شبه مسمومة حول السلفية لماذا ... ؟

بواسطة مراسل الحقيقة- غزة قراءة 2301
شبه مسمومة حول السلفية لماذا ... ؟
شبه مسمومة حول السلفية لماذا ... ؟

غزة – محمد الشاعر – مراسل الحقيقة في فلسطين.

 

إنَّ المتبصِّـر بحال أهل العـقـيدة الصحيحة، وهم كالجبل الأشم في مواجهة التحديات والصعاب ليدرك تماما أنَّ مواجهةً كهذه لا يمكن أن تستمر لولا حفظ الله ورعايته لهم بتحـقـيق الانتصار عـلى أعـدائهم، كيف لا وقد اجـتمعـت دول الكفـر قاطبة ومن معهم من المتخاذلين من بني جلدتنا ضد أناس سخَّرُوا حياتهم لتكون كـلمة الله هي العـليا نحسبهم كذلك ولا نزكي عـلى الله أحدا.

وأكثر ما يُدمي القلب ويبعـث الحزن ويَسْتَـفـِزُّ المرء منه ظهور أولئك الذين باعـوا أنفسهم لأبناء زواج المتعة بغـية دراهم معـدودة ، ولم يكتفوا بتصدير الـتشيع إلى بلادنا بل أرادوا محاربة أتباع السلف في قطاع غـزة عـن طريق وسائل الإعلام المختلفة، وربما كان الهدف منها تشويه سمعة هـؤلاء لوقـف زحـفهم، والحدِّ من انتشارهم خوفا عـلى عـناصرهم من معـرفة حـقيقة ولائهم وزيف عــملهم  وكذب جهادهم والتي ما برحت ألسنتهم وما توقـفـت عـن مدح و تبجيل ملالي طهران إلا من رحم الله تعالى، وقـليل ما هم.

وها نحن نرى اليوم خالد البطش مسئول العلاقات الخارجية لدى حركة الجهاد الإسلامي و بكل جرأة ودون أيِّ حياء أو استحياء , يظهر عـلينا باتهامات باطلة وعـبارات سخيفة تدل عـلى هـشاشة التفكير وقلة المعـرفة بدين الله تعالى ويتهم السلفية الذين يجاهدون في سبيل الله تعالى بأنَّ عـناصرها كانوا أعـضاء سابقين في حركة فـتح أو في الأجهـزة الأمنية التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عـباس.

وحدث هذا حينما أَجْرَى شُهدي الكاشف مراسل البي بي سي في غـزة لقاءً معه حيث قال: " نفى خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن يكون أعـضاء التيارات السلفية المسلحة الذين ينشطون في قطاع غـزة حاليا هم من الأعـضاء السابقين في حركة الجهاد الإسلامي مؤكدا أنَّ معـظم قادة ومسئولي الخط السلفي أو من ينتهجون هذا الفكر في قطاع غـزة هم أعـضاء سابقين في حركة فـتح أو في الأجهـزة الأمنية التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس " و قال أيضا "ظاهـرة التيارات السلفية المسلحة المنتـشـرة في قطاع غـزة تعـود لحالة الانقسام الداخلي التي ساهـمت كثيرا في إنعـاش حالة السلفية في فلسطين" وبشأن ما أُشِيعَ من أنَّ التيارات السلفية تجمع عـناصرها من تـنظـيمات أخرى من بينها حركة الجهاد الإسلامي وحماس أوضح البطش أنَّ " هذا الكلام ليس دقـيقا ولا أريد أن أخوض فـيه فـمعـظم الشباب من مسئولي الخط السلفي أو من هم يتبنون هذا الفكـر هم في الأساس من ضحايا الانقسام " و إليك رابط هذا اللقاء:

http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2010/12/101220_gaza_jihad_radical.shtml

وثمة أسئلة كثيرة يجب طرحها هـنا: هل معـظم عـناصر السلفية المجاهـدين كانوا أعـضاء سابقين في حركة فـتح أو الأجهـزة الأمنية التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عـباس ؟ أم أنهم من ضحايا الانقسام كما يقول خالد البطش ؟

ولماذا لم يرض خالد البطش إظهار الحقيقة من أنَّ عـناصـره قد تخلَّو عـنه متحجِّجًا بعدم الخوض في مثل هذا الكلام ؟ وهل يوجد أدنى اتفاق بين نهج السلفية وبين حركة فتح العـلمانية ؟

إنَّ الحقيقة المُرَّة قد تكون صعـبة في إظهارها ولكن قل الحق ولو كان مرًا ، أما أسباب انتشار السلفية في قطاع غـزة يرجع إلى عـدة أمور نذكر منها:

1ـ غـياب الفهم الصحيح لـلعـقـيدة لدى بعض الفصائل الفلسطينية مع عـدم وجود أهداف واضحة تسعى إلى تحقيقها.  

2ـ تخلي بعض الفصائل الفلسطينية عـن الاستمرار في مقارعة الأعداء بحجة الإعداد مع طول هذه الفترة مما أدى إلى نفور الشباب منها.     

