براءة إلى الله الحليم من د.عدنان إبراهيم (المقال كاملاً ج1،2)

بواسطة أ.د. خالد يونس الخالدي قراءة 3546
براءة إلى الله الحليم من د.عدنان إبراهيم (المقال كاملاً ج1،2)
براءة إلى الله الحليم من د.عدنان إبراهيم (المقال كاملاً ج1،2)

براءة إلى الله الحليم من د.عدنان إبراهيم (المقال كاملاً ج1،2)

أ.د. خالد يونس الخالدي

رئيس مركز التأريخ والتوثيق الفلسطيني بغزة

13-4-2013م

غزة وأهلها المؤمنون المرابطون الظاهرون على الحق، يبرأون إلى الله تعالى من د. عدنان إبراهيم المقيم الآن في النمسا، والخارج من غزة منذ ثلاثة عقود، عبأ خلالها رأسه بالأكاذيب والشبهات، التي استقاها من كتب الزنادقة والمارقين والحاقدين في مختلف العصور، وأخذ يرددها، بأسلوبه الجذاب، ويزينها بلباس العقلانية الكذاب، فخدع كثيراً من الشباب المهووسين بالعقلانية الغربية، الفارغين من العلوم الشرعية، والثقافة التاريخية، وخصوصاً الدارسين في بلاد الغرب، وأضل كثيراً منهم، حتى أخرجهم من الدين، حيث جحدوا بالسنة النبوية، والصحيح من أحاديث الرسول، بحجة أنها جاءت من الصحابة غير العدول.

تَبْرأُ غزة وأهلها المتمسكون بعقيدتهم، الأوفياء لأجدادهم الصحابة الكرام، إلى الله تعالى من د.عدنان إبراهيم:-

1- لأنه طعن في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقال:" عائشة بدائية جاهلة رَجلة تركب الفرس"، أي تتشبه بالرجال، وهذا لعن منه لها لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الرجلة من النساء، ووصفها عدنان بالقول:" عائشة مبطلة وعلى باطل وهي ضِرْس بِتْخوِّف، ولذلك اشتراها معاوية بالمال حتى تسكت"، وعن حديث" من أحبّ الناس إليك، قال:عائشة" قال:" أنا لا أقبل هذا الحديث"، وعندما سئل: هل عائشة في الجنة؟ قال:" الله أعلم بحالها"، ويدعي أنها تتبعت النبي ليلاً، فحرك أصبعيه محاكاة لسيرها، ساخراً منها، وكأنه يتحدث عن طفيلية.

2- لأنه طعن في العالم العابد المجاهد المبشر بالجنة عبد الله بن عمر فقال:"عمر بن الخطاب كان يعرف أن ابنه عبد الله لا يصلح للخلافة لأنه نسونجي". حاشاه وهو والذي قطع آلاف الكيلو مترات ليشارك في فتح الشمال الأفريقي، ويخوض القتال في معركة سبيطلة سنة 28هـ ، التي انتصر فيها عشرون ألفاً من المسلمين على مائة وعشرين ألفاً من الروم، وكان بإمكانه لو كان من عشاق الدنيا أن يبقى آمناً في المدينة معتذراً إلى الله بأنه عالم متفرغ لنشر العلم، لقد رضي أن يكون جندياً تحت إمرة من هو أقل منه منزلة عبد الله بن سعد لأنه لا يهمه إلا أجر الجهاد أو الفوز بالاستشهاد، وقد فعل الشيء نفسه سنة 49هـ حيث رأيناه جندياً تحت إمرة يزيد يقاتل لسبع سنوات حول أسوار القسطنطينية.

3- لأنه طعن حتى في الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، فقال:" عمر لا يمثل الإسلام دائماً ولا أبداً"، وعلق على اجتهاد عمر بمنع تقسيم الأرض المفتوحة على الفاتحين لإبقائها فيئاً لذراري المسلمين في كل جيل، فقال:" هذه مشكلة توجب الردة والزندقة".

4- لأنه لم يستحي من الطعن في عثمان بن عفان-رضي الله عنه- الذي استحيى منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:" ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة"، وبشره بالجنة وزوَّجه ابنتيه، حيث طعنه عدنان إبراهيم فقال:" عثمان لمّا حكم أطلق يد معاوية ورخّص له كل شيء لأنه ابن عمته، وأطلق العنان لبني أمية في أموال المسلمين وأعراضهم". وادعى أنه لم يكن جديراً بالخلافة، وأنه كان مبذراً لخزينة بيت مال المسلمين متساهلاً.

5- لأنه قذف طلحة بن عبيد الله المبشر بالجنة، وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وعرضه، وأم المؤمنين، وابنة الصديق عائشة فقال فيهما:" كان بينها وبين طلحة بن عبيد الله حُبّ".

6- لأنه لم يسلم من لسانه حتى أبو بكر الصديق، الذي نزل في فضله قرآن يتلى:" ثاني اثنين إذ هما في الغار، إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا.." فذكر حادثة مكذوبة لا أصل لها ولا سند، وهي أن أبا بكر خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى شهداء أحد، فقال: اشهد لنا يا رسول الله، فقال: يا أبا بكر لا أدري ماذا تحدثون بعدي، شهداء أحد خُتم لهم بخير، وأنا أشهد لهم، أما أنتم فما زلتم أحياء، ولا أدري ما تُحدثون بعدي، هل تكونون على الدرب ولِّا {بتبدلوا وبتغيروا}".

7- لأنه تطاول على الصحابي معاوية بن أبي سفيان الذي وثق به النبي صلى الله عليه وسلم فاتخذه كاتباً، ووثق به الصديق فأمَّره، ووثق به عمر بن الخطاب، فولاه على الشام طوال مدة خلافته، ودعا له النبي فقال:" اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به"، تطاول عليه فلعنه لعناً قبيحاً، وقال:" دعيُّ بن دعيِّ"، وقال:"إنه دجال عظيم، وعنده عقدة جنسية"، ووصفه ب"القزم التاريخي"، وقذفه فقال عن ابنه يزيد:" بأنه ابن حرام"، وقذف زوجة معاوية ميسون بنت بحدل الكلبية، فاتهمها بأنها كانت تهوى سرجون خادم معاوية.

8- لأنه تبرأ من كل الصحابة الكرام، فقال مظهراً الحب للخلفاء الراشدين الأربعة تقيِّةً وإيهاماً حتى يُقبَل طعنه في بقية الصحابة: "علي أبو بكر عمر عثمان نحبهم والباقي ما لنا دخل فيهم". مخالفاً قول الله تعالى:" والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، رضي الله عنهم ورضوا عنه، وأعدّ لهم جنات تجري تحتها الأنهار، خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم".

9- لأنه أظهر كرهاً وبغضاً وتطاولاً وجرأة على الصحابة الكرام الذين زكاهم الله تعالى فقال:" محمد رسول الله، والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً، يبتغون فضلاً من الله ورضواناً، سيماهم في وجوههم من أثر السجود.."، إذ وصفهم بالقول:" من الصحابة من هو صحابي لكنه حقير وملعون الوالدين" وطعن في الصحابة الذين طَعِموا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بيته، وتحدث عنهم بازدراء وسخرية، فقال:" جالسين في بيت النبي، حجرة واحدة، زينب وجهها للحيط وظهرها لهم... هدول جالسين، شوف الأدب، في ناس ثقلاء حتى من الصحابة"، وقال: "طلبوا من النبي متكأً، حابين يناموا...، عاملين فيها قصص وأحاديث، مقهى أبو العبد،... طرفة ونكتة هو فاضي النبي؟"، وادعى أن" بعض الصحابة كان يضع يده في الطعام ليلتمس أيادي نساء النبي".

