هل هو عماد مغنية المال؟

بواسطة طارق الحميد قراءة 1798

هل هو عماد مغنية المال؟

 طارق الحميد

الحمد الله أن رؤية هلال شهر رمضان المبارك لا تأتي عادة من لبنان، فهناك لا رؤية واضحة، كما لا يمكن لأحد إثبات حقيقة، أيا كانت. وآخر قصص لبنان التي يلفها الكثير من الغموض قصة إفلاس رجل الأعمال اللبناني صلاح عز الدين، والقضايا المرفوعة ضده، خصوصا من بعض قياديي حزب الله، وكذلك حجم الأموال التي تبخرت، حيث يتم الحديث عن مئات الملايين من الدولارات!

في لبنان هناك من يصف رجل الأعمال المفلس صلاح عز الدين بلقب عماد مغنية المال، بالنسبة لحزب الله، ولذاك مدلولات كبيرة بالطبع، فعماد مغنية، أو الحاج رضوان، والذي اغتيل في سورية، كان يقوم بدور المخطط العسكري الحقيقي والمؤثر، في حزب الله، سواء في الداخل أو الخارج.

ومجرد إطلاق لقب عماد مغنية المال على الموقوف صلاح عز الدين فإن ذلك يعني أن للرجل أهميته أيضا بالنسبة لحزب الله، سواء بما قدمه من أعمال، أو من خلال الاستثمار للحزب في لبنان، أو خارجه، فإذا صحت المعلومات، فهذا قد يؤدي للقول إن الرجل لم يكن سوى مجرد واجهة لحزب الله، أو عقل مالي، كما كان مغنية عقلا عسكريا.

أهمية عز الدين تظهر من حجم المعلومات التي تتردد بعيدا عن أعين الإعلام في لبنان، حيث يبدو أن هناك كثيرا من الخبايا التي ستُكشف، خصوصا أن المعلومات تشير إلى أن هناك استثمارات خليجية في مشاريع صلاح عز الدين المتنوعة من عقار وخلافه، حيث ذكرت إحدى الصحف الكويتية أن هناك مستثمرين كويتيين معه.

والسؤال المحير هو: كيف استطاع الحاج عز الدين جمع مستثمرين خليجيين وحزب الله، أو بعض قياداته، فما علاقة بعض المستثمرين الخليجيين بحزب الله المدعوم، والممول، من قبل إيران، خصوصا أن علاقة الحاج المفلس بحزب الله يبدو أنها ليست بالسر؟ فقد نشرت صحيفة «الأخبار» اللبنانية الموالية لإيران وحزب الله مقالا يصف صلاح عز الدين بالقول «هو الوسيط اللصيق بحزب الله، وليس القريب منه فقط، باعتبار أن غالبية المودعين عند الرجل، هم من عائلات الحزب وأنصاره ومؤيديه، حتى إن كثيرين تعاملوا معه بثقة كبيرة مع نتيجة أشياء عدة، أبرزها ما أشيع عن أنه شريك الحزب».

ويبدو أننا أمام القصة المعتادة، المال والسياسة، وكما في النصيحة الشهيرة في فيلم «كل رجال الرئيس» الخاص بفضيحة ووترغيت حين قال الشاهد في القصة لصحافيي «واشنطن بوست»: «اتبعوا الأموال». ولذا فنحن اليوم أمام تفاصيل قصة يبدو أنها أكبر مما تبدو إلى الآن، بالنسبة للبنان، والخارج، خصوصا أن جل معارك لبنان المالية الأخيرة كانت على خلفية إعادة بناء الضاحية الجنوبية، التي تدمرت بعد حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله، يوم وعد حسن نصر الله أبناء الضاحية بالمال الطاهر، واليوم يبدو أننا أمام المال الطائر، وذاك كناية عن تبخر الأموال.

ومن هنا علينا أن نتابع قصة المال والسياسة هذه في لبنان بكثير من الاهتمام واليقظة، فقد تكشف لنا كثيرا من القضايا الخفية!

المصدر: الشرق الأوسط

 

 



مقالات ذات صلة