الفلسطينيون في العراق ... صراخ متى يُسمع ؟!!!
ما زالت تشهد تجمعات الفلسطينيين في بغداد العديد من الهجمات التي تشنها عليهم ميليشيات طائفية مسلحة، يتعرضون خلالها لأبشع عمليات القتل المنظم من قبل أفرادها، فأضحى قصف مجمعات سكناهم كمجمع البلديات – سكن اللاجئين الفلسطينيين في بغداد – بالقذائف على رؤوس العزل من النساء والأطفال مشهداً متكرراً ومغيباً عن وسائل الإعلام، فالقتلى والجرحى يمنعون من الإسعاف، حيث تكمن المليشيات الطائفية الحاقدة عند مداخل مجمعاتهم ومنافذ كل المستشفيات، ويكون مصير من وصل إليها الإعدام أو الاعتقال والتعذيب حتى الموت!!
لماذا يقتل الفلسطيني في العراق ؟!
بدعوى أنهم إرهابيون؟؟!! وهابيون؟!!! وتارة بعثيون؟!!!! وتارة بفلسطينيو صدام، وتارة بأنهم سبب الخراب والدمار؟!!! وسبب الاضطراب وتردي الوضع الأمني والاقتصادي؟!!! وتارة اتهامهم بمعاونة ما يصفونهم بالوهابية والتكفيرية والنواصب!! بسبب ذلك يقتل الفلسطينيون في العراق.
ويساهم الإعلام الطائفي المقروء والمرئي والمسموع في تأليب الرأي العام في الشارع العراقي خاصة، والتحذير من خطر الفلسطينيين!! أي خطر ترونه الآن من الفلسطينيين في العراق؟! وحالهم اليوم يعجز عن وصفه اللسان، واقع مرير من تهجير إلى قتل وتعذيب وتنكيل واعتقالات وحالات اغتصاب، وتهديد مستمر لدفعهم للخروج من العراق، بعد أن سلب منهم أي وصف قانوني فلا هم لاجئون ولا مقيمون ولا وافدون ولا مهجّرون، على الرغم أنهم لاجئون في العراق منذ عام 1948م !!!
فما يعانيه الفلسطينيون في العراق لا يقل وحشية وظلم عما يعانيه أهلهم في مخيمات قطاع غزة ورفح وخان يونس وبيت حانون وجنين وبلاطة وغيرها بأيدي اليهود الغاصبين، فالمجرمون في العراق والذين أباحوا الدم الفلسطيني ليسوا بيهود، وإن كانوا يفعلون فعلهم، بل هي مليشيات تتكلم بلساننا!! ولكن الطائفية أوصلتهم لأن يبيحوا الدماء والأعراض، كما أباحوها في السابق في لبنان، وهاهم يكملون مسيرتهم ضد الفلسطينيين السنة في العراق.
مذابح الرافضة للفلسطينيين من لبنان إلى العراق:
مشهد أعاد لنا الذاكرة من جديد ففي لبنان وقبل أكثر من 25 عاماً حين قامت مليشيات منظمة أمل الشيعية بإعلان العداء للفلسطينيين في لبنان وبشكل فاجأ الجميع، ودعا مؤسسها "موسى الصدر" الأنظمة العربية إلى مواجهة الخطر الفلسطيني!! مما دفع ممثل منظمة التحرير في القاهرة حينذاك للتنديد بمؤامرة الصدر على الشعب الفلسطيني وتآمره مع الموارنة والنظام السوري، خطوة لم يفهم مقاصدها وأبعادها الكثير من الناس...!
وأعلنت بعدها منظمة أمل الشيعية الحرب على المخيمات الفلسطينية في بيروت في شهر رمضان من عام 1985م، والتي استمرت شهراً كاملاً حصد فيها من البشر ما يقارب 3100 ما بين قتيل وجريح ودمار لـ 90% من البيوت، والآلاف من المهجرين والمشردين.
نقلت أيامها وسائل الإعلام الكثير من الجرائم التي اقترفتها قوات "أمل"، منها ما ذكرته وكالة الأنباء الكويتية في 4/6/1985م وجريدة الوطن الكويتية في 3/6/1985م: "أن قوات أمل اقترفت جريمة بشعة، حيث قامت باغتصاب 25 فتاة فلسطينية من أهالي مخيم صبرا على مرأى ومسمع أهالي المخيم" !!.
وحينها صرحوا لوسائل الإعلام بأنهم على استعداد للاستمرار في القتال مهما طال الزمن حتى يتم سحق الفلسطينيين من لبنان. قال أحدهم وهو: "حيدر الدايخ" - أحد زعماء حزب أمل – في مقابلة مع صحفية مجلة الأسبوع العربي في 24/10/1983 م بأن: "إسرائيل ساعدتنا باقتلاع الإرهاب الفلسطيني الوهابي في الجنوب".
فعلى الرغم من أن الفلسطينيين في لبنان في الثمانينيات لا يعرفون ماذا تعنى كلمة وهابي إلا أنهم كانوا يوصفون بالوهابيين والنواصب، وها هي نفس الكلمات تُطلق على فلسطينيي العراق ليبرر قتلهم وإبادتهم على أيدى المليشيات الشيعية... فظائع ارتكبتها في السابق قوات "حزب أمل" الشيعي، ومليشيات المهدي الآن وقوات بدر في العراق بحق الفلسطينيين الآمنين في مخيماتهم وأماكن سكناهم، جرائم يندى لها الجبين، ويعجز عن وصفها اللسان...
أين المفر؟!!
