الانتصار للشيخ بن جبرين
والرد على السذّج والمخدوعين!!
حامد بن عبد الله العلي:
( إنّ المرجعية الدينية هناك ـ في إيران ـ تشكل الغطاء الديني، والشرعي، لكفاحنا ونضالنا ) حسن نصـر ـ مجلة المقاومة - العدد 27 ص 15ـ 16
(نحن لا نقول: إننا جزء من إيران؛ نحن إيران في لبنان ولبنان في إيران ) إبراهيم الأمين، الناطق باسم حزب حسن نصـر ، صحيفة النهار 5/3/1987
(فلم تكن الحرب بضواحي البصرة وعلى ساحل شط العرب، إلاّ مقدمة حروب كثيرة، أوكلت إليها القيادات الخمينية الشابة، التمهيد لفَرَج المهدي صاحب الزمان، من غيبته الكبرى، ولبسطه راية العدل، على الأرض كلها، وتوريثه ملك الأرض للمستضعفين ) دولة حزب الله ص 231
ليس حزب حسن نصر سوى أحد صور المؤامرة الخمينية على العالم الإسلامي، ما انبغى له، وما أستطاع أن يكون غيـر هذا.
أما لبنان فقد وجدت فيه إيران، هدفا مهّماً واستراتيجياً، لتحويله إلى أحد توابعها، وتسخير أرضه لمؤامراتها، مستفيدة من الوجود الشيعي في الجنوب، هذا الوجود الذي بدأ الصفويون بتجنيده، واستمر توظيفه لسياسة لأطماع الأنظمة المتعاقبة على إيران، إلى أن حولته الثورة الخمينية إلى جيش تابع لدولة داخل دولة .
ومعلوم أنّ لبنان موزَّع بين طوائف متعدِّدة، جعلت من الدولة فيه مجرد غطاء شكلي، لكيان هو أخصب أرض للتدخَّلات الخارجية، ففي ضاحية بيروت الجنوبية وبعض مناطق البقاع والهرمل، دولة حزب حسن نصر، وفي ضواح أخرى من بيروت، وجزء من جنوب لبنان، دولة قوات أمل، وفي الجبل سيطرة جزئية للقوات اللبنانية المارونية، ودولة الدروز في الشوف، وشمالا قوّات المردة المارونية، وهكذا تتشكل بقية الخارطة السياسية فيه.
ولهذا وجدت الثورة الخمينيّة ، ما قد أسسّه الشاه البهلوي من قبلها في جنوب لبنان من امتداد سياسي، عندما دعم الشاه حركة موسى الصدر في لبنان ـ كما دعم حركة الدعوة التي أسسها محمد باقر الصدر في العراق، وقد ذكر شهبور بختيار أن الشاه كان يحلم بتوسيع سيطرة إيران لتهيمن على العراق ولبنان ـ وجدت أرضا خصبة لإقامة نظام خميني آخر فيها .
(النظام اللبناني غير شرعي ومجرم" و "من الضروري تسلُّم المسلمين الحكم في لبنان كونهم يشكلون أكثرية الشعب ) دولة حزب الله ص 342
ونذكر فيما يلي السياق السياسي والتاريخي لحزب حسن نصر ، لنرى الصورة الكبيرة التي يجهلها السذج، والمغفلون، والمخدوعون بهذا الحزب:
1ـ قيام الدولة الصفوية ـ أوائل القرن السادس عشر الميلادي ـ التي اضطهدت السنة في إيران، وتآمرت على دولة الخلافة، وفرضت المذهب الرافضي، فقدم إليها مراجع الشيعة، من لبنان، والعراق، والبحرين وغيرها، وألبست الأطماع التوسعية الساسانية العنصرية لباس دين الرافضة.
