تصعيد خطير جداً في استهداف الفلسطينيين في العراق
المصدر : وكالة حق
http://www.76news.net
حق – خاص:
في تصعيد لم يسبق له مثيل منذ احتلال العراق عام 2003م في استهداف الفلسطينيين في العراق في عموم بغداد ، ظهر جلياً لكل ذي لب أن هنالك جهات منظمة تقف وراء هذه الانتهاكات بدوافع عنصرية وطائفية خلافاً لما يروج في وسائل الإعلام من احترام حقوق الإنسان والأقليات وخصوصاً الجالية الفلسطينية التي لها جذور عميقة في أرض الرافدين ، إلا أن الحقد الأعمى بات واضحاً والشواهد اليومية والعملية كثيرة جداً .
وعلى الرغم من تناقل فتوى للسيستاني يحرم فيها الدم الفلسطيني مع عدم إظهار نصها إلا أن المسلسل الإجرامي في استهدافهم متواصلاً ، وصارت أكذوبة الفتوى جلية وما أدل على ذلك من عدم وجودها في الموقع الرسمي والخاص بالسيستاني ؟!!! مع أنه مليء بأصناف الفتاوى.
ففي صباح يوم الخميس الموافق 25/5/2006م دخل مسلحون مجهول لمكان بيع الخضار بالجملة في منطقة جميلة وسألوا عن أي فلسطيني موجود هنا !!! فأجابوهم بوجود شخص يسمى خالد عبد الله قدسية واعتقلوه على الفور وهو يسكن منطقة البلديات ، وفي عصر يوم السبت 27/5/2006م وبينما كان المواطن الفلسطيني قتيبة فؤاد صالح ( ميكانيكي سيارات ) عائداً من عمله باتجاه بيته في منطقة الطوبجي بدراجته النارية اقتربت منه سيارة نوع برنس من دون أرقام ودهسته في محاولة لقتله العمد وأصيب بعدة كسور ورضوض في عموم جسده.
وفي تطور خطير وانتهاك واضح لقوات الاحتلال الأمريكي والذي يؤيد علمها بكثير من المآسي التي تحدث للفلسطينيين في العراق ، حيث قامت قوة أمريكية وعراقية في تمام الساعة الثانية بعد منتصف ليلة السبت على الأحد الموافق 28/5/2006م بتطويق جانب من المجمع السكني للفلسطينيين في منطقة البلديات مستخدمين القنابل الصوتية والعيارات النارية ومجبرين أصحاب المولدات الكهربائية على إطفائها وحجز عدد من العاملين عليها ، مما أدى لنشر القلق والرعب والخوف في نفوس الأهالي ، وتم اقتحام ثلاثة مخازن للبضائع تعود لتجار فلسطينيين يستوردون مادة الكلينكس وبطريقة همجية والعبث بأثاث شقة تابعة لإحدى المخازن، ومن ثم اقتحام شقة الحاج صبحي محمد عبد القادر مؤذن جامع القدس ، ومحاولة اعتقاله وولديه وصهره وحفيده الذي انهالوا عليه بالضرب المبرح رغم صغره ، واعتقلوا الرجل المسن وولديه اللذين أطلق سراحهما في صبيحة نفس اليوم ، وبقي الحاج صبحي معتقلاً من غير أي جرم أو ذنب ، وهو رجل كبير بالسن ومريض وذو سمعة جيدة بين أهالي المنطقة ، ثم اقتادوا أحد أبناءه ليدلهم على شقة الابن الثالث وتم اقتحامها والعبث بحاجياتها وسرقة مبلغ من المال ( 6000 دولار ) ثم انصرفوا من غير أن يجدوا أي شيء يذكر .
وفي الساعة الحادية عشر من صباح يوم الأحد الموافق 28/5/2006م وبينما كان الشاب الفلسطيني أيمن فيصل محمد نصار ( 26 عام ) متواجداً في منطقة بغداد الجديدة قرب بسطيته المتواضعة لكسب قوت يومه ، وقفت سيارة نوع أوبل بيضاء اللون فيها خمسة أشخاص مسلحون وأخذوه ووضعوه في صندوق السيارة ليعثر على جثته في اليوم التالي مقتولاً وعليه آثار التعذيب ، ويذكر أن الفقيد رحمه الله من سكنة منطقة النعيرية / حي الخليج وهو من عائلة فقيرة جداً .
وفي الساعة الخامسة تقريباً من عصر الأثنين الموافق 29/5/2006م طوقت عدة سيارات نوع لاندكروز مظلل وبيكب الشارع الذي يسكن فيه الفلسطيني المسن سعود محمد عبد القادر الأسعد ( 65 عام ) في منطقة البلديات قرب الحبيبية ، واقتحم أكثر من عشرة أشخاص المنزل وكسروا الباب ودخلوا إليه وسحبوه أمام زوجته وأولاده إلى الحديقة وأمطروه بوابل من الرصاص وبطريقة بشعة جداً ليخرجوا أحشاءه من جسمه ويردوه صريعاً ، إن هذا الفعل الغادر والجبان والمشين إنما يدل على الحقد الأعمى والدفين لهذه القوى والميليشيات الإجرامية التي لم يعرف لها التاريخ مثيلاً .
وبعد الساعة الواحدة من منتصف ليلة الأثنين على الثلاثاء الموافق 30/5/2006م اقتحمت قوة أمريكية وعراقية عمارة يسكنها عوائل فلسطينية في منطقة الصناعة واعتقلوا كل من محمد خضر وجمال خضر وابنه خضر جمال .
إن مجمل هذه الأحداث والانتهاكات لتدل على استهداف واضح للفلسطينيين في العراق بشكل مبرمج ومنظم وبإشراف وتعاون وتواطأ قوات الاحتلال مع هذه العصابات ، وما يصلنا من أخبار هو جزء من الحقيقة المغيبة بسبب تناثر العوائل الفلسطينية في عدة مناطق وعدم التواصل بينهم بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة .