الخليج في مرمى النيران الصهيو ـ إيرانية

بواسطة علي صلاح قراءة 2109

الخليج في مرمى النيران الصهيو ـ إيرانية

الأحد 21 من رمضان 1429هـ 21-9-2008م

 

الخبر:

مفكرة الإسلام: أماطت صحيفة "هاآرتس" اللثام عن حقيقة أن العشرات من كبار الضباط السابقين وعددًا ضخمًا من كبار المسئولين السابقين في جهازي الشاباك والموساد لهم نشاطات مكثفة حاليًا في عدد من دول الخليج؛ حيث يتحركون ضمن شركات أجنبية مختصة بالمجال الأمني‏.‏

التعليق

كتبه / علي صلاح

 

النفط أو الذهب الأسود أو مصدر الطاقة الرئيس في العالم، كلها أسماء لهذا الساحر الذي أشعل الطمع في قلوب الباحثين عن الثروة والقوة والنفوذ، وهو الذي أوقد حروبًا ما زالت تستعر في المنطقة، تحصد الآلاف وتشرد الملايين. إن الرغبة في السيطرة والرفاهية دون وازع من ضمير أو أخلاق تهدد العالم بالمزيد من الانفجارات والمؤامرات، وتنال المنطقة العربية النصيب الأكبر منها لوجود عدد من القوى صاحبة المصالح. لقد جاء الكشف عن اختراق صهيوني وإيراني لدول الخليج في وقت متزامن تقريبًا ليؤكد على أن الصراع لم ينته بغزو العراق الذي تم بجنود أمريكيين ومساعدة إيرانية، وأن هناك الكثير من السيناريوهات التي يتم إعدادها على مهل.

الاختراق الصهيوني:

 تسعى "إسرائيل" منذ وقت مبكر للانفتاح على دول الخليج للاستفادة من قدراتها المالية لتنمية اقتصادها، وقد تمكنت عبر شركات أجنبية من تحقيق أرباح طائلة رغم الحظر التجاري الذي كان مفروضًا على الشركات الصهيونية، إلا أن الربح التجاري وحده لا يكفي لتحقيق جميع مصالح الكيان في المنطقة؛ لذا دعمه بالاختراق الأمني والعسكري والذي كشفت عنه مؤخرًا صحيفة "هاآرتس"، من أن عددًا ضخمًا من كبار المسئولين السابقين في جهازي الشاباك والموساد لهم نشاطات مكثفة حاليًا في عدد من دول الخليج، حيث يتحركون ضمن شركات أجنبية مختصة بالمجال الأمني‏، وقالت الصحيفة: إن هؤلاء "الإسرائيليين" يقومون بنشاطات أمنية واسعة النطاق تصل قيمتها إلى عشرات الملايين من الدولارات‏،‏ وتتم بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية رفيعة المستوى في "إسرائيل".

وأشارت الصحيفة إلى عدد من الأسماء ذات الثقل في الأجهزة الأمنية "الإسرائيلية" وتشارك في هذه الممارسات من بينها، جيورآيلاند الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي‏،‏ والجنرال دورون ألموج‏؛ وهي عادة صهيونية معروفة في استغلال أي نوع من التطبيع لأغراض سياسية، وقد استفاد الكيان الصهيوني كثيرًا من الاحتلال الأمريكي للعراق في وضع أقدامه الاستخباراتية بقوة في الخليج. 

الاختراق الإيراني

تكلم الكثيرون عن أيادي طهران التي تعبث في أمن الخليج ومخططاتها باستخدام الشيعة الذين يعيشون في هذه البلاد وولاؤهم لإيران، حيث يعلي المذهب الشيعي مما يسمى "المرجعية الدينية" ويعطيها تقديسًا لا يعرفه جوهر الإسلام الحقيقي، إلا أنه في الأيام الأخيرة ظهرت المزيد من الحقائق في هذا الجانب؛ ففي البداية نوه العضو بالبرلمان الكويتي ناصر الدويلة إلى  وجود أكثر من 25 ألف جندي من "فيلق القدس" الإيراني داخل الكويت مندسة بين العمالة الإيرانية، ولفت إلى وجود اختراقات كبيرة للأجهزة الأمنية الكويتية، ووجود نشاط إيراني ضخم ومركز على دولة الكويت؛ ثم خرج عادل الأسدي وهو دبلوماسي إيراني سابق ليؤكد تصريحات الدويلة، وقال: إن لدى طهران شبكة من العملاء والخلايا النائمة في دول مجلس التعاون الخليجي مستعدة لزعزعة استقرار هذه الدول إذا ما اقتضت المصالح الإيرانية ذلك، وأضاف: إن "ما يمكنني قوله هو أن ما حُكي عن وجود جواسيس إيرانيين في الكويت صحيح، كما أن لإيران حضورًا سريًا في دول مجلس التعاون الخليجي الست، ولم يكتف بذلك بل أكد على أن هذه المجموعات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني وأن وزارة الخارجية تكتفي بتأمين الغطاء والحصانة الدبلوماسية لها.

يأتي ذلك في وقت نقلت فيه إيران مهمة الدفاع عن مياهها الإقليمية في الخليج للحرس الثوري بدلاً من القوات البحرية، مع نشر عدد من الزوارق الحربية في الخليج، مع الحديث عن توتر مع الأمريكيين بشأن الملف النووي. إن القضية أصبحت تشبه اعتقال أمن الخليج لتحقيق مآرب دولة لها أطماع واضحة تريد الوصول إليها ولو أدى الأمر لتفجير صراع غير محسوب عواقبه على بقية الجيران، وإن لم يحدث ذلك فالطابور الخامس يقوم بدوره، ومن يتعرض له يرمى بأبشع اتهامات العمالة والخيانة كما حدث مؤخرًا مع الشيخ القرضاوي الذي فضح سياسة طهران في المنطقة القائمة على "التبشير الشيعي.

 



مقالات ذات صلة