علي طه
تكاثرت كنبات الفطر السام خلال السنوات الخمس الماضية وسائل الإعلام التي تتبنى الفكر الشيعي في اليمن ,وتنوعت وسائلها مابين قنوات فضائية إلى إذاعات مسموعة ومواقع إنترنت ، وتعمل هذه الوسائل جاهدة ,و لا تهدأ ليلاً ولا نهاراً عن بث ما يدعم توجهها السياسي والآيديولوجي بشكل رئيسي , وجلها ممول ومدعوم من جهات خارجية إيرانية ورجال أعمال شيعة من الخليج العربي ، وقد أدرك شيعة اليمن ومن يمولهم أن جزءاً كبيراً من حربهم التي يخوضونها لتحقيق حلم دولتهم الشيعية المستقلة في اليمن هي تلك الحرب الإعلامية التي لاتقل نتائجها فتكاً وتأثيراً في الصراع ، فهي مهمة جداً ,بل ومن أكثر الأسلحة فاعلية لتزوير الحقائق وتشويه الوقائع وبث الأكاذيب ونشر الشائعات وزرع الفتن ,والترويج لمشروع المظلمة الحوثية في اليمن ، وتواكب مع مشاركة الحوثيين في الحرب والقتال الدائر في سوريا بتحريض إيراني ، قيام حزب الله باستقطاب شباب من شيعة اليمن إلى لبنان للتدريب عسكرياً وتقنياً على الحرب الإكترونية التي برع فيها حزب الله ,وللتمرس على أسلوب الدعاية الاعلامية والعمل الاعلامي المضاد والشامل .
وقد كشف موقع يمن برس الواسع الانتشار أن ثلاث قنوات يمنية تبث أخبارها من جنوب لبنان , وأن شبابا من اليمن يسافرون إلى جنوب لبنان عن طريق جماعة الحوثي للتدريب الإعلامي , كما يسافر عدد من شباب اليمن وفتياته للجنوب اللبناني ليعودوا كناشطين في اليمن , وليؤسسوا منظمات حقوقية وصحفا وحركات سياسية , كما أن عدد المسافرين من وإلى صنعاء وبيروت قد زاد في الآونة الأخيرة بشكل مضطرد، ومعظم أفراد الطائفة "الزيدية " في اليمن هم من الفئات المتوسطة التي لا تستطيع أن تنفق بسخاء على حزبها ومطبوعاتها, لذلك أنشأوا جمعية تدعى "جمعية الإيمان الخيرية" من أجل جمع الأموال وإنفاقها في نشاطاتهم.
كما أن الجمهورية الإيرانية تقدم مساعدات مالية للشيعة في اليمن, وتقيم المشاريع مثل المركز الطبي الإيراني في صنعاء, وتقدم المنح الدراسية لليمنيين لدراسة العلوم الدينية وغيرها, ويقوم السفير الإيراني بشكل مستمر في اليمن بزيارات للمناطق الزيدية, ويدعم الجهات السياسية الحوثية بشكل مستمر وبمبالغ كبيرة.
* الزيدية يتابعون الإعلام الإيراني؟
خلال السنوات القليلة الماضية سارع الشيعة في اليمن إلى إصدار بعض الصحف والمطبوعات والهيئات الثقافية, ومنها:
1- صحيفة الشورى: الناطقة باسم اتحاد القوى الشعبية, ويرأس تحريرها محمد بن يحيى المداني.
2- صحيفة الأمة, الناطقة باسم حزب الحق, ويرأس تحريرها محمد بن يحيى المنصور.
3- صحيفة البلاغ, وصاحب الامتياز هو إبراهيم بن محمد الوزير, ويرأس تحريرها عبد الله إبراهيم الوزير.
و تلعب هذه الصحف دوراً في الترويج لعقائد الشيعة ومهاجمة هيئات علماء أهل السنة على اختلاف تياراتهم كالشيخ عبد المجيد الزنداني والشيخ عبد الوهاب الديلمي, والوقوف في صف العلمانيين, والرّد على ما يكتب في صحف ومجلات التيارات السنية .
وإضافة إلى الصحف التي يصدرها الحوثية في اليمن, فإنهم يهتمون بنشر وتوزيع والدعوة إلى عدد من المجلات الشيعية التي تصدر خارج اليمن مثل:
1- العالم, التي تصدرها إيران.
2- النور, التي تصدرها من لندن مؤسسة الخوئي, ويشرف عليها شيعة عراقيون.
وإضافة للصحف والمجلات, فللشيعة وجود واضح في إذاعة صنعاء, كما أنهم يدعون أنصارهم لمتابعة إذاعة طهران بحجة أنها الإذاعة الوحيدة التي لا تبث الأغاني.
ولم يتوان شيعة اليمن عن الدخول في معترك العمل الفضائي, وبفضل الدعم الخارجي الكبير استطاعوا افتتاح قناة (المسيرة ), وهي الأبرز مما لديهم وقد لاحظ المتابعون في اليمن التطور الكبير لقناة المسيرة وقدراتها المالية الضخمة حتى باتت تعتبر من أهم القنوات اليمنية وأكثرها انتشاراً بين اليمنيين في ظل هزالة وضعف القنوات المنافسة الرسمية والخاصة وركاكة أسلوب عملها وضعف مواردها ، وتعتبر قناة المسيرة واحدة من القنوات الواعدة التي يتوقع لها المزيد من النجاح مستقبلاً , و يديرها كادر إعلامي لبناني من حزب الله تدرب في قناة المنار وعمل في اعلام حزب الله لسنوات طويلة , و جل الطاقم الإعلامي للقناة من أبناء اليمن من المذهب الشيعي , ومن يرى ضخامة برامجها وجودة نوعيتها وتغطياتها الواسعة لأحداث اليمن إلى جانب قوات الحوثيين يعلم أن وراء هذه القناة تمويلاً ضخماً لا تستطيع منافسته حتى القنوات الرسمية اليمنية , وتركز جل برامجها على بث أفكار وبرامج تخدم الفكر الشيعي, وتمتلك القناة مكتبا في صعدة وأجهزة بث في صنعاء.
