عرضي دون عرضك يا رسول الله
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله... أما بعد
فإنه يصعب علي والله أن أتجاوز هذا الحدث المشين والموقف الخبيث من الروافض الشيعة مجوس هذه الأمة الذين أقاموا مؤتمراً احتفالياً في عاصمة من عواصم الكفر والإلحاد لندن في ذكرى هلاك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها – كما زعموا- عرضي دون عرضك يا رسول الله .
فإن أبي ووالده وعرضي *** لـعـرض محمد منكم وقاء
ونحن نقولها اليوم بمليء أفواهنا: إن أنفسنا ودماءنا وأموالنا وأعراضنا فداء عرضك يا رسول الله .
لو أن زعيماً من الزعماء أو ملكاً من الملوك تكلم في عرضه أو انتقص من قدره لقامت الدنيا وما قعدت ولقطعت العلاقات واستدعي السفراء وأقيمت المهرجانات والاعتصامات منددة بهذا الأمر المشين.
أما أن يتكلم في عرض الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ولا يحرك المسلمون ساكنا لهو والله الخسران المبين .
ألا ما أخطر الحال بعد العزة أصبحنا أذلة وبعد أن كنا في الصدارة أصبحنا في مقام التبعية, بالأمس القريب تكلم في شخص النبي صلى الله عليه وسلم وبعده مزق القرآن الكريم واليوم يطعن في عرضه الكريم .
لقد زعموا حبهم لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وكذبوا والله, فلقد طعنوا في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فإن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم هم من أولى الناس دخولاً في آل بيته صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى:
(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (الأحزاب: 33)
فعن علقمة، قال: كان عكرمة ينادي في السوق ( إِنَّمَا يَرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) قال: نزلت في نساء النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم خاصة.
وزعموا حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم وطعنوا فيه عليه السلام فأنه لا أشد أذية ولا أصعب على النفس ولا أثقل على الفؤاد ولا أكثر جرحا وألما من أن يرمى الرجل في عرضه ويتهم فيه, فكيف إذا كان هذا العرض هو عرض محمد صلى الله عليه وسلم .
وإن سب عائشة رضي الله عنها واتهامها بالزنا فهو والله الكفر البواح والردة الصريحة فلقد برءها الله من فوق سبع سموات في قرآن يتلى إلى يوم الدين قال تعالى:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ , يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ , يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ , الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾
فمن سب عائشة واتهمها فقد كذب ورد ظواهر نصوص القرآن الكريم وهو عند أهل العلم كافرٌ مرتدٌ والعياذ بالله.
وإن الطعن في أم المؤمنين عائشة والطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعنهم ليس هو المقصود لذاته بل هو مقصود لغيره, ألا هو الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم والطعن في دين الإسلام والتشكيك في دين الله عز وجل وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فقولوا لي بالله: من نقل هذا القرآن كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ومن نقل لنا السنة المطهرة كما رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين, الذين بذلوا الغالي والنفيس وحملوا على كواهلهم أعباء الدعوة والدين حتى وصل إلينا هذا الدين غضاً طرياً من في محمدٍ صلى الله عليه وسلم .
أولئك الصحابة الذين قال قيهم المصطفى صلى الله عليه وسلم: (لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ) (صحيح البخاري)
وإن هذا الحدث المشين ليكشف لكل المذبذبين الوجه الحقيقي لأعداء دين الله من الروافض المجوس الذين باتوا هم واليهود والنصارى في خندقٍ واحدٍ في حربهم على الإسلام والمسلمين.
وما يجري لإخواننا في العراق وفي إيران وغيرهما من تطهير عرقي وإبادة جماعية للمسلمين لهو أكبر شاهدٍ على حقيقة القوم ومقصدهم الخبيث فهم لم يعرفوا من الإسلام إلا اسمه وشكله والإسلام منهم بريء .
ألا فل تخرس تلك الألسن التي تتطاول على زوجات النبي الكريم.
ألا فل تشل تلك الأيدي التي تطعن في صحابة رسول الله الأمين.
وإن من واجبنا في مثل هذه الأيام وغيرها نشر مآثر الصحابة المكرمين واقتفاء آثارهم وسننهم أجمعين والذب عن عرض نبينا الأمين لعل الله أن يجعلنا من المقبولين وأن يرينا الحق المبين .
وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه الميامين وعلى زوجاته أمهات المؤمنين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو مالك حسن سليمان حلس
محاضر بكلية الدعوة الإسلامية