10- لأنه كره أبا هريرة الحبيب القريب من النبي صلى الله عليه وسلم، الذي دعا له في الحديث الذي رواه أبو هريرة وأخرجه مسلم، فقال:" اللهم حبب عُبَيْدَك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين"، فما خُلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبّني". وقد عبر عدنان إبراهيم عن بغضه لأبي هريرة فقال:" أبو هريرة أسلم من أجل بطنه، أسلم من أجل الخرفان، حتى ضجر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:" زر غباً تزدد حباً"، واتهمه بأن بني أمية أعطوه الأموال ليروي الأحاديث لهم، وقال فيه:" قليل الذوق، يلتصق ببيت النبي، والنبي يلمح له لكي يذهب فلا يفعل"

11- لأنه أهان الصحابي الجليل أنس بن مالك فقال:" أكثر ما يرويه أحاديث جنسية"، ولعن الصحابي الحكم بن العاص فقال:" حقير لعين لعنه الله".

12- لأن تطاولَه على الصحابة الكرام وصل إلى درجة الجهر بمعتقدات تناقض آيات قرآنية كريمة، وأحاديث نبوية صحيحة، وعقائد يقينية راسخة، فالله سبحانه يقول:" لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة، فعلم ما في قلوبهم، فأنزل السكينة عليهم، وأثابهم فتحاً قريبا"، وعدنان إبراهيم يزعم أن من أصحاب البيعة تحت الشجرة من قد يدخلون النار، مخالفاً أيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الترمذي:" لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة". والنبي صلى الله عليه وسلم يبشر عشرة من الصحابة بالجنة، في أحاديث صحيحة منها ما ورد في البخاري ومسلم، وعدنان إبراهيم المتفلسف يشكك فيهم، فيزعم أن العشرة المبشرين بالجنة لا ضمان من أن لا يدخلوا النار قبل ذلك.

13- لأنه يعُدُّ اليهود والنصارى غير كفار إذا آمنوا بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وبقوا على دينهم، ولم يدخلوا في الإسلام، حيث يقول:" ما انتهى إليه اجتهادي في هذه المسألة المشكلة جداً -وطبعاً أعرف أن هذا الاجتهاد حقيق أن أُكَفَّرَ عليه وبسببه من كثير من المسلمين الذين ينتظرون فرصة كهذه- لكن باختصار: الذي بان لي أن الكتابي – يهودياً أو نصرانياً- ليس ملزماً بأكثر من أن يُقِرَّ بنبوة محمد، يقول: نعم هذا نبي، لكنه ليس ملزمًا بأن يتَّبعَه، وأن يتديَّن بشرعه، لأنَّه إنْ آمنَ بأنه نبيٌّ ورسولٌ، هو مخيَّرٌ بعد ذلك أن يقيم كتابه، ... إذا آمنَ الكتابيُّ بمحمدٍ في هذا، فلا يعتبر كافرًا بمحمدٍ، لكنه ليس ملزمًا بالإتباع"، وهو بهذا الاعتقاد يخالف القرآن الكريم الذي نص صراحة على تكفير أهل الكتاب، حيث قال الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}، وقال: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}، وقال: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ}، وقال:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}، وقال: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ}، وقال:{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة. كما خالف قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه:" والذي نفسي بيده، لا يَسمعُ بي رجلٌ من هذه الأمةِ، ولا يهوديٌ، ولا نصرانيٌ، ثم لم يُؤمنْ بي، إِلا كانَ من أهلِ النارِ". كما خالف بهذا المعتقد ما أجمعت عليه الأمة في مختلف العصور ومن مختلف المذاهب والنحل، يقول العلامة الشيخ د. يوسف القرضاوي:" ومما ولدتْه الليالي الحاملة بالعجائب: ما يذهب إليه بعض الناس الذين أقحموا أنفسهم على الثقافة الإسلامية، دون أن يتأهَّلوا لها بما ينبغي من علْم القرآن والسنة ولغة العرب وعلومها، وأصول الفقه، وتراث السلف، فدخلوا فيما لا يُحسنون، وخاضوا فيما لا يعرفون، وأفتوا بغير علم، وحكموا بغير بَيِّنَةٍ، ودعوا على غير بصيرة، وقالوا على الله ما لا يعلمون. ومن ذلك: زعمهم أن أهل الكتاب من اليهود والنصارى ليسوا كُفَّارًا، فإن كانوا يقصدون أنهم ليسوا مُلحدينَ مُنكرينَ للألوهية والوحْي، فهذا ادِّعاء صحيح، ولا يجوز الخلاف فيه. وإن كانوا يقصدون أنهم ليسوا كفارًا بدينِ محمد ورسالته وقرآنه ـ وهو المراد من إطلاق الكفر عليهم ـ فهذه دعوى باطلة من غير شك، فإنَّ كُفر اليهود والنصارى من أوضح الواضحات بالنسبة لأي مسلم عنده ذرَّة من علم الإسلام، وممَّا أجمعتْ عليه الأمة على اختلاف مذاهبها وطوائفها، طوال العصور، لم يُخالف في ذلك سُنِّيٌّ ولا شِيعيٌّ ولا مُعتزلي ولا خارجي، وكل طوائف الأمة الموجودة اليوم من أهل السنة والزيدية والجعفرية والإباضية، لا يَشُكُون في كفر اليهود والنصارى وكل مَن لا يُؤمن برسالة محمد عليه الصلاة والسلام. فهذا من المسلمات الدينية المتَّفق عليها نظرًا وعملًا، بل هي مِن (المعلوم من الدين بالضرورة) أي ممَّا يتفق على معرفته الخاص والعام، ولا يحتاج إلى إقامة دليل جزئي للبَرْهَنَةِ على صحته. وسرُّ ذلك: أن كفر اليهود والنصارى لا يدل عليه آية أو آيتان، أو عشرة أو عشرون، بل عشرات الآيات من كتاب الله، وعشرات الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما يشهد بذلك كل مَن قرأ القرآن أو درس الحديث. وما كنت أظنُّ أن أجد مسلمًا يُعارض صريح كتاب الله تعالى وقواطع النصوص برأيه وهواه".

