بسم الله الرحمن الرحيم
الخطر الذي يتهددنا
تعريف موجز بالشيعة الإمامية الإثني عشرية الجعفرية
ومخططهم للاستيلاء على العالم الإسلامي
بقلم: السيد عبدالله العدناني
الحمدلله الذي أرسل رسوله محمداً بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وإماما للمتقين، وبعد:
فبعد أن أظهر الشيعة الإمامية الإثني عشرية بعض ما يعتقدون علانية، فسبوا أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وأرضاها، وحبيبة رسول رب العالمين صلى الله عليه وآله وسلم، واتهموها بما اتهمها به المنافقون وقد برأها رب العالمين، وأنزل فيها قرآناً يتلى إلى يوم الدين، وبعد أن سبّوا أبابكر رضي الله عنه فكفروه، وكفّروا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وزعموا أنهما في النار تحت إبليس، وأن إبليس نفسه يتعجب ممن يكون تحته في النار!!
أقول: بعد إظهار الإمامية الإثني عشرية لهذا وغيره من عقائدهم، وبعد أن أعلنوا عن مخططهم القادم في العالم الإسلامي من السيطرة عليه، وأن المهدي الغائب سيقوم بهدم الكعبة ونقلها إلى الكوفة، وقطع أيدي بني شيبة الذين يتوارثون مفتاح الكعبة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليوم على الخصوص، وقتل قريش على العموم، ثم قتل كل من حول المدينة من المسلمين، بعد إخراج أبي بكر وعمر من قبورهما (أحياءاً) وحرقهما بالنار، ثم إباحة قتل المسلمين أربعين يوماً.
أقول: بعد أن أظهر الإمامية كل هذا من عقائدهم كان فرضاً واجباً على كل مسلم في الأرض اليوم أن يعرف من هم الشيعة الإمامية الإثني عشرية الجعفرية؟!
ولأن هذا الأمر في هذه الأيام هو أهم النوازل التي يجب على المسلمين العلم بأبعادها، وكيفية المخرج منها.
وهذا تعريف موجز بهذه الطائفة:-
1. متى ظهرت فرقة الإمامية الإثني عشرية؟
فرقة الإمامية الإثني عشرية لم تظهر في الوجود إلا في منتصف القرن الثالث نحو سنة 255 هـ ، وذلك بعد ممات الحسن العسكري رحمه الله عقيماً لم ينجب، وتفرق أصحابه من بعده إلى أربعة عشرة فرقة، وقالت فرقة منهم إن الحسن العسكري كان له ولد أخفاه خوفاً عليه، بعد أن علمه كل العلوم، بأن أدلى لسانه في فيه وهو ابن ثلاث سنين، فرضع منه كل علوم الأولين والآخرين، وزعموا أن أبوه مات وعمر هذا الولد ثلاث سنوات، ثم دخل هذا الغلام سرداباً في سامِرَّاء بالعراق، واختفى هناك خوفاً من أعدائه، ثم نسجوا حول هذا الغلام مئات الألوف من الأساطير والخرافات، وجعلوه هو الإمام الثاني عشر بدءاً بعلي بن أبي طالب ونهاية به، وجعلوه أفضل من كل آبائه وجميع المرسلين والخلق أجمعين، وادّعوا غيبة له سموها (صغرى) استمرت سبعين سنة ونيفاً، وزعموا أنه كان له في هذه الغيبة الصغرى أبواب يتحدثون إليه، وينقلون له خمس وتبرعات الشيعة وفتاواهم، وأنه كان يجيب عليها كتابة، ثم ادّعوا له غيبة سموها (كبرى)، منذ ذلك الوقت وإلى يومنا هذا !!
ثم وضعوا له الأعمال التي سيعملها عند ظهوره، ومنها هدم البيت الحرام، وتحويله بنقل حجارته إلى الكوفة، وقتل بني شيبة والحجيج وقريش بعد إمام الحرم، وإخراج الصديق والفاروق رضي الله عنهما وإحراقهما، وقتل أهل المدينة، ثم الاستقرار في الكوفة، بعد أن يجعلها عاصمة ملكه، ثم يبيح القتل في المسلمين أربعين يوماً حتى يمل بعض أصحابه (الذين وصفوا قلوبهم بأنها كقطع الحديد) من القتل فيأمر بقتلهم، ثم يحكم العالم بعد ذلك كله.
2. ما انفرد به الإمامية عن سائر المسلمين
انفرد الإمامية هؤلاء عن جميع فرق الشيعة الذين سبقوهم، وهم أكثر من مائة (اقرأ فرق الشيعة للنوبختي)، وانفردوا كذلك عن جميع المسلمين بالقول بأن الأئمة الخلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هم اثني عشر إماماً، بدءاً بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه (بلا فصل بينه وبين الرسول) وانتهاءاً بالثاني عشر صاحب السرداب هذا، وأن كل إمامة أو خلافة للمسلمين غير هؤلاء الإثني عشر فباطلة، بدءاَ من أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ونهاية بكل حكام المسلمين إلى يومنا هذا، بل إلى يوم الدين، فخلافة الصديق والفاروق وعثمان رضي الله عنهم أجمعين كانت عندهم غصباً وباطلاً، وهؤلاء الإثني عشر إماماً والذين أولهم علي رضي الله عنه وآخرهم صاحب السرداب هذا يجب الإيمان بهم وكفر كل من لم يؤمن بذلك، واعتقاد أنهم كانوا خيراً من كل النبيين والمرسلين، وأن من لم يؤمن بهم فهو كافر.
وقد انفردوا بهذه المقالة عن جميع فرق الشيعة المائة السابقين، وعن جميع طوائف المسلمين، وعرّفوا أنفسهم بأنهم إمامية اثني عشرية، وقد كفَّروا جميع فرق الشيعة الذين سبقوهم، وممن لهم وجود إلى يومنا هذا، كالزيدية والإسماعيلية.
ويلزمهم تكفير علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وجميع من زعموا لهم الولاية من آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لأن أحداً منهم لم يعلم قط بهذه العقيدة الإثني عشرية، فضلاً عن أن يعتقدها ويدعو إليها.
والمسلمون من كل الطوائف كفار عند هؤلاء الإثني عشرية لأن من لم يؤمن بعقيدة الإثني عشرية فهو كافر.
3. الإمامية الإثني عشرية يضعون آلاف المرويات لإثبات عقيدتهم التي انفردوا بها عن سائر طوائف المسلمين.
لما انفرد الإمامية بهذه العقيدة والتي لم يكن لها وجود قط على مدى مائتين وخمسين عاماً من حياة المسلمين، وظهور فرق شتى لم يكن لواحدة منها هذا الاعتقاد، ورأى الإمامية أن عقيدتهم لا يقوم عليها أدنى دليل من كتاب أو سنة أو قول أحد من آل البيت أو من أصحاب رسول الله، فإنهم عمدوا إلى افتراء مئات الآلاف من المرويات والأكاذيب!
ومن ذلك أن الرسل جميعاً بشروا بالمهدي هذا صاحب السرداب، وأن القرآن والرسول وجميع آبائه بشروا به، وأنه يتصل بأوليائه في غيبته الكبرى وغيبته الصغرى، وأنه تكتب له رسائل وتصدر عنه رسائل.
إلى أكاذيب وخرافات وخزعبلات عن زواج أمه بأبيه، وولادته، ورضاعه، واختفاءه في الصغرى والكبرى، ومن يلتقي بهم، وأين هو الآن؟! ومن التقاهم في الغيبة الكبرى، والأعمال التي سيعملها عندما يخرج، وكل ذلك في نحو من مائة مجلد كبير من هذه المرويات المكذوبة، وكذلك افتروا آلاف الأحاديث على كل واحد ممن نصبوه إماماً في أنه كان داعياً إلى هذه العقيدة.
4. الأعمال التي نسبوها لهذا الإمام الغائب عندما يخرج.
وضع الإمامية روايات كثيرة مكذوبة عما سيقوم به هذا الثاني عشر، من أعمال القتل والإبادة الجماعية للمسلمين، وهدم الكعبة ونقلها إلى الكوفة، والحكم بالتوراة بدلاً من القرآن، وقد زعموا من قبل أن القرآن الذي لم يُحرف أخفاه علي رضي الله عنه عن الصحابة، بعد أن كتبه وتوارثه هؤلاء الأئمة إلى هذا الثاني عشر!! الذي يزعمون أنه يُخرج القرآن الحقيقي، ومع ذلك فهم يعتقدون أنه سيحكم بحكم التوراة، ويحكم كذلك بحكم نفسه، ولا يطلب البينة عندما يصدر الحكم على أحد!!
