مقابلة مع الأستاذ: أيمن الشعبان الباحث المتخصص بشأن الفلسطينيين في العراق.

بواسطة مندوب الحقيقة قراءة 3214
مقابلة مع الأستاذ: أيمن الشعبان الباحث المتخصص بشأن الفلسطينيين في العراق.
مقابلة مع الأستاذ: أيمن الشعبان الباحث المتخصص بشأن الفلسطينيين في العراق.

مقابلة مع الأستاذ: أيمن الشعبان الباحث المتخصص بشأن الفلسطينيين في العراق.

 

يسعدنا في هذه الليلة المباركة ليلة الاثنين 8/جمادى الأولى 1430هـ الموافق 3/5/2009م  أن نلتقي الأستاذ أيمن الشعبان الباحث والمتخصص بشأن الفلسطينيين في العراق لنتحدث معه عن هموم ومعاناة إخواننا هناك، وليعطينا الصورة الواضحة حول ما جرى من انتهاكات هناك لهم، نسأل الله تعالى أن يوفقه لكل خير ويجري على لسانه ما يحق الحق وينتصر لإخواننا الفلسطينيين بعد طول ظلم وقهر...

 

س1: هل يمكن أن تعطينا بصورة مختصرة حقيقة ما جرى على الفلسطينيين في العراق منذ الاحتلال الأمريكي له؟

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :

بداية نشكر لكم هذه الالتفاتة لقضية اللاجئين الفلسطينيين في العراق .

وجواباً على سؤالك : وجود الفلسطينيين في العراق يرجع لستة عقود منذ نكبة عام 1948 ، وعشنا بشكل عام بأمن وأمان لغاية الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 حيث انقلبت الأمور بعدها رأسا على عقب وبدأت مرحلة جديدة وحقبة أليمة على نفوس عموم الفلسطينيين الذين يبلغ عددهم قرابة ( 25000 فلسطيني ) ، وانعكس هذا الحدث بشكل واضح عليهم من الناحية المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والدينية والصحية والثقافية وأبرزها الأمنية ، حيث أصبحوا عرضة لاستهداف بعض الجهات التي جاءت على الدبابات الأمريكية ولهم أتباع ومناصرين بالأساس داخل العراق ، لتبدأ حملات إعلامية موجهة ضد الوجود العربي عموما والفلسطيني خصوصا وتداول شعارات مفادها " العراق للعراقيين " و " لا مكان للفلسطينيين في أرض الحسن والحسين " و " طرد المستوطنين الفلسطينيين " وغيرها من الشعارات الطائفية كاتهامهم بالصداميين أو الوهابيين أو البعثيين أو النواصب !!، كل ذلك أدى لحملات مبرمجة ومنظمة من القتل والتهديد والوعيد الشديد وعمليات الخطف من قبل منظمة بدر وميليشيا جيش المهدي ، والاعتقالات العشوائية من قبل القوات الحكومية الطائفية حتى سقط لنا أكثر من 300 شهيد بإذن الله وتهجير ثلثي العوائل خارج العراق لأكثر من ثلاثين دولة معظمها أجنبية ، ولازالت المخيمات الصحراوية شاخصة لحد هذه اللحظات ، حتى أصبحت نكبتنا أعظم من نكبة الآباء والأجداد من فلسطين .

 

س2: هل يمكن القول بأنه كان هناك تعاون أمريكي رافضي ضد الفلسطينيين في العراق؟

الجواب: في الغالب نعم ، وإن لم يكن ظاهرا لكن الوقائع والشواهد تثبت هذا ، والمشروع الأمريكي في العراق بطبيعة الحال يخدم المشروع اليهودي في المنطقة ، والمشروع الرافضي في العراق يخدم المشروع الإيراني في المنطقة وكلا المشروعين التقيا في جزئية الفلسطينيين في العراق ، ولو ضربنا مثلا لذلك عندما هجم عناصر جيش المهدي على مسجدنا ومنطقتنا في مجمع البلديات واقتحموه وعاثوا فيه فسادا وقاعدة أمريكية كبيرة قرب المجمع ولم يتدخلوا إلا في النهاية ، وكثيرا ما كانت الميليشيات تقصف وتهاجم المجمعات الفلسطينية ولا يتدخل الأمريكان ، وقد لا يكون هنالك توافق أو تنسيق ظاهر وواضح أو مشترك لكن ممكن يكون هنالك تواطؤ وضوء أخضر من قبل الأمريكان لتلك الميليشيات الرافضية .

 

س3: هل كانت هناك محاولات للاتصال بالسلطة الفلسطينية أو حركتي حماس والجهاد من أجل التدخل لمساعدة أو إنقاذ فلسطيني العراق؟ وكيف كانت مواقفهم؟

الجواب: نعم أوصلنا صوتنا وما حصل لنا لجميع الجهات الفلسطينية وناشدناهم وطالبناهم بالتدخل المباشر لإيقاف نزيف الدم الفلسطيني في العراق ، لكن للأسف السلطة كانت استجابتهم ضعيفة بل كانوا في الغالب يبررون الاستهداف بأن هذا أمراً عاماً لجميع العراقيين ولا يوجد استهداف مباشر للفلسطينيين ، مع أننا وثقنا معظم الانتهاكات التي حصلت بالصور والأفلام والأرقام والأسماء وأثبتنا بأن غالبية الاستهداف لأننا سنة وفلسطينيون ، والأخوة في حركة حماس لديهم تصور واضح لما حصل لنا وحاولوا التدخل من خلال علاقتهم بإيران وتواصلهم مع التيار الصدري من خلال ممثليه في سوريا ، إلا أن الأمر أكبر من ذلك فاستهدافنا جزء من مشروع تشييع بغداد بدعم من إيران ، إضافة إلى تقية القوم وعدم مصداقية وعودهم ، وبما يخص الأخوة في حركة الجهاد رغم الأدلة التي قدمت لهم ضد الميلشيات الشيعية التي تستهدف الفلسطينيين إلا أنهم كانوا يبرروا ذلك ويدافعوا ، لذلك الأمر تفاقم لعدم وضع النقاط على الحروف وعدم دخول البيوت من أبوابها والابتعاد عن العلاج الحقيقي والداء الفعلي في تلك القضية .

 

س4: بنظركم هل يعتبر ما تم بحق الفلسطينيين في العراق هو جريمة على أساسي عقدي طائفي أم أنه مجرد جرائم حرب؟

الجواب: الاحتلال لا يأت بخير إطلاقا لأهل البلد المحتل ومن باب أولى الأقليات التي تعيش فيه ، فقد حصلت جرائم حرب في العراق لأشقائنا العراقيين ولنا أيضاً لكن في الغالب وبحسب دراسة قمنا بها فإن الاستهداف كان على أساس عقدي باعتبارنا سنة وعرباً وكلاهما تهمة .

 

س5: بماذا تردون على من ينفي حدوث مثل هذا؟ ويحذر من الدعوة إلى ما يفرق المسلمين بدعوى الطائفية؟

الجواب: نرد عليهم بعدة أمور :

أولاً : تصريحات عدد من المسؤولين الأمريكيين والأمم المتحدة ومنظمة هيومان رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية التي مفادها : أن الفلسطينيين تعرضوا لاستهداف وتهجير من قبل ميليشيات شيعية في العراق ، ومن يريد نزوده بهذه التقارير .

ثانياً : التهديدات التي كانت تصل للمجمعات الفلسطينية من جهات شيعية ، وحالات القتل والاختطاف معظمها حصلت في مناطق ذات نفوذ شيعي ، وقذائف الهاون التي كانت تسقط على مجمع البلديات من مناطق شيعية مجاورة وإيرانية الصنع ، والذين اقتحموا جامع القدس وهموا بحرقه وهدمه هم عناصر من جيش المهدي ، ومن أراد المزيد فعليه بتصفح موقع "فلسطينيو العراق" ففيه من الأفلام والصور الشيء الكثير .

ثالثاً : هنالك تواجد لأكثر من 200 عائلة فلسطينية في مدينة الموصل لم نسجل أي استهداف طائفي فيها إطلاقا .

رابعاً : ما قمنا بتوثيقه وتسجيله من مجريات الأحداث أكبر دليل على ذلك ، وأعداد من المختطفين الفلسطينيين الذين نجوا بأعجوبة تم إطلاق سراحهم من حسينيات !!.

وإذا أحببت المزيد لكن أكتفي بذلك خشية الإطالة ...

 

س6: كلمة توجهونها لمن يفتح أبوابه من الحركات الفلسطينية لإيران أو الرافضة عموماً متمثلة بكل أحزابها في المنطقة، بدعوى الدعم والمساندة، أو بحجة أنه لا خلاف بيننا في الأصول؟

الجواب: أبدأ من حيث انتهى سؤالك ، ومتوهم من يقول أو يتصور أن الخلاف بيننا وبين الرافضة هو في الفروع ، وأنا أدعوهم لقراءة كتب القوم لاسيما المعتمدة لديهم كأصول الكافي وغيره ، سيجدون الخلاف جذري وعقدي وأصولي ، وأريد أضرب مثالا واحدا فقط : المفيد من علماء الشيعة القدامى المعتبرين يكفر عموم الصحابة إلا أربعة ونقل هذا تأييداً السيستاني - وهو أعلى مرجع شيعي الآن - في موقعه ، ومن يتابع الفتاوى لمراجعهم كالخميني يجد العجب العجاب .

