*عبدالله خليل شبيب*
25-7-2012
منذ نحو عام ونصف والعصابة الطائفية المتحكمة بسوريا تشن حربا ضاريةعلى الشعب السوري بلا هوادة ولا رحمة ..وكما قال الأستاذ عبد الحليم قنديل في مقال له بالقدس العربي
(تتعــــامل مع الشعب السوري كقبيلة معادية، وتريق دمه في حماس جنوني، وترقص على الجثث، ودون أن تغشاها نوبة ألم إنساني أو وخزة ضمير ..)
فهم لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة – كما وصف الله أمثالهم .. ... فقد سمعنا أن التعليمات المحددة لهم من القيادة ( كل شيء مباح لكم ..إلا الرحمة !) فهي ممنوعة !
هؤلاء المجرمون لم يكتفوا بدماء عشرات الآلاف من السوريين .. حتى مالوا على ضيوف سوريا من اللاجئين الفلسطينيين .. يسفكون دماءهم ويسيئون إليهم – بعد أن فشلوا في استمالتهم لجانبهم ..حيث لم تفلح محاولات النظام القرداحي في جرهم للصراع ضد الشعب السوري الذي استضافهم منذ هجرتهم سنة 1948- ولكنهم لم يستجيبوا .. وحاولوا الوقوف على الحياد ..وعدم الزج بأنفسهم في أمر اعتبروه شأنا داخليا .. وإن كانت حماس لم تتحول أن تظل في ضيافة نظام دموي عميل كشر عن أنيابه لشعبه ..وما طاقت أن ترى إخوانها شعب سوريا يساء إليهم بهذا الشكل الفظيع ..وتظل هي بمثابة شهود الزور .. فانسحبت من دمشق ..- وإن تحملت تطاولات عليها من أكثر من جانب ! وانتقم النظام الجحشي منها في شكل رسالة دموية باغتيال أحد رجالها – بعد تعذيبه بوحشية !
مع أننا كنا نقول لكل فصائل المقاومة ..( أنتم في دمشق رهائن بيد نظام يتاجر بقضيتكم ..وقد يأتي يوم يقايض بكم فيه على مصالحه !)
.. لقد حاول نظام الأسد أن [يحترش] الفلسطينيين ليشاركوه في جرائمه ..أو ليجد ذريعة للتنكيل بهم – خدمة لأعدائهم الصهاينة الذين شردوهم وما زالوا يلاحقونهم في كل مكان بمختلف الوسائل !- ..
.. فأول الثورة قام [ شبيحة الأسد = الجحش - ] بركوب دراجات نارية مقابل مخيم لاجئين عند حماة ..وأطلقوا النار عليهم فقتلوا بعضهم .. ثم اتهمت [ بثينة شعبان ] فلسطينيين في اللاذقية بالتظاهر ضد النظام ..مما دفع حتى [ عميلهم جبريل ] لينفي ذلك ..ويقول إنهم من الأحياء الللاذقية الفقيرة المجاورة لمناطق الفلسطينييين .. وقد قتلوا منهم في مختلف المخيمات .. وأُعدم بعضهم ميدانيا في حمص .. وأخيرا قتلوا سبعة عشر من منتسبي جيش التحرير الفلسطيني ..من سكان مخيم النيرب بحلب – وهم عائدون إلى مخيمهم!.. وغير ذلك من الوقائع .. ثم هاجموا الفلسطينيين في مخيم اليرموك وغيره .. و- كأن شبيحة الأسد لم يرتووا من دماء السوريين فداروا على الفلسطينيين واستضعفوهم ..وأعملوا فيهم الذبح والقتل .. مما دفع بعض الجهات للاحتجاج مثل ( تجمع قوى الربيع العربي ) الذي أصدر بيانا في ذلك جاء فيه :
(إن تكرر جرائم النظام الأسدي ضد الفلسطينيين ومذبحة السبعة عشر جندياً من جيش التحرير الفلسطيني بمشاركة أعضاء من حزب اللات وأذناب أيات قم ، مما أدى إلى انتفاضة المخيمات الفلسطينية ، التي حاول النظام جاهداً الزج بهم منذ بدء الثورة السورية المباركة لإقامة المذابح فيهم ، كصك ولاء لإسرائيل ، من أنه لايزال على العهد الذي جاء به لتصفية القضية الفلسطينية ، وروح المقاومة السورية والعربية ، كما عمل جاهداً على ذلك طوال عهود