14- لأنه طعن في صحيحي البخاري ومسلم الذي أجمع أهل السنة والجماعة وجهابذة علم الحديث في مختلف العصور أنهما أصح الكتب بعد كتاب الله، حيث يزعم أنهما مملوءان بالخرافات والأكاذيب، وأن أيادي اليهود تلاعبت فيهما ودست الأكاذيب، وقال:"إذا جاء الحديث، وأثبتت التجربة أنه مخالف لها، فرُدَّهُ ولو كان متصل السند في البخاري، وإلا كُنتَ أهبلاً، وإذا أثبت التاريخ ما يخالف البخاري ومسلم فرُدَّهُما، وعليك أن تقول: هذا كذب وغلط"، ويقول:" يجب أن نعيد النظر في مئات من الأحاديث في البخاري ومسلم"، ويطعن في المحدثين فيقول:"المحدثون هم الجهاز الإعلامي لبني أمية".

15- لأنه طعن في علماء السنة ووصفهم بأقبح الألفاظ، فقال:" مشايخ اليوم حمير وضُلّال لا تقوى ولا ورع ولا إنصاف ويكذبون علينا"، وقال:" مشايخ اليوم أستحي أن أقول عنهم نساء ولا صبيان ولا حقراء بل هم ذباب وصراصير وفئران وأرانب"، وقال: "هذه الأمة حُكمت بالطواغيت ألف وأربعمائة سنة، من هؤلاء الطغاة الفقهاء" وقال: "علماؤنا ضللونا فكر متخلف ومنحط". وقال: "ابن تيمية ناصبي عاشق لبني أمية، والذهبي ناصبي هواه أموي، ابن حزم ناصبي، ابن كثير وابن عساكر يؤرخان لبني أمية، الهيثمي هواه أموي"، وقال عن كتاب العواصم من القواصم لمؤلفه ابن العربي المالكي رحمه الله: "كتاب تضليل وتزوير وبهتان"، وقال: "عواصم ابن العربي قواصم النصب والبغض لأهل البيت والكذب على الله والرسول والأئمة والتواريخ وعلى العقل والشواهد والحس والضرورات". بينما أثنى على علماء الشيعة، محمد باقر الصدر، وعلي شريعتي، وياسر الحبيب، والطبرسي صاحب كتاب:" فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب"، وقال:" خلِي الشيعة يعبدوا علياً ويؤلهوه ما دام يقفون في وجه الظالم"، وقال:" موازين أهل السنة غلط وموازين أهل الشيعة صح"، وقال:" مذهب الشيعة الإمامية في الصحابة أقل خطراً على العقول والنفوس من مذهب أهل السنة والجماعة"، وقال:" أنت مخير أن تكون حنبلياً أو شافعياً أو إمامياً".

