موقع الدكتور صالح حسين الرقب
من تدليسات عدنان إبراهيم وأكاذيبه وقلة أدبه مع الصحابة رضي الله عنهم، أنه زعم أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يتردد على النبي صلى الله عليه وسلم لكي يأكل من طعامه، وبأسلوب تهكمي، فيقول: أبوهريرة طالع نازل، رايح جاي عند النبي علشان يأكل، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:" زر غبا تزدد حبا"
وللرد على هذا الكذوب أقول:
أولا: معلوم أن حديث زر غبا ضعيف، ولا أصل له، قال أبو بَكْر البزار: ليس في زر غبا تزدد حبا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث صحيح.(كشف الأستار عن زوائد البزار: نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، مؤسسة الرسالة، بيروت الطبعة: الأولى، 1399 هـ- 1979م، رقم 1922، 2/390، ورقم2107،3/5). وجاء في الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة: لجلال الدين السيوطي، تحقيق: الدكتور محمد بن لطفي الصباغ، الناشر: عمادة شؤون المكتبات -جامعة الملك سعود، الرياض رقم247،1/127،(حديث "زُرْ غِبّاً تَزْدَدْ حُبّاً"، رواه البزار والبيهقي في الشعب من حديث أبي هريرة، وضعّفاه، والديلمي من حديث ابن عمر. ورواه ابن عديّ في أربعة عشر موضعاً من الكامل، وضعفها كلها.
ثانيا: وهو أكثر الصحابة حديثاً، فليس لأحد من الصحابة هذا القدر من الرواية، ولا ما يقاربهُ.
ويرجع إكثاره إلى أسباب: منها:
1 - ملازمة أبي هريرة للرسول صلى الله عليه وسلم.
2 - دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام له بالحفظ.
3 - صفاء ذهنه وشدة ذكائه.
4 - حرصه، وتعاهده لمجالس الحديث.
5 - تفرّغه، وانعدام ما يشغله.
6 - تأخُّر وفاته حتى احتاج الناس إليه.
ومن قلة التدين الغمز واللمز في هذا الصحابي الجليل وغيره من الصحابة رضي الله عنه، واتهامه بالهوى وشهوة الانتقاص من الصحابة بأنه كان يتردد كثيرا على رسول صلى الله عليه وسلم ليملا بطنه بالطعام، أليس هذا من الغيبة والبهتان، أو يجوز لعدنان إبراهيم أن يتحدث عن أي مسلم بهذا الإسفاف من القول!! اللهم من كان صاحب طوية سوداء وفق مخطط النيل من الصحابة وروايتهم للحديث الشريف كما هو شأن عدنان إبراهيم.
وإلا فليتحفنا بالفوائد الإيمانية من اتهام أبي هريرة بأنه يترد على النبي(وفق أسلوبه: طالع نازل، رايح جاي عند النبي علشان يأكل)، وليذكر ما الحكم الشرعي في مثل هذا التهكم، وعدنان إبراهيم يستدل برواية لم تثبت صحتها عن أبي هريرة، بل هي من الروايات الساقطة كما قال أهل العلم بالحديث دراية ورواية.
ثالثا: واذكر عدنان إبراهيم الذي يقول عن أبي هريرة وبأسلوب تهكمي: أبوهريرة طالع نازل، رايح جاي عند النبي علشان يأكل". أقول أذكره بقول الله تعالى وفيمن نزل:(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ) التوبة:65-66.
قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ الْمَدِينِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظي وَغَيْرِهِ قَالُوا: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ: مَا أَرَى قُرّاءنا هَؤُلَاءِ إِلَّا أَرْغَبَنَا بُطُونًا، وَأَكْذَبَنَا أَلْسِنَةً، وَأَجْبَنَنَا عِنْدَ اللِّقَاءِ.
فرُفع ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَقَدِ ارْتَحَلَ وَرَكِبَ نَاقَتَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ. فَقَالَ: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} إِلَى قَوْلِهِ: {مُجْرِمِينَ} وَإِنَّ رِجْلَيْهِ لَتَنْسِفَانِ الْحِجَارَةَ وَمَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِنِسْعَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.