القدس العربي
8-11-2012
كشف مسؤول في حركة حماس لـ'القدس العربي' أمس بأن مداهمة قوات النظام السوري لمكاتب الحركة في دمشق كان الهدف منها أخذ 'عهدة' كانت موجودة بأحد المكاتب، وأكد أن إغلاق النظام لمكاتب الحركة بالشمع الأحمر كان 'تحصيل حاصل'، لأن تلك المكاتب كانت مغلقة بالأصل، وأقر في ذات الوقت بـ'انخفاض' مستوى العلاقات بين حماس وإيران، على خلفية الموقف من الأزمة السورية، في الوقت الذي عبرت فيه مصادر فلسطينية عليمة عن خشيتها من مخطط ينتهجه النظام السوري لطرد اللاجئين الفلسطينيين.
وقال الدكتور صلاح البردويل المتحدث الرسمي باسم حركة حماس لـ'القدس العربي' ان مكاتب حركته التي كانت موجودة في سورية، أغلقت مع خروج قيادات وكوادر حركة حماس من سورية، وأنه لم تعد هناك مكاتب موجودة ، وقال ان خطوة النظام السوري كانت 'تحصيل حاصل'.
وأوضح أن عملية مداهمة قوات تتبع النظام السوري لتلك المكاتب كان الهدف منها 'أخذ عهدة' كانت موجودة بأحد المكاتب، لكنه لم يشر إلى تلك العهدة.
وأضاف البردويل بالقول 'المكاتب كانت مغلقة ولا تحتاج لأي عملية غلق'.
وكانت تقارير ذكرت أن قوات من نظام بشار الأسد داهمت مكاتب لحركة حماس، وأغلقتها بالشمع الأحمر.
ويدور الحديث عن مداهمة قوات من النظام لمكتب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس في منطقة المزة، ومكتب العلاقات الخارجية في مشروع دمر.
وعن سبب الخلاف بين الحركة والنظام السوري، قال القيادي في حماس ان المشكلة لم تكن من طرف حماس، وان أفعال النظام هناك هي من خلقت الأزمة، موضحا بأن الحركة لم تكن تستطيع تحمل أن تبقى هناك 'في ظل المجازر التي تمارس ضد الشعب السوري'.
وأكد أن حماس 'لم تقدر على السكوت على استمرار هدر دماء الشعب السوري'.
وكان مسؤولون من الحركة وآخرون من تنظيمات فلسطينية أخرى انتقدوا مؤخراً عمليات القتل التي تطال الشعب السوري من قبل النظام، وذلك بعد أن ظلوا لبعض الوقت يتعاملون بموقف الحياد، ويدعون إلى حل سلمي للأزمة السورية.
وانتقد خالد مشعل زعيم حماس بشكل علني عمليات القتل التي ينفذها النظام، وشن التلفزيون السوري الرسمي عقب ذلك هجوما حادا على الرجل، الذي كان يقيم في دمشق.
واستقر مشعل وعدد من مساعديه في العاصمة القطرية الدوحة، فيما يقيم آخرون بعد الخروج من سورية في لبنان، وآخرون في مصر وتركيا.
وخرج من سورية مع احتدام عمليات القتال بين النظام السوري والجيش الحر قادة حركة حماس بشكل كامل، وتلاهم بحسب المعلومات المتوفرة قادة آخرون يتبعون تنظيمات فلسطينية أخرى كان لها مكاتب في دمشق، دون أن يعلن عن عملية خروجهم كما أعلنت حركة حماس.
وفي سياق قريب أقر البردويل بـ'انخفاض' مستوى العلاقة بين حركة حماس والنظام الإيراني، بسبب موقف الحركة مما يحدث في سورية، وذلك حين سئل عن مستوى العلاقات بين حماس وكل من منظمة حزب الله اللبنانية وإيران، أكبر حلفاء سورية في المنطقة.
وأكد أن سبب انخفاض أي مستوى في العلاقات لم يكن من طرف الحركة، خاصة وأنها تتخذ سياسة معينة في علاقاتها الخارجية مع الجميع.
وأضاف البردويل يقول 'مستوى العلاقات أكثر انخفاضا من ذي قبل مع النظام الإيراني، لكن هذه العلاقات لم تنقطع بالكامل'.