2ـ انتقال الفكر الرافضي السياسي من طور الغيبة والانتظار حيث تحرم الثورة، والإمامة، وإقامة الدولة قبل ظهور المهدي: ( كل راية تُرفع قبل راية المهدي فصاحبها ، طاغوت يُعبد من دون الله) .. و (كل بيعة قبل ظهور القائم فإنها بيعة كفر ونفاق وخديعة) .. (واللهِ لا يخرج أحدٌ منا قبل خروج القائم، إلاّ كان مثله، كمثل فرخ طار من وكره، قبل أن يستوي جناحاه ، فأخذه الصبيان فعبثوا به) أحمد الكاتب ، تطور الفكر السياسي الشيعي، ص 271 ـ 272
إلى طور ولاية الفقيه ، التي تعني أن يتولّى الفقيه النيابة عن الغائب، فيقيم الدولة، والثورة: ( إن الفقهاء "هم الحجة على الناس كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم حجة عليهم، وكل من يتخلف عن طاعتهم فإن الله يؤاخذه ويحاسبه على ذلك، وعلى كلٍ فقد فوَّض الله إليهم جميع ما فوض إلى "الأنبياء" وائتمنهم على ما ائتمنوا عليه ) الحكومة الإسلامية للخميني ص 80
3ـ انتهاج نهج تصدير الثورة: ( وإذا غدا استمرار الثورة، ودوامها، من بعد حدوثها، إنجاز الثورة الأعظم أوجب تجديد الإعجاز كلّ يوم، والقيام بالثورة من غير انقطاع ولا تلكؤ، ولا يُرتب تجديد الإعجاز حين تتصل الثورة الإسلامية الخمينية، بين كربلاء، وبين ظهور المهدي، إلا إظهار الدلائل على قيام الثورة، وحفظ معنـاهـا، والحؤول بين هذا المعنى وبين الاضمحلال والضعف، ولا يتمّ ذلك إلاّ بالإقامة على الحرب وفي الحرب، وينبغي لهذه الحرب أن تكون الحرب الأخيرة، ولو طالت قروناً؛ لأنهّا تؤذن بتجديد العالم كلّه، وبطيِّ صفحة الزمان ) كتاب دولة حزب الله ص276
5 ـ الترويــج بأنّ ثورة الخميني تمهّد لمهديهم، وأنّ مهديهم سينجح فيما فشل فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ـ تعالى الله عما يقول الكافرون علواً كبيراً ـ .
(الأنبياء جميعاً جاؤوا من أجل إرساء قواعد العدالة في العالم لكنهم لم ينجحوا ... وحتى النبي عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية وتنفيذ العدالة لم ينجح في ذلك في عهده ... وأن الشخص الذي سينجح في ذلك ويرسي قواعد العدالة في أنحاء العالم ويقوم الانحرافات هو الإمام المهدي المنتظر ...) !! من خطبة الخميني في عيد المهدي عام 1400هـ
(نقل موقع "انتخاب" الإيراني، أنّه في اجتماع أخير للوزراء الإيرانيين، وبناء على اقتراح من نائب الرئيس برويز داو ودي، وقعّوا ورئيس الجمهورية، على ميثاق بينهم وبين المهدي المنتظر!!
ولأنّ أيّ اتفاقية لا بد من أن تحمل توقيع الطرفين، اتفق الجميع على أن يحمل وزير الثقافة الإسلامية صفار هارندي الرسالة ، ويذهب ، ويرميها في بئر في جامكاران القريبة من قم، حيث يلقي الحجاج طلباتهم كل يوم أربعاء.
ويقول مراقبون إيرانيون إن مثل هذا التفكير في ازدياد ، منذ مجيء احمدي نجاد، وأن الأشخاص المتطرفين حوله ، يقنعونه «بأن هناك مؤشرات إلى قرب ظهور المهدي، إلى درجة إقناعه بأن المسألة النووية الإيرانية مرتبطة بشكل مباشر مع ظهور إمام الزمان».
وحسب مصدر على إطلاع عما يجري، فإن هؤلاء الأشخاص في الاجتماعات المغلقة، والعلنية، يصرون على ضرورة أن تتخذ الحكومة الإيرانية موقفاً صلباً ضد الضغوط الدولية، للحصول على حقها في التكنولوجيا النووية، «لأن هذه المسألة هي واحدة من الوسائل التي تُهيئ لظهور المهدي وأثناء الحملة الانتخابية، ومن أجل دعم فوز أحمدي نجاد، كرر آية الله محمد تقي مصباح يزدي وهو من المتشدّدين ، أن المهدي اختار أحمد نجاد وإنّه لواجب ديني انتخابه) نقلا عن الشرق الأوسط 3/11/2005م
6ـ نشر عقيدة تكفير السنة ، واستحلال دماءهم :
في كتاب الأنوار النعمانية ج 2 ص 307 " وقـد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن علامة النواصب تقديم غير عليّ عليه، ثم قال " ويؤيد هذا المعنى أن الأئمة عليهم السلام وخواصهم أطلقوا لفظ الناصبي على أبي حنيفة وأمثاله ، مع أن أبا حنيفة لم يكن ممن نصب العداوة لأهل البيت عليهم السلام بل كان له انقطاع إليهم ، وكان يظهر لهم التودد .. ومن هذا يقوى قول السيد المرتضى وابن إدريس قدس الله روحيهما، وبعض مشايخنا المعاصرين بنجاسة المخالفين ( أي السنة ) كلهم، نظراً إلى إطلاق الكفـر والشرك عليهم في الكتاب والسنة ، فيتناولهم هذا اللفظ حيث يطلق ، ولأنك قد تحققت أن أكثرهم نواصب بهذا المعنى .
الثاني في جواز قتلهم واستباحة أموالهم ، قد عرفت أن أكثر الأصحاب ذكروا للناصبي ذلك المعنى الخاص في باب الطهارات والنجاسات، وحكمه عندهم كالكافر الحربي في أكثر الأحكام ) .
7ـ البدء بطور التنفيذ المسلّح ، لتصدير الثورة واستحلال دماء المسلمين ، وخوض حرب الخليج الأولى، وعمليات التخريب وتصدير الفتن الواسعة في البلاد المجاورة لاسيما في فترة الثمانينات الميلادية، وقد شرحنا ذلك كلّه في مقال سابق ذكرنا فيه الأحداث مفصلة بتواريخها .
8ـ تراجـع الثورة الخمينية أمام ردة الفعل الإسلامية، وانشغالها بالإعداد لطور الدسائس، والكيد الخفي، على محورين :
أحدهما: تقوية الأحزاب السريّة التابعة للثورة الخمينية، وإمدادها بالسلاح، وتسخير السفارات الإيرانية لدعمها ، وتطوير جاهزيتها للانقضاض في الوقت المناسب، لتحقيق الحلم الصفوي الخميني التوسّعي .
مع التركيز على تبنّي القضية الفلسطينية، إذ هـي شعار فعّال لحشد التعاطف الإسلامي للثورة الخمينية ، وفروعها في البلاد الإسلامية .
الثاني : استغلال الحملة الصهيوصليبية على الأمّة الإسلامية، تحت تأثير الأحلام بالمرور تحت عباءتها إلى تحقيق المشروع الصفوي التوسّعي .
9ـ التآمر مع الحملة الصهيوصليبية لاحتلال أفغانستان ، والعراق .
10ـ الإسراع في تكوين دولة خمينيّة في وسط وجنوب العراق ، في ضمن حلف يشكل هلال يمـتـد من طهران إلى بنت جبيل في جنوب لبنان .
11ـ استغلال غطاء الاحتلال الصهيوصليبي للعراق، لتهجير أهل السنة من الجنوب والوسط، بعد إشاعة أعمال القتل والتعذيب فيهم على نطاق واسع .
12ـ الإسراع في تطوير البرنامج النووي الإيراني .
13ـ استغلال الجيش الإيراني في جنوب لبنان ـ حزب حسن نصر ـ في عمل دعائي يفيد الموقف الإيراني، في الملف النووي .
14ـ انقلاب الإحداث إلى هجوم صهيوني كاسح على حزب حسن نصر، لتدمير بنيته التحتية، وإنهاء وجوده في الجنوب، تمهيداً لإلغاء هذه الورقة التي جعلتها الثورة الخمينية ، في سياق الضغوط التي تعزز موقفها في صراعها مع الغرب .
15ـ تسبّب الثورة الخمينيّة ، عن طريق متعهّدها ـ حزب حسن نصر ـ في تدمير لبنان، وتحويله إلى ساعة صراع، وقتل المئات من أبناءه، من أجل أطماعها التي تهدف إلى السيطرة والتوسع لتحقيق أحلام صفويّة، عنصريّة، بغيضة .
16ـ تطبيل السذّج ، والمغفّلين ، والملدوغين ألف مرّة من غير أن يتعلموا ، مع صواريخ حزب حسن نصر الإيرانيّة ، متوهّمين أنه يخوض حرب تحرير لفلسطين ، من أجل إرجاعها إلى أمّتنا !!
17ـ انكشاف أن الشيخ بن جبرين ـ حفظه الله ـ يقف على أرض راسخة، ويتكلَّم بواقعية سياسية، ذات خلفية عقديّة سليمة، وليس كمن طاشت عقولهم، وانساقوا وراء عواطفهم، مع الصواريخ الخمينية في جنوب لبنان، فنسوا المنطلق العقدي، والخلفية التاريخية، والمساق السياسي للأحداث، في صورتها الكبيرة .
والله الموفق ..