14-3-2013
لا أظن أن أحدا من المهتمين بالشأن السياسي العربي والإقليمي يجهل الدكتور عبد الله النفيسي, السياسي والأكاديمي الكويتي المعروف , أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت وجامعة العين بالإمارات العربية المتحدة , وعضو الأمة الكويتي السابق عام 1985 م , وصاحب الكتابات والمقالات التي ركزت في السنوات الماضية على الخطر الصفوي الشيعي , ومشروعه التوسعي في المنطقة العربية عموما والخليجية خصوصا .
ويعتبر كتابه ( دور الشيعة في تطور العراق السياسي الحديث ) والذي نال عليه درجة الدكتوراة في العلوم السياسية من كلية تشرشل في جامعة كامبردج في بريطانيا الأهم من بين كتبه الكثيرة التي بلغت 14 كتابا تقريبا .
منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى اليوم , والدكتور النفيسي يحذر قومه من مخاطر المشروع الصفوي التخريبي الإيراني , فرأيناه وهو ينبش تفاصيل خبايا ذلك المشروع العدواني , المستند لعقيدة باطلة وجذور تاريخية طائفية بغيضة ، يضع النقاط على الحروف و يجتهد في ربط الأحداث , ويبذل قصارى جهده في كشف المشروع الخبيث , ليصل في النهاية إلى الحقيقة السوداء القائلة : بأن أهل الشيعة الصفوية المنحرفة , هم اليوم بصدد وضع اللمسات الأخيرة على مشروعهم العدواني , الهادف للهيمنة على المنطقة عموما والخليج خصوصا .
لقد حذر الدكتور النفيسي وبشكل صريح ومباشر , عن قلقه وخشيته من غزو إيراني على دول الخليج , محذرا من يوم أشد قتامة من يوم الغزو العراقي الأسود , خصوصا وأن قوات الحرس الثوري الإيراني ليست بعيدة , بل هي متواجدة في العمق الخليجي وعناصرها تعيش بين ظهرانينا .
كما أظهر في الفترة الأخيرة , خبايا المشروع الصفوي الإيراني وأطماعه في مصر , حيث كشف خفايا ما نقله وزير الخارجية الإيراني للقاهرة في زيارته الأخيرة , كما كشف عن حقيقة منظمة (15 خورداد ) التي تتواجد في الخرطوم , واصفا إياها بأنها إحدى المنظمات الإيرانية الخمسة الإرهابية , المكلفة بتصفية كل أعداء الثورة الإيرانية في كل أنحاء العالم , سواء بالقتل أو الاختطاف , وذلك في برنامج الثامنة على تلفزيون (ام بي سي ) .
وأكد النفيسي أن الملالي في ايران أشد تعصبا للفارسية من الليبراليين , واعتبر أن أكبر قوة عسكرية تحتل بلادا عربية هي إيران , ثم تأتي بعدها اسرائيل , وأشار إلى أن ايران تحتل اكثر من 160 ألف كم مربع من الأراضي العربية بالأحواز, بينما تحتل اسرائيل في فلسطين 20 ألف كم مربع .
وجراء كل هذه التصريحات والتحذيرات , ونظرا للتغلغل الشيعي في البحرين والكويت وغيرها من دول الخليج كما يقول الدكتور النفيسي , فقد وجهت إليه تهمة شق الوحدة الوطنية , وإثارة الفتنة بين أبناء الوطن وفق قانون الوحدة الوطنية , إضافة إلى تهمة خرق قانون نبذ الكراهية والاساءة للكويتيين الشيعة , والتشكيك بانتمائهم ووصفهم بألفاظ بذيئة , في ثلاث شكاوى مقدمة ضده : الأولى من أمن الدولة , والثانية والثالثة من مجموعة محامين .
وقد استمر التحقيق مع الدكتور النفيسي أربع ساعات , نفى خلالها التهم الموجهة إليه , مؤكدا أن ما قاله يتداوله الناس ويعرفونه منذ سنوات ولا جديد فيه , وقد نشر في الصحف ويعتبر كلاما عاما , قائلا : (أنا أتكلم عن الاستراتيجية الإيلارانية بالمنطقة , وهذا من أساس عملي) , فأخلت النيابة الكويتية العامة سبيله بكفالة مالية مقدارها 5 ألاف دينار , مع منعه من السفر .
وقد اتهم الدكتور النفيسي النواب الشيعة في مجلس الأمة الكويتي , بالتواصل مع المخابرات الإيرانية , وأن أحد النواب الشيعة الحاليين ساهم في محاولة اغتيال الأمير الراحل جابر الأحمد , واصفا السلطة بالخوف من الشيعة .
وقال النفيسي في برنامج (حراك) الذي يبث على قناة (فور شباب) ويقدمه الإعلامي السعودي عبد العزيز قاسم : إن ما يحدث في الكويت من استدعاء أمني لا يزعجني ولا يقلقني , وهذا الاستدعاء حصل بسبب وجود الصفويين في مجلس الامة , وقد بينت في محاضراتي أن هناك تغلغلا صفويا في الكويت, وعندي ما يثبت اجرام هؤلاء النواب وليس صفويتهم فحسب .
وتابع قائلا : في مجلس الأمة الحالي عدد من الصوفيين يشرعون لنا ويضعون القوانين ؛ القضية جدا خطيرة , فأحد أعضاء المجلس الحالي له فيديو موجود في اليوتيوب يطالب بإسقاط النظام السعودي .
وأضاف : هناك عضو من أعضاء المجلس الحالي مدان في إحداث تفجيرات الحرم الشريف , وقد صدر عليه حكم في السعودية بالإعدام , ومع ذلك هو عضو في مجلس الامة الحال , ولم يستدعى للتحقيق معه .
فما معنى أن يلاحق الدكتور النفيسي ويترك أمثال هؤلاء ؟؟!! إلا أن تكون الصفوية الشيعية قد وصلت في تغلغلها في بعض دول الخليخ إلى حد ينذر بخطر كبير وعظيم , لعل أفضل من عبر عنه النائب السابق في البرلمان الكويتي , وليد الطبطبائي قائلا : هزلت .... إن الخذلان الذي يتعرض له المفكر السياسي عبد الله النفيسي غير مقبول , ومن يحذر من خطر إيران أصبح مطاردا وتلفق له التهم بالطائفية ... إنه عصر إيران !!
المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث