عبد الرحمن مسلم
26-11-2012
خاص لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين
مضت سنة الله في خلقه أن يميز الخبيث من الطيب والمؤمن من المنافق ولو بعد حين , ولعل الله سبحانه وتعالى أراد أن يبطل كيد المجرمين المتربصين بعقيدة أهل السنة والجماعة في فلسطين من خلال تلك الحرب التي دارت رحاها على أرض غزة الصمود والإباء .
فكان من آثار تلك الحرب أن أظهر الله الحق وأبطل الباطل , وكشف لذوي البصائر والعقول خُبْث وكالة فلسطين اليوم الإخبارية التي ما فتئت تُرَوِّجُ لنظام إيران , والتي تَجَلَّى أمرها بصورته الكاملة خلال عدوان الاحتلال على أهل غزة .
وعَبَثاً تحاول وكالة فلسطين اليوم الإخبارية التابعة لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين تلميع إيران الفارسية الصفوية , ومن يدور في فلكها من نظام سوري بعثي ظالم مجرم , وحزب اللات الرافضي ؛ وذلك من خلال تركيزها على التصريحات الصادرة من هنا وهناك وتجميلها وتصديرها للعالم على أشكال أخبار منمقة ؛ مظهرة بذلك بأن النظام الإيراني ومن يتمحور في محوره هو أنموذج للجهاد والمقاومة والممانعة , وأن الدول العربية وخصوصا دول الخليج ما هي إلا نعاج ودول تتساوق وتتعاون مع المحتل الصهيوني وتدعمه على حساب غزة , ولا يخفى على المتابع لتلك الوكالة مدى الشطط الإعلامي الذي مارسته والتمجيد والتبجيل لإيران حتى بات القارئ الذي يتصفح الوكالة للوهلة الأولى يشعر بأن الحرب هي حرب إيران , وأن إيران تقف على الجبهة وعلى خط المواجهة من كثرة الأخبار والتصريحات التي أوردتها تلك الوكالة في سياق تغطيتها الإخبارية لأحداث العدوان الأخير على غزة . وبذلك تكون وكالة فلسطين اليوم الإخبارية حادت عن الموضوعية والمهنية والنزاهة والشفافية التي لطالما نادت بها .
وقد يندفع البعض ويغضب لهذه الكلمات السابقة ولكن ما أقوله في هذا الصدد ليس من قبيل الرجم بالغيب , ولا من باب تحدث المرء فيما يجهل ولا يعلم , وإنما هو عبارة عن حقائق دامغة وثابتة ظهرت للمتخصصين والعوام المتابعين لتلك الوكالة الإخبارية التي دست السم بالعسل , ونشرت الفتن والأباطيل , وحرَّفت وانحرفت , وضاعت وضيَّعت , وأضلَّت وضلَّت السبيل .
وأبرز ما يقال هنا أن تخصيص ما يقارب عشرة أخبار يومية ومن بينها أخبار رئيسة على موقع الوكالة للتحدث عن الشأن الإيراني وربطه بمقاومة غزة كفيل ليبرهن ويؤكد على أن تلك الوكالة الإخبارية باعت نفسها لإيران وألقت بثقلها في الحضن الإيراني , بل أن الأمر تعدى ذلك ليصل إلى التحريف وقلب الحقائق وأسوق للقارئ أمثلة تدعم ما أقول :
1- الزهار مرتديا الزي العسكري..إيران دعمت حماس بالمال والسلاح .
التعليق : أقوال الزهار جاءت في مسيرة عسكرية نظمتها كتائب القسام في مدينة غزة احتفالا وابتهاجا بالنصر , وتطرق في كلمته للعديد من القضايا , وأورد ما يقارب عشرة قضايا وكانت إحدى تلك القضايا الدعم الإيراني لأهل غزة بالسلاح , والسؤال لماذا قامت الوكالة باختيار تلك القضية من بين عديد القضايا التي أوردها الزهار في خطابه لتضمينها في العنوان الرئيس للخبر ؟ !!
2- الزهار: إيران ستزيد من دعمها العسكري للمقاومة .
التعليق : أقوال الزهار جاءت في مؤتمر صحفي عقده يوم السبت للحديث عن إنجازات المقاومة الفلسطينية خلال المعركة مع العدو الصهيوني , وتحدث الزهار خلال ذلك المؤتمر عن أشياء هامة جدا ولم يسمع بها الشعب من قبل مثل إسقاط المقاومة 7 طائرات للعدو الصهيوني في غزة , وتحدث عن مستقبل المقاومة وضرورة الإعداد الجيد والتحضير لمعركة قادمة , وأوضح برنامج حماس السياسي للمرحلة المقبلة , وغير ذلك الكثير من القضايا التي كانت محل سؤال واستفسار , والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تخيرت الوكالة من بين تلك القضايا المثيرة والكثيرة ذلك العنوان ؟ !!
3- صاروخ " فجر " اسم مواليد غزة الجديد .
وفي تفاصيل الخبر الذي أوردته الوكالة : " تيمناً بمن كان له الفضل في حسم المعركة مع العدو الصهيوني خلال العدوان على غزة على مدار ثمانية أيام وتحقيق الانتصار، وإرباك الجبهة الداخلية للعدو.. سارع الفلسطينيون في قطاع غزة بتسمية أبنائهم الجدد بأسماء صواريخ "فجر 3، وفجر5". ليؤكدوا في هذه الرسالة بتمسكهم بخيار المقاومة وأن الأجيال القادمة ستكون شاهدة على نكسة هذا العدو وهزيمته " .
