لماذا سربت الجزيرة الوثائق الى ويكليكس ؟؟
السبت, 23 أكتوبر 2010
عبد الله الفقير
لا أنكر أن لي بعض الإطلاع على ما يجري داخل قناة الجزيرة ,ولا اخفي صلتي ببعض العاملين فيها, وقد حصلت على الكثير من المعلومات عن هذا الطريق تحديداً, وإحدى المعلومات الموثقة التي كنت قد حصلت عليها منذ سنوات عدة, هي قيام قناة الجزيرة وبالتعاون مع قناة البي بي سي البريطانية بتوثيق الكثير من الجرائم التي قامت بها الميليشيات الشيعية في العراق , والتي استطاعت الجزيرة الحصول على أفلام كثيرة تظهر بالصوت والصورة قيام الميليشيات الشيعية وأشخاص متنفذين حالياً بارتكاب جرائم قتل وتعذيب لم يسبق لها مثيل, بالإضافة طبعاً الى ما تملكه قناة البي بي سي من أفلام وأدلة مسربة من الأمريكان أنفسهم لما كانت الميليشيات الشيعية تقوم به من عمليات قتل وتعذيب بحق أهل السنة, خصوصاً الأفلام التي تظهر ما يتعرض له المعتقلون من أهل السنة على يد صولاغ وعصاباته.
بل إن الأمريكان يملكون أشرطة موثقة تظهر أوكار الميليشيات الشيعية التي كانوا يخفون بها المختطفين من أهل السنة.
وقد نوهت أكثر من مرة لوجود مثل هذه الوثائق , وطالبت الجزيرة وغيرها أكثر من مرة أن تعرض تلك الأفلام , وقد اكتفت الجزيرة مع البي بي سي بعرض فيلم وثائقي وحيد عن هذه الجرائم قبل أكثر من ثلاث سنوات , يتعلق بجرائم الميليشيات الشيعية , ورغم انه عرض لبعض جرائم الميليشيات إلا انه أخفى الجانب الأكبر والأخطر منها , وكأنما جاء الفلم لذر الرماد في العيون وليتستر على حقيقة الوجه البشع لتلك الميليشيات.
يبدو أن إدارة الجزيرة كانت خاضعة لضغوط سياسية اكبر بكثير من أن تسمح لها بتشويه صورة إيران أو المس بقدسية حاخامها المقدس خامنئي, خصوصاً مع وجود العلاقة الحميمة والقوية بين أمير دولة قطر وبين إيران وعملائها (رغم أن مقارنة بسيطة بين كمية ما أنفقته قطر على تعمير جنوب لبنان وما أنفقته إيران, ثم قياس ذلك ببساطة الاحتفال الذي استقبل به أمير قطر قياساً الى الاحتفال الكبير الذي حظي به احمدي نجاد,فسوف يتبين لنا مدى الحقد الطائفي الذي يتركب الشيعة والذي يمنعهم حتى من الاحتفال بشخص سني مهما أبدى لهم من معروف أو صنع لهم من جميل!!).
وبالتالي فقد يفسر لنا ذلك السبب الذي جعل قناة الجزيرة بكل من تملكه من ثقل إعلامي , تمتنع عن نشر ما بحوزتها من وثائق وأدلة وأشرطة مصورة كان يمكن لها أن تفضح الكثير من الجرائم التي ارتكبت في العراق على يد الميليشيات الشيعية الإيرانية, مما دفعها الى أن تضحي بوثائق وأدلة بهذه الخطورة وتسربها الى قنوات من البي بي سي أو مواقع مثل ويكليكس بدلاً من أن تبثها هي بنفسها ثم تعود لتشتريها من تلك المواقع وتبثها مرة أخرى!
