من جرائم نظام الأسد النصيري ضد الفلسطينيين

بواسطة أحمد محمود الحيفاوي قراءة 2307
من جرائم نظام الأسد النصيري ضد الفلسطينيين
من جرائم نظام الأسد النصيري ضد الفلسطينيين

أحمد محمود الحيفاوي

19-4-2012

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن ولاه اما بعد

لم يقتصر النظام السوري في سحقه للثورة القائمة في سوريا على الشعب السوري فقط بل شمل هذا الاجتثاث كذلك الكثير من الفلسطينين المقيمين واللاجئين في سوريا ومنهم من هرب من بطش المليشيات في العراق ليقع فريسة لشبيحة النظام النصيري الظالم .

والعجيب أن الفلسطينيين يذبحون دائما بيد من يرفعون الشعارات الرنانة بالدفاع عن قضيتهم التي يتخذونها سلما للوصول الى مآربهم في التمكين والقبول لدى الجماهير , وهذا كما يقال قميص عثمان الكل ينادي به, وكلهم يدعي الوصل بليلى , وليلى لا تقر لهم بذاكا

تاريخ الوجود الفلسطيني في سوريا :

تعتبر أرض سوريا وفلسطين تاريخا بلاد واحدة فهي متداخلة فيما بينها , ولكننا نتكلم عن الهجرة الحديثة بعد التقسيم ودخول اليهود الى فلسطين .

يعود الوجود افلسطيني في سوريا الى عام 1948 م  حيث هاجرت الوجبة الأولى الى سوريا هاربة من بطش العصابات الصهيونية تلتها هجرات كثيرة منها هجرة عام 1956م من لبنان ودول مضيفة أخرى , بعد ذلك وعلى إثر عدوان 1967م

هاجرت دفعة جديدة من اللاجئين الفلسطينيين من فلسطين الى سوريا , ثم وبسبب أحداث أيلول في الأردن هاجرت كذلك دفعة قليلة من المنتمين الى صفوف المقاومة الفلسطينية مع عائلاتهم .  كما أن آخرين لجؤا الى سوريا خوفا من مجازر قادمة .

مجازر النظام النصيري ضد الفلسطينيين في لبنان :

بالرغم من الشعارات الرنانة التي رفعها النظام البعثي النصيري في نصرته للقضية الفلسيطينية إلا أنه ليس هنالك شيء ملموس من ذلك على أرض الواقع بل على العكس فقد أخذ ذلك النظام على عاتقه إنهاء المقاومة ومنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان  بتحالفه مع المارونيين النصارى من أمثال حزب الكتائب وغيرها , وما مجازر ذلك النظام التي ارتكبها ضد مخيمات تل الزعتر وجسر الباشا حيث ازالها من الوجود, وقتل في تل الزعتر وحده حوالي ثلاثة الاف فلسطيني, قتل قسم منهم ذبحا, وقسم إعداما بالرصاص بيد العصابات المارونية المحمية من قوات النظام السوري وانتهكت أعراض العديد من النساء .

وشرب هؤلاء المجرمون كؤوس الخمر احتفالا بالنصر على المسلمين وهم يعلقون صلبانهم على صدورهم وظهر هذا على شاشة التلفاز في معظم البلدان .

وبعد دخول القوات السورية الى لبنان قال  رئيس الوزراء الصهيوني آنذاك إسحاق رابين كما جاء في كتاب وجاء دور المجوس ( ص 418) : أعلن إسحق رابين رئيس وزراء العدو الصهيوني السابق في تصريح نقلته أجهزة إعلامهم يقول : ( إن إسرائيل لاتجد سبباً يدعوها لمنع الجيش السـوري من التوغـل في لبنـان ، فهذا الجيـش يهاجم الفلسطينيين ، وتدخلنا عندئذ سيكون بمثابة تقديم المساعدة للفلسطينيين ، ويجب علينا أن لانزعج القـوات السـوريـة أثناء قتلها للفلسـطينيين ، فهي تقوم بمهمـة لاتخفى نتائجها الحسنة !! بالنسبة لنا )[1] .

وأعلن الاتحاد السوفيتي[2] وفرنسا عن ترحيبهما بالتدخل السوري في لبنان .

ويذكر عن ياسر عرفات أنه قال :  أن شارون العرب ( أي حافظ الأسد ) قد حاصرنا من البر ، وشارون اليهود قد حاصرنا من البحر .

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية في (29/9/1976) : صرح شمعون بيـريـز وزير دفاع العدو الصهيوني السابق أن هـدف إسرائيل هو نفس هدف دمشـق بالنسبة للمسألة اللبنانيـة ، وقال أيضاً : ( يجب أن نمنع وقوع لبنان تحت سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية ).

ونشـرت مجلـة المجتمـع في العـدد (172) في ( 28/5/1983) تقـول : قال ( جوناتان راندال) في كتابه مأساة لبنان : ( وطوال سـنة (1976) كانت السفن السورية والإسرائيلية تقوم بدوريات في قطاعات مختلفة من الساحل اللبناني لمنع تزويد الفلسطينيين بأيـة إمدادات ، وقدمت الدولتان ( سوريا وإسرائيل ) أسلحة وذخيرة للميليشيات المسيحية  .

ويقول صلاح خلف ( أبو إياد رحمه الله ) في مجالسه الخاصة: أرسل ياسر عرفات اثنتي عشرة رسالة إلى حافظ الأسد يطالبه بفك الحصار المفروض علينا في بيروت ، وعندما لم يتلق جوابـاً أرسل مبعوثاً خاصاً، وبعد أن سلم رسالة عرفات ، وعرض عليه سوء الأوضاع وصلف العدو أجاب حافظ الأسـد :

(أنـا أريـد أن تهلـكوا جميعـاً لأنكم أوبــاش)

يقول صلاح خلف ( رحمه الله ): عندئذ أدركنا تآمر أسد علينا ، وأن له أوثق العلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة وحزب الكتائب .

