1438-2-15
2016-11-15
صالح النعامي
قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الأسبق، موشيه شاحل، إن الرئيس السابق، شمعون بيريز، رفض عرضاً من الرئيس السوري الراحل، حافظ الأسد، بأن يقوم شاحل بزيارة لدمشق للتباحث معه ومع وزير خارجيته، فاروق الشرع، حول فرص التوصل لتسوية سياسية بين الجانبين.
وفي مقابلةٍ أجرتها صحيفة "معاريف" ونشرها موقعها اليوم السبت، لمناسبة قرب صدور كتاب جديد له، قال شاحل إنه صرح خلال العام 1995 لإحدى الصحف الإسرائيلية بأنه بالإمكان التوصل لتسوية سياسية مع سورية، تماماً كما تم التوصل لتسوية مع مصر، مشيراً إلى أنه بعد أيام اتصل به السفير المصري في "تل أبيب" في ذلك الوقت، محمد بسيوني، وقال له "إن الرئيس المصري، حسني مبارك معني باللقاء معك".
وقال "أطلعت رئيس الوزراء إسحاق رابين على اقتراح مبارك، ووافق أن أتوجه للقائه، لكنه اشترط أن أخبر مبارك بأن هذه بمبادرة شخصية مني، وأنّ رابين لم يطلع على الأمر".
وأضاف "توجهت للقاهرة بحجة المشاركة في مؤتمر نظمته الأمم المتحدة في القاهرة حول الجرائم ضد الإنسانية، وألقيت خطاباً جيداً بالعربية. بعد ذلك دعاني الرئيس مبارك لتناول طعام الغداء على مأدبته، وجلست معه فقط، حيث تحدثنا بالعربية، وحاول أن يستوضح مني بشأن اقتراحي، وكان فضوله يشبه فضول الطفل".
وبحسب شاحل فقد قال مبارك أنّ "على إسرائيل ألا تعيد لسورية شبراً واحداً، أكثر مما أعادته لمصر". كذلك، أشار شاحل إلى أن مبارك "توجه إلى غرفة ملاصقة للقاعة التي كنا نجلس فيها وسمعته يتحدث للرئيس حافظ الأسد عبر الهاتف، قائلاً له: يجلس عندي وزير إسرائيلي يتحدث العربية أفضل مني وأنا سأرسله لك، لكن دير بالك لن ينسحبوا سنتمتراً أكثر مما انسحبوا من عندنا".
وروى الشاحل أنه اتفق كلا من مبارك والأسد على أن يقوم بزيارة دمشق للقاء الأسد ووزير خارجيته فاروق الشرع. وأضاف "اتفقنا أن يعقد اللقاء في دمشق في الخامس من ديسمبر /كانون الأول 1995، وعندما عدت لتل أبيب، أطلعت رابين لكنه طلب مني ألا أطلع وزير الخارجية شمعون بيريز على الأمر".
"ولكن قبل شهر من موعد اللقاء، تم اغتيال رابين، الأمر الذي جعلني أنتظر حتى أتمكن من عرض الاقتراح على خليفته بيريز". وكشف الشاحل أنه فوجئ عندما "فرض بيريز فيتو على لقائي مع الأسد والشرع".
وقال أنه على هامش ندوة دولية عقدت في مدريد عام 2006 للتباحث حول فرص السلام في المنطقة، وذلك تحت رعاية الملك الإسباني خوان كارلوس، عرض مسؤولون عرب وأجانب على هامش الندوة، أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت، إيهود أولمرت بإلقاء خطاب أمام اجتماع غير عادي للجامعة العربية للتأثير على الزعماء العرب والرأي العام في العالم العربي، تماماً كما فعل الرئيس المصري السابق، أنور السادات، الذي ألقى خطابا أمام البرلمان (الكنيست).
وأضاف أنه استغل الصداقة التي تربط زوجته بزوجة أولمرت، وعرض عليه الفكرة خلال لقاء عائلي، فقال له أولمرت "دعني أفكر"، لكن تبين له أن الأخير لم يتحمس للفكرة، مما جعلها تموت".
وعرض الشاحل بحسب قوله، الفكرة أكثر من مرة على ديوان رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو، مبيّناً إلى أنه توجه شخصيا إلى مستشار الأمن القومي السابق لدى نتنياهو، الجنرال يعكوف عامي درور، وعرض عليه الفكرة، لكنه لم يتلق ردا حتى الآن.
كذلك، حمّل شاحل، الذي هاجر من العراق وهو طفل حيث كان يحمل اسم موريس فتال، قادة إسرائيل المسؤولية عن إهدار الكثير من الفرص لتحقيق تسوية للصراع، قائلاً "بإمكاني أن أعد كتابا حول الفرص التي تعمد قادة إسرائيل إضاعتها".
وأضاف "لن نتعلم الدرس حتى يتم إصدار قرار من مجلس الأمن بفرض عقوبات علينا، عندها بالإمكان أن نفكر بشكل أفضل"، معتبراً أن إقامة دولة فلسطينية هي "خدمة لإسرائيل وليس للفلسطينيين، على اعتبار أن بقاء الوضع القائم على حاله ينذر في النهاية بدمار إسرائيل".
المصدر: وكالة شهاب للأنباء