وهذه الأعمال الإجرامية كتبوها بالتفصيل في كتبهم، ومنها هذا الذي أظهر بعضه ياسر الخبيث في أشرطة ومقالات قبل أن يخرج من الكويت.
5. الإمامية اليوم مجمعون على أن هذا الوقت هو وقت ظهور الإمام الثاني عشر.
يجمع علماء الشيعة وسادتها الآن على أن هذا زمن ظهور هذا المهدي، وأن كل الدلائل تشير إلى ذلك، وقد أعدّوا العدة ليكونوا في زعمهم تحت إمرته، وتطبيق أوامره حال ظهوره، وكتبوا كتباً تفصيلية في هذا الأمر، ككتاب يوم الخلاص لكامل سليمان، والمهدي ووقت الظهور لمحمد الصدر، والممهدون للمهدي للكوراني، وقد تكلم الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أنه هو الذي سيسلم الراية إلى الإمام الثاني عشر قبل انتهاء ولايته!!
6. العقائد التي اعتقدها الإمامية تناقض الإسلام من كل الوجوه.
من أعجب العجب أن هؤلاء الإثني عشرية يعتقدون عقائد تناقض ما يعلنون من الإسلام من كل الوجوه.
فكيف يكون مسلماً من يعتقد أن الكعبة ليست في مكانها، وأن مكانها الصحيح أن تكون في الكوفة بدلاً من مكة، وأن الذي سيصحح هذا الخطأ هو الثاني عشر، الذي سيكون من أعماله هدم الكعبة ونقل أحجارها من مكة إلى الكوفة (وقد ندب كتّاب وقت الظهور كمحمد الصدر وغيره أثرياء الشيعة بتحويل استثماراتهم إلى الكوفة، وشراء الأراضي بها، لأنه سترتفع أثمانها بعد أن ينقل الثاني عشر الكعبة إليها).
وكيف يكون مؤمناً بالله منزل القرآن على عبده محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليكون للعالمين نذيراً، من يعتقد أن القرآن المنزل على الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليس هو هذا القرآن الموجود بأيدي المسلمين اليوم، والذي قرأه المسلمون، وحفظوه، وعملوا به ما شاء الله أن يعملوه على مر القرون السابقة، وإنما القرآن الحقيقي قد جمعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأخفاه مدة حياته كلها، ولم يظهر شيئاً منه حتى في وقت خلافته، وأبقاه مخفياً عند أبنائه من بعده، إلى أن وصل إلى الثاني عشر، وهو مختف معه إلى يومنا هذا، وإلى يوم ظهوره في زعمهم!!
وكيف يكون مسلماً من يعتقد أن المهدي سيعمل كل هذا الإجرام والكفر والإلحاد بدءاً من أول يوم في حياته وإلى آخرها.
وكيف يعتقد الإسلام ويكون مؤمناً من يعتقد أن عائشة رضي الله تعالى عنها زوجة رسول رب العالمين وأم المؤمنين الصديقة بنت الصديق كانت فاجرة، وأن القرآن النازل ببراءتها من عند الله لم يكن نازلاً فيها ، وأن المهدي إذا خرج سيخرجها من قبرها، ويحدها حد الزنا ..!!
وكيف يكون مسلماً من يجعل أصحاب النبي هم شر أهل الخليقة أجمعين، وأكفر من جميع الكفار، وأن عذاب صاحبي الرسول أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أكبر من عذاب إبليس، وأنهما الآن يعذبان، وأنهما الآن في النار (وقد باهل ياسر الخبيث الشيخ محمد الكوس على قناة الحكمة الفضائية معلناً ومقسماً أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما صاحبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورفيقيه في الحياة والممات، وعائشة أم المؤمنين وحفصة أم المؤمنين الآن في النار، داعياً على نفسه بالهلاك إن لم يكونوا كذلك)!!
وكيف يكون مسلماً من يقول إن الإيمان بالإثني عشر فرض واجب، وأن من لم يؤمن بهم كفر، فيكون بذلك علي بن أبي طالب وجميع أبنائه كفاراً، لأنه لا أحد منهم قال هذه المقالة، فضلاً عن أن يعتقدها أو يعمل بمقتضاها، فإن علياً رضي الله تعالى عنه وجميع أبناءه بل جميع آل البيت لم يؤثر عن أحد منهم قط كلمة في الإثني عشر، ولا عرف أحد من أصحابهم من فرق الشيعة جميعاً شيئاً عن الإثني عشر، ولم تظهر هذه المقالة الخبيثة بأنه يجب على كل مسلم أن يؤمن باثني عشر إماماً أولهم علي وآخرهم الغائب، أقول: ولم تظهر هذه المقالة إلا في منتصف القرن الثالث، فيكون بذلك كل المسلمين بلا استثناء كفاراً، بمن فيهم علي بن أبي طالب، وجميع آل بيته، وكل من ادعيت له الإمامة، لأن أحداً منهم لم يعرف ولم يسمع بهذه المقالة، أن هناك اثني عشر إماماً معينون بالنص من الله سبحانه وتعالى، يجب على كل المسلمين الإيمان بهم وطاعتهم، وأن من لم يؤمن بذلك كان كافراً.
وهذا وحده ينبؤك أن الإثني عشرية قوم لا عقول لهم، لأن من اعتقد عقيدة تجعل كل من يعظمهم كفاراً فهذا لا عقل له.
إن وجه العجب أن كل هذه العقائد التي يعتقدها الإمامية معلوم ببداهة العقل بطلانها، ومعلوم بنصوص القرآن والسنة بطلانها.
فكون الكعبة مكانها في المسجد الحرام أمر معلوم ببداهة العقول، والآيات المحكمات وإجماع أمة الإسلام جيلاً بعد جيل، فكيف يعتقد مسلم أن الكعبة الآن ليست في موقعها، وأنها ستنقل إلى الكوفة حتماً إذا جاء المهدي؟!
ومعلوم ببداهة العقول وقواطع القرآن أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعيش مع أصحاب يحبهم ويحبونه، وقد تزوج منهم وزوجهم، وأن باطنهم وظاهرهم كان معلوماً عنده بالوحي، ثم بالصحبة، وفهم النبي وعقله، وأنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن كما نسبه هؤلاء المجرمون إليه من أنه كان يلعن أصحابه، ويبغضهم من قلبه، ويعلم كفرهم ونفاقهم، وهو مع ذلك يصانعهم ويتقيهم مخافة منهم، تعالى الله تبارك وتعالى أن يتخذ رسولاً بهذه الأخلاق التي نسبها هؤلاء المجرمون إليه صلى الله عليه وآله وسلم، وأن الله شهد لهم بالإيمان والجنة في آيات كثيرة من كتابه المنزل، فقد قال تعالى بعد بدر للكفار: ({إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ } : الأنفال19) فشهد الله سبحانه وتعالى لهم بالإيمان، وأنه معهم، وقال تعالى بعد أحد: ({وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } : آل عمران121) فشهد لمن قاتلوا مع النبي في أحد أنهم كانوا مؤمنين، (والرافضة يقولون هم كفار مبطنون للكفر في حياة النبي ومرتدون من بعده)، وقال تعالى عنهم في الأحزاب: ({مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} : الأحزاب23) فشهد لهم سبحانه أنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه من الإيمان، ونصرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأن من مات منهم ومن بقي على الحياة لم يبدل أي تبديل، وشهد لهم في غزوة الحديبية بأنه قد رضي عنهم وأثابهم فتحاً قريباً (فتح خيبر)، قال تعالى فيهم: ({لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} : الفتح18) وأخبر سبحانه أنه قد تاب عن جميعهم في غزوة العسرة، قال تعالى: ({لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } : التوبة117) وأخبر سبحانه وتعالى أن أوائلهم وأواخرهم كلهم في الجنة، قال تعالى: ({وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } : التوبة100) فمن كذب الله تبارك وتعالى في كل ذلك، واعتقد أن الصحابة كانوا جميعهم إلا ثلاثة كفاراً مرتدين مخالفين للنبي، معاندين له في حياته، وبعد موته، فهو زنديق مجرم أفّاك، لم يطرق قلبه قط ومضة من إيمان، لأنه ليس بعد هذا التكذيب تكذيب. ({وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } : الأنعام21).
فكيف ينطلي على أحد أنهم جميعاً كانوا كفاراً مخفين للكفر؟، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يلعنهم من وراء ظهورهم ويتقيهم مخافة منهم؟!!، ويحتفل سراً باليوم الذي سيقتل فيه عمر طعناً، ويصنع الحلوى لذلك!!