تسلطه على سورية بقوة الدبابة والمدفع ، واستخدامه لكل موارد الدولة وإمكانياتها لهذا الغرض ، فعمل في الفلسطينيين قتلاً وتنكيلاً في كل مكان أُتيح له ذلك ، وكان أشهر مذابحه بحق الفلسطينيين بتل الزعتر في لبنان ، الذي ذهب ضحيتها مايقارب العشرين ألف فلسطيني قُتلوا بدم بارد ، بعدما انتهكوا أعراض الكثير من الحرائر هناك ، ونهبهم لممتلكاتهم ومدخراتهم ، وفي سورية استهتاراً بهم أنشأوا فرع فلسطين لإقامة أبشع أنواع ممارسات التعذيب حتى الموت فيهم ، وفي كل أحرار سورية وغيرها ، ، فكانت فلسطين هي الجدار التي تُخفي وراءها عصابات آل الأسد كل قباحتها وأهدافها المشبوهة ، وهي اليوم تقصف أبناءهم في المخيمات ، بعدما حاولت الزج بهم مع بداية الثورة على لسان بثينة شعبان لأهداف خبيثة استرضاءً لإسرائيل ، وبكل الأحوال فهؤلاء الأخوة العرب الفلسطينيين كان أساس تواجد معظمهم منذ عام 1948 ، بعدما منحهم العهد الوطني كل ميزات المواطن السوري ،الذين عاشوا إلى جواره طوال تلك العقود ، فكان يُصيبهم ما يُصيب المواطن السوري من الضنك والأذى والممارسات الوحشية والظلم والقهر والإستعباد على يد هذه الطغمة الأسدية منذ وصولها للسلطة ، وبالتالي فإن انتفاضتهم هي طبيعية بوجه السفاح بشار وعصاباته الأسدية ، فهم لم يأتوا الى سورية كعبيد ، بل استقبلهم الشعب السوري من حينها كإخوة لهم مالهم ، وعليهم ما عليهم ، ولذلك فإننا في تجمعنا الربيعي نُحيي صمود الشعب السوري العظيم في وجه أعتى نظام إجرامي عرفه التاريخ ، ونُحيي تلاحم الفلسطينيين مع أهلهم السوريين ، ليمتزج الدم السوري بالدم الفلسطيني كما امتزج من قبل في الكثير من مواقع العزّة والكرامة ، ولتكشف انتفاضتهم القناع المزيف عن عصابات آل الأسد ، التي تتاجر وتساوم باسمهم وبقضيتهم للاسترزاق والعمالة وهي تذبحهم ، لندعو كل فلسطيني الشتات للتعبير القوي عن إدانتهم لهذا النظام المجرم وكشفه وبراءتهم منه ، لتسقط أخيراً كل أوراق التوت التي كان يتستر بها ويُتاجر بها ، وينكشف على حقيقته ووجهه الأسود وفضحه ، من أنه ليس إلا لقيط صهيوني ، وتابع مجوسي ، باع أهله وشعبه وأرضاً من سورية عزيزة ليصل إلى سدة الحكم بتعاون أسياده الإسرائيليين ، وساوم على الفلسطينيين لبقائه .)
.. وحتى لو فرضنا جدلا أن بعض رصاصات انطلقت من مخيم اليرموك .. ربما من أتباع جبريل ضد مواطنين فلسطينيين لا يرضون بذبح إخوانهم السوريين – وهم يتفرجون – مما لا يتلاءم مع النخوة العربية والأخوّة الإسلامية .. أو لو فرضنا جدلا أن بعض خصوم النظام لاذ بالمخيم أو مر منه أو حتى أطلق النار منه .. فذلك لا يبرر قصف العائلات الآمنة في المخيم ..!
.. ومن المخزي ..والمرفوض ..أن ينحاز بعض المنتسبين لفلسطين – كأحمد جبريل ..وأتباعه إلى جانب النظام الطائفي الظالم ..وأن يقتلوا بعض إخوانهم الفلسطينيين بأيديهم ..بل ..وربما شارك بعضهم في قتل بعض السوريين !..هذا سلوك – تبعي وهمجي – مرفوض فلسطينيا وعربيا وإسلاميا وإنسانيا – مما دفع بعض المسؤولين في منظمة التحرير الفلسطينية .. للمطالبة بفصل جبريل وجبهته من المنظمة !..فواجب الفلسطينيين – على الأقل – أن يظلوا على الحياد ..- إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا !
ولكن شبيحة النظام الأسدي الطائفي منذ عهد الأب بائع الجولان – حافظ - الذين فعلوا ما فعلوا –سابقا- في تل الزعتر ..حيث أبادوه بعد أن حاصروه وأجبروا سكانه على شرب بولهم وأكل الجرذان والجيف !
ولا ننسى [ فضائل الجحشيين = الأسديين لاحقا] في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان كمخيم الكرنتينا والمسلخ وغيرهما.. وكذلك قصفهم لمخيمات الشمال اللبناني ( البداوي ونهر البارد ) بالاشتراك مع قوات المجرم اليهودي النافق القذافي .. ولا ننسى أهم جريمة تاريخية في حق المخيمات الفلسطينية ..حيث تمت جريمة مأساة مخيم صبرا وشاتيلا – تحت سمعهم وبصرهم .. على أيدي حلفائهم الثصليبيين المتعصبين ..وأسيادهم الصهاينة المعتدين ..والجيش الأسدي موفور يتفرج ..والأمر لا يعنيه !
.. يجب أن يعلم كل من يسيء إلى هذا الشعب المظلوم المشرد ..والمنتظر العودة إلى فلسطينه .. أن كل من أساءوا إليه وتاجروا بقضيته .. انتقم الله منهم شر انتقام !..
فأين نظم ال48 وسدنتها..التي تآمرت على القضية .. وساهم معظمها في صنع النكبة ..أو السكوت والتواطؤ ..أو التقصير ..وعدم بذل الجهد اللازم لتفادي ما حصل ..أو معظمه ؟ !.. مع اعتبار أن معظم أو كل استقلالاتهم كانت مزيفة ..وأنهم كانوا ولا زال معظمهم -تحت سيطرة الغزاة ومؤيديهم من المستعمرين العتاة !
.. إن لحم الشعب الفلسطيني [ مرّ ] ..! وإن له [ خطيّة ] كبيرة ..وكفيلة بانتقام الله من كل من يتآمر عليه ويسيء له !
وهاهي أوائل فتكات الانتقام من النظام الأسدي .. بتصفية بعض أركانه من أكابر مجرميها ليكونوا عبرة لمن اعتبر – وقد [نفق] معهم أحد أكبر أعمدة المتآمرين على الفلسطينيين ومن أكابر رجال المخابرات الموساديين الدوليين – هاوي تعذيب الأحرار وقتلهم بيديه ..[المجرم عمر سليمان] ....وكذلك اثنان من رموز الموساد الصهيوني المباشرين ..سواء هلكوا مع عملية [ خلية الأزمة ].. أو هلكوا بأسباب ..وفي مواطن أخرى ..!
ولن ينفع الجناة [ تطمينات الصهيوني الموسادي الإرهابي [ مئير دوغان ] وتبشيرهم ببقائهم وطول أجلهم – وهو المطلع على خفايا الأمور والتدبيرات من أجل حماية قمعهم دوليا وحصار أعدائهم ومن أبرز العاملين على محاولات إفشال الثورة الشعبية والآمرين بحصارها دوليا !
..ولا ينفع شبيحة القمع الطاتفي..إسناد ظهور طغيانهم وإجرامهم .. للحوائط المتداعية ..من مؤيديهم من الروس والإيرانيين والصينين – بوضوح ووقاحة ..وهو ستار لتأييد أمريكا والغرب – سلبيا وباطنيا ...وكذلك ..سائر كفرة ورفضة وفسقة وفجرة الكون.. فالله أكبر وأقوى منهم جميعا ..وهو المرجع الوحيد ..والمعين الأكيد للثورة وللثوار .." ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين .. فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين "!
.. ولذلك نبشر الشعب السوري ,,.أن العصابات العابثة بدمها ودمائهم .. قريبة الزوال بإذن الله ..وحتمية الهلاك والانتقام منها .. بحتمية التاريخ والحتمية الثورية .. ونتيجة طبيعية لكل إجرامها فكل فعل له رد فعل مواز له في الشدة مضاد له في الاتجاه .. وكما تدين تدان ..والبادي أظلم ..وعلى الباغي تدور الدوائر ..
.. " ويسألونك متى هو؟ .. قل : عسى أن يكون قريبا" .." إن موعدهم الصبح! أليس الصبح بقريب؟"
.. بلى .." ألا إن نصر الله قريب "
..وهاهي أنوار ( فجر الشام ) بدأت تلوح للناظرين !