16- لأنه عارض قول الله تعالى في الميراث:" وللذكر مثل حظ الأنثيين"، فقال:" هذا كان صالحاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أما الآن فيجب أن تكون القسمة سواء، لأن مسألة الميراث مسألة اقتصادية"، هذا اتهام لله ولدينه ولنبيه، حيث يقول الله تعالى:" اليوم أكملت لكم دينكم"، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام:" تركتكم على المحجة البيضاء".

17- لأنه لا يعتد بإجماع، بل ينكره ويخالفه، ويقول:" لا تقل لي إجماع، المهم أنا أقتنع"، وقد كفَّر بعض العلماء من أنكر الإجماع القطعي الذي أجمع عليه الصحابة ومَن بعدَهم إذا كان معلوماً من الدين بالضرورة.

18- لأنه ينكر ما يؤكده القرآن الكريم بأن المسلمين على الحق المبين، وأهل الكتاب الكافرين ليسوا على شيء فيقول:" لا يوجد مسلم يبرهن بشكل قاطع أنه على الحق، ويقول:" أعرف سيكفرونني بهذه الكلمة"، ويقول:" لا تظن أن فكرك الإسلامي صحيح، قد يكون الحق بجانب عدوك"، ويقول:" الله لم يقل نحن المسلمون على حق مطلق، والله قرر أن أهل الكتاب عندهم كثير من الحق، ولم يقل هم على باطل". ويقول واصفاً الله سبحانه بالعبث:" لا يستطيع أحد أن يتدخل في أفكاري، بل أفكاري حرة، الوحيد الذي يستطيع أن يعبث في أفكاري هو الله". وسبحان الله القائل:" أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً".

19- لأنه أساء إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فوصفه بأنه كان"نزقاً"، والنزق سوء في الخلق وخفة في العقل، وقال:" باعتقادي أن الرسول كان يتعرض للشك، وهذا ليس عيب وهو القائل: {نحن أحق بالشك من إبراهيم}. ويقول: إن كلام العلماء فارغ بأن مقصود النبي أن إبراهيم لو شك شككت أنا، وأنه من قبيل التواضع"، ويقول كأن الشك نقيصة عندكم؟". وأما معنى الحديث فكلام العلماء هو الصواب، وكلام عدنان هو الفارغ المردود، يقول السيوطي في شرح صحيح مسلم:" نحن أحق بالشك من إبراهيم معناه أن الشك يستحيل في حق إبراهيم، فإن الشك في إحياء الموتى لو كان متطرقاً إلى الأنبياء لكنت أنا أحق به من إبراهيم، وقد علمتم أني لم أشك فاعلموا أن إبراهيم لم يشك".

20- لأنه يقلد الروافض في الغلو بعليِّ رضي الله عنه، فيقول:" كلام عليّ فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق".

21- لأنه يدعي احترام العقل وتحكيمه ويشكك في مئات الأحاديث الواردة في صحيحي البخاري ومسلم، ويروي رواية خرافية مضحكة لا يقبلها العقل والعلم ولم ترد إلا في كتب غلاة الشيعة، حيث يقول:" جاءت امرأة إلى علي بن أبي طالب فقالت له: إني أبغضك، قال: أنت سلقلق، قالت: وما سلقلق؟ قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: لا تبغضك امرأة إلا وهي سلقلق، قالت وما سلقلق؟ قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: لا تبغضك امرأة إلا وهي سلقلق، فقلت يا رسول الله وما السلقلق؟ قال: المرأة تحيض من دبرها، فقالت: صدق رسول الله، وأنا أحيض كذلك، ولم أخبر أهلي".

