بسم الله :
لا يغيب عن أذهاننا كيف دعم الأستعمار الفرنسي النصيرية في سوريا ولعل الكثير منا اطلع على الرسالة التي بعثها جد بشار الأسد للسلطات الفرنسية طالبا منهم البقاء في سوريا .. وقد نشرت الخارجية الفرنسية وثيقة تظهر طلب تقدم به عدد من زعماء ووجهاء الطائفة العلوية في سوريا و بينهم سليمان الأسد من الانتداب الفرنسي البقاء في سوريا وتنعت الوثيقة اليهود بالطيبين الذين جاءوا إلى العرب المسلمين بالحضارة والسلام، ونشروا فوق أرض فلسطين الذهب والرفاه ولم يوقعوا الأذى بأحد ولم يأخذوا شيئاً بالقوة، ومع ذلك أعلن المسلمون ضدهم الحرب المقدسة، ولم يترددوا في أن يذبحوا أطفالهم ونساءهم .. هـ
تتوج هذا الدعم بوصول النصيري حافظ الأسد إلى سدة الحكم في سوريا ذلك البلد السني تاريخا وعمقا وواقعا ..
كانت من المهمات التي نفذها ذلك النصيري تسليم الجولان للعدو الصهيوني ومن ثم الحفاظ على أمنها لعشرات السنين كذلك سحق المخيمات الفلسطينية في لبنان مثل تل الزعتروجسر الباشا وغيرها من مخيمات بيروت حتى إن الناس في تل الزعتر اعتادوا على أن يقولوا أن كأس ماء تساوي فعلا كأسا من الدم وبسبب المجاعة التي جرت على أهالي المخيم وبسبب الحصار الذي استمر عدة أشهر طلب الفلسطينيون في تل الزعتر من علماء المسلمين فتوى تبيحُ أكلَ جثثِ الشهداء كي لا يموتوا جوعاً ..!!!
وبعد إخراج المقاومة من بيروت بعد حصارها عام 82 رجع ياسر عرفات إلى طرابلس للملمة شتات المقاومة الفلسطينية والإنطلاق من جديد ,, فطاردته قوات حافظ أسد إلى هناك وأجبرته على الخروج مرة ثانية من لبنان تلك القوات التي لم تحرك ساكنا تجاه العدو الصهيوني الذي هاجم بيروت وحاصر المقاومة الفلسطينية كذلك لم تتحرك تجاه حصار حركة أمل الشيعية للمخيمات الفلسطينية في بيروت عام 85 ...!!
وبعد استلام بشار الحكم بعد أبيه أكمل المهمة المناطة بالنصيرية وهي المحافظة على كيان يهود .
فقد طاردت مخابراته الفلسطينيين الفارين من العراق بعد المذابح التي اقترفت بحقهم من المليشيات الشيعية .. وبعد القبض عليهم ترميهم في مخيمات بائسة على الحدود لتاتي المنظمات الدولية وترحلهم إلى بلدان الغرب لتضييع هويتهم وانتمائهم ..!!
بعد الأحداث التي ألمت بسوريا لم تكن المخيمات الفلسطينية في سوريا بمعزل عن ما حل من خراب ودمار في عموم سوريا على أيدي النصيرية فبالرغم من أن بعض المخيمات الفلسطينية في سوريا سيطرت عليها مجاميع مسلحة صغيرة كانت وحدات من الجيش السوري كافية باخراجهم منها بعمليات محدودة إلا أن تلك المخيمات تلقت وسائل تدمير هائلة من البراميل والمتفجرات كافية بتدمير وسحق أي مخيم تلقى عليه وبعد إخراج المسلحين منه يمنع أهالي المخيمات من الرجوع إليه ..
ونظرة إلى موقع مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا تبين لكم بالتفصيل معاناة تلك المخيمات وحجم مأساتها وبالأسماء والتواريخ ..
اذا الهدف من هذا التدمير هو منع الفلسطينيين من العودة إلى مخيماتهم لأنهم لن يعودوا إلى خراب وسوف يجدون مكانا آخر بعيدا عن حدود الكيان الصهيوني وربما تبتلعهم مياه البحار في رحلة الموت إلى مكان آخر بحثا عن مكان آمن ..
لم يكن مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق بمعزل عن تلك المؤامرة الخبيثة خاصة وأنه من أكبر المخيمات في سوريا ويحوي مئات الألاف من اللاجئين الفلسطينيين وكان كغيره من المخيمات الفلسطينية في سوريا معقلا للمقاومين والفدائيين الفلسطينيين على مدى الصراع مع العدو الصهيوني ..
