أسرى " حزب الله " .. أسرى " فلسطين " !!

بواسطة مفكرة الإسلام قراءة 765

أسرى " حزب الله " .. أسرى " فلسطين " !!

الخميس14 من رجب1429هـ 17-7-2008م

 

غزة –  مفكرة الإسلام

وعود قطعها زعيم " حزب الله " أو الذي أطلقوا عليه بالأمس فى احتفالية الأسرى : " صاحب الوعد الصادق " أن تشمل صفقة التبادل بين الكيان الصهيوني ومنظمة حزب الله  أسرى فلسطينيين ، يبلغ عددهم أكثر من 11700 أسير حتى اللحظة , كلها ذهبت أدراج الرياح !!

فالأسرى الذين أفرج عنهم لصالح حزب الله اللبناني هم ممن قدم خدمات سابقة للحزب , إما لبنانيون شيعة أو جثث لمقاومين خرجوا من لبنان تحت عباءة الحزب وعملا لمصلحته أما أولئك الذين زعم حزب الله بأن الصفقة ستشملهم من الأسرى الفلسطينيين فلم يحصلوا سوى على كلمات صاحب " الوعد الصادق " عبر وسائل الإعلام التي تتحمل مسئولية تقديم نصر الله على أنه بطل  ، في موقف رأى فيه مراقبون أن حزب الله اللبناني آثر الحصول على مواقف تلميعية سريعة بعد الصورة التي شوه بها جراء تصويبه لسلاحه الذي طالما تغنى بأنه سلاح للمقاومة لصدور أبناء أهل السنة في لبنان .

خيبة أمل

والدة الأسير مازن النحال المحكوم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة ( 120 عاما) قضى منها سبعة عشر عاما مغيبا خلف القضبان ولم يسمح لوالده بزيارته منذ أكثر من ثمانية أعوام لحجج أمنية طالما زعم بها الاحتلال ، كانت تتابع وسائل الإعلام لحظة بلحظة وكان قلبها يخفق وينبض عندما تسمع كلمات مثل (أسرى ... صفقة تبادل ... الجنود الصهاينة المختطفين ..... جلعاد شاليط).

ولكنها أصيبت بالإحباط وخيبة الأمل الشديدتين عندما علمت أن الصفقة لم تشمل أي من الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون المحتل الصهيوني أو حتى طلب تسهيلات لذويهم أو الاتصال بهم معربة عن أملها في أن تحقق صفقة التبادل مع الجندي الصهيوني جلعاد شاليط آمالها بعودة ابنها وكافة الأسرى الفلسطينيين , و دعت في حديث لــ " مفكرة الإسلام " آسري شاليط بعدم السماح له برؤية النور حتى يرى أسرانا في السجون الصهيونية النور على حد قولها .

أما تيسير شبير شقيق الأسير حازم شبير والمحكوم مدى الحياة أمضى في السجن سبعة عشر عاما  أبدى امتعاضه الشديد بسبب عدم شمول صفقة الأسرى بين حزب الله اللبناني والكيان الصهيوني لأي تسهيلات للأسرى الفلسطينيين وأكد شبير انه منذ البداية لم يعقد آمالا على الإطلاق على صفقة حزب الله اللبناني .

وتيسير شبير الذي تحدث لــ " مفكرة الإسلام " وسط الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى في قلب مقر الصليب الأحمر الدولي تساءل أمام عدد لا بأس به من أمهات الأسرى في السجون الصهيونية عن ردة فعلهم حول صفقة حزب الله اللبناني فكان جميعهم مبديا امتعاضه الشديد لاستثناء أسرى غزة والضفة من صفقة التبادل .

صفقة غير فعالة للفلسطينيين

أما زوجة الأسير علاء صلاح من شمال غزة والمحكوم عليه بأربعة مؤبدات فتحدثت بلهجة غاضبة عن تلك الصفقة والتي طالما تغنى حزب الله بشمولها لأسرى فلسطينيين قائلة : تلك الصفقة لم تكن فعالة على الإطلاق تجاه أسرانا من غزة والضفة الغربية .

تلك الزوجة التي لم تتمكن من زيارة زوجها منذ أعوام لأن الاحتلال الصهيوني يمنعها من الزيارة ، بل إنها أكدت لــ " مفكرة الإسلام"  أنها في إحدى المرات وبعد معاناة شديدة تمكنت من الدخول إلى أراضي 48 المحتلة للزيارة وعند وصولها للسجن لم يبق سوى أمتار وترى زوجها إلا أنها لم تتمكن من ذلك .

بينما والدة الأسيرين الشقيقين ضياء الأغا المحكوم عليه ( 99 عاما) أمضى منها 16 عاما في داخل السجون والأسير محمد الأغا المحكوم عليه (12عاما ) أمضى منها خمسة أعوام  فأبدت حسرتها هي الأخرى تجاه صفقة حزب الله اللبناني مؤكدة أنها كانت تعول عليها كثيرا لكنها أصيبت بخيبة أمل كبيرة عندما علمت عبر وسائل الإعلام أن صفقة حزب الله فقط هي للبنانيين أو ممن خرجوا من لبنان .

وقالت الأغا في حديث لــ " مفكرة الإسلام "  إنها منذ ست سنوات لم يسمح للعائلة بزيارة ضياء بل لا تعرف ما هي أحواله الصحية حيث يرفض الاحتلال السماح لهم بالزيارة ، مؤكدة أنها كانت تتمنى لو أنها سمعت شيئا عن أبنائها من خلال الضغط عبر صفقة التبادل .

الصفقة لم ترق للمستوى الفلسطيني

أما المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى والذي رحب بعملية صفقة التبادل إلا أنه أكد في بيان له يوم الأربعاء 16/ 7 / 2008 م  أن الصفقة  لم ترق للمستوى الفلسطيني، حيث  قال المركز:  إن صفقة التبادل لم ترقَ إلى المستوى المطلوب فلسطينيا، مشددا على أنه كان من الممكن أن يتم الإفراج خلال هذه الصفقة عن العديد من الأسرى الفلسطينيين لكي تكون السعادة والفرحة أكبر مما هي عليه الآن.

وقال المركز الفلسطيني في بيانه أنه كان من الممكن الضغط أكثر على سلطات الاحتلال من أجل الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين الذين يموتون في سجون الاحتلال والذين من بينهم النساء المريضات والأطفال القاصرين والنواب الشرعيين المختطفين في سجون الاحتلال، وكذلك من بينهم أصحاب المؤبدات الذين لا أمل لهم في الإفراج إلا من خلال صفقات التبادل.

وهكذا فالحديث مع ذوي الأسرى يبكي القلب ولا شك أن كل واحد من أهالي الأسرى له قصة مع المعاناة والأمل بمعرفة أو سماع صوت أبنائهم  ولكن هذه المرة حسن نصر آثر أن يبحث عن أي صفقة تسعى لتلميع صورته التي شوهت بفعل قتله لأهل السنة في لبنان .

لا شك أننا نرحب بكل خطوة يخرج فيها مقاوم مخلص , لكن أن تطرح قضايا الدبلوماسيين الإيرانيين على طاولة التفاوض  بشكل مكثف في حين أسرى فلسطين لا بواكي لهم  تلك هي الأزمة ..!

 



مقالات ذات صلة