خاص للحقيقة
أبو أنس النِّداوي
15-5-2013
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن ولاه اما بعد :
جاء في مقال في مجلة "فورين آفيرس" الأمريكية بعنوان رجل إسرائيل في دمشق.. لماذا لا تريد "إسرائيل" سقوط نظام الأسد؟بقلم: افرايم هاليفي (Efraim Halevy) / رئيس جهاز الموساد السابق في الفترة: 1998-2002, ولنأخذ بعض ما جاء فيها.
ملخصه: (ظل التدخل الإسرائيلي في الحرب الأهلية السورية محدودا جدا. وهذا راجع في جزء منه، إلى تاريخ إسرائيل الطويل مع نظام الأسد، الذي حافظ باستمرار على السلام على طول الحدود بين البلدين. وفي نهاية المطاف، فإن لدى إسرائيل المزيد من الثقة في الرئيس بشار الأسد أكثر من أي خليفة قادم).
فلنبدأ من هذا المخلص لهذه المقالة وهو أن اليهود تواصلت مكائدهم وتتابعت منذ بعثة الرسول واستمرت إلى وقتنا الحاضر، وصدق الله - سبحانه -: (وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)، إن من خطط اليهود الخبيثة زعزعة العقيدة في قلوب المسلمين، والانحراف بهم عن الصراط المستقيم، ولأجل هذا الهدف كانت الفرق الباطنية منها الرافضة والقاديانية والبهائية ثمرة هذه المخططات الماكرة.
(موقع المختار- مقال بعنوان الرافضة واليهود وجهان لعمله واحدة للكاتب أسامة سليمان )
ولا يستغني كل من عادى الإسلام والمسلمين عن جهود الفرق الباطنية وعقائدها في طعن المسلمين من الخلف، فهم الأداة التي تفرق الأمة وتشعل الفتنة بين المسلمين، وشبهاتهم التي يشيعونها هي تلك الأكاذيب التي يستخدمها اليهود للطعن في الدين الإسلامي والطعن في كتاب الله جل وعلا.
فقد سلك اليهود في عدائهم للإسلام والمسلمين مسلكين: الأول العداء العلني وكيدهم المتواصل للإسلام وأهله؛ والمسلك الثاني الكيد الخفي للمسلمين، برعايتهم الفرق الباطنية، فكانوا أول من بذر بذرة التشيع والغلو في علي رضي الله عنه من خلال عبد الله بن سبأ اليهودي فهذه البداية لرعايتهم الفرق الباطنية, ثم ما إن نشطوا لتأسيس وطن قومي لهم في فلسطين منذ القرن التاسع عشر تقريباً فقد تلقفوا البهائية والقاديانية، ودعموهما بما يملكون من جهد ووقت ومال، في داخل فلسطين وخارجها، واحتضنوهما وأقاموا لهما المنشآت وكافة التسهيلات لينشروا أباطليهم ، ولتكون تلك الفرق عوناً لليهود على الإسلام والمسلمين.
نقلا عن (اليهودية والباطنية مصالح و أهداف1-2 بتصرف) www.al-forqan.net
عُرف التأويل الباطني قبل الإسلام بزمن طويل[1]، ثم انتقل التأويل الرمزي إلى اليهودية على يد فيلون اليهودي في القرن الأول الميلادي، الذي يعد من أكبر ممثلي النزعة إلى التأويل في العصر القديم، وإن كان قد سبقه في اليهودية كثيرون، حيث فسّروا إبراهيم بالنور أو العقل، وسارة بالفضيلة، لكن فيلون تميز عليهم بأن جعل من التأويل مذهباً قائماً برأسه ومنهجاً في الفهم[2].
ثم انتقلت فكرة التأويل من اليهودية إلى النصرانية على يد أوريجانس الذي تأثر بفيلون، وقال إن الكتاب المقدس يفسر على ثلاثة أوجه:
1ـ فالرجل البسيط يكفيه "جسد" الكتاب المقدس.
2ـ والمتقدم في الفهم يدرك "روح" هذا الكتاب.
3ـ والكامل من الرجال هو الذي يفهمه بالناموس النفساني الذي يطلع على الغيب[3].
تكاد معظم المصادر التاريخية تجمع على أن ابن سبأ اليهودي،كان من الأشخاص الرئيسيين الذين أوصلوا هذه المؤثرات إلى العالم الإسلامي، وخاصة أنه من اليهود المقيمين في اليمن الذين امتزجت ديانتهم فيها بالنصرانية[4].
فهذه المقدمة تجعلنا نتيقن بالعلاقة الوطيدة بين اليهود وبين كل نظام سياسي أصوله باطنية يتقلد الحكم في بلد من البلدان الإسلامية, فلذلك مما لاشك فيه أن النظام النصيري (المتمثل بحافظ الأسد وبشار) في سوريا فرج الله كرب أهلها ونصرهم على عدوهم هم نبتة خبيثة رعاها اليهود وكانوا نعم الخدم لسيدهم.
ومما ورد في المقال (كما لا تريد إسرائيل إغراء الأسد باستهدافها بمخزونه الصاروخي، ولا تريد أيضا أن تنفر الطائفة العلوية التي ستبقى على حدود إسرائيل، بغض النظر عن نتائج الحرب في سوريا ).
