كيف أصبح قطاع غزة مرتعاً للحركات الهدامة

كيف أصبح قطاع غزة مرتعاً للحركات الهدامة
كيف أصبح قطاع غزة مرتعاً للحركات الهدامة

لا يكاد يمر يوم عليك وأنت في قطاع غزة الحبيب إلا وتسمع بعض التصريحات وبعض العبارات الصادرة عن جماعة معينة أو بياناً يلعن فيه عن تأسيس جماعة جديدة في القطاع، وغالباً ما تكون هذه التصريحات نابعة عن فكر هدام ومسموم ... الأمر الذي يجعلنا نقول وبكل صراحة إن قطاع غزة أصبح مرتعاً للحركات الهدامة التي ترتع وتلعب في قطاعنا الغالي وعلى أرضنا الحبيبة دون حسيب أو رقيب.

 والحمد لله ظهر هناك استدراك وبدأ البعض يصنف هذه الحركات – وإن كان هذا الاستدراك متأخراً – إلا إن ذلك يعطي بصيص أمل لكسر شوكة هذه الحركات ووأدها من جذورها بإذن الله.

 ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف أصبح قطاع غزة مرتعاً لتلك الحركات حيت ترتع فيه فرقة الأحباش والبهائية والصوفية والتكفير والهجرة وأخيراً الروافض وغيرها من الفرق  في تلك البقعة الضيقة من العالم والتي يصنفها البعض على أنها أكبر سجن في العالم نظراً للحصار المفروض عليها وعلى سكانها.

وهنا في هذه السطور نحاول الإجابة على هذا السؤال لعلنا نجد علاجاً شافياً بإذن الله لهذه الظاهرة، وإليك العوامل التي ساعدت على وجود تلك الحركات.

 

العوامل التي ساعدت على نشر الأفكار الهدامة في غزة :

 

1.  ضعف البرنامج الدعوي لطلبة العلم الشرعي ولحملة العقيدة الصحيحة الصافية، وغياب برنامج واضح لأهل السنة في قطاع غزة يتصدى لهذه الأفكار ويعمل على نشر العقيدة الصحيحة، وكذلك المؤسسات المختصة كوزارة الأوقاف والجامعة الإسلامية والمعاهد الشرعية التي لم تقم بدورها المطلوب لإنقاذ الناس من دياجير الجهل إلى نور التوحيد، حيث أن ذلك يؤدي إلى وجود رأي عام صلب بإمكانه أن يتصدى لكل فكر هدام.

2.  تركيز العلماء في الخارج على حشد الدعم المادي لأهلنا في فلسطين من أجل كسر الحصار ورفع المعاناة عن شعبنا، وذلك من خلال دعم أصحاب البيوت المتهدمة وأبناء الشهداء والأيتام وغيرهم – هذا وإن كان واجباً لابد منه- ولكن لا يعني بأي حال من الأحوال أن نغفل عن الموضوع الأسمى وهو رجوع الناس إلى المنهل الشرعي بحذافيره ووضع برامج واضح المعالم لنشر العقيدة الصحيحة، ومحاولة بناء مرجعية صلبة من طلبة العلم والعلماء في داخل فلسطين يكون جل اهتماماتها ترسيخ الجوانب الشرعية والعقائدية والعلمية في نفوس الشعب الفلسطيني، والتي تعتبر العمود الفقري للنصر والتمكين في الأرض.

3.  تسهيل الكيان الصهيوني وجود بعض الحركات الهدامة بل ودعمها، ويتمثل ذلك إما بالتسهيل غير  المباشر لوجودها خاصة الحركات التي تعمل على تثبيط الجهاد وتقدح في الحركات التي تتبنى الجهاد ضد العدو، أو بدعمها مباشرة مثل البهائية حيث تتواجد بؤر واضحة لهم جنوب شرق قطاع غزة  في منطقة القرارة بالتحديد، حيث ارتد عدد لا بأس به في تلك المنطقة الحدودية مع الكيان الصهيوني.

4.  عدم تركيز الحركات الإسلامية الجهادية في فلسطين على الجوانب العقدية أو حرصها على نشر العلم الشرعي الصحيح، بل تجد قادتها ينزلقوا مزالق خطيرة - في بعض الأحيان - بتصريحاتهم التي قد تكون على حساب عقيدة أهل السنة والجماعة ناهيك عن التعصب الحزبي لدى الأفراد والجماعات التي ينتمي إليها الأفراد الذين تجد جل اهتمامهم هو نشر أفكار الحزب وعرض برنامجه السياسي والتركيز على الخطاب السياسي الحماسي دون الحرص على دين الناس وعقيدتهم.

5.  المناهج الفلسطينية التي تدرس للطلاب وما تحويه في طياتها من سموم ودعوات للتقريب بين الأديان، وترسيخ مفاهيم تمس العقيدة من الصميم، وهذا البند يحتاج إلى تفصيل لا نستطيع تلخيصه في عدة سطور وهذا الأمر الخطير يساهم وبشكل مباشر في تخريج أجيال لا تعرف عن العقيدة شيء وبالتالي تكون لقمة سائغة لحملة الفكر الهدام.

6.  التعاطف الحميم من قبل الشعب الفلسطيني مع كل من يعادي إسرائيل ويوجه خطابات معادية لها دون التمعن في عقيدة صاحب هذا الخطاب، كما هو الحال مع منظمة حزب الله اللبنانية والتي تجرأ عملاؤها في غزة إبان حرب تموز الماضي لإعلان تشيعهم أمام الملأ وبدأوا بالقيام بجهدهم التبشيري علناً لولا تصدي بعض المخلصين لهم، وكذلك التحولات السياسية بالمنطقة وفضائح الروافض التي لم يعد بإمكان أحد أن يخفيها حالت دون تمكن أولئك القوم  من فرض سيطرتهم أو نفوذهم في القطاع.

هذه بعض العوامل التي ساهمت  لتلك الحركات الهدامة لأن تجد لها موطأ قدم في قطاع غزة وما خفي أعظم، ولا ندري ما يخفيه القطاع في أزقته الضيقة.

 

لذا من هنا نناشد كل غيور على الإسلام والمسلمين، ونخص بذلك العلماء وطلبة العلم للتصدي لهذا الخطر – وأي خطر بعد أن تصاب الأمة في عقيدتها – ولنعلم جميعاً أن النصر والتمكين وإعادة المقدسات إلى أهلها لن يتم إلا عبر الرجوع الصحيح إلى شرع الله وإلى عقيدة صحيحة خالية من الفلسفات على نهج السلف الصالح رضوان الله عليهم .... عندها سيكون النصر حليفا لنا وسننعم بحياة طيبة في الدنيا والآخرة.



مقالات ذات صلة