بيان حال فرقة " الإسماعيلية " من كتاب منهاج السنة لابن تيمية

بواسطة الحقيقة قراءة 1942
بيان حال فرقة " الإسماعيلية " من كتاب منهاج السنة لابن تيمية
بيان حال فرقة " الإسماعيلية " من كتاب منهاج السنة لابن تيمية

بسم الله .

 

لقد ابتليت الأمة الإسلامية بفرق وجماعات مالت وانحرفت عن جادة الإسلام الصحيح الذي انبثق من مشكاة النبوة ..

ومن هذه الفرق نحلة التشيع التي سعى بالإشراف على تأسيسها اليهودي ابن سبأ الذي منه نبتت نابتة السوء هذه وقام بزراعة براعم أفكارها ,, ثم أن المجوسية عملت على تلقيحها واستغلالها أسوأ استغلال,, لأن اليهودية والنصرانية والمجوسية مجتمعين فشلوا في مواجهة الإسلام وجها لوجه ,, فحاولوا نخر الإسلام من الداخل عبر هذه النحل والفرق علهم ينالوا منه أو يضعفوه وينتقموا لما فعله بأجدادهم من الهزيمة والصغار ..

لكن خاب فألهم ، فإن الله سبحانه وتعالى ، تكفل بحفظ هذا الدين ليبقى ناصعا متألقا إلى قيام الساعة ..

وقد أخذ علماء أهل السنة على عاتقهم التصدي لهذه المشاريع الهدامة وبيان عوارها وفسادها ,, ومن هؤلاء المتميزين في هذا المضمار هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، فقد قام بجهد جبار في التصدي لمقالات الفرق المنحرفة والضالة وممن ناله نصيب من بيانه وتعريته فرقة الإسماعيلية هذه ,, فقد بين حالها في كثير من كتبه وما نال الأمة الإسلامية من بلاء بسبب عقائدها الضالة وعرى موقفها من أهل السنة وخياناتها لهم ..

وقد اخترنا فقرات من كتاب منهاج السنة النبوية لبيان حال هذه الفرقة الضالة للتنبيه على خطرها حيث أنها ما زالت بقاياها موجودة كأخواتها النصيرية والأثني عشرية والدرزية وغيرها التي تستغلها اليهودية والصليبية كسبيل للنيل من أهل السنة كلما حانت الفرصة ..

التعريف بالإسماعيلية :

 هي طائفة تنسب إلى إسماعيل بن جعفر الصادق ، وهي إحدى الفرق الباطنية ، التي تذهب إلى أن للشريعة ظاهرا وباطنا ، وأنهم هم الذين عرفوا ذلك الباطن ، وقد أنكروا أركان الإسلام وعباداته ، وتلاعبوا بنصوص الوحي ، وأتوا في ذلك بما لا يقبله الشرع ولا العقل  .[1]

 

كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في فرقة الإسماعيلية :

 

- أنه قد عرف كل أحد أن الإسماعيلية والنصيرية هم من الطوائف الذين يظهرون التشيع وإن كانوا في الباطن كفارا منسلخين من كل ملة والنصيرية هم من غلاة الرافضة الذين يدعون إلهية علي وهؤلاء أكفر من اليهود والنصارى باتفاق المسلمين

 والإسماعيلية الباطنية أكفر منهم فإن حقيقة قولهم التعطيل .

 

- وأول من ظهر عنه دعوى النبوة من المنتسبين إلى الإسلام المختار بن أبي عبيد وكان من الشيعة فعلم أن أعظم الناس ردة هم في الشيعة أكثر منهم في سائر الطوائف ولهذا لا يعرف ردة أسوأ حالا من ردة الغالية كالنصيرية ومن ردة الإسماعيلية الباطنية ونحوهم وأشهر الناس بقتال المرتدين هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه فلا يكون المرتدون في طائفة أكثر منها في خصوم أبي بكر الصديق فدل ذلك على أن المرتدين الذين لم يزالون مرتدين على أعقابهم هم بالرافضة ..

- الإسماعيلية الباطنية الذين بنوا القاهرة المعزية سنة بضع وخمسين وثلاثمائة وفي تلك الأوقات صنفت هذه الرسائل[2] بسبب ظهور هذا المذهب الذي ظاهره الرفض وباطنه الكفر المحض فأظهروا اتباع الشريعة وأن لها باطنا مخالفا لظاهرها وباطن أمرهم مذهب الفلاسفة وعلى هذا الأمر وضعت هذه الرسائل وضعها طائفة من المتفلسفة معروفون وقد ذكروا في أثنائها ما استولى عليه النصارى من أرض الشام وكان أول ذلك بعد ثلثمائة سنة من الهجرة النبوية في أوائل المائة الرابعة ...

- وهو وأهل[3] بيته كانوا ملاحدة وهم أئمة الإسماعيلية الذين قال فيهم العلماء إن ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض وقد صنف العلماء كتبا في كشف أسرارهم وهتك أستارهم وبيان كذبهم في دعوى النسب ودعوى الإسلام وأنهم بريئون من النبي صلى الله عليه و سلم نسبا ودينا ..

 

- أو يعتقدون أن باطن الشريعة يناقض ظاهرها كما تقوله الإسماعيلية والنصيرية وغيرهم من أنه يسقط عن خواصهم الصوم والصلاة والحج والزكاة وينكرون المعاد بل غلاتهم يجحدون الصانع وهم يعتقدون في محمد بن إسماعيل[4] أنه أفضل من محمد بن عبد الله بن عبد المطلب وأنه نسخ شريعته ويعتقدون في أئمتهم كالذي يسمونه المهدي وأولاده مثل المعز والحاكم وأمثالهم أنهم أئمة معصومون..

 

- مبتدعة العباد الغلو فيهم وفي الرافضة ولهذا يوجد في هذين الصنفين كثير ممن يدعي إما لنفسه وإما لشيخه الإلهية كما يدعيه كثير من الإسماعيلية لائمتهم بني عبيد..

 

- هؤلاء العبيدية المنتسبين إلى إسماعيل بن جعفر أظهر من أن يخفي على مسلم ولهذا جميع المسلمين الذين هم مؤمنون في طوائف الشيعة يتبرأون منهم فالزيدية والإمامية تكفرهم وتتبرأ منهم وإنما ينتسب إليهم الإسماعيلية الملاحدة الذين فيهم من الكفر ما ليس لليهود والنصارى كابن الصباح الذي أخرج لهم السكين

- وشر منهم قرامطة البحرين أصحاب أبي سعيد الجنابى فإن أولئك لم يكونوا يتظاهرون بدين الإسلام بالكلية بل قتلوا الحجاج وأخذوا الحجر الأسود ...

 

- وحجتهم هذه من جنس حجة إخوانهم الملاحدة والإسماعيلية فإنهم يدعون إلى الإمام المعلم المعصوم ويقولون إن طرق العلم من الأدلة السمعية والعقلية لا يعرف صحتها إلا بتعليم المعلم المعصوم وكأنهم أخذوا هذا الأصل الفاسد عن إخوانهم الرافضة فلما ادعت الرافضة أنه لا بد من إمام معصوم في حفظ الشريعة وأقرت بالنبوة ادعت الإسماعيلية ما هو أبلغ فقالوا لا بد في جميع العلوم السمعية والعقلية من المعصوم ...

 

- و ضلت طوائف كثيرة من الإسماعيلية و النصيرية و غيرهم من الزنادقة الملاحدة المنافقين و كان مبدأ ضلالهم تصديق الرافضة في أكاذيبهم التي يذكرونها في تفسير القرآن و الحديث كأئمة العبيديين أنما يقيمون مبدأ دعوتهم بالأكاذيب التي اختلقتها الرافضة ليستجيب لهم بذلك الشيعة الضلال ثم ينقلون الرجل من القدح في الصحابة إلى القدح في علي ثم في النبي صلى الله عليه و سلم ثم في إلالاهية كما رتبه لهم صاحب البلاغ الأكبر و الناموس الأعظم و لهذا كان الرفض أعظم باب و دهليز إلى الكفر و الإلحاد ..

 

- و أبو بكر و عمر رضي الله عنهما قد أبغضهما و سبهما الرافضة و النصيرية و الغالية و الإسماعيلية ..

