أحمد محمود الحيفاوي
29-2-2012
لطالما تغنت دول الكفر ومنها أمريكا وأوربا بحقوق الانسان وضرورة توفير سبل العيش الكريم له, ولكن الملاحظ أن هذه الحقوق تستخدم فقط عندما تصب فب مصلحة أمريكا وأوربا فتارة نجدهم يحشدون الحشود ويجمعون الجيوش لأزالة حاكم أو نظام لربما لم يقم بقتل سوى بضعة الاف وفي المقابل تغض الطرف عن حاكم آخر يبيد البشر كما يبيد أحدنا الذباب .
فنظام صدام مثلا نرى أن أمريكا ازالته وقلعته من جذوره وحطمت الدولة العراقية العريقة وأحرقت مؤسساتها, وطورد مسؤولوه وأعدم صدام, لقتله بضع عشرات قاموا بمحاولة إغتياله في حادثة تسمى بالدجيل , وقصف المفاعل النووي العراقي من قبل الطائرات الاسرائيلية دون سابق انذار عام 1982 م , واتهم البشير حاكم السودان بجرائم حرب وأصبح مطلوبا لمحكمة الجنايات الدولية بسبب احداث دارفور , وفي حادثة أخرى تم ضرب معمل لصنع الأدوية في السودان بتهمة تصنيعه لغازات سامه .
واجتاحت القوات الغربية أفغانستان وعاثت به الفساد لسقوط بضعة الاف في مركز التجارة العالمي, ويوميا تقصف باكستان لوجود بعض القبائل التي تطالب بتحكيم شرع الله .
أما القذافي وبسرعة تم اصدار قرار من الامم المتحدة يجيز ضربه من قبل الناتو , وتم الاعتراف بالمجلس الوطني الليبي ودُعم بالمال والسلاح دون الالتفات أو التحقق من وجود أو اختراق القاعدة لشباب الثورة الليبية .
لكن في المقابل نرى أن النظام العلوي السوري ومنذ قرابة عام يذبح ويقتل , ويعذب وينتهك أعراض الشعب السوري وعلى مرآى ومسمع من العالم وكل ذلك موثق بالصور والأفلام والأسماء , وتجتاح دبابات ذلك النظام المدن والقرى السورية وتقصفها بالمدفعية الثقيلة ,
لكن ومنذ اللحضات الأولى للثورة صرح الأتحاد الاوربي انه لن يتدخل عسكريا وتبعته أمريكا بنفس التصريح وتكون الحجج مرة بأن المعارضة لم تطلب التدخل, وبعد طلب التدخل من قبل المعارضة كانت الحجة أن المعارضة وخاصة العسكرية هي مجهولة بالنسبة لأمريكا وربما أن تكون القاعدة قد إخترقتها , وان نظام الأسد يمتلك نظاما متقدما للدفاع الجوي !!, وكان تصريحهم الأخير هو بأن التدخل العسكري سوف يؤدي الى حرب أهلية .
وهل كانت المعارضة الليبية نقية من إختراق القاعدة , وهل نظام صدام والنظام الليبي لا يمتلكون نظاما متقدما للدفاع الجوي وهما يقبعان على بحار من النفظ , والنظام السوري قليل الموارد يمتلك ذلك النظام المتقدم .
ولماذا لم يخاف الامريكان من من حدوث حرب الأهلية في العراق وليبيا .
ان كل هذا استغفال للناس وضحك على الذقون ,
ومن يسمع التصريحات الأخيرة لكلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية وفلاديمير بوتين يجد أنهما يصبان بنفس النتيجة وهي عدم التدخل العسكري , اذا ما يشاع على وسائل الأعلام من ان هنالك خلاف بين روسيا وامريكا وأوربا حول الملف السوري إنما هو خلاف ظاهري وصوري وغير حقيقي , والحقيقة ان هنالك اتفاق حول هذا الملف والإحداث تثبت ذلك شيئا فشيئا تلك هي النتيجة , وقد وجدت أمريكا ضالتها في النأي بنفسها عن ذلك الملف .
لقد قدم النظام العلوي النصيري وعلى مدى أربعين عاما الخدمات الجليلة لأمريكا ودولة إسرائيل لم يحلما بها , منها تسليمهم الجولان وحراسة الحدود الاسرائيلية السورية , وتدمير المقاومة الفلسطينية في لبنان , وضرب الاسلاميين في سوريا ولبنان , كل تلك الخدمات الجليلة لم يجد اليهود ولحد الان بديلا عن ذلك النظام يقوم مقامه , بل البديل الواقع هو أهل السنة بشبابهم وشجاعتهم واقدامهم وهذا ما تخاف وترتعب منه اسرائيل وامريكا .
ونحن هنا نوصي انفسنا واخواننا في سوريا بعدم الاتكال على تلك المواقف الإزدواجية والنفاقية لدول الغرب فملة الكفر واحدة وقال تعالى في محكم كتابه : {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120, وقال تعالى : {...َ ولايَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة217
فيجب التوكل على الله فهو نعم العون ونعم النصير {وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }الأنفال10
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