3ـ ظهور بعض البدع والشركيات في صُـفوف بعض أبناء الفصائل الفلسطينية كـتعـظيم صور قادتهم والاحتفال كل سنة بيوم الانطلاقة وبذل الملايين في إنشائها مع خروج الحشد الكبير من النساء إلى ساحة الانطلاقة حتى أصـبح يوم الانطلاقة عيدا ثالثا للمسلمين في غـزة  إلا من رحم الله تعالى وغـيرها من تشوهات في مسار الجهاد .

4ـ عدم خوض بعض الفصائل الفلسطينية في تحقيق الأهداف العالمية للمجاهـدين كتحرير الأسرى والنصرة لكل مسلم مهما كانت جنسيته وبلده.

5ـ التعـصُّب الأعـمى لآراء عـلمائهم  ولو كانت مرجوحة أو باطـلة مع عـدم تَقـَيُّدِهِم بالدليل الشرعي.

6ـ الانخراط في العـمل السياسي بشكل فاضح وكبير وعـدم الاهـتمام بالمسائل الشرعـية في ذلك خاصة مسألة الولاء والبراء.

هذه الأمور وغـيرها كثير تجعـل من شباب الفصائل الفلسطينية ينفـرون إلى ما هـو الأفـضل في نظرهم من ناحية صحة المسار ووضوح الراية وإن كان الأفضل أقلَّ بكثير من غـيره من ناحية العـتاد العسكري.

أما الذين كانوا في حركة فـتح أو في الأجهـزة الأمنية فـقد انضم عـدد لا بأس به إلى صـفوف حركة الجهاد الإسلامي وهذا معـلوم لدى سكان قطاع غـزة.

وأما ازدياد أعداد الشباب الذين يتبنَّون المنهج السلفي فلم يكن بسبب الانقسام، فالانقسام حدث بين حركة فـتح و حماس ولم يحدث بين حركة الجهاد الإسلامي وحماس، والقولُ الحقُّ في هذا أنَّ التيارات السلفية تجمع عـناصرها من أفضل الشباب في فلسطين والأكثر التزاما وهناك صحوة واضحة للتيار السلفي في فلسطين ربما أثارت حساسية الجهاد المدعوم إيرانيا.

وأما قول خالد البطش أنَّ " هذا الكلام ليس دقيقا " فغـير صحيح , فـقد قامت حركة الجهاد الإسلامي بفـصل أكثر من400 مجاهـد من سرايا القدس بحجة انتمائهم للسلفية عـلى مستوى قطاع غـزة وهذا الخبر معـلوم عـند الكثير من سكان قطاع غـزة مما جعل خالد البطش يرفض الخوض مع مراسل البي بي سي في مثل هذا الكلام حتى لا يُفْتَضَحَ أمرُه.

ومما لا شك فـيه أنَّ عـقـيدةَ الولاء والبراء لدى السلف التي من أجلها نقاتل ونهادن ومن أجلها تُبذل الدماء وتُباع الأنفس لله ربِّ العالمين لا تَرضى  أن يوجد بين عـناصـرها أدنى شـبهة في ولائهم لغـير الله تعالى،  ناهـيك عـن الذين باعوا أنفسهم للعـدو اليهودي - وأخص هـنا قادة فـتح المعـتقدين بالعـلمانية نهجا لهم- وما التنسيق الجاري بين حكومة رام الله و اليهود لمحاربة المجاهدين في الضـفة الغـربية وسجـنهم وتعذيـبهم عـنا ببعـيد إضافة إلى الحصار المفـروض عـلى قطاع غـزة.

 وأما قـول خالد البطش في نهاية اللقاء حينما سُئِلَ عـن استعداد حركة الجهاد الإسلامي للتعاون مع التيارات السلفية ضد اليهود قال: "نحن أعـلنا ومنذ زمن طويل أن حركة الجهاد الإسلامي هي ساحة لقاء لكل الإسلاميين والوطنيين، وأنَّ أيَّ بندقـية سترتفع في وجه إسرائيل نحن لا نمانعها ولا نعارضها وإذا لزم الأمر أن نقدم العـون فـنحن لا نمانع ". فهذا غير صحيح و يؤكد كلامنا ما قامت حركة الجهاد الإسلامي بفعـله من فـصل 400 مجاهد من سرايا القدس بحجة الانتماء إلى السلفية كما أسلفنا سابقا ، كما أدى انتشار الشائعات في قـطاع غـزة والتي مفادها أنَّ الكثير من عـناصر حركة الجهاد الإسلامي قد انضموا للسلفية لربما كان هـذا سبَّبَا محـرجا لحـركة الجهاد الإسلامي أمام ملالي طهران المعـروف عـنهم بعداوتهم لكل مناصر للسنة فضلا عـن أهل السنة فـكـيف لو كان الأمر يتعـلق بالسلفية العـدو اللدود للشيعة ؟   

ولا يسعـنا إلا أن نقول: لكمُ الله يا أهـل التوحيد في قطاع غـزة , اثبتوا عـلى ما أنتم عـليه فإنكم عـلى الحق المبين نحسبكم كذلك والله حسيبكم والله المستعان والله غالب عـلى أمره و لكن أكثر الناس لا يعـلمون والحمد لله ربِّ العالمين.

 



مقالات ذات صلة