هذا هو نظام الممانعة الذي يتشدق به النظام الايراني ولا يخفى حصار منظمة امل للممخيمات في بيروت تحت سمع وبصر قوات النظام السوري التي كانت منتشرة في لبنان آنذاك .

تلك هي جرائم حافظ الأسد بحق الفلسطينيين وسار الأبن على نهج أبيه وكما يقال الولد سر أبيه , ولا تلد الحية الا حية .

جرائم بشار بن أبيه ضد الشعب الفلسطيني المظلوم .

  1. جرائمه ضد فلسطينيو العراق :

لقد طاردت مخابراته فلسطينيو العراق الذين نفذوا بجلدهم هربا من بطش المليشيات الشيعية في العراق فكانت تقبض عليهم وتعاملهم كمجرمين وترميهم في الصحراء بين حدود سوريا والعراق ليعانوا أشد الظروف قساوة حتي تأتي وتتكرم عليهم الدول الكافرة لتأخذهم الى بلدانها وبالتالي تضيع قضيتهم وانتمائهم وقد وصل بطش هذا النظام النصيري بفلسطينيو العراق المقيمين في سوريا الى حد القتل, فقد قتلت تلك القوات المدعو خلدون محمد محمود أبو خليفة في درعا بمنطقة القصور بتاريخ 4/ 38/ 2012 وهو داخل بيته .

ومنعت سوريا بشار بضعة الاف من فلسطينيي العراق الدخول الى أراضيها بينما هي استقبلت قرابة مليوني عراقي في سوريا كذلك استقبلت مئات الالاف من مواطني لبنان خلال حرب 2006 .

قتلى الفلسطينيين أبان الثورة السورية :

كما بطش بشار بالشعب السوري كذلك فعل مع الفلسطينيين في سوريا ليكمل مشوار أبيه في إستهداف الفلسطينيين, فقد ذهب ضحية جرائم كتائب الأسد وشبيحته الكثير من الفلسطينيين حتى بلغ عددهم ما يقارب من 120 شهيد فلسطيني نحسبهم كذلك والله حسيبهم حتى تاريخ 14-4-2012 من انفجار الثورة السورية .

فعلى سبيل المثال : قتلت قوات النظام الأسدي المجرم البطل فادي الاسطة وهو فلسطيني ويسكن خارج مخيم حماة ليلة الأحد 15/4/2012 اثر استهداف سيارته بالرشاشات الثقيلة لدى عودته الى منزله ليلاً حيث كان رحمه الله قبل ساعتين من مقتله على البث الماشر في قناة الجزيرة في سهرة لثوار حماة وهو أخو البطل عبد الله الأسطل الذي اغتالته يد الغدر النصيرية في يوم الخميس 29-12-2011

وكانت لهذا البطل سمعة طيبة ويتحلى بالشجاعة والرجولة في كل حماة نسأل الله له الرحمه وأن يسكنه فسيح جناته .

هذا وللعلم فإن قتلى الجرائم الصهيونية على قطاع غزة بلغ 124مواطنًا فلسطينيًّا في قطاع غزة، وجرح 600 آخرين، وذلك باستخدام كافة الأسلحة الجوية، والبرية والبحرية. خلال عام 2011 نحسبهم شهداء والله حسيبهم ,

اما قتلى الفلسطينيين في سوريا جراء جرائم شبيحة الأسد النصيرية فقد بلغوا 120 قتيلا نحسبهم شهداء والله حسيبهم لغاية تاريخ 14-4-2012 وهذا ما كان بالاستطاعة إحصاءه ولعل الرقم أكثر وخاصة بعد إحصاء المعتقلين والمفقودين ومعرفة مصيرهم .

وبأحصائية بسيطة عن طريق معرفة نسب الفلسطينين في سوريا إلى نسبهم في غزة يتبين أن الفلسطينيين في سوريا هم ثلث الفلسطينيين في غزة تقريبا أي أن النظام الأسدي بلغ فتكه بالفلسطينيين أكثر مما فعلته القوات الصهيونية .

وصدق إبن تيمية رحمه الله عندما قال : (هؤلاء القوم المسمَّون بالنصيرية ـ هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية ـ أكفر من اليهود والنصارى، بل وأكفر من كثير من المشركين، وضررهم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل التتار والفرنج وغيرهم.. وهم دائماً مع كل عدو للمسلمين، فهم مع النصارى على المسلمين، ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار، ثم إن التتار ما دخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهم ومؤازرتهم).

والواقع يثبت ما صرح به شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله , لذلك يحرص اليهود على التسمك بهذه الفرقة الكافرة والمجرمة لما تقدِم من خدمات جليلة لهذا الكيان اليهودي الغاصب وما سُطر في هذا المقال من شهادات حية للقادة الفلسطينيين أكبر دليل .

نسأل الله أن يحفظ إخواننا الفلسطينيين في بلاد الشام وبقية إخواننا المسلمين من مكر وكيد هذه الطائفة المجرمة اللهم أمين .

 



[1] إنظر ما يجري الآن من تشابه بالمواقف الصهيونية تجاه الشعب السوري بعد تحرك الدبابات السورية في مناطق ممنوعة قرب حدود الجولان للبطش بالشعب السوري .

[2] من هذا نعرف أن المؤامرة الروسية الحالية هي امتداد لمسلسل قديم من المؤامرات .



مقالات ذات صلة