تعاملات سرية بين (إسرائيل) وإيران وأمريكا
الاثنين 02 مايو 2011 و الأحد 08 مايو 2011
صحيفة السياسة الكويتية
نجح الكاتب الأمريكي (تريتا بارسي) في كشف أجزاء مهمة من العلاقات السرية بين المثلث الإسرائيلي ـ الايراني ـ الأمريكي، من خلال كتابه "التحالف الغادر ـ العلاقات السرية بين (إسرائيل) وإيران والولايات المتحدة الأمريكية."
وقد أماط (بارسي) ـ الخبير في السياسة الخارجية الأمريكية ـ اللثام عن حقيقة الصراع الذي تدعيه هذه الدول الثلاث في قالب بحثي علمي دقيق وكشف عن مفاجأة تتمثل في استعداد إيران تقديم اعترافها بـ (إسرائيل) كدولة شرعية.
التحالف الغادر
"التعاملات السرية بين (إسرائيل) وإيران والولايات المتحدة الأمريكية". هذا ليس عنواناً لمقالٍ لأحد المهووسين بنظرية المؤامرة من العرب، وهو بالتأكيد ليس بحثاً أو تقريراً لمن يحب أن يُسميهم البعض "الوهابيين" أو أن يتهمهم بذلك، لمجرد عرضه للعلاقة بين (إسرائيل) وإيران وأمريكا وللمصالح المتبادلة بينهم وللعلاقات الخفية.
إنه قنبلة الكتب لهذا الموسم والكتاب الأكثر أهمية على الإطلاق من حيث الموضوع وطبيعة المعلومات الواردة فيه والأسرار التي يكشف بعضها للمرة الأولى وأيضاً في توقيت وسياق الأحداث المتسارعه في الشرق الأوسط ووسط الأزمة النووية الإيرانية مع الولايات المتحدة.
الكاتب هو (تريتا بارسي) أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة "جون هوبكينز"، ولد في إيران ونشأ في السويد وحصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية ثم على شهادة ماجستير ثانية في الاقتصاد من جامعة "ستوكهولم" لينال فيما بعد شهادة الدكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة "جون هوبكينز" في رسالة عن العلاقات الإيرانية ـ الإسرائيلية.
وتأتي أهمية هذا الكتاب من خلال كم المعلومات الدقيقة والتي يُكشف عن بعضها للمرة الأولى، إضافة إلى كشف الكاتب لطبيعة العلاقات والاتصالات التي تجري بين هذه البلدان ـ (إسرائيل) ـ إيران ـ أمريكا ـ خلف الكواليس شارحاً الآليات وطُرق الاتصال والتواصل فيما بينهم في سبيل تحقيق المصلحة المشتركة التي لا تعكسها الشعارات والخطابات والسجالات الإعلامية الشعبوية والموجهة.
كما يكتسب الكتاب أهميته من خلال المصداقية التي يتمتع بها الخبير في السياسة الخارجية الأمريكية (تريتا بارسي). فعدا عن كونه أستاذاً أكاديمياً، يرأس (بارسي) المجلس القومي الإيراني ـ الأمريكي، وله الكثير من الكتابات حول الشرق الأوسط، وهو خبير في السياسة الخارجية الأمريكية، وهو الكاتب الأمريكي الوحيد تقريباً الذي استطاع الوصول إلى صُناع القرار ـ على مستوى متعدد ـ في البلدان الثلاث أمريكا، (إسرائيل) وإيران.
يتناول الكاتب العلاقات الإيرانية ـ الإسرائيلية خلال الخمسين سنة الماضية وتأثيرها على السياسات الأمريكية وعلى موقع أمريكا في الشرق الأوسط. ويُعتبر هذا الكتاب الأول منذ أكثر من عشرين عاماً، الذي يتناول موضوعاً حساساً جداً حول التعاملات الإيرانية ـ الإسرائيلية والعلاقات الثنائية بينهما...