كيف يكون مسلماً من يؤمن بكل هذه المعتقدات التي تخالف كل عقل ودين؟
ووجه العجب في كل ما قدمنا هو اعتقاد إنسان أمرين كل منهما يناقض الآخر تمام المناقضة، فكيف يكون مؤمناً بالله وكتابه المنزل، وهو يرد قول الله ويكذبه كما في براءة أم المؤمنين عائشة وفضلها وكما في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المنزل فيهم؟.
كيف يعتقد الإنسان عقيدة يلزم منها كفر كل من يعظمهم ويجعلهم أئمة له وسلفاً له في هذه العقيدة؟
فالإيمان باثني عشر إماماً لم يكن معلوماً قط ولا مذكوراً قبل وفاة الحسن العسكري الذي يجعله الإثني عشرية هو الإمام الحادي عشر، وهذا علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه نفسه لم يقل شيئاً من ذلك، وتولى الخلافة فلم يظهر قط هذا القول، ولم يعمل بمقتضاه قط، بل عمل بضد ذلك، فقد بايع الصديق والفاروق وعثمان رضي الله عنهم، وكان وزير صدق لهم، وزوّج ابنته أم كلثوم من عمر رضي الله تعالى عنه، وتزوج هو نفسه من سبي بني حنيفة، الذين قاتلهم أبو بكر على الردة ومنع الزكاة، ولم يعين علي بن أبي طالب إماماً بعده ليتولى الأمر، ولا ذكر شيئاً عن أئمة مخصوصين يأتون من بعده، إلى هذا الذي يسمونه الثاني عشر. ويلزم من كل ذلك على اعتقاد الإمامية كفر علي بن أبي طالب، الذي لم يكن يعتقد هذه العقيدة الإثني عشرية، ولم يعمل قط بشيء من مقتضاها، وكذلك يلزم كفر ابنه الحسن بن علي رضي الله عنه، الذي تنازل بعد البيعة له عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، على أن يتولاها بعده، وكذلك سائر الأئمة، فقد كانوا رعايا صالحين في دولة بني أمية والعباسية.
ويلزم من اعتقاد الإمامية كفر هؤلاء جميعاً.
هذا وقد كفر الإمامية بالنص جميع آل البيت الذين خرجوا بطلب الخلافة، كالحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وزيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وغيرهم!!
والعجب يطول من أن جميع العقائد التي انفردوا بها عن جميع المسلمين تتناقض مع بداهة العقول والوحي المنزل من رب العالمين.
7. لماذا اعتقد هذا الجمع الغفير من الإمامية هذه العقائد المتناقضة مع بداهة العقول والوحي الإلهي؟
والسؤال يطرح إذا كان هذا الدين الإثني عشري يتناقض مع بداهة العقول وما جاء به الرسول. فلماذا اعتقده هذا الجمع العظيم من الناس؟
والجواب: أن هذا الدين قد وضعه مجموعة من الحاقدين على الإسلام، ووضعوا له أصولاً تجعل الوصول إلى الحق من خلالها بعيد المنال.
فالدين الإثني عشري في أساسه كان كذبة، وهي أن هناك طفلاً ولد ودخل السرداب، وهو المهدي المنتظر، وهو الذي خلفه الحسن العسكري ليتولى الأمر من بعده، وهذه الكذبة ولدت آلاف الآلاف من الكذبات، من الروايات التي وصفت ولادته وتعليمه وفضله وغيبته وخروجه وأعماله وعلمه، ثم الإدعاء كذباً أن الله أنزل خبره وشأنه في جميع الكتب على جميع أنبيائه ورسله، وأن الرسول الخاتم قد بشر به وأشاد به وكذلك كل إمام.
ومن يستمع إلى هذه الروايات الكثيرة والتي تنسب إلى هؤلاء الأئمة يعظم عليه أن يكذب بكل ذلك؟! ويعظم عليه أن يكذب بكل هذا الطوفان من الكذب الذي وضع في شأن هذا المهدي.!!
والأصل الثاني هو التقية، الذي ادعوا أنه مذهب الأئمة جميعاً من آل البيت، وأنهم كانوا يقولون الأمر المناقض للحق تقية من المخالفين، وهذا الأصل مكنهم من أن يقولوا الشيء ونقيضه، وأن يجمعوا بين كل المتناقضات، وينسبوها إلى هؤلاء الأئمة، مدّعين أن بعضها هو الحق، وأن ما يخالفه قد قاله الإمام تقية، وهذا مكنهم من الانتقال من الضد إلى الضد بكل سهولة ويسر، ودون حياء أو خجل.
