لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة- فلسطين
15-1-2012
الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
من يلاحظ تطورات الأوضاع على الساحة الإقليمية والدولية يرى أن الأوضاع لا تسير وفق ما تشتهي السفن الإيرانية, فإيران وحلفائها تسير أوضاعهم من سيء إلى أسوأ, فسوريا وهي من أهم حلفاء إيران, نظامها يترنح تحت ضربات وضغط الشعب السوري وأصبح على وشك السقوط, وبانت حقيقته لكل مخدوع فبعد أن كان نظاما مقاوما في نظر البعض, انكشف بأنه نظاما دمويا وساديا بأبشع ما تكون السادية وما تحمله من معاني, وفضح بأنه الحامي لحدود دولة اليهود طيلة عشرات السنين.
وما يخص الحليف الأقوى الثاني وهو حزب الشيطان فأصبحت سمعته بالحضيض لأنه رضي لنفسه بأن يكون جزء من شبيحة الأسد, ومشارك قوي بجرائم النظام السوري ضد شعبه وانكشفت لعبة المقاومة إذ أنه لم يطلق رصاصة على العدو اليهودي منذ 2006, وفي المقابل فإن الوجود السني يقوى في لبنان ويشتد عوده عقائديا وعسكريا, وخاصة إذا كتب الله الإنهيار للنظام السوري فسيزداد قوة ويصبح امتداد لأهل السنة في سوريا.
أما في البحرين فقد تلقى عملاء إيران ضربات قاسمة وخاصة بعد دخول قوات درع الجزيرة وفقدوا الكثير من قواهم وبان ضعفهم .
وفي اليمن فإن الحوثيين قد ارتكبوا حماقة بحصارهم لمركز دماج العلمي فقد أججوا مشاعر السنة ضدهم وموقفهم الآن حرج بسبب خسائرهم الكبيرة على محور قبائل وائلة ومحور قبائل حجور .
كما أنهم لم يستطيعوا أن ينتصروا على مركز يسكنه بعض طلاب العلم.
ومن يرقب الساحة العراقية يجد أن الشيعة قد فقدوا حليفا قويا لهم وهو القوات الأمريكية التي كانوا يستنجدون بها كلما تضايقوا .
فأصبحوا الآن وجها لوجه أمام السنة فمن جانب فإن المالكي الآن يستجدي ويُرَغِب أهل السنة بعدم تكوين أقاليم خاصة بهم وبالتالي تكوين دولة سنية قوية ومستقلة, ومن جانب آخر فإن محاولتهم لكسر عظم السنة وتخويفهم بإعتقال احد رموزهم وهو طارق الهاشمي قد باءت بالفشل فقد أدت إلى ردة فعل عند أهل السنة, كما إن كل قوات المالكي لم تستطع إعتقال الهاشمي لأنه ضيف عند الأكراد السنة , أما بالنسبة للساحة الشيعية فهنالك خلاف وتنافس بين الأطراف الشيعية نفسها قد يؤدى قتال وصراع دموي بينها, ولا ندري ما تخبيء الأيام المقبلة ولكن باستقراء الوضع ليس فيها ما يبشر بشيء سعيد لشيعة العراق .
أما رأس الأفعى إيران فإن وضعها كذلك مزري فالعقوبات الدولية تحاصرها ووضعها الاقتصادي يسوء والخلاف قد دب بين رموزها وداخل دائرة الحكم تحديدا .
كذلك فإن شعوبها تتربص الدوائر وساعة الصفر لتنقض على النظام الحاكم في إيران, وما تلك المناورات البهلوانية والتي تستخدم فيها بعض القطعات البحرية الخردة والتي قد عفى عليها الزمن وبعض الزوارق الصغيرة التي لا تغني ولا تسمن من جوع, وكل عسكري يعرف ذلك, إلا ردة فعل لحالة الإحباط التي تعيشها إيران ورب سائل يسأل لماذا كل هذا التراجع في المشروع الإيراني؟
فنقول والله أعلم أن كل ذلك بسبب الجرائم التي ارتكبها هذا النظام في داخل إيران وخارجه في العراق واليمن وسوريا والبحرين ولبنان .
فكم هدمت واغتصبت مساجد وكم قتل من روادها ومن طلاب العلم والمشايخ وليس ذنبهم إلا أنهم سنة ويحبون أبا بكر وعمر, وكم رملت نساء ويتم أطفال بسبب جرائم ذلك النظام وميليشياته, فرب دعوة مظلوم قد سمعها الله ولم نسمعها ففي الحديث الشريف : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذ بن جبل إلى اليمن فقال: اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب[1].
لقد ازداد انحدار إيران وأتباعها بعد تعرضهم للسيدة عائشة رضي الله عنها وكل من يتابع الأحداث يكتشف هذا, فإذا كانت لحوم العلماء مسمومة فكيف بالصحابة رضوان الله عليهم وفي الحديث الشريف: إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب[2].
فكيف يكون حال من يحاربه الله؟! إن الصنم الإيراني الفارغ بدأ بالانهيار ونسأل الله ندرك انهياره الكامل, وكما قال الشيخ طه الدليمي حفظه الله للشيعة " لقد ذهب زمانكم وجاء زماننا ".