 

-  لكن الرافضة أبلغ من غيرهم في ذلك ولهذا تجدهم من أعظم الطوائف تعطيلا لبيوت الله ومساجده من الجمع والجماعات التي هي أحب الاجتماعات إلى الله وهم أيضا لا يجاهدون الكفار أعداء الدين بل كثيرا ما يوالونهم ويستعينون بهم على عداوة المسلمين فهم أولياء الله المؤمنين ويوالون أعداءه المشركين وأهل الكتاب كما يعادون أفضل الخلق من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان ويوالون أكفر الخلق من الإسماعيلية و النصيرية ونحوهم من الملاحدة وأن كانوا يقولون هم كفار فقلوبهم وأبدأنهم إليهم أميل منها إلى المهاجرين والأنصار والتابعين وجماهير المسلمين ..

 

- و العلماء دائما يذكرون أن الذي ابتدع الرفض كان زنديقا ملحدا مقصوده إفساد دين الإسلام و لهذا صار الرفض مأوى الزنادقة الملحدين من الغالية و المعطلة كالنصيرية و الإسماعيلية و نحوهم ...

 

- فان النفاق كثير ظاهر في الرافضة إخوان اليهود و لا يوجد في الطوائف أكثر و أظهر نفاقا منهم حتى يوجد فيهم النصيرية و الإسماعيلية و أمثالهم ممن هو من أعظم الطوائف نفاقا و زندقة و عداوة لله و لرسوله ..

 

- ولما كان هؤلاء الملاحدة من الإسماعيلية والنصيرية ونحوهم ينتسبون إلى علي وهم طرقية وعشرية وغرباء وأمثال هؤلاء صاروا يضيفون إلى علي ما براه الله منه حتى صار اللصوص من العشرية يزعمون أن معهم كتابا من علي بالإذن لهم في سرقة أموال الناس كما ادعت اليهود الخيابرة أن معهم كتابا من على بإسقاط الجزية عنهم ..

 

- وهذا بعينه صار في هؤلاء المنتسبين إلى التشيع فإن هؤلاء الإسماعيلية أخذوا من مذاهب الفرس وقولهم بالأصلين النور والظلمة وغير ذلك أمورا وأخذوا من مذاهب الروم من النصرانية وما كانوا عليه قبل النصرانية من مذهب اليونان وقولهم بالنفس والعقل وغير ذلك أمورا ومزجوا هذا بهذا وسموا ذلك باصطلاحهم السابق والتالي وجعلوه هو القلم واللوح وأن القلم هو العقل الذي يقول هؤلاء إنه أول المخلوقات ..

 

- هذه المقالات كلها كفر بين لا يستريب في ذلك أحد من علماء الإسلام ، وهذا كاعتقاد الإسماعيلية أولاد ميمون القداح الذين كان جدهم يهوديا ربيبا لمجوسي وزعموا أنهم أولاد محمد بن إسماعيل بن جعفر واعتقد كثير من أتباعهم فيهم الإلهية أو النبوة وأن محمد بن إسماعيل بن جعفر نسخ شريعة محمد صلى الله عليه و سلم ، وكذلك طائفة من الغلاة يعتقدون الإلهية أو النبوة في علي وفي بعض أهل بيته إما الإثنى عشر وإما غيره ..

 

- وإلى ذلك انتسب الإسماعيلية وهم ملاحدة في الباطن خارجون عن جميع الملل أكفر من الغالية كالنصيرية ومذهبهم مركب من مذهب المجوس والصابئة والفلاسفة مع إظهار التشيع وجدهم رجل يهودي كان ربيبا لرجل مجوسي ..

 

- فإن الملاحدة من الباطنية الإسماعيلية وغيرهم والغلاة النصيرية وغير النصيرية إنما يظهرون التشيع وهم في الباطن أكفر من اليهود والنصارى فدل ذلك على أن التشيع دهليز الكفر والنفاق ..

 

- ومنهم من أدخل على الدين من الفساد مالا يحصيه إلا رب العباد ، فملاحدة الإسماعيلية والنصيرية وغيرهم من الباطنية المنافقين من بابهم دخلوا وأعداء المسلمين من المشركين وأهل الكتاب بطريقهم وصلوا واستولوا بهم على بلاد الإسلام ، وسبوا الحريم وأخذوا الأموال وسفكوا الدم الحرام وجرى على الأمة بمعاونتهم من فساد الدين والدنيا ما لا يعلمه إلا رب العالمين .

 

 

موقع الحقيقة

لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين

14/8/1442

27/3/2021

 

 

 

 

 

 


[1] موقع الإسلام سؤال وجواب

[2] أي رسائل إخوان الصفا

[3] أي عبيد الله بن ميمون القداح

[4] محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق

 



مقالات ذات صلة