والسبب الثالث في انتشار مذهب الإمامية هو فرضهم الخمس على من يعتقد هذه العقيدة، وتفريغ آلاف الآلاف من الذين لا عمل لهم إلا ترويج ونشر أكاذيب هذا المذهب الباطل المتناقض، وتأسيس ما سموه بالحوزات العلمية التي تقوم على تعليم هذا المذهب، ونشره في قم والنجف وغيرها.
والخمس مفروض على كل دخل للشيعي، مهما صغر هذا الدخل أو كبر، وهذا مكنهم من جمع الأموال العظيمة، واستخدامها عبر العصور في نشر هذا المذهب والدعوة إليه، وفي مقابل أخذ سادة القوم للخمس بشروهم بالجنة والدرجات على أي عمل يقومون به من الدين الرافضي، ولو كان مجرد اللطم في ذكرى استشهاد الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما، أو نكاح المتعة الذي زعموا أنه أقرب القربات إلى الله، وأن من تمتع مرة بامرأة فاغتسل بعد ذلك خلق الله من كل قطرة من ماء غسله (النجس) ثلاثون ألف ملك يدعون له إلى يوم القيامة!! ومثل هذا لا يكاد يحصر، من إطماع عوام الشيعة الإمامية الذين يدفعون الخمس، من الجنة والدرجات على مثل هذه الأعمال التي انفرد بها الإمامية، وهي من أعظم المنكرات، فجعلوها من أقرب القربات!!
ومن أسباب انتشار المذهب أيضاً في هؤلاء العوام والجهال هو قلة التكاليف، ودخول الجنة بمجرد اعتقاد الفضائل التي زعموها لآل البيت، والتي ادعوا لهم فيها كل صفات الألوهية والربوبية، ومنها أن الذي يحاسب الناس يوم القيامة هو علي بن أبي طالب وليس هو الله، وأن علياً هو قسيم الله بين الجنة والنار، فيدخل جميع أتباعه الجنة، ويضع جميع أعدائه في النار؟! وشيعته هم أهل الجنة، وقد جعلوا أئمتهم يخلقون ويرزقون ويحيون ويميتون ويشرعون من الدين ما شاءوا، وقد جعلوا لهم كل صفات الربوبية والألوهية، وأنهم أفضل من جميع الأنبياء والمرسلين والخلق أجمعين.
كل ذلك جعل للدين الإثني عشري رواجاً عظيماً بين العوام والدهماء.
وكذلك كان من أسباب انتشار مذهب الإمامية الإثني عشرية أنه استغل الحقد الذي ملأ صدور كثير من أبناء فارس على الإسلام، بعد سقوط دولة الأكاسرة بني ساسان، فعمل هؤلاء بعد ذلك بالكيد للإسلام، وكان الاستظلال بمظلة آل البيت غطاءاً لهم، ليحاربوا الإسلام من تحت هذا الغطاء.
هذه الأمور مجتمعة كانت من أسباب انتشار هذا المذهب، مع منافاته لبداهة العقول وكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
8. الخطر القادم الذي يتهدد أمة الإسلام جميعاً.
وعلى كل فإن المسلمين اليوم أمام كارثة كبرى، وخطر داهم، وفتنة كبرى، لا يعلم إلا الله مداها، وذلك أن الإمامية قد نجحوا لأول مرة في التاريخ في إقامة دولة باسم هذا المهدي الغائب.
وإذا كان الإمام المهدي الثاني عشر لم يولد قط وليس له وجود، ومع هذا قد أقيمت دولة الإثني عشرية في إيران باسمه، وهذه الدولة بكل مكوناتها من المرشد الأعلى (والذي يحكم في زعمهم نائباً عن هذا الإمام)، ودستور هذه الدولة ونظامها، وكل أركانها من مجالس تشريعية، وإدارات تنفيذية، وجيش، وشرطة، وحرس ثوري، كل ذلك قائم باسم هذا الإمام، ويعمل بالنيابة عنه، وينتظر جميعهم خروجه في أي لحظة.
