الأصابع الإيرانية في أفغانستان

بواسطة علي صلاح قراءة 721

الأصابع الإيرانية في أفغانستان

الثلاثاء 10 أغسطس 2010

 

الخبر:

مفكرة الاسلام: أخبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زعيمي أفغانستان وطاجيكستان اليوم الخميس أنه يمكن للدول الثلاث أن تشكل ثقلاً موازنًا لحلف شمال الأطلسي الناتو في آسيا بمجرد انسحاب القوات الأجنبية من المنطقة.

التعليق:

علي صلاح

بعد أن أصبح رحيل الاحتلال عن أفغانستان أقرب من أي وقت مضى إثر الهجمات المتتالية للمقاومة والتي تمكنت من السيطرة على مناطق واسعة وتسديد ضربات مؤثرة ومتلاحقة لقوات حلف شمال الأطلسي, بدأت بعض القوى القريبة من البلاد الترتيب للأوضاع في محاولة لإجهاض نجاح المقاومة وسرقة جهدها طوال السنوات الماضية والذي أوشك على التكليل بالانتصار المبين.

اعترافات بالهزيمة:

لم تعد هزيمة الاحتلال في أفغانستان خافية على أحد فقد أعرب قائد قوات الإنزال الجوي الروسية الجنرال فلاديمير شامانوف عن قناعته بأن ما يسمى بـ "التحالف الدولي" بزعامة الولايات المتحدة في أفغانستان قد عجز عن تحقيق أهدافه، وأكد أن الوضع ازداد تعقيدًا في المنطقة, وقال: "قوات التحالف ستنسحب من أفغانستان خلال فترة تتراوح بين عام واحد وثلاثة أعوام بعد أن فشلت في تحقيق أي من أهدافها", وشهادة المسؤول الروسي تأتي من عليم ببواطن الأمور فقد ذاقت القوات الروسية الأمرين من المقاومة خلال احتلالها لأفغانستان. وكانت صحيفة "ذي إندبندنت أون صنداي" البريطانية قد قالت: إن النصر لن يتحقق في الحرب بأفغانستان، لأنها بدون "هدف واضح، قابل للتحقيق وغاية لا تدرك".وأضافت: إن يجري في أفغانستان حرب لن يتحقق النصر فيها، وتابعت: إن هناك مقياسًا وحيدًا ومحددًا تزن به الأمور، ألا وهو عدد الجنود الذين لقوا مصرعهم في الحرب، وتأسيسًا على ذلك فإن الحقيقة الكبرى لا تكمن في أن الغرب لا يحرز نصرًا في الحرب فحسب، بل وفي وجوب الإقرار -عاجلا أو آجلا- بأنها حرب لا يمكن ربحها من منظور عسكري.

إيران ودورها في الاحتلال:

ليس خافيا على أحد أن إيران ساعدت بشكل كبير في احتلال أفغانستان نظرا لعدائها الشديد لحركة طالبان السنية التي كانت تتولى الحكم في أفغانستان قبل الغزو الأجنبي الذي جاء متذرعا "بمكافحة الإرهاب", ولم تكن طهران تتوقع أن تستطيع المقاومة أن تصمد أمام جحافل حلف شمال الاطلسي المجهزة بأحدث المعدات بل كانت تخطط للعب دور في تولي حكومة موالية لها تستطيع من خلالها أن تفرض سيطرتها على البلاد وتقوم بنشر التشيع فيها وهو المخطط الذي أفشلته طالبان..والآن الاحتلال يبحث عن صيغة مناسبة بعد رحيله حتى لا تقع البلاد مرة أخرى في أيدي طالبان وتأتي طهران كأحد الأوراق الهامة التي يعتمد عليها الاحتلال لتأمين الوضع الأمني في أفغانستان نظرا لخلافاتها مع طالبان وعلاقتها الوثيقة مع الحكومة الحالية بقيادة حامد كرازاي, ويؤكد ذلك ما قاله قائد قوات الاحتلال الامريكية السابق في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال: ان دور ايران داخل افغانستان "مشروع الى حد ما ". بل إن واشنطن فكرت في إرسال الإمدادات لقواتها في أفغانستان عن طريق طهران بعد اشتداد الضربات لها في باكستان.

طالبان بالمرصاد:

من جهتها تعي تماما حركة طالبان للمطامع الإيرانية في المنطقة وللدور الذي لعبته من قبل ضدها خلال الغزو وبالتالي هي تضع النظام الإيراني على قائمة القوى التي تريد إفشال المقاومة وتقوية جبهة الاستسلام والخيانة التي يمثلها كرازاي وأعوانه. ومن المنتظر أن تشهد الفترة القادمة الكثير من التحركات الإيرانية من أجل تقوية هذا الدور ولو بعقد صفقات مع الاحتلال لإفساح المجال لها لتقوية نفوذها في منطقة آسيا الوسطى.



مقالات ذات صلة