منذ سنين طويلة ومناطق عديدة في سوريا كالغوطة والقصير وغيرها ، تتعرض للقصف الهجمي والوحشي والمذابح والكيمياوي من قبل النصيريين والصليبيين الروس والمليشيات الإيرانية .
وآخرها ما يجري في هذه الأيام في إدلب ودرعا حيث يتعرض أهل السنة كما تعلمون لمجازر بشعة كالمعتاد من قبل النصيريين والصليبيين الروس والروافض الإيرانيين .
لم نسمع لـ"حماس" تصريح إدانة واحد خلال هذه السنين وخصوصا خلال هذه الأيام تعبر به عن موقف سياسي تنصر به أهل السنة في سوريا .
وقد شاهدناها خلال السنوات الماضية تسارع لاصدار بيانات وتصاريح الإدانة والاستنكار مع كل ضربة يتم ضرب فيها المليشيات الإيرانية و"حزب الله" والمليشيات العراقية والافغانية في سوريا من قبل كيان الاحتلال أو من قبل امريكا .
وإزداد تكرار هذه البيانات في الأشهر والأسابيع الأخيرة وعلى لسان "الناطق الإعلامي للحركة" حازم قاسم .. حتى أصبح بشكل رخيص وسخيف جدا حتى لو تعرضت هذه المليشيات للضرب ببارودة صيد .
لقد قال خالد مشعل مؤخرا في مقابلة مع قناة العربية بتاريخ 4/7/2021 (أن قبول الدعم من أي دولة ، بما فيها إيران ، لا يكون على حساب القرار المستقل للحركة) وانه (يرفض حصول أي اعتداء على أي دول عربية) .
وقد كنا نأمل (مع الشك) انه بعد هذه التصريحات ان يتغير الموقف السياسي ويميل ولو قليلا إلى جانب أهل السنة وفقا لهذه التصريحات .. الا أنه كما كان متوقعا .. كلام متلون سياسيا اعتادناه لسنين طويلة .. ولم ينعكس على أرض الواقع وخصوصا في احداث إدلب وسوريا حاليا .. فلو كان قبول الدعم من إيران ، لا يكون على حساب (القرار المستقل للحركة) لشاهدنا ولو بيان واحد يدين ما يتعرض له أهل السنة في سوريا مقابل عشرات بيانات الادانة والاستنكار لضرب المليشيات في سوريا من قبل كيان الاحتلال .. هذه المليشيات التي فتكت وتفك الان بأهلنا في سوريا وغيرها ..
لقد انغمست "الحركة" في المشروع الشيعي الإيراني والصليبي الروسي إلى الحد الذي لا تستطيع أن تهمس ولو هسما في الدفاع عن الدماء السورية والفلسطينية التي تسيل في سوريا .. هذا فضلا عن التحايا التي بعثها القيادي في "حماس" أسامة حمدان لرئيس النظام النصيري مؤخرا .
الانغماس تجسد أيضا في استنكارات "الحركة" بلهجة شديدة وعلى لسان ناطقها حازم قاسم لقصف مليشيات "حزب الله" العراقي واللبناني و"لواء فاطميون" و"زينبيون" وغيرها ، عندما تتعرض للقصف من قبل كيان الاحتلال وأمريكا .. لا ندري ما علاقة "الحركة" بـ"فاطميون" و"زينبون" كي تدين بأشد العبارات ضربهما ، وهما في الأصل على أرض سوريا محتلين ومنكلين بالشعب السوري .. فليجيبونا جماعة (الضرورة) .
فهل هذا (قرار مستقل) يا أستاذ خالد مشعل وأين (رفضك للاعتداء على أي دول عربية) .. فالطائرات الروسية تهدم الحجر والشجر ولا بيانات رفض ولا استنكارمن قبلكم ، بل ان عناصركم تعقد الاجتماعات في موسكو باستمرار مع المسؤولين الروس .
ان هذه الأيام رغم شدة الأحداث فيها على أهلنا في سوريا لكنها فرصة لكم لتعودوا لكسب أهل السنة في سوريا وغيرها والأمر ليس صعبا فبيان من "الحركة" او تصريح من حازم قاسم يدين فيه ما يتعرض له أهل السنة في سوريا يعبر عن موقف سياسي لـ"الحركة" بأنها لا زالت ضمن الكتلة السنية وتتألم لألمهم أفضل من التصريحات الضبابية الملتوية التي تظنون انكم ستكسبون بها الطرفين .
للأسف وصل الأمر أن نأمل منكم أن تصدروا بيان واحد من هذا القبيل في حين أنتم تصدرون عشرات البيانات من أجل المليشيات الإجرامية في سوريا .
فلو كان أهل إدلب واهل درعا شيعة لربما سارعتم بإصدر هكذا بيانات .
فشلالات من الدماء وقتل وتنكيل واعتقالات وخطف وإخفاء قسري وطرد من المنازل وتهجير وقصف مستمر ومئات الأمهات الثكالى والأرامل والأيتام كل هذا يحدث لأهل السنة خلال سنين مضت ويحدث حاليا ولم نسمع لكم بيان واحد ، هذا فضلا عن الاستفزاز لأهل السنة بمدح وتبجيل قاتلهم بين الحين والآخر .. ثم تقولون ان (قرار الحركة مستقل) !!!!.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره )) [رواه مسلم] .
قال النَّوويُّ: (وأمَّا: لا يَخْذُله. فقال العلماء: الخَذْل: ترك الإعانة والنَّصر، ومعناه إذا استعان به في دفع ظالم ونحوه، لزمه إعانته إذا أمكنه، ولم يكن له عذر شرعيٌّ) .
وعن معاوية بن قرَّة رضي الله عنه قال: سمعت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: (( لا يزال مِن أمَّتي أمَّة قائمة بأمر الله، لا يضرُّهم مَن خذلهم ولا مَن خالفهم، حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك )) [ متفق عليه] .
قال ملا علي القاري: (... ((مَن خَذَلهم)) أي: مَن ترك عونهم ونصرهم، بل ضرَّ نفسه، وظلم عليها بإساءتها) .
هذا ان كانت "حماس" تعتبر نفسها انها لا زالت ضمن الأمة السنية ، فسكوت "الحركة" عن هذه المجازر لأهل السنة وعدم ادانتها ولو بحرف واحد في مقابل ادانتها المتكررة لصالح المليشيات عندما تضرب .. فهذا هو ربما شكل من أشكال الجسد الواحد بين "الحركة" ونظام إيران كما صرح بذلك ممثل "الحركة" في لبنان أحمد عبدالهادي ، في ما يسمى بـ"حفل تابيني" بسبب هلاك قاسم سليماني ، وساخرا من (جماعة الضرورة) الذين يبررون لـ"الحركة" قائلا :
(بعضهم أبدى تعاطفا معنا وبدأ يبرر لنا الضرورة والحاجة وغير ذلك .. لا لم ننطلق من هذه المنطلقات وانما انطلقنا من كوننا واحد جسد واحد ، مكون واحد ، مقاومة واحدة ... الخ) والمقطع منتشر في تويتر ويوتيوب .
موقع الحقيقة
لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين
21/12/1442
31/7/2021