جريدة محلية تنشر مقالاً تتهم فيه "حركة الجهاد" بالتشيع

بواسطة حسين شبكشي قراءة 2205
جريدة محلية تنشر مقالاً تتهم فيه "حركة الجهاد" بالتشيع
جريدة محلية تنشر مقالاً تتهم فيه "حركة الجهاد" بالتشيع

جريدة محلية تنشر مقالاً تتهم فيه "حركة الجهاد" بالتشيع

 

نشرت جريدة الأيام المحلية والتي صدرت بتاريخ 24-1-2007م ص 16 مقالاً تتهم فيه "حركة الجهاد الإسلامي" بالتشيع ولعل هذه هي المرة الأولى التي يصدر بها اتهاماً رسمياً لحركة الجهاد في جريدة شعبية كهذه.

وجاء المقال الذي نشرته يحمل عنواناً مفاده : فاصل جديد من الترويج القومي للهلال إياه، للكاتب: حسين شبكشي.

ونترككم مع نص المقال: ( منذ أسابيع قليلة، صدر تصريح سريع وعابر من قبل أحد كبار المسؤولين في منظمة الجهاد الإسلامي بفلسطين على تداعيات العلاقة بين حركة حماس ورموز السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة فتح. وكان السؤال الموجه لـ "الجهاد" هو عن تضامنها وتأييدها ودعمها لحركة حماس. والغريب واللافت جداً أن التعليق كان يوضح أن حركة الجهاد الإسلامي هي "غير" حركة حماس، شيء ما لفت نظري في هذا التعليق المقتضب. فلقد جرت العادة أن تكون التصريحات في هذه المواقف رنانة وحماسية، ودائماً ما تحمل معاني بـ "أن المصير مشترك" و "نحن في قارب واحد" وهكذا.

ولكن بالتمعن الدقيق في منظمة الجهاد الإسلامي بفلسطين وتاريخها الحديث تظهر حقائق مهولة ووقائع مفزعة عن حجم التوغل الإيراني غير العادي في هذه المنظمة و "المشاريع" التي ترعاها وتدعمها. ولم يعد سراً أن عدد غير بسيط من رموز وقادة الجهاد الفلسطيني كانوا معجبين بتجربة الخميني وشخصيته بعد انطلاق الثورة في إيران.

وتدريجياً أعلن بعض هؤلاء الشخصيات عن تشيعهم وإتباعهم للمرجعية الدينية في حوزات إيران، وهذه سابقة غريبة حيث أن فلسطين لم تعرف أبداً وجود التشيع فيها. وبدأت العديد من المنظمات الطلابية والجمعيات الخيرية والنقابات المهنية والهيئات الدينية التابعة للجهاد الإسلامي تنشر التشيع مذهباً وفكراً وثقافة وسياسة بمرجعية إيرانية حادة.

عزوف منظمة الجهاد الإسلامي في فلسطين عن المشاركة في الحراك السياسي الجاد وانسحابها التدريجي من الساحة السياسية والتركيز على البنية التحتية الخاصة بها، وكأنها تحاول تقليد مشروع حزب الله الذي تم في لبنان.

إيران لم تعرف تقليديا بدعمها الجاد والفعال للقضية الفلسطينية عبر تاريخها، وما كان طرحها في المسيرات الهادرة والهتافات المنظمة التي تنطلق عقب صلوات أيام الجمعة لسب أمريكا وإسرائيل والوعيد لهم إلا كنوع من التعبئة الشعبية الموجهة للاستهلاك الإعلامي تكريساً للثورة وحكامها.

والآن يجري العمل وبالتدريج داخل الأراضي الفلسطينية لإيجاد "واقع جديد" على الأرض، فبالرغم من الدلال الظاهري لحركة حماس والدعم التمويلي والمعنوي لها، إلا أن إيران تدرك تماماً أن قوة حماس ودعمها الحقيقي يأتي من جماعة الإخوان المسلمين، والتنظيم العالمي الذي يقودها، والتي هي جزء منه، وإيران تدرك تماماً أن اختراق حماس ونقل كفالتها لصالحها هو مشروع صعب ومعقد جداً، وأن حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية جميعاً مشاريع تحرير لا تعتمد الخطاب الديني وثقافته، وبالتالي تعول إيران وبكل ثقة على منظمة الجهاد لإحداث الواقع الجديد المنشود لها لترويج مشروعها على أرض أهم القضايا العربية.

إيران تبدو ظاهراً أنها تقدم مشروعاً "مقاومياً" حراً نبيلاً، ولكن حقيقة الأمر أنها "باطنياً" وسراً وفي الخفاء السياسي تقدم فاصلاً جديداً من الترويج القومي للهلال "إياه" ).

 

عن "الشرق الأوسط"



مقالات ذات صلة