على خلفية مسلسل " يوسف الصديق " ما الفرق بين هوليود الغرب وهوليود إيران !؟
دأب الإيرانيون الصفويون دوماً على الاستهزاء بهذا الإسلام العظيم بدءاً من غلوهم في آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وتكفيرهم لصحابته عليه أفضل والسلام ورد المصدرين اللذين يعتبرا أصل مصادر التشريع الإسلامي ، لأن القول بردة الصحابة سيؤول بهم إلى إنكار هذين المصدرين ، فمن جمع لنا القران ونقل لنا السنة غير هؤلاء الذين يقولون عنهم أنهم مرتدون ، والله في آياته يزكيهم ويترضى عنهم ، بل كيف يطلب الله تعالى منا في كثير من آياته أن نطيعه ونطيع رسوله إذا لم يكن هذين المصدرين محفوظين مصونين عن عبث العابثين ، ومن يقول بهذا فهو لا يقصد إلا الاستهزاء بآيات الله وتحقير رسوله – صلى الله عليه وسلم – والعياذ بالله ، لأن من بنى دينه على عقيدة تكفير الصحابة وأن أبا بكر وعمر اغتصبا الخلافة من علي لا يريد إلا أن يقول لنا أن رسول الله قد فشل في تربية أصحابه وأنهم كانوا منافقين في زمنه وارتدوا من بعده ، بينما الصحابة وآل بيت رسول الله هم الذين قاموا بالقضاء على المرتدين ومانعي الزكاة ، ثم قضوا بعد هذا على دولة كسرى ودولة قيصر ، ولا يوضح حقيقة هذا الحقد الرامي إلى هدم الإسلام إلا أن الإسلام قد قضى على دولة فارس وأطفأ نارهم إلى أبد الآبدين فدخلوا في الإسلام كما هو حال اليهود الذين قال فيهم عز وجل : " وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ " البقرة 76 ، وأبطنوا مجوسيتهم وحاولوا أن يقضوا على هذا الدين الذي تعهد الله بحفظه ولو كره كل حاقد ، ثم عملوا على اختلاق أحاديث نقلها رواتهم أصحاب الأهواء والمذاهب الفاسدة كذباً على ألسنة آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فاصبغوا على الأئمة صفات أسطورية وجعلوهم أفضل من الملائكة والأنبياء ، وجعلوا منهم مشرعين بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خاتم الأنبياء والرسل الذي أكمل الله تعالى فيه هذا الدين ، وبموته – عليه أفضل الصلاة والسلام – انقطع الوحي فما عاد ينزل على إنسان بعدها ، وما عاد هناك مشرعين بعد الرسل ، لأن الله قد أكمل هذا الدين وتعهد بحفظه ، يقول الله عز وجل : " الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً " المائدة 3 ، ومن هذه الافتراءات ما نقل كبيرهم ياسر الحبيب في موقعه ، تحت مقال : " الزهراء تحلل ما تشاء وتحرم ما تشاء ، وتغير التكوين كما تشاء ! " : " ولا تنحصر قدرات سيدة نساء العالمين ( صلوات الله عليها ) في الدائرة التكوينية فحسب بل أنها تتعداها أيضاً لتشمل الدائرة التشريعية ، في صلاحية مطلقة ، منحها الله تعالى للزهراء ( عليها السلام ) إذ فوض لها أمر دينه ، إلى درجة أنها تتمكن من أن تحلل ما تشاء وتحرم ما تشاء ! فتسن الأحكام الشرعية بتفويض إلهي مطلق " ثم يضيف : " وهذا هو ما بيّنه الإمام أبو جعفر الجواد ( صلوات الله وسلامه عليه ) عندما أتاه محمد بن سنان وذكر له الاختلافات العقيدية عند بعض الشيعة ، إذ قال : " كنت عن أبي جعفر الثاني عليه السلام فأجريت اختلاف الشيعة ، فقال : يا محمد ، إن الله تبارك وتعالى لم يزل متفرداً بوحدانيته ، ثم خلق محمداً وعلياً وفاطمة صلوات الله عليهم ، فمكثوا ألف دهر ، ثم خلق جميع الأشياء ، فأشهدهم خلقها ، وأجرى طاعتهم عليها ، وفوض أمورها إليهم ، فهم يحلون ما يشاءون ويحرّمون ما يشاءون ! ولن يشاءوا إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى ، يا محمد هذه الديانة من تقدمها مرق ومن تخلف عنها محق ، ومن لزمها لحق ، خذها إليك يا محمد " الكافي ج1 ص441 " آه ، ثم عمدوا في النهاية إلى القول بأن كل من لا يقول بعصمة الأئمة كافر مرتد ليلحقوا الأحفاد بمصير أجدادهم المرتدين ، وليكملوا ما يريدون أن يصلوا إليه من محاولة القضاء على هذا الدين ، وخداع المؤمنين عن دينهم تحت ستار التقية ، التي هي أصل الدين عندهم إذ قالوا انه لا دين لمن لا تقية له ، فمرة ينقلون هذه الأقوال ثم يعودون بعد هذا إلى إنكارها ، وذلك كما وصف الله تعالى يهود ، فقال عز وجل : " وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " آل عمران 72 .