يستند الكتاب إلى أكثر من 130 مقابلة مع مسؤولين رسميين إسرائيليين، إيرانيين وأمريكيين رفيعي المستوى ومن أصحاب صُناع القرار في بلدانهم. إضافة إلى الكثير من الوثائق والتحليلات والمعلومات المعتبرة والخاصة.
ويُعالج (تريتا بارسي) في هذا الكتاب العلاقة الثلاثية بين كل من (إسرائيل)، إيران وأمريكا لينفذ من خلالها إلى شرح الآلية التي تتواصل من خلالها حكومات الدول الثلاث وتصل من خلال الصفقات السرية والتعاملات غير العلنية إلى تحقيق مصالحها على الرغم من الخطاب الإعلامي الاسـتهلاكي "للعداء" الظاهر فيما بينها..!!
لعبة سياسية
وفقاً (لبارسي) فإن إدراك طبيعة العلاقة بين هذه المحاور الثلاثة يستلزم فهماً صحيحاً لما يحمله النزاع الكلامي الشفوي الإعلامي، وقد نجح الكاتب من خلال الكتاب في تفسير هذا النزاع الكلامي ضمن إطار اللعبة السياسية التي تتبعها هذه الأطراف الثلاثة، ويعرض (بارسي) في تفسير العلاقة الثلاثية لوجهتي نظر متداخلتين في فحصه للموقف بينهم:
أولاً: الاختلاف بين الخطاب الاستهلاكي العام والشعبوي (أي ما يُسمى الأيديولوجيا هنا)، وبين المحادثات والاتفاقات السرية التي يُجريها الأطراف الثلاث غالباً مع بعضهم بعضاً (أي ما يمكن تسميه الجيو ـ ستراتيجيا هنا).
ثانياً: يُشير إلى الاختلافات في التصورات والتوجهات استناداً إلى المعطيات الجيو ـ ستراتيجية التي تعود إلى زمن معين ووقت معين. ليكون الناتج محصلة في النهاية لوجهات النظر المتعارضة بين "الأيديولوجية" و"الجيو ـ ستراتيجية"، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المحرك الأساسي للأحداث يكمن في العامل "الجيو ـ ستراتيجي" وليس "الأيديولوجي" الذي يُعتبر مجرد وسيلة أو رافعة...
بمعنى أبسـط، يعتقد (بارسـي) أن العلاقـة بين المثلث الإسـرائيلي ـ الإيراني ـ الأمريكي تقوم على المصالح والتنافـس الإقليمي والجيو ـ سـتراتيجي وليـس على الأيديولوجيا والخطابات والشـعارات التعبويـة الحماسـيـة... إلخ.
وفي إطار المشهد الثلاثي لهذه الدول, تعتمد (إسرائيل) في نظرتها إلى إيران على "عقيدة الطرف" الذي يكون بعيداً عن المحور، فيما تعتمد إيران على المحافظة على قوة الاعتماد على "العصر السابق" أو التاريخ حين كانت الهيمنة "الطبيعية" لإيران تمتد لتطال الجيران القريبين منها.
وبين هذا وذاك يأتي دور اللاعب الأمريكي الذي يتلاعب بهذا المشهد ويتم التلاعب به أيضاً خلال مسيرته للوصول إلى أهدافه الخاصة والمتغيرة تباعاً.
واستناداً إلى الكتاب، وعلى عكـس التفكير السـائد، فإن إيران و(إسـرائيل) ليسـتا في صراع أيديولوجي بقدر ما هو نزاع سـتراتيجي قابل للحل. يشرح الكتاب هذه المقولة ويكشف الكثير من التعاملات الإيرانية ـ الإسرائيلية السرية التي تجري خلف الكواليس والتي لم يتم كشفها من قبل. كما يؤكد الكتاب في سـياقـه التحليلي إلى أن أحداً من الطرفين ـ (إسـرائيل) وإيران ـ لم يسـتخدم أو يُطبق خطاباتـه الناريـة، فالخطابات في وادٍ والتصرفات في وادٍ آخر معاكـس..!!
وفقا (لبارسي)، فإن إيران الثيوقراطية ليست "خصماً لا عقلانياً" للولايات المتحدة و(إسرائيل) كما كان الحال بالنسبة للعراق بقيادة صدام وأفغانستان بقيادة الطالبان. فطهران تعمد إلى تقليد "اللاعقلانيين" من خلال الشعارات والخطابات الاستهلاكية وذلك كرافعة سياسية وتموضع دبلوماسي فقط؛ فهي تسـتخدم التصريحات الاسـتفزازيـة ولكنها لا تتصرف بناء عليها بأسـلوب متهور وأرعن من شـأنـه أن يُزعزع نظامها. وعليه فيمكن توقع تحركات إيران وهي ضمن هذا المنظور "لا تُشكل خطراً لا يمكن احتواؤه" عبر الطُرق التقليدية الدبلوماسية...
تشابه
وإذا ما تجاوزنا القشـور السـطحيـة التي تظهر من خلال المهاترات والتراشـقات الإعلاميـة والدعائيـة بين إيران و(إسـرائيل)، فإننا سـنرى تشـابهاً مثيراً بين الدولتين في الكثير من المحاور بحيث أننا سـنجد أن ما يجمعهما أكبر بكثير مما يُفرقهما! فكلتا الدولتين تميل إلى تقديم نفسـها على أنها متفوقـة على جيرانها العرب؛ إذ ينظر الكثير من الإيرانيين إلى أن جيرانهم العرب في الغرب والجنوب أقل منهم شـأناً من الناحيـة الثقافيـة والتاريخيـة وفي مسـتوى دوني. ويعتبرون أن الوجود الفارسـي على تخومهم سـاعد في تحضُرهم وتمدنهم، ولولاه لما كان لهم شـأن يُذكر! في المقابل، يرى الإسـرائيليون أنهم متفوقون على العرب بدليل أنهم انتصروا عليهم في حروب عِدة، ويقول أحد المسـؤولين الإسـرائيليين في هذا المجال (لبارسـي) "إننا نعرف ما باسـتطاعة العرب فعلـه، وهو ليـس بالشـيء الكبير" في إشـارة إلى اسـتهزائـه بقدرتهم على فعل شـيء حيال الأمور...
ويُشـير الكتاب إلى أننا إذا ما أمعنا النظر في الوضع الجيو ـ سـياسـي الذي تعيشه كل من إيران و(إسرائيل) ضمن المحيط العربي، سنلاحظ أنهما يلتقيان أيضاً حالياً في نظرية "لا حرب، ولا سلام"؛ فالإسرائيليون لا يستطيعون إجبار أنفسهم على عقد سلام دائم مع من يظنونهم أنهم أقل منهم شأناً ولا يريدون أيضاً خوض حروب طالما أن الوضع لصالحهم، لذلك فان نظرية "لا حرب، ولا سلام" هي السائدة في المنظور الإسرائيلي. في المقابل، فقد توصل الإيرانيون إلى هذا المفهوم من قبل، واعتبروا أن "العرب يُريدون النيل منا."
الأهم من هذا كله، أن الطرفين يعتقدان أنهما منفصلان عن المنطقة ثقافياً وسياسياً.
إثنياً، الإسرائيليون مُحاطون ببحر من العرب ودينياً محاطون بالمسلمين السنة. أما بالنسبة لإيران، فالأمر مشابه نسبياً؛ عِرقياً هم محاطون بمجموعة من الأعراق أغلبها عربي خاصة إلى الجنوب والغرب، وطائفياً فهم محاطون ببحرٍ من المسلمين السنة. يُشير الكاتب إلى أنه وحتى ضمن الدائرة الإسلامية، فإن إيران اختارت أن تُميّز نفسها عن محيطها عبر اتباع التشيّع بدلاً من المذهب السني السائد والغالب. ويؤكد الكتاب على حقيقـة أن إيران و(إسـرائيل) تتنافسـان ضمن دائرة نفوذهما في العالم العربي، وبأن هذا التنافـس طبيعي وليـس وليد الثورة الإسـلاميـة في إيران، بل كان موجوداً حتى إبان حُقبـة الشـاه "حليف (إسـرائيل)"... فإيران تخشـى أن يؤدي أي سـلام بين (إسـرائيل) والعرب إلى تهميشـها إقليمياً بحيث تُصبح دولـة معزولـة، وفي المقابل فإن (إسـرائيل) تخشـى من الورقـة "الإسـلاميـة" التي تلعب بها إيران على السـاحـة العربيـة ضد (إسـرائيل)...