فالنظام السوري نظام طائفي حكم سوريا بإسم حزب البعث العربي الاشتراكي رافعا شعارات قومية دغدغ بها أماني الجمهور العربي المتطلع إلى وحدة العرب الضمانة الأساسية لتحرير فلسطين, فبعد نكبة فلسطين عام 1948 كان رفع شعار الوحدة و تحرير فلسطين الطريق إلى استقطاب الشعوب العربية والمسلمة.
إن كل التقلبات السياسية في المشرق العربي وخاصة التغير الذي يحدث بواسطة الانقلاب العسكري هو مسعى غربي صهيوني لإنهاء الأنظمة التي ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في قيام الكيان الصهيوني التي فقدت مصداقيتها لدى الشعوب العربية وهذا الأسلوب بالتغيير متبع حتى الآن للمجيء بأنظمة ظاهرها الإخلاص وباطنها الخيانة والدمار. وكان النظام في سوريا من أبرز الأنظمة التي ساهمت في تنفيذ هذه الإستراتجية فقد لعب النظام البعثي في سوريا دورا كبيرا في هذا المضمار.
كان شعار انقلاب 8 آذار 1963 هو تحرير فلسطين واستمر هذا الشعار مرفوعا حتى بعد انقلاب 23 شباط 1966 وتسلم حافظ أسد قيادة الجيش في سوريا وكذلك التسلط الخفي للنصيرين على السلطة في سوريا. ففي سوريا وعلى سبيل المثال: كانت عبارة العيد القادم في فلسطين هي ما يتبادله المسلمون في عيدي الفطر والأضحى. وكانت السلطات السورية تنظم كل عام ما أسمته أسبوع التسلح لجمع التبرعات من المواطنين دعما للجيش الذي من المفروض أنه سيخوض معركة تحرير فلسطين.
أما بعد حرب حزيران 1967 بدء التراجع عن المطالبة بتحرير فلسطين إلى المطالبة بإزالة أثار العدوان أي تحرير الأراضي التي احتلتها إسرائيل بحرب حزيران1967 أي اعتراف ضمني بالكيان الصهيوني وعزز ذلك الاعتراف الضمني القبول بالقرار الصادر عن مجلس الأمن والمرقم ب 242 والمتضمن تكريس حدود الدول القائمة في منطقة الشرق الأوسط والحفاظ على أمنها.
وهذا يؤكده ما جاء في المقال (كان البلدان دائما في حالة حرب -وسوريا حتى الآن لم تعترف رسميا بإسرائيل- ولكن كانت إسرائيل قادرة بالاعتماد على حكومات حافظ وبشار الأسد على فرض الفصل بين القوات كما نصت عليها اتفاقية العام 1974، حيث إن كلا الجانبين وافقا على وقف إطلاق النار في هضبة الجولان المتنازع عليها على طول الحدود المشتركة بينهما).
أما من جانب تدخل النظام السوري في الشأن الفلسطيني فلقد بدت المقاومة الفلسطينية موحدة في ظل منظمة التحرير الفلسطينية وذات تأثير سياسي بسبب دفاعها المعلن عن قضية عربية مركزية ـ القضية الفلسطينية ـ فما كان من نظام حافظ الأسد إلا أن يتبنى منظمة أخرى هي منظمة الصاعقة التي تمثل الجناح البعثي السوري في الساحة الفلسطينية والتي أريد بها أمران: الأول بذر الفرقة والتناحر ضمن منظمات المقاومة الفلسطينية وصولا إلى التأثير في القرار الفلسطيني بالشكل الذي ينسجم مع أهدافه داخل سوريا وارتباطاته مع الكيان الصهيوني والتي ظهرت جلية فيما بعد، والثاني كسب الشارع السوري المساند للقضية الفلسطينية.
وجاء في المقال (فإنه حتى عندما تم تورط القوات الإسرائيلية والسورية لفترة وجيزة في قتال عنيف في عام 1982 أثناء الحرب الأهلية في لبنان، ظلت الحدود هادئة).
وفي عام 1982 فقد أعلنت أمريكا على لسان الناطق الرسمي للخارجية الأمريكية أنها تعترف بأهمية الدور السوري في لبنان كما أن موشي ديان وزير الحرب الصهيوني آنذاك قال: إن دخول القوات السورية إلى لبنان ليس عملا موجها ضد إسرائيل.
وفي 20 يوليو 1982م قال حافظ الأسد في كلمة له من دمشق: (إن القوات السورية دخلت
إلى لبنان لأداء مهمة محددة هي إنهاء الحرب الأهلية التي فرقته خلال عام 1975 و1976م
ولم تذهب لتحارب إسرائيل من هناك).
وكما قالوا من فمك أدينك فهذا كلام من فِيّ رئيس الموساد يكشف فيه العلاقة بين نظام آل الأسد وبين اليهود.
.......................................................
[1]ـ مذاهب الإسلاميين ص 10.
[2]ـ المصدر السابق ص 12.
[3]ـ المصدر السابق ص13.
[4]ـ الحركات الباطنية ص 41.
لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين