حزب الله وخطر واقعه الافتراضي على الطائفة الشيعية

بواسطة عبد الغني محمد المصري قراءة 759
حزب الله وخطر واقعه الافتراضي على الطائفة الشيعية
حزب الله وخطر واقعه الافتراضي على الطائفة الشيعية

عبد الغني محمد المصري

16-04-2013

الواقع الافتراضي هو صورة لأحداث يومية موجودة فقط في مخيلة من يحلم بها، او يتخيل وجودها، هروبا من الواقع الحقيقي او ملء لوقت فراغ وتسلية.

وقد يكون الواقع الافتراضي كذبة او وهم تسوقها جهة ما كي تسيطر بها على جمهور معين لتوجيهه والاستفادة من امكانيات لخدمة الجهة الراسمة لحدود الواقع المزيف.

ومن الامثلة على النوع الاول هو ما يحدث من اندماج فئات من المجتمعات الحديثة وخاصة فئة الشباب مع الالعاب الاليكترونية من شراء للاملاك وبيعها، لدرجة ان بعضهم يدفع اموالا حقيقية لأشخاص آخرين كي يبيعوه ذهبا وهميا في لعبة اليكترونية.

ومن الامثلة على النوع الثاني هو الدعاية التي تقوم بها الاحزاب او الحكومات او التيارات لجلب انتباه الجماهير وحشدها خلفها باستخدام ادوات الاعلام المختلفة لخلق حالة استنفار او خوف مجتمعي مكونة حالة عقل جمعي يفكر نيابة عن الجماهير، ويغذيها بفكره، ويصبح هو المنقذ لها من الخطر المحدق بها، ذلك الخطر هو ما رسمته آلة الاعلام الجبارة من واقع زائف غير موجود، لكنه اصبح لدى جماهير الحزب وعيا مجتمعيا وحقيقة غير قابلة للجدل او النقاش.

وذلك ما يقوم به حزب الله، وايران، مع الطائفة الشيعية في المنطقة عموما، وفي لبنان خاصة، كي يتم حشد الطائفة الشيعية كوقود في معركة خاسرة لمحاولة تحصيل ما يمكن تحصيله، وعدم خسارة كل شيء. لكن ما هي اهم "حقائق" الواقع الافتراضي الذي رسمه حزب الله لطائفته؟.

لقد استخدم الحزب عدة اكاذيب منها:

-- اكذوبة الخوف على مستقبل الطائفة الشيعية.

-- اكذوبة الدفاع عن البلدات الشيعية.

-- اكذوبة الدفاع عن حصن الممانعة.

لكن سيتم تفنيد واحدة منها فقط، كي لا يطول الموضوع.

اكذوبة الخوف على مستقبل الطائفة الشيعية:

----------------------------

وهنا تتبادر اسئلة عدة، فهل حصلت مجازر للطائفة الشيعية على يد المسلمين في تاريخ لبنان القديم والحديث؟. قد يكون كان هناك تهميشا في الماضي، لكن ما هو سببه؟، هل سببه انكفاء الطائفة على نفسها في بعد طائفيظ، ام ابتعاد ابنائها عن التعليم مما جعلها فقيرة في الكوادر؟. ولو كان ذلك التهميش مقصودا، فهل يكمن المستقبل المدني للمجتمع الشيعي في انكفاء آخر لكن خلف ستار من السلاح، والتخويف، ستار قد ينفع لسنوات معدودة ثم لا يترك سوى مزيد من العزلة والانكفاء. ام ان المستقبل يكون بعد تكوين الكوادر، وامتلاك المال بالانفتاح على اطياف المجتمع الاخرى، في عقد مدني يرسخ مفاهيم الطمأنينة والرحمة للاجيال القادمة عوضا عن مفاهيم الشك والريبة والخوف؟.

الناس ليست وحوشا، طوائف او غير طوائف، وقد تعايشوا قرونا عدة دون الحاجة لحزب صغير او مليشيا مسلحة كي تحمي وجودهم، بل ان كل الرعب، والقتل، لم يأت سوى مع المليشيات المسلحة تحت ذريعة حماية مستقبل الطائفة!!!.

فلا خوف سوى مما يزرعه الحزب عبر زج ابناء طائفته في معركة خاسرة. زراعة سيكون حصادها مرا على ابناء طائفته، عسيرة على الهضم من محيطهم. زراعة ستيأذى بشوكها اجيالهم القادمة، فالخوف ليس من مستقبل التعايش مع من اووا ابناءهم، وفتحوا لهم بيوتهم، وقاسموهم لقمة العيش عام 2006، بل الخوف من مستقبل الطائفة الذي باعه جشع المناصب والمال في سبيل مشروع ايران الفارسي القومي.

المصدر : تنسيقية مدينة القصير الحرة · ‏



مقالات ذات صلة