ومن أشهر وأثناء الانتخابات الإيرانية خرج الرئيس الإيراني يعلنها مدوية بردة صحابيين من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهما طلحة والزبير المبشرين بالجنة ، فزعم هذا الرافضي أنهما قد ماتا على غير هذا ، وتستمر هذه القصة قدماً ، فعقيدة قامت على التقية وقامت على مخالفة أهل السنة ، كما نقل الخميني والكليني وكبارهم ، حيث جاء في الكافي أن سائلاً سأل جعفر بن محمد : " جعلت فداك! أرأيت إن كان فقيهان عرفا حكماً من الكتاب والسنة ، ووجدنا أحد الخبرين موافقاً للعامة والآخر مخالفاً لهم ، بأي الخبرين يؤخذ ؟ قال: ما خالف العامة ففيه الرشاد ، فقلت: جعلت فداك! فإن وافقهما الخبران جميعاً ؟ قال: ينظر إلى ما هم إليه أميل ، حكامهم وقضائهم ، فيترك ويؤخذ بالآخر " الكافي للكليني في الأصول، كتاب فضل العلم، باب اختلاف الحديث (ج1 ص68) إيران " ، فمن المحال أن يتم أي لقاء بيننا وبينهم ما داموا يحملون مثل هذه الأفكار فإن غرّب أهل السنة تراهم مشرّقين وإن شرّق أهل السنة تراهم مغرّبين .
ومن هذا ما حصل من فتنة جديدة افتعلها الإيرانيون الصفويون من أجل أن يظهروا مخالفتهم لإجماع المسلمين ، من خلال عرضهم لمسلسل " يوسف الصديق " على قنوات الكوثر والحرية والمنار والذي يُجسد فيه جبرائيل ويوسف ويعقوب عليهم السلام ، وسط اعتراض مرجعيات سنية وشيعية ، مع أن الشيعة أنفسهم يجسدون صور أمير المؤمنين علي وأولاده فعجبي علام يعترضون في هذا ، وطالبوا بإيقاف هذا المسلسل ، إلا أن مخرج الفلم " فرج الله سلحشور " دافع عن موقفه باستمرار عرض المسلسل ، بقوله : " إن الدفاع عن الإسلام ورموزه من أنبياء يجب أن يكون عبر تجسديهم مثلما فعلت هوليوود ، لكن أن نقدمهم بصفة المطهرين والمنزهين على عكس ما تقوم به السينما الأمريكية " ويتساءل : " ما سبب أن نحرم من تشخيص هؤلاء الأنبياء كما نريد نحن بينما يأتي غيرنا ويشخصهم كما يريد ، وبصور لا نقبلها نحن كمسلمين " صحيفة الخبر الجزائرية نقلاً عن موقع الوطن ، بينما أجمع علماء الإسلام على حرمة تجسيد الملائكة والأنبياء وكبار الصحابة وذلك من خلال التصوير أو التمثيل ، ففي بيان صحفي لقاضي قضاة فلسطين الدكتور تيسير التميمي يوم الأربعاء الماضي انتقد فيه عرض هذا المسلسل ، وأكد على حرمة تجسيد شخصيات الأنبياء والرسل والملائكة عليهم السلام في الأعمال الأدبية والفنية لما في ذلك من امتهان لهم ونيل من ديننا وعقيدتنا ، وأشار الدكتور التميمي إلى أنه : " للأنبياء والرسل عليهم السلام مكانة قدسية يقتضي احترامها وحرمة المساس بها ، فالإيمان بهم ركن من أركان الإيمان ، لذا فإن تجسيد شخصياتهم يحطم هذه المكانة ويهز صورتهم المثالية وقيمتها ، وفيه إنقاص لحقهم وتطاول عليهم " نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط ، وبهذا جاءت أقوال علماء الأزهر وعلماء السلفية في الخليج العربي .
بينما لم يصدر أي تعليق من الجانب الإيراني أو من علماء إيران كسرى خامنئي ، مما يؤكد أنهم موافقين على هذا الأمر ومقرين لهذا العرض ، والغريب أنه عندما عرض الفلم الانجليزي " 300 " بداية عام 2007م ، والذي صور معركة " ثرموبولي " التي خاضها الملك ليونيدس و300 من جنوده ضد كسرى ملك الفرس وانتصارهم على جيوش الفرس الجرارة عام ( 480 ق.م ) أقامت إيران الدنيا ولم تقعدها لأن الأمر كان يتعلق بالفرس وزعيمهم كسرى ، وطالبت الدول بوقف هذا الفلم وصرح الناطق باسمها في ذالك الوقت " غلام حسين الهام " : " بأن هذا الفلم مهين لإيران وبأنه يشتم الحضارة الإيرانية وجزء من الحملة النفسية التي تشنها الولايات المتحدة على إيران في الآونة الأخيرة " ، الغريب أنهم يزعمون أنهم مسلمين ثم يذهبون إلى أن هذا الفلم مهين لهم ، مع أن الأصل أن يكون الإسلام قد قطع علاقتهم مع آبائهم المشركين من الفرس قبل الإسلام وذلك كما تبرأ صحابة رسول الله من آبائهم المشركين وأعلنوا العداوة والبغضاء لهم حتى امنوا بالله وحده ، وما دام أنهم لم يفهموا قول الله عز وجل : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ " التوبة 23 ، فلا عجب أن يصرحوا ويكشفوا ما بدخائل نفوسهم فكيف لمسلم يُذكر آباءه المشركون أن يكون في هذا وهناً لمعنوياته !!
هذه التصريحات وما نقلوا من روايات بأن كسرى في النار ولكن النار لا تحرقه كما جاء في الحديث المعروف بحديث الجمجمة ، تبين أنهم ليسوا سوى أدعياء يبطنون المجوسية ، وإلا لم يطالبون بتسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي وليس الإسلامي ، ولم يمنعون أن يترشح للانتخابات إلا من كان فارسياً ، ولم يضيقون الخناق على العرب لدرجة انه لا يوجد لهم أي وزير يمثلهم ، ولم يتم منعهم من التسمي بأسماء عربية ويفرض عليهم الاسم الفارسي فرضا ، ولم لا يوجد لأهل السنة أي مسجد في ظهران ، ولم أقاموا الدنيا من أجل فلم كان يتحدث عن تاريخ قديم قبل الإسلام ، ولم يعيروا لمشاعر المسلمين أي اهتمام عندما عملوا على الاعتداء على مقدساتهم والسخرية بما أجمع عليه علماء الأمة .
تعيد هذه القصة إلى الأذهان مجدداً ، التاريخ المقيت والمشين للرافضة والمليء بالطعن والتآمر على الإسلام ، من خلال ضربهم بإجماع الأمة عرض الحائط ، وتعيد إلى الأذهان كذلك عقيدتهم التي تقول أن ما كان عليه أهل السنة وجب علي الرافضة أن يقوموا بمخالفته ، ويذكرنا هذا التناقض الذي يقع فيه الإيرانيون الصفويون بحقيقة واحدة فقط ، وهي أنهم كاذبون في ادعائهم إلى الإسلام ، وأنهم ليسوا سوى قوميين متعصبين لفارسيتهم ومجوسيتهم ، لا هم لهم إلا الاستهزاء بمقدسات المسلمين ومشاعرهم والاستخفاف بما جاء به هذا الدين العظيم ، فما هو الفرق بين هوليوود الغرب وهوليوود إيران ، برأيكم ما هو الفرق بين الاثنين !؟
احمد النعيمي