استناداً إلى (بارسي), فإن السلام بين (إسرائيل) والعرب يضرب مصالح إيران الاستراتيجية في العمق في هذه المنطقة ويُبعد الأطراف العربية عنها ولاسيما سوريا، مما يؤدي إلى عزلها استراتيجياً. ليس هذا فحسب، بل إن التوصل إلى تسوية سياسية في المنطقة سيؤدي إلى زيادة النفوذ الأمريكي والقوات العسكرية وهو أمر لا تُحبذه طهران.
ويؤكد الكاتب في هذا السياق أن أحد أسباب "انسحاب (إسرائيل) من جنوب لبنان في العام 2000 هو أن (إسرائيل) أرادت تقويض التأثير والفعالية الإيرانية في عملية السلام من خلال تجريد "حزب الله" من شرعيته كمنظمة مقاومة بعد أن يكون الانسحاب الإسرائيلي قد تم من لبنان.
اجتماعات سرية
ويكشف الكتاب أن اجتماعات سرية كثيرة عُقدت بين إيران و(إسرائيل) في عواصم أوروبية اقترح فيها الإيرانيون تحقيق المصالح المشتركة للبلدين من خلال سلة متكاملة تُشكل صفقة كبيرة، وتابع الطرفان الاجتماعات فيما بعد وكان منها اجتماع "مؤتمر أثينا" في العام 2003 والذي بدأ أكاديمياً وتحوّل فيما بعد إلى منبر للتفاوض بين الطرفين تحت غطاء كونه مؤتمراً أكاديمياً.
ويكشـف الكتاب من ضمن ما يكشـف أيضاً من وثائق ومعلومات سـريـة جداً وموثقـة فيـه، أن المسـؤولين الرسـميين الإيرانيين وجدوا أن الفرصـة الوحيدة لكسـب الإدارة الأمريكيـة تكمن في تقديم مسـاعدة أكبر وأهم لها في غزو العراق العام 2003 عبر الاسـتجابـة لما تحتاجـه مقابل ما سـتطلبـه إيران منها، على أمل أن يؤدي ذلك إلى عقد صفقـة متكاملـة تعود العلاقات الطبيعيـة بموجبها بين البلدين وتنتهي مخاوف الطرفين...
وبينما كان الأمريكيون يغزون العراق في ابريل 2003 كانت إيران تعمل على إعداد "إقتراح" جريء ومتكامل يتضمن جميع المواضيع المهمة ليكون أساساً لعقد "صفقة كبيرة" مع الأمريكيين عند التفاوض عليه في حل النزاع الأمريكي ـ الإيراني.
تم إرسال العرض الإيراني أو الوثيقة السرية إلى واشنطن. لقد عرض الاقتراح الإيراني السري مجموعة مثيرة من التنازلات السياسية التي ستقوم بها إيران في حال تمت الموافقة على "الصفقة الكبرى" وهو يتناول عدداً من المواضيع منها: برنامجها النووي، سياستها تجاه (إسرائيل)، ومحاربة تنظيم "القاعدة". كما عرضت الوثيقة إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة أمريكية ـ إيرانية بالتوازي للتفاوض على "خارطة طريق" بخصوص ثلاثة مواضيع:
"أسلحة الدمار الشامل"، "الإرهاب والأمن الإقليمي"، و"التعاون الاقتصادي".
ووفقا لـ (بارسي) فإن هذه الورقة هي مجرد ملخص لعرض تفاوضي إيراني أكثر تفصيلاً كان قد عُلم به في العام 2003 عبر وسيط سويسري (تيم غولدمان) نقله إلى وزارة الخارجية الأمريكية بعد تلقيه من السفارة السويسرية أواخر ابريل أوائل مايو من العام 2003.