بعد أن استشرى قتل اللاجئين الفلسطينيين في العراق من قبل "فرق الموت الطائفية"، نشرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" – الناشطة في مجال حقوق الإنسان - تقريراً حمل عنوان "أين المفر" "الوضع الخطير للاجئين الفلسطينيين في العراق"، وثّقت فيه حالات قتل وتهديد بالعنف وغير ذلك من المخاوف الأمنية لدى ثلاثة وأربعين ألفاً من اللاجئين الفلسطينيين في العراق. ودعت فيه الدول العربية المجاورة للعراق، بما فيها الأردن وسورية، فتح حدودها أمام اللاجئين الفلسطينيين الفارين من العراق، بالإضافة إلى ضرورة تقديم المجتمع الدولي المساعدات المالية إلى الدول المضيفة.
وأوضحت المنظمة "أن كل من الأردن وسورية قد وفرت الملجأ لمئات الألوف من المواطنين العراقيين الفارين من العراق، لكنهما يغلقان الحدود في وجه اللاجئين الفلسطينيين!!"، مضيفة: "عندما ترفض الدول المجاورة للعراق استقبال اللاجئين الفلسطينيين الفارين من الخطر الحقيقي في العراق، فإنها تعيدهم قسراً لمواجهة الاضطهاد".
وأشارت المنظمة: "إلى منشور حصلت عليه وتم توقيعه من قبل "كتائب الثأر لآل البيت- وحدات الرد السريع" إنه لا مكان للفلسطينيين في عراق علي والحسن والحسين، ويأتي ذكر أسماء الأئمة الشيعة الثلاثة كإشارة إلى أن جميع الفلسطينيين ينتمون من المذهب السني.
وحذر المنشور أيضاً من أن "سيوفنا تستطيع أن تطول الرقاب" كما يأمر الفلسطينيين بـ"الرحيل خلال 72 ساعة" ويطالبهم "بأن يقاتلوا الاحتلال في بلادهم"، فيما أكد سكان في بغداد للمنظمة "أن عدد من سيارات تحمل مكبرات الصوت طافت حي الدورة في بغداد يومي 25 و30 سبتمبر الماضي مطلقة تهديدات بقتل الفلسطينيين".
وقد أفادت هيئات معنية بأنّ عدد من قُتل من اللاجئين الفلسطينيين في العراق، على أيدي ميليشيا شيعية ، منذ الاحتلال الأمريكي للعراق وحتى الآن، بلغ نحو 900 لاجئاً، بينهم أطفال ونساء، فيما بلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون العراقية حوالي 100 معتقلاً، يُمنع ذووهم من زيارتهم ويُمنعون من توكيل محامين للدفاع عنهم، ومعظمهم يُمدّد له الاعتقال وهو لا يدري.
أنقذوهم من القتل المحتوم :
الفلسطينيون في العراق هم الحلقة الأضعف في مكونات الشعب العراقي، فلا ميليشيات تحميهم ولا قوى سياسية تنادي باسمهم ولا حضور على الأرض مع غياب شبه كامل لممثليهم دولياً، الأمر الذي يسهل مخطط ذبحهم والاستفراد بهم دون أن ينتصر أحد لدمهم.
ولذا نقول إذا لم يتم حل مشكل ومأساة وإنقاذ الأخوة الفلسطينيين في العراق من الإبادة التي يتعرضون لها، فإننا نطالب أن يتم نقلهم للعيش في أماكن آمنة أخرى كحل إنساني شامل. بما يوافق الاتفاقيات والقوانين الدولية للأمم المتحدة عام 1951 بخصوص اللاجئين.
رسالة إلى أهل فلسطين:
أما آن للفلسطينيين أولاً ولغيرهم أن يعوا حجم المؤامرة، وأن نصرة فلسطين يسبقها الكف عن سفك دماء لاجئيهم وضعفائهم؟!!
أما يعلمون أن فلسطين التي فتحها أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه لن يحررها وينصرها من يتخذ من لعن عُمر عقيدةً وقربةً إلى الله ؟!! أما آن لهم أن يزيلوا الغمة عن وجوههم، ويعرفوا طريق نصرهم وعزهم، وسبيل استرداد مقدساتهم وأرضهم المغتصبة؟!!!
كيف اغتررتم بالذي يطعن في الفاتح "صلاح الدين الأيوبي" الذي حرر المسجد الأقصى من دنس الصليبيين، وأرجع مصر إلى عقيدة أهل السنة والجماعة، بعد أن عمّها العقيدة الفاطمية الباطنية؟!!
ألم يعلن أتباعهم تأسيس تنظيم شيعي بمسمى "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في فلسطين"! فكيف يُجلب للأرض التي باركها الله تعالى في كتابه الكريم، وعلى لسان نبيه r، عقيدة باطنية طائفية، تشق صف المسلمين؟!
ألم تقرؤوا مكانة المسجد الأقصى في كتب الشيعة، والتي فيها أن مسجد الكوفة أفضل منه كما جاء في كتاب "بحار الأنوار" للمجلسي (22/90): " قال المجلسي عن أبي عبد الله قال: سألت عن المساجد التي لها الفضل فقال: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، قلت: والمسجد الأقصى جعلت فداك؟ قال: ذاك في السماء، إليه أسرى برسول الله عليه وسلم، فقلت: إن الناس يقولون إنه بيت المقدس فقال: "مسجد الكوفة أفضل منه" !!, بل صرح بعضهم علناً بأن حجراً في قبة سامراء أفضل من المسجد الأقصى وما حوله ؟!!
إلى متى ستبقون تركضون وراء كل من ينادي بتحرير القدس، ولا تنظرون إلى عقيدته؟!! اقرؤوا التاريخ هل وجدتم يوماً من الأيام أنهم نصروا قضايا المسلمين وكانوا على ثغر من ثغورهم؟!! أم كانوا ثغراً على المسلمين، وصفحات التاريخ شاهدة لمن يعي ما يقرأ!!
* * *