يقول البعض أو موقع ويكليكس سرب بعض الوثائق قبل أيام الى بعض القنوات المشهورة ومنها الجزيرة لكي تتبنى نشرها زيادة في الترويج لذلك الموقع , لكني اعلم بان قناة الجزيرة تملك خزيناً كبيراً جداً من الأفلام المصورة عن عمليات مسلحة نفذت ضد القوات الأمريكية لم تبثها, كما تملك أفلاماً مصورة عن عمليات اختطاف وقتل وتعذيب قامت بها الميليشيات الشيعية لا يملك موقع ويكليكس عشرها!
والأمر ليس مقصوراً على قناة الجزيرة
(سنفضح لاحقاً دور قناة الجزيرة الخبيث في شق الصف الجهادي في العراق من خلال دعمها في السنوات الأولى للاحتلال أحد فصائل المقاومة على حساب الفصائل الأخرى , وكيف استغلت ذلك الدعم لاحقاً لشق صفوف المجاهدين أسوة بما كان يفعله مشعان الجبوري بقناته الخبيثة)!
فهنالك أدلة بحوزة قناة البابلية التابعة لصالح المطلك, وأدلة أخرى بحوزة الشرقية وبغداد وقنوات أخرى, بل وما يملكه طارق الهاشمي وإياد علاوي وآخرون من وثائق هي أكثر بكثير مما بثه موقع ويكليكس وأكثر فضاعة لو تم عرضه على الجمهور,
لكن هؤلاء الذين رضعوا من حليب العمالة يعلمون جيداً بأنهم يركبون مع إيران وعملائها في سفينة واحدة, وان خرقهم لتلك السفينة بمثل هذه الأدلة سوف يغرقهم معها, ولهذا فهم يحجمون عن عرض تلك الوثائق, رغم أن الكثير مما عرضه ويكليكس كان قد سرب إليه من قبل من ذكرتهم أعلاه.
إن كان لي من نصيحة أقدمها الى قناة الجزيرة,
وقبلها الى أمير قطر,
فهي قولي لهم بان ارتمائكم في أحضان المشروع الإيراني في المنطقة وترويجكم له سوف ينقلب قريباً وبالاً عليكم , وان إيران التي تناصرونها الآن سوف تكون أول من ينهش لحمكم غداً بمجرد أن تصل الى أهدافها, وان بإمكان الجزيرة التي فقدت الكثير من جماهيرها بعد أن فقدت مصداقيتها بترويجها للمشروع الإيراني على حساب "الحقيقة" وعلى حساب قضية الأمة, بإمكانها أن تعيد لها بعض تلك المصداقية حين تعلن هي بنفسها عما تملكه من وثائق تدين النظام الإيراني وجرائمه ليس بحق أهل السنة في إيران فحسب, وإنما الجرائم التي ارتكبها في العراق ولبنان والبحرين وحتى في قطر, بدلاً من أن تسربها الى مواقع وقنوات أخرى !
وكل ذلك لن يكون مجدياً ما لم تبادر مؤسسة الجزيرة أولاً الى طرد كل الصحفيين والمراسلين والفنيين الذين اخترقت بهم إيران مؤسسة الجزيرة وأحالتها بهم وبصورة مقززة الى بوق إيراني خالص.
كانت مبادرة الجزيرة في تخصيص ساعات خاصة لعرض وثائق ويكليكس مبادرة جيدة لتسليط الضوء على الجرائم التي ارتكبتها إيران والأمريكان بحق العراقيين...
فهل ستكون تلك أولى بوادر انفصال الجزيرة عن المشروع الإيراني؟؟
وما هو السبب في هذه الصحوة المتأخرة للجزيرة؟
هل هو الرغبة في إعادة المصداقية لأخبارها والجماهيرية لبرامجها بعد أن فقدتهما في الفترة الماضية ؟ أم هي محاولة من الجزيرة للنأي بنفسها عن المشروع الإيراني خصوصاً بعد ثبات تورط مكتبها في لبنان بملف اغتيال الحريري؟؟ أم هي ردة فعل من قبل أمير قطر بعد أن رأى الاستقبال الحافل الذي استقبل به احمدي نجاد وتحسره على ما أنفقه على شيعة لبنان ثم جاء شكرهم لغيره؟؟