فلتكن العقوبة غير الحصار
عاند حكام إيران الأوربيين والأميركيين حول برنامجهم النووي وأصبحت الأزمة محتدمة مما أدت إلى إرجاع ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن, وستعاقب إيران مهما ساندتها دول كروسية و الصين وغيرها من الدول التي يرش حكام إيران بالرشاوى عليها كرش المطر. السؤال الذي يطرح على الساحة وعجزت إجابات إيران عن إقناع المعنيين والمتابعين عنه هو: لماذا الإصرار على هذا البرنامج الخطر ما دامت إيران تمتلك السدود العديدة لتوليد الكهرباء والمعادن والنفط الوفير لتهيئة الوقود؟ ألا يُخشى من إيران إذا ما امتلكت القنبلة النووية أنها ستغزو الأمة العربية بأسرها وتجبرها على الخضوع والرضوخ لولاية الفقيه؟ والدليل على هذا تدخل ملالي إيران علناً في جنوب العراق بل في العراق كله. اليوم تتدخل إيران في جميع شئون العراق وتصر على احتلال الجزر الإماراتية وهي ( أي إيران ) ضعيفة تخشى من أميركا وحتى بعض الدول العربية كالسعودية ومصر, فكيف إذا امتلكت القنبلة النووية وأصبحت قوية لا تخاف أي قدرة؟ ألا يحق لنا أن نشك بنوايا ملالي إيران حول برنامجهم النووي ونطالب بأن ( يُسد النهر من صدره ) قبل أن يتوسع ويصبح بحراً لا يمكن السيطرة عليه؟ ألا يحق لنا ولكل العرب أن نطالب بفرض اشد العقوبات على إيران بعد أن عرفنا نواياها التوسعية التي تريد أن تلتهم كل العالم وتفرض عليه إسلامها الصفوي؟ ولكن فلتكن العقوبات من أي نوع سوي الحصار الاقتصادي, لأن الحصار سيدمر وبالدرجة الأولى الشعب العربي الأحوازي, هذا الشعب الذي نساه كل العرب وتركوه أسيراً في مخالب الإيرانيين يقتلون ويسجنون أبناءه ويتلاعبون بمصيره كيفما يشاءون, وعانى هذا الشعب الأعزل ما عاناه في الحرب الإيرانية العراقية حيث كان يتغذى ولا يتعشى لسوء الأحوال الاقتصادية. حتى الخبز أصبح ببطاقات تموينية وحجة الحكومة هي الحرب والحصار الاقتصادي. لم يكن الشعب الإيراني يعاني ما عانيناه نحن العرب في الأحواز من جراء الحرب, تهدمت بيوتنا ولم تُبنى حتى الآن, تهجرنا وسكنا الأطلال والخيم في بلاد الفرس. ولم يعاود أكثر المهاجرين إلى أوطانهم الأحوازية بسبب سياسات إيران العنصرية التي تريد تفتيت العرب وإبعادهم عن الأحواز. لا شك أن الحصار الاقتصادي الآن سيدفع ثمنه الأحوازيون لا غيرهم, حيث أن الحكومة وبعد الانتفاضات الأخيرة التي قام بها هذا الشعب ضدها, ستتخذ الحصار ذريعة لتجويعه وإذلاله والضغط عليه والحجة ستكون كأختها هو الحصار لا غيره. فما ذنبنا نحن الأحوازيون أن نُحاصر تارة بسبب تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية وتارة بسبب القنبلة النووية ؟ إذن عاقبوا هذا النظام المعاند بما تروه مناسباً سوى الحصار.
عادل العابر-الأحواز