فعندما سيطر بضعة مسلحين عليه في البداية كان من الممكن التفاهم معهم حول تجنيب المخيم القتال بذريعة عدم تهجير أهله من الفلسطينيين والظن أنهم سيقبلون ..
أو إخراج المسلحين منه بعملية محدودة لكن التأخر المقصود بهذه الطريقة لبضعة سنين ومن ثم تعقيد الوضع بدخول تنظيم داعش إليه بطريقة غريبة له ما وراءه وهو عرقلة عودة الفلسطينيين إليه .. لكن بعد سيطرة النظام السوري على الغوطة الشرقية وكثير من المناطق السورية بعد الدعم الروسي طبعا بدأت عملية لإخراج تنظيم داعش وبقية المسلحين من مخيم اليرموك وملحقاته الحجر الأسود والتضامن وغيرها .. بعملية مريبة وهي تحطيم المخيم وإبادته وسحقه بالبراميل وصواريخ الفيل والراجمات والمدفعية كل هذا لإخراج بضعة مسلحين متمترسين بداخله لا يحملون إلا الأسلحة الخفيفة ..
وإليكم بعض الأخبار عن عملية سحق المخيم من بعض وكالات الانباء
العالم الإيرانية :
وذكر المصدر أن ضربات جوية نفذها سلاح الجو ورمايات مدفعية وصليات صاروخية مركزة وجهتها وحدات من الجيش العربي السوري على تحصينات وأوكار ومراكز قيادة وغرف اتصالات التنظيمات الإرهابية في الحجر الأسود أدت إلى تدمير عدد من النقاط المحصنة وتكبيد الارهابيين خسائر بالأفراد والعتاد.
وبدأ سلاح الجو في الجيش العربي السوري أمس غارات على تجمعات وأوكار الارهابيين في حي الحجر الاسود ومحيطه على الاطراف الجنوبية لمدينة دمشق في إطار استكمال العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش لتطهير محيط مدينة دمشق من الإرهاب ..
أورينت نت :
عاود طيران نظام الأسد الحربي والمروحي قصفه لأحياء مخيم اليرموك والتضامن والحجر الأسود بالصواريخ والبراميل المتفجرة.
كما قصفت قوات الأسد بقذائف المدفعية وصواريخ من نوع فيل مخيم اليرموك
رويرترز :
قالت وسائل إعلام رسمية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين في آخر منطقة خارج سيطرة الحكومة السورية قرب دمشق وافقوا يوم الجمعة على الانسحاب، لكن الجيش واصل قصف المنطقة بانتظار إبرام اتفاق كامل للاستسلام.
ويشير هذا التطور إلى تقدم جديد في حملة الرئيس السوري بشار الأسد لاستعادة ما تبقى من جيوب في يد المعارضة وتعزيز موقفه حول العاصمة بعد استعادة الغوطة الشرقية هذا الشهر.
وفي وقت سابق عرض التلفزيون الرسمي لقطات أظهرت سحبا كثيفة من الدخان تتصاعد من قصف من المباني فيما سقطت قذيفة مدفعية مما أدى إلى انهيار أحد المباني وسط زخات أسلحة آلية ودوي أصوات انفجارات بعيدة ... هـ
إن قصف المخيم بهذه الطريقة الهمجية لتحطيم ما تبقى منه من أطلال,, الغاية منها حسب تحليلنا هو عدم عودة من تبقى من الفلسطينيين والذين وجدوا ملاذا للعيش المؤقت في بعض المناطق البعيدة عن الصراع داخل سوريا إلى المخيم وبالتالي عرقلة عودة الحياة إليه من جديد وهكذا يتم تصفية القضية الفلسطينية وتشتيت أهلها تحت شعارات المقاومة والممانعة وللأسف الشديد أن بعض التنظيمات الفلسطينية قد تماشى مع تيار تلك الشعارات وأصبح يكيل المدح للنظام النصيري الذي يقمع أهل فلسطين على مدى تاريخ حكمه ..
وبذلك تضاف جريمة جديدة لسجل ذلك النظام المليء بالجرائم بحق شعبنا وخاصة سحق المخيمات وتشتيت أهلها خدمة للعدو وتنفيذا للمهمة التي من أجلها دعم الإستعمار الصليبي الجديد النصيرية في بلاد الشام ...
موقع الحقيقة
لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين
5/8/1439
21/4/2018