3-2-2014
منذ أن قامت الدولة الصفوية الإيرانية الشيعية بعد ثورتها في عام 1979 إلى ما قبل اشهر قليلة من الآن وهي تمارس خديعة كبرى للمسلمين البسطاء في العالم وخاصة لأهل السنة بأنها الدولة الإسلامية التي تقف مع القضايا الإسلامية وتعادي أعداء الأمة وأن أهم قضاياها هي القضية الفلسطينية واهم أعدائها هم الصهاينة.
طالما انطلقت حناجرهم في المؤتمرات التي كانت تعقد تحت اسم يوم القدس العالمي[1] وغيره.
ولا تزال الذاكرة العالمية لم تنس الخطب الرنانة التي كانت تنطلق من مراجعهم وعلمائهم بل ومرشديهم في إيران حول استعدادهم بالتسليح للجهاد ضد إسرائيل وترديد الجميع لشعار ظلوا يهتفون به دوما "الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل", وكان يحلو لهم دوما التظاهر في أيام الحج بنفس الشعارات البراقة الخادعة.
وسار على منوالهم بنفس السياسة الخادعة ذيلهم في لبنان وهو حزب الله الشيعي الذي قام بحروب وهمية ضد الكيان الصهيوني وهو في الحقيقة يؤمن حدوده الشمالية بعدما تكفل الأسد أبا وابنا بحماية حدوهم الشرقية وضمن معاهدة كامب ديفيد ووجود قوات الأمم المتحدة في سيناء بعد تقسيمها لمناطق فاصلة ضمانا لأمن إسرائيل في الجنوب , ليكون للشيعة النصيب الأكبر في حماية هذا الكيان الغاصب, ذلك مع السماح بإلقاء بعض الكلمات والخطب للاستهلاك العربي والإسلامي لتخدر الشعوب وتدغدغ العواطف دون وجود أي فعل حقيقي بدلا من التآمر على الأمة.
فأضحت الحقائق تتكشف يوما بعد يوم لتثبت ان العلاقة بين إيران وإسرائيل وطيدة جدا في مجال التعاون العسكري والاستخباراتي وكشفتها الصحف العالمية التي تناولت هذه الحقائق ومنها صحيفة التايمز اللندنية التي نشرت تفاصيل دقيقة عن وجود جسر جوي متكتم لنقل الأسلحة من إسرائيل إلى إيران ومنها ما اعترف به الرئيس الإيراني الأسبق أبو الحسن بني صدر إلى صحيفة الهيرلد تريديون الأمريكية في 24-8-1981 أنه " أحيط علماً بوجود هذه العلاقة بين إيران و إسرائيل و أنه لم يكن يستطيع أن يواجه التيار الديني هناك " ومنها أيضا ما اعترف به مناحيم بيجن وأكد ذلك اريل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي أيضا معللا ذلك بأنه كان إضعافا للجيش العراقي .
ومخطئ من يظن حاليا بأن النظام الإيراني قد غير سياساته وتوجهاته نحو الغرب أو إسرائيل, انه فقط أظهرها للعلن بعد أن كان سرية طول الوقت, وكانت النقطة الفاصلة في إظهار الحقائق هو ذلك التقارب بين إيران والغرب وخاصة في الاتفاق مع دول (5+1), بعدها حدثت عدة تغيرات في إظهار الأفكار التي كانت في طي الكتمان لفترة طويلة, وكان من لآخرها مغازلة إيران لليهود في شأن المحرقة التي يتغنى بها اليهود ويعتبرونها مظلوميتهم التي تشترك مع الشيعة في الفكرة الأساسية التي تقوم عليها الفكرة الشيعية.
فقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مقابلة له مع قناة التلفزيون الألمانية فينيكس بعد مشاركته في مؤتمر الأمن في ميونيخ : أن "المحرقة النازية بحق اليهود كانت مأساة وحشية مشئومة ينبغي ألا تتكرر أبدًا." ثم عقب "ليس لدينا شيء ضد اليهود، ونكن أكبر احترام لهم داخل إيران وفي الخارج، لا نشعر بأننا مهددون من أحد منهم ".
والمتابع لأحوال الجالية اليهودية في إيران يجدها حالية مصانة الجانب فلا يمسها أي سوء بخلاف المسلمين السنة الذين يفترض ان يكونوا مع الشيعة على ديانة واحدة , ففي الوقت الذي لا يسمح للمسلمين السنة بإنشاء مساجد لهم يسمح بإقامة المعابد اليهودية بكل ارتياح.
ويعتبر تصريح وزير الخارجية هو الأكثر وضوحا ومباشرة في شأن المحرقة بعد صدور تعليق مجمل من حسن روحاني الرئيس الإيراني الذي أدان في مقابلة مع محطة "سي ان ان" الأمريكية "الجرائم التي ارتكبها النازيون بحق اليهود " وحينما سألوه صراحة عن المحرقة قال: "كل جريمة ضد الإنسانية بما في ذلك الجرائم التي ارتكبها النازيون بحق اليهود هي ذميمة ومدانة".
ويعتبر الموقف الإيراني الجديد الذي صدر من وزير الخارجية ومن قبله من حسن روحاني معاكسا تماما للموقف الرسمي السابق من مسألة المحرقة اليهودية حيث نفى أحمدي نجاد الرئيس الإيراني السابق وجودها بالكلية, ولا يعتبر هذا التضارب إلا أحد السمات الأساسية للشيعة في كل المواقف, فمفهوم التقية الذي تغلغل فيهم لم يتركوه في دين ولا دنيا وحسبنا بميدان السياسة من قول الشئ وعكسه وهو الأمر المتفق تماما مع السياسة الإيرانية التي يقودها رجال الدين الشيعة.
فهل يدرك المسلمون الآن الذين خدعوا مرارا في النظام الإيراني وفي حزب الله وفي كل الشيعة وظنوهم موالين للإسلام وللمسلمين, فهل أدركوا الآن خطورة الشيعة على مستقبل الإسلام في المنطقة؟
ـــــــــــــــــــــــــــ
[1] يوم القدس العالمي أو اليوم الدولي لمدينة القدس الشريف (بالفارسية: روز جهانی قدس)، هو حدث سنوي يعارض احتلال إسرائيل للقدس. ويتم حشد وإقامة المظاهرات المناهضة للصهيونية في هذا اليوم في بعض الدول العربية والإسلامية والمجتمعات الإسلامية والعربية في مختلف أنحاء العالم، ولكن خصوصا في إيران حيث كانت أول من اقترح المناسبة. وهو يعقد كل سنة في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك .
المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث