أبي بكر وعمر؟ ألا لا بارك الله في هذا الجهاد من أوله إلى آخره، وأن قاتلوا مع من يلعن أبو بكر ولعن عثمان!!
ولنا كذلك شرط أن يمسحوا بعض العبارات التي تبيح دم أهل السنة!! من مثل: "إن استطعت أن تهدم عليه حائطاً فافعل" ، "واتقي عليك" ، انتبه خليك واعي .. خليك حذر .. قد لا يشهد عليك أحد ، سُئلوا عن دم ومال ( الناصبي ) الذي عرّفوه بأنه يحب أبو بكر وعمر فقال لهم: حلال ، نريد منهم فتوى الآن من مراجعهم أن هذا الكلام غير صحيح ، ما الذي يدريني أن هذا الشخص يأخذ بهذا الكلام بعد انتهاء الحرب مع اليهود أو أثناء الحرب مع اليهود ، هذه دعوة سياسية وليست دعوة شرعية ، هذه دعوة مداهنة وليست دعوة مبنية على دين وقواعد شرعية صحيحة، يحاربون اليهود زعموا!!
السائل: ذكرتم سابقاً أن المعركة القادمة مع الشيعة ... بدليلين واحد عقلي والآخر شرعي ، ما هو الشرعي؟
الشيخ : الشرعي هو تلك النصوص العامة التي يستشعر أو يفهم منها الناظر أن في آخر الزمان يكون قتال ومعارك كثيرة في العراق نصاً سواء كان بكلمة الفرات بكلمة العراق أو ما شابه ذلك، وانتصار ووقوف الروم مع إحدى الفريقين يشعر بمثل هذا الأمر فقط ، أما ليس عندنا نص شرعي يقول بأن أهل السنة سيقاتلون الشيعة أو ما شابه ذلك، إنما من خلال رؤية شرعية غير ملزمة .