22- لأنه شذ عن جمهور علماء المسلمين في أشياء كثيرة، وهو المتفلسف البعيد في تخصصه عن الدراسات الشرعية، المعتز بأن شيخه كتابه، فضلّ وأضلّ، حيث قال في تفسير التين والزيتون:" التين إشارة إلى الإله بوذا"، ويذكر قصة خرافية، ويستنتج منها أن الأديان أربعة: إسلام ويهودية ونصرانية وبوذية. ويقول في تفسير إنا أعطيناك الكوثر هو نسل محمد عليه الصلاة والسلام، وهو تفسير الرافضة.

23- لأنه يعتمد في التاريخ والصحابة على المصادر الشيعية الطافحة بالأكاذيب والافتراءات والأحقاد، ويقدمها على مصادر أهل السنة، بل يصف المصادر السنية بالتزوير والكذب والبهتان.

24- لأنه يقول عن نفسه أنه شافعي أشعري، لكنه يخالف الشافعية والأشاعرة، ويردد معظم ما يردده الشيعة، مما جعل الكثير من العلماء يعدونه شيعياً متستراً، ويتظاهر بنقدهم أحياناً تقية، ليخدع أهل السنة، ويشككهم في ثوابتهم وعقائدهم.

25- لأنه وصف الأمويين والعباسيين بأنهم دجالون كذابون، ولا يأبه بإنجازات الأمويين العظيمة في مجال الفتح ونشر الإسلام في المغرب والأندلس والسند وبلاد ما وراء النهر، وإقامة حضارة رائعة قائمة على العلم والعدل ومبادئ الإسلام العظيم، يفخر بها كل مسلم منصف غيور. ولا يكترث بأنهم داخلون في قول النبي صلى الله عليه وسلم:" خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"، ولا يعني هذا خلوهم من الزلل.

26- لأنه ينكر نزول المسيح عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان، وقد اتفق علماء الحديث والعقيدة على تواتر خبره، ووجوب اعتقاده.

27- لأنه ينكر خبر المسيح الدجال المتواتر ذكره في الصحيحين، وفي غيرهما من كتب الصحاح، ونص الحديث الوارد في البخاري هو:"عن مالك عن نَافِعٍ عن عبد اللَّهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "أُرَانِي اللَّيْلَةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَرَأَيْتُ رَجُلًا آدَمَ كَأَحْسَنِ ما أنت رَاءٍ من آدم الرِّجَالِ له لِمَّةٌ كَأَحْسَنِ ما أنت رَاءٍ من اللِّمَمِ، قد رَجَّلَهَا تَقْطُرُ مَاءً مُتَّكِئًا على رَجُلَيْنِ أو على عَوَاتِقِ رَجُلَيْنِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَسَأَلْتُ من هذا فَقِيلَ الْمَسِيحُ بن مَرْيَمَ ثُمَّ إذا أنا بِرَجُلٍ جَعْدٍ قَطَطٍ أَعْوَرِ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ فَسَأَلْتُ من هذا فَقِيلَ الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ"، وبين مالك وبين النبي صلى الله عليه وسلم رجلان فقط هما: نافع مولى ابن عمر ثقة ثبت، يقول الإمام مالك:"إذا قال نافع شيئاً فاختم عليه"، والبخاري رحمه الله يرى أن أصح الأسانيد إطلاقاً هي رواية مالك عن نافع عن ابن عمر ولا يعرف له خطأ أبداً في جميع ما روى.

وختاماً أدعو جميع المسلمين أن يحذروا من خطب عدنان إبراهيم، لأنه كما أوضحنا يدس سماً قاتلاً في معسول قوله، ولأن قبول سمومه لا يعد من قبيل وجهات النظر، بل يؤدي إلى الخروج من الدين وخسارة الدنيا والآخرة، ولا يفوتني أن أدعو د. عدنان إبراهيم، إلى إعادة النظر فيما يطرحه، فإرضاء الله تعالى والفوز بالجنة والنجاة من النار أهم من الشهرة التي تتحقق من خلال المخالفة والشذوذ، وأسأل الله العظيم له ولي ولكل المسلمين الهداية والسداد.

{ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}.

المصدر : صفحة الكاتب الرسمية على الفيس بوك



مقالات ذات صلة