فهذا الإمام الغائب الذي لم يوجد قط هو الذي يحكم الآن في إيران، وباسمه تخرج كل التشريعات، وتنفذ كل الأوامر، وبالتالي فالإمام المهدي الثاني عشر ليس عقيدة في القلب ليس لها وجود في الخارج، بل هي عقيدة حقيقية معمول بها، فالإمام يحكم ما يحكم من العالم الآن عن طريق نوابه.
وأما مسألة خروجه لينفذ المخطط الذي وضعوه له، بدءاً من قتل إمام الحرم يوم الجمعة، وقطع أيدي بني شيبة، وقتل قريش عن بكرة أبيها، وقتل الحجيج، ثم الذهاب إلى المدينة المنورة لإخراج أبي بكر وعمر وقتلهما حرقاً، ورجم أم المؤمنين عائشة، وقتل أهل المدينة، ثم العودة إلى مكة لهدم الكعبة، ونقلها إلى الكوفة، ثم استخراج التوراة من طبرية ليحكم بها، ثم إباحة القتل في المسلمين جميعاً أربعين يوماً لإفنائهم، ثم إحياء آبائه جميعاً ليشهدوا ملكه العظيم، ثم إحياء كل من ظلموهم، واستولوا على الحكم دونهم من كل الخلافات المتعاقبة على أمة الإسلام ليقتلوا جميعاً، ويحاسبوا قبل يوم الحساب.
فهذه بعض أعمال المهدي التي يعتقدون أنه خارج ليعملها، وأن هذا هو وقت ظهوره، وقد خطب الرئيس الإيراني نجاد في ولايته الأولى أنه هو الذي سيسلم الراية إلى هذا المهدي، وقد توالت وتواترت كلمات قادتهم وخطبائهم ومراجعهم بهذا الأمر، ومن ذلك ما قاله عبدالحميد المهاجري في حشد عام من الشيعة في الكويت بالنص أنه سيخطب قريباً في المسجد الحرام، مسجد مكة، وأنه يقول هذا جزماً، وليس رجماً بالغيب، وهذا نص مقالته: (وأقول لكم هذا المجلس: هناك ملايين الآن يتابعوننا، لحظة أحبتي، وهذه نقطة مهمة حقيقة، وخصوصاً من هذه الديار تنطلق أنت في بث مباشر لكل العالم، وهذه مجالس الكويت، وأنا أذكر مجالس العراق، لأنها تنطلق من أمير المؤمنين والحسين وأبو الفضل العباس والإمام موسى بن جعفر، تفهمون كلامي ولا ما تفهمون، المجلس الذي عند أمير المؤمنين ما له مثيل، والمجلس في صحن الحسين ما له مثيل، إن شاء الله يجي يوم تشوفوني في مكة، بالكعبة هناك، من المسجد الحرام، بث مباشر للعالم كله، وقطعاً هذا اليوم قادم علينا بسرعة، طبعاً.. طبعاً حبيبي، أنا ما أتكلم رجماً بالغيب)، (تسجيل مسموع منتشر).
وبالتالي بكل الروايات التي وصفوها لأعمال المهدي عند ظهوره لن يوقفهم عند تطبيقها إلا الظرف السياسي المناسب لذلك، والظرف اليوم وللأسف مهيأ لهم للقفزة الأخيرة على بقية العالم الإسلامي، واستيلائهم على الحرمين الشريفين، فإن الأمة الإسلامية اليوم تعيش في شتات وضياع، وعامة أهل السنة المسلمين لا يدركون هذه المكيدة الكبرى وهذا الخطر الداهم الذي بات يتهددهم، واليهود وأمريكا يمارسون الخديعة الكبرى لأمة الإسلام، ويعملون لتمكين دولة الإثني عشرية، لأنها هي التي ستمكنهم في النهاية من القضاء على الإسلام الذي يخيفهم، وعن طريق الخداع سيشعلون الحرب، وستكون كارثة، لا يعلم إلا الله مداها.
فهل يعي المسلمون ما يُدبَّر لهم في هذه المكيدة العظمى، وما ينتظرهم؟!!!.
أعزم على كل مؤمن ومؤمنة وأستحلف الجميع بالله إذا وصلته هذه الورقة أن يبلغها لكل من يستطيع إبلاغه، وأن يقرأها كل أب وأم على أولادهم.
وكتب في
يوم الجمعة 21 من ذي القعدة 1431هـ
الموافق 29 من أكتوبر 2010م
لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة – فلسطين
لتحميل الملف بصيغية PDF