جاءت تصريحات أمين عام ما يسمى بحزب الله الإيراني محمد باقر خرازي لتضع النقاط على الحروف، ولتبين حقيقة الأهداف الإيرانية من وراء الغزل المتكرر لحركات المقاومة الإسلامية الفلسطينية، والتشنج المتصنع والباهت تجاه الكيان اليهودي، وذلك من خلال التصريحات الصحفية التي أدلى بها في طهران ونقلتها أغلب الصحف والمواقع الشيعية، وبعض المواقع والصحف الخليجية.
فقد انتقد الأمين العام لحزب الله الإيراني والذي يعد المشرف لكل أفرع "حزب الله" في العالم القيادة السياسية في بلاده واتهمها أنها لم تنتهج الطريق الواضح والجلي في نشر التشيع في العالم، وفي فلسطين على وجه الخصوص من خلال حركات المقاومة الفلسطينية، حيث قال منتقداً الحكومة بسبب مواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني: «قدمنا كل أشكال الدعم لقوى التحرر الإسلامية، لكن ما الذي حصلت عليه إيران؟ وإذا كنا نقدم اليوم الدعم لفلسطين فيجب على فلسطين أن تسير في طريق أهل بيت النبوة، وإذا لم يحصل ذلك فما هو الفرق بينها وبين إسرائيل؟ إلى متى تبقى مائدتنا مبسوطة أمام الآخرين في حين أن الشعب الإيراني يتضرع جوعاً»!!
ولعل هذه الصراحة في التصريحات تكشف الدهاء والمكر الذي تلعبه القوى الشيعية الأخرى في نشر التشيع في فلسطين، والتي استطاعت أن تحقق لها موطأ قدم عند البعض في أرض لم يكن للتشيع أي ذكر فيها، وتبعث كذلك بإشارات واضحة لقيادات المقاومة الفلسطينية والتي ارتضت لنفسها الارتماء في أحضان إيران، في أن القوم أهدافهم واضحة وأن ما يسعون لتنفيذه يتطلب في هذه المرحلة استخدامهم كأداة لاختراق الأرض المباركة، ومن ثم يتم نبذهم أو حرقهم كما فعل بغيرهم، ولعل تاريخ "فتح" مع إيران ليس ببعيد، وهو صفحة مفتوحة لكل من يريد أن يقرأ الحقيقة بكل وضوح.
ولعل قادة "حماس" و "الجهاد" بالدرجة الأولى يدركون أن القوم لا يفرقون بينهم وبين اليهود إذا ما حالوا دون تحقيق أهدافهم، وأن هذا الغزل المستعر لفلسطين ليس لسواد عيونهم أو صدق قضيتهم بقدر ما أنهم الأداة المناسبة لتحقيق ذلك باسم الإسلام الذي أضحى التعاطف معه عالمياً.
وأنهم إن لم يدركوا حقيقة الصراع العقدي في المعركة فإن التاريخ سيكتب لهم أبشع صورة في طعن الأرض المباركة في ظهرها بخنجر التشيع، ولعل تاريخ الفاتح صلاح الدين رحمه الله شاهد حي في الأنموذج الذي ينبغي أن يحتذى في تحرير فلسطين، فكما عاثت دولة الفاطميين الرافضية الفساد في الأرض المباركة وفي أرض الكنانة، كان لا بد من القضاء عليها واستئصالها مع محاربة الصليبيين ودحرهم، وتاريخ اليوم جمع اليهود والصليبيين والرافضة لتتكالب على الأرض المباركة بتنسيق واتفاق مصالح أحياناً، وبفرض سياسة الأمر الواقع أحياناً أخرى لتحقيق مكاسب أكبر!! فهل تكون دراسة سيرة هذا الفاتح العظيم دليلاً ونبراساً لنا في مسيرة التحرير.
وقد ختم هذا المأفون تصريحاته بكلمات لو مزجت بماء البحر لمجّته ولفظته ينبعث منها رائحة العنصرية والطائفية والشعوبية والتي هي عقيدة القوم ودينهم، حيث قال: "إن شعرة عفنة لشاب شيعي وإيراني يرتدي الملابس الغريبة لهي أفضل من العالم بأسره"!!!
وهذا ليس بجديد في حديثه أو في اعتقاده بل هو حقيقة ما يعتقدونه، فيروي الكليني عن جعفر بن محمد الصادق - زروًا وبهتانًا - أنه قال عن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم-: (هذه الأمة أشباه الخنازير ، هذه الأمة الملعونة( الأصول من الكافي (1/336)، وعنه قوله: (إن الله خلقنا من نور ، وخلق شيعتنا منا ، وسائر الخلق في النار ) (تفسير فرات الكوفي ص201)، ولمزيد من هذا الأمر انظر مقالة (النظرات الرافضية العنصرية لبعض الشعوب العربية والإسلامية) على الرابط التالي:
http://www.haqeeqa.com/index.aspx?status=prodetail&aid=619
إن تصريحات في مثل هذه الصراحة لرجل في مثل هذا المنصب لا يمكن أن تكون عبثية أو أنها تصدر من رجل غير مسئول أو مؤهل، وإنما هي رفع التقية من أقوال القوم أحياناً لغايات يريدونها، ويأبى الله تعالى إلا أن يفضحهم ويظهر حقيقتهم.
ولكن هل يعي قومنا هذا الأمر!!