وتضمنت الوثيقة السرية الإيرانية لعام 2003 والتي مرّت بمراحل منذ 11 سبتمبر 2001 ما يلي:
1 ـ عرض إيران استخدام نفوذها في العراق لـ (تحقيق الأمن والاستقرار، إنشاء مؤسسات ديموقراطية، وحكومة غير دينية).
2 ـ عرض إيران (شفافية كاملة) لتوفير الاطمئنان والتأكيد بأنها لا تُطور أسلحة دمار شامل، والإلتزام بما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل ودون قيود.
3 ـ عرض إيران إيقاف دعمها للمجموعات الفلسطينية المعارضة والضغط عليها لإيقاف عملياتها العنيفة ضد المدنيين الإسرائيليين داخل حدود (إسرائيل) لعام 1967.
4 ـ إلتزام إيران بتحويل "حزب الله" اللبناني إلى حزب سياسي منخرط بشكل كامل في الإطار اللبناني.
5 ـ قبول إيران بإعلان المبادرة العربية التي طُرحت في قمة بيروت عام 2002 أو ما يُسمى "طرح الدولتين"، والتي تنص على إقامة دولتين والقبول بعلاقات طبيعية وسلام مع (إسرائيل) مقابل إنسحاب (إسرائيل) إلى ما وراء حدود 1967.
المفاجأة الكبرى في هذا العرض كانت تتمثل باستعداد إيران تقديم اعترافها بـ (إسرائيل) كدولة شرعية..!!
لقد سبب ذلك إحراجاً كبيراً لجماعة المحافظين الجُدد والصقور الذين كانوا يُناورون على مسألة "تدمير إيران (لإسرائيل)" و"محوها عن الخريطة".
ينقل (بارسي) في كتابه أن الإدارة الأمريكية المتمثلة بنائب الرئيس الأمريكي (ديك تشيني) ووزير الدفاع آنذاك (دونالد رامسفيلد) كانا وراء تعطيل هذا الاقتراح ورفضه على اعتبار "أننا ـ أي الإدارة الأمريكية ـ نرفض التحدث إلى محور الشر". بل إن هذه الإدارة قامت بتوبيخ الوسيط السويسري الذي قام بنقل الرسالة!
ويُشير الكتاب أيضاً إلى أن إيران حاولت مرات عديدة التقرب من الولايات المتحدة لكن (إسرائيل) كانت تُعطل هذه المساعي دوماً خوفاً من أن تكون هذه العلاقة على حسابها في المنطقة.
ومن المفارقات الذي يذكرها الكاتب أيضا أن اللوبي الإسرائيلي في أمريكا كان من أوائل الذي نصحوا الإدارة الأمريكية في بداية الثمانينيات بأن لا تأخذ التصريحات والشعارات الإيرانية المرفوعة بعين الاعتبار لأنها ظاهرة صوتية لا تأثير لها في السياسة الإيرانية.
باختصار، الكتاب من أروع وأهم الدراسات والأبحاث النادرة التي كُتبت في هذا المجال لاسيما أنه يكشف جزءً مهماً من العلاقات السرية بين هذا المثلث الإسرائيلي ـ الإيراني ـ الأمريكي. ولا شك أنه يُعطي دفعاً ومصداقية لأصحاب وجهة النظر هذه في العالم العربي والذين حرصوا دوماً على شرح هذه الوضعية الثلاثية دون أن يملكوا الوسائل المناسبة لإيصالها للنُخب والجمهور على حدٍ سواء، وهو ما استطاع (تريتا بارسي) تحقيقه في هذا الكتاب في قالب علمي وبحثي دقيق ومهم، ولكن ما لم يتم ترجمة الكتاب كاملاً إلى العربية ووصوله للقارئ العربي والمسلم فسيظل الكثير من شعوبنا يعيش في أوهام النصرة والنجدة الإيرانية للقضايا الإسلامية والعربية وعلى رأسها قضية فلسطين.