و تم افتتاح القناة في عام 2012م بالتزامن مع ذكرى المولد وبالتوافق مع أول يوم شنت فيه السلطات في صنعاء الهجوم البري على مران حيث يقطن حسين الحوثي، ومن أهداف القناة التي تعلن عنها السير إلى الأمام بخطوات واثقة تكون بحجم التحديات التي يواجهها الحوثيون وملبية لمطالبهم وطموحهم.
و قال الناطق باسم أنصار الله (الحوثيين) محمد عبد السلام في أول تصريح له في برنامج (حوار خاص) الذي يقدمه الإعلامي وصاحب أول ظهور على شاشة المسيرة (زيد الغرسي) : ان إطلاق القناة جاء في ظل الحملة الإعلامية المسعورة التي سعت ـ وما زالت ـ إلى تضليل الرأي العام المحلي والخارجي, خاصة في كل ما يخص الحوثيين، منوها إلى أنهم شاهدوا وسمعوا في الآونة الأخيرة من الكذب والتدليس إلى مستوى قلب الحقائق وتغيير الوقائع برمتها، مستطردا لم نكن نتوقع أن تُستخدم بعض المقاطع والتي هي من جرائم النظام ومجازره بحقنا وقصفه لبيوتنا ومناطقنا كأداة كذب وتضليل وإنزالها في بعض الوسائل الإعلامية ضدنا في تسويق رخيص وساقط ومغالطة واضحة ومكشوفة.
وأضاف أنه عندما تجردت بعض الوسائل الإعلامية من المهنية والحياد, وباتت وسيلة مكشوفة وواضحة للحرب ضدهم بكافة الطرق والوسائل وسعت إلى تغييب الحقائق والمواقف والقضايا والأخبار والمستجدات الأخرى للطرف الآخر كان لزاماً على كل الأحرار الباحثين عن الحقيقة أن يبحثوا لهم عن وسائل إعلامية أخرى لتقدم للعالم أجمع تلك الصورة الحقيقية, والتي حاولت تلك الجهات تهميشها وتغييبها عن الناس. وقال بأن القناة ستسهم عبر أهدافها ورؤيتها الشاملة إلى تبني خطابٍ يلامس هموم الحوثيين ويقترب من آمالهم وهموم.
ومن القنوات التي تعمل لصالح الحوثيين الشيعة قناة (عدن لايف) التي تعمل تحت ستار بث أخبار الحراك الجنوبي في اليمن من جنوب لبنان, والتي تركز على انفصال الجنوب عن الشمال , ويديرها أحد كوادر حزب الله اللبناني , ناهيك عن تواجد رئيس جنوب اليمن الجنوبي الأسبق الشيعي وتمويله لها– علي سالم البيض – في جنوب لبنان حاليا , مما يعطي مؤشرا لتوجهات القناة ومحركها الحقيقي .
ومن القنوات ذائعة الصيت في اليمن والتي يملكها الشيعة قناة (الساحات) , والتي يديرها إعلامي يمني يدعى ريدان المقدم , وتمويل القناة بالكامل كما تقول المصادر من جهات حكومية إيرانية وبذلك هي تسير حسب توجيهات وأوامر مباشرة من إيران .
ويعتبر المركز الإعلامي والإخباري للشيعة الجعفرية في اليمن من المواقع النشطة في نشر أكاذيب الحوثيين وتدليس الحقائق الحاصلة على أرض اليمن .
و لا تخفى مآرب إيران من وراء هذا الاختراق الإعلامي في اليمن , حيث تسعى لاستنساخ تجربة زرع حزب الله اللبناني في اليمن من خلال الحوثيين هناك , كما لا يخفى سعيها لإفشال الحوار الوطني اليمني , الذي كاد أن ينتهي بخير وسلام ,لولا جرائم الحوثيين واعتداءاتهم الأخيرة على مناطق دماج وعمران ومحاولاتهم اقتحام صنعاء العاصمة وغيرها من المدن اليمينة لتحقيق حلمهم في دولة شيعية مستقلة في مناطق الحوثيين في اليمن .
ومع كل هذه الحقائق التي تتكشف كل يوم عن سعي ايران الحثيث وأذرعتها في المنطقة لاختراق الإعلام في الدول العربية ذات الأغلبية السنية , وإنفاقهم المال الكثير في سبيل ذلك , من خلال عرض الرواتب السخية للإعلاميين اليمنيين , إلى جانب توفيرها للسكن وبعض المنح الدراسية لهم في الجامعات التي يسيطر عليها حزب الله , وذلك لنشر أباطيلهم وضلالهم على شاشاتها , وتجسد القنوات الشيعية أزمة أخرى تضاف لسياقات الاحتقان المذهبي في البلدان العربية، خاصة في المجتمعات ذات الحضور الشيعي الملحوظ في لبنان والعراق والبحرين واليمن ، فهي ظاهرة ملفتة، خاصة فيما تمارسه من دور ترويجي ملحوظ للتشيع في الداخل والخارج.
المصدر : موقع المثقف الجديد