التعليق : من قولهم نرد عليهم وهو أن مواطن واحد من مواطني غزة قام بتسمية مولوده بهذا الاسم , وأن مواطنة تنوي تسمية ابنها بهذا الاسم , ولم تسمه بعد , ومن يقرأ عنوان الخبر يُخَيَّل إليه بأن المواطنين يتدافعون ويتسابقون لتسمية مواليدهم الجدد بهذا الاسم !! , ثم متى كان الفضل في حسم المعركة ينسب لسلاح أو لأشخاص أنسيتم أن الفضل لله أولا وآخرا وهو الذي بنعمته ومنه وكرمه تتم الصالحات !
كذلك أغفلت الوكالة وتجاهلت تسمية المواطنين لمواليدهم بأحمد الجعبري وبغيره من الأسماء في السابق لأن مثل التغطية لا تعنيها , ولا تجلب لها التومان الفارسي .
4- وزير قطري : أغلبنا "نعاج" و "لبنان" : لا تتركوا فلسطين للذئاب
التعليق : عندما أوردت الوكالة عنوان هذا الخبر أرادت منه إظهار عجز العرب عن نصرة أهل غزة وإظهارهم بمظهر العاجز والمتخلف عن نصرة إخوانه وبذلك دست السم بالعسل واصطادت في الماء العكر , ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه لما هو أخطر بكثير فبعد هذا الخبر سارعت الوكالة لنشر التصريحات الصادرة من إيران ومن حزب اللات والتي ركبت الموجة واستغلت ضعف الموقف العربي تجاه غزة , وأخذت بإلقاء الخطب الرنانة التي لطالما سمعنا بها حتى صمَّت آذاننا وأزكمت أنوفنا .
وهذا جانب من عناوين الأخبار التي ساقتها الوكالة خلال الثلاثة أيام الماضية :
ـــــ السيد نصر الله: انجازات المقاومة جعلت العدو يهاب غزة ويحسب لها الحساب .
ـــــ السيد نصر الله : نحن أمام انتصار جديد من زمن الانتصارات .
ـــــ نصر الله : غزة لا تحتاج لتعاطف وزيارات الحكومات والشعوب !!
ـــــ د. رمضان شلح : حزب الله في قلب هذه المعركة .
ـــــ د. رمضان شلح : سوريا كانت إحدى هذه المحطات للسلاح الذي وصل إلى غزة .
ــــــ وحيدي: نجاح الصواريخ في اختراق القبة الحديدية أهم مكتسبات النصر بغزة .
ــــــ د. رمضان شلح : حزب الله بالنسبة لنا في هذه المعركة هو شريك .
ــــــ د. رمضان شلح : الداعم الأكبر لنا على مستوى السلاح هي إيران .
ـــــــ جليلي : هزيمة الكيان الإسرائيلي مؤشر على ضعفه المتزايد .
ـــــــ نجاد يؤكد أن العدوان على غزة اظهر ضعف الكيان الصهيوني أمام المقاومة .
ــــــ صالحي : التهدئة هي نجاح لغزة .
ــــــ إيران : وضعنا تقنية صواريخ فجر5 في أيدي المقاومة الفلسطينية .
ـــــ إيران تدعو الدول الإسلامية لمساعدة الشعب الفلسطيني .
ــــــ حزب الله : إسرائيل أصبحت سخرية للجيوش .
ــــــ القوات المسلحة الإيرانية : المقاومة ستصنع المفاجآت في خطواتها المقبلة .
ـــــ إيران تطالب دول المنطقة بمد الفلسطينيين بالسلاح .
ـــــ إيران.. شكرا وأكثر!.. حسن عصفور .
ـــــ الرئيس نجاد يتصل بالدكتور رمضان عبد الله شلح مهنئاً بانتصار المقاومة
كل ذلك وغيره ورد على موقع وكالة فلسطين اليوم الإخبارية علاوة على تمجيد الأشخاص وذكرهم بالأوصاف التي يحبون أن يوصفون بها مثل : سماحة السيد حسن نصر الله أو سماحة الأمين العام لحزب الله , والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران , وكذلك الجمهورية الإسلامية في إيران , وغير ذلك الكثير ...
وهنا أجد نفسي مضطرا لأوجه سؤالا لتلك الوكالة مفاده إذا كانت إيران حامية الحمى , وحزب اللات عنوان المقاومة , وسوريا دولة الممانعة فلماذا لم يهبوا سراعا لنصرة إخوانهم في غزة بالقتال معهم والوقوف إلى جانبهم , ولماذا سارع النظام السوري المجرم " بائع الجولان " بالاعتذار من الاحتلال الصهيوني بعد سقوط القذائف السورية على هضبة الجولان المحتل واعدا الكيان بعدم تكرار تلك الحوادث , ولماذا لم ترد إيران على خرق الاحتلال الصهيوني لسيادة دولتها ــــ حسب ادعائها ـــــ وبقيت متفرجة , ولماذا لم يرد حزب اللات على اغتيال الكيان الصهيوني كبير القوم عماد مغنية واكتفى بالتهديد والوعيد ؟ , ولماذا لم ينفذ حزب اللات وعوده بضرب ما بعد ما بعد حيفا إبان حرب تموز ؟!!
ومن هنا أقرر إذا كانت الدول العربية نعاجا فإنهم قدِموا إلى غزة تحت أزيز الرصاص وعلى وقع العدوان الذي كان مستمرا , وقَدِم الساسة والوزراء إلى غزة متضامنين ولم يدعوا لنصرة غزة من أبراجهم العاجية ومن قصورهم الفاخرة .
وهذا يدفعنا لنتساءل من الأسود ومن النعاج , وإذا كانت الدول العربية عبارة عن نعاج فإن إيران ومن لفَّ لفَّها عبارة عن دجاج ليس أكثر !!