لذلك أقول  لكل أهلنا وأحبابنا من الحركات الفلسطينية لاسيما المجاهدة منها والمرابطة : إن الريح الصفراء الصفوية القادمة من الشرق خطرها كبير وضررها عظيم ، والنصر الذي وعدنا الله لا يكون إلا من عباد لله موحدين مخلصين يحبون آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام حباً حقيقياً ولا يغالون بهم ، وكذلك يتقربون إلى الله بحب الصحابة جميعاً ، فعمر رضي الله عنه فتح بيت المقدس وصلاح الدين حررها ، فوالله وبالله وتالله لا يكون هنالك فتح أو نصر أو تمكين أو تحرير لأرضنا من قبل أناس يبغضون عمر رضي الله عنه ويعظموا قاتله بل جعلوا له مزاراً ، ولا من قوم يكرهوا صلاح الدين .

أما بما يخص الدعم والمساندة فإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً والأمة الإسلامية فيها خير كثير (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) والولاء والبراء والحب في الله والبغض في الله التي هي أوثق عرى الإيمان تحتم علينا عدم مجاملة أو مدح أولئك الذين يطعنون بأمهات المؤمنين وبعرض النبي عليه الصلاة والسلام ، والنفوس قد جبلت وفطرت بحب من يحسن إليها ، فاحذروا من هذا المزلق وإنما يقوم أولئك بدعم المقاومة كما يزعمون لتمرير المشروع الرافضي الصفوي في المنطقة وتصدير الثورة الخمينية ، وشيخ الإسلام رحمه الله يقول (وكذلك إذا صار لليهود دولة في العراق تكون الرافضة من أكثر أعوانهم) وهذا مشاهد محسوس فمن أعان الأمريكان على احتلال أفغانستان والعراق !!، فلا تكون يا مجاهد يا فلسطيني ممرا أو معبرا لدخول التشيع إلى أرضنا الحبيبة المباركة من حيث شعرت أو لم تشعر .

 

س7: كيف يمكن قراءة المستقبل لخطر الرافضة على أهل فلسطين على ضوء التاريخ الماضي والمعاصر؟ وعلى ضوء معطيات الواقع؟

الجواب: الرافضة شر وهم خنجر مسموم في قلب الأمة الإسلامية منذ أول نشأتها ، ومن قرأ التاريخ وتفحصه يجد ذلك واضحا ظاهرا فمن الذي أعان التتار على دخول بغداد وارتكاب المجازر سنة 656هـ ومن ارتكب المجازر بحق السنة في العراق بعد عام 2003 وكان عوناً للمحتل، فهم أعظم ذوي الأهواء جهلاً وظلماً ويعادون أولياء الله ويوالون الكفار والمنافقين على أهل القبلة ، وصلاح الدين رحمه الله ما حرر أرضنا إلا بعد القضاء على الدولة الفاطمية الرافضية، وعليه فخطر الرافضة على أهلنا في فلسطين يكمن في شعاراتهم الزائفة بدعم القضية الفلسطينية وانجرار كثير من المسلمين والفلسطينيين خلف تلك الادعاءات ، والخطر أيضا جهل الكثير بحقيقة معتقداتهم وما يكنون من أحقاد دفينة لعامة المسلمين .

فمستقبل خطر الرافضة في فلسطين يعتمد بالدرجة الأساس على توعية الأجيال بأضرار التمدد الرافضي والأطماع الفارسية في المنطقة ، واتخاذ آليات عملية للحيلولة دون توسع هذا الخطر واستحكامه من الأراضي الفلسطينية لاسيما في غزة .

لكن بعون الله وانتشار العقيدة الصافية سوف لن يكون للرافضة وجود ولا لمشروعهم الهدام .

 

س8: كلمة توجهونها لكل من انخدع بشعارات "حزب الله الشيعي" بدعوى مقاومة اليهود؟

الجواب: الخميني كان يدعي تحرير فلسطين انطلاقاً من احتلال العراق ، وتلك الشعارات تذكرنا بالمثل الذي يقول " أسمع جعجعة ولا أرى طحنا " ثم أقول لكل المخدوعين بتلك الأقاويل والدعاوى : من الذي قتل الفلسطينيين في مخيمات لبنان في صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة أليست حركة أمل التي كان ينتمي لها حسن نصر !! ومن قتل الفلسطينيين في العراق وذبحهم وشردهم أليست عناصر جيش المهدي التي تلقت تدريباتها على يد حزب حسن نصر في لبنان !!.

إن الدعاوى إذا لم تقم عليها البينات فأصحابها أدعياء ، وربنا يقول ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) .

إن الكلمات الرنانة والعبارات المنمقة ما هي إلا من باب الاستهلاك الإعلامي ونشر التشيع السياسي من أجل استعطاف عامة المسلمين ، وانصراف الأذهان إلى أن المقاومة هي شيعية وأن إيران هي أم القضية الفلسطينية وهم من سيحرر الأراضي !! ، فأين حزب الله وإيران عندما احترقت غزة وأبيد أهلها على يد اليهود المجرمين الغاصبين عليهم لعنة الله ؟!.

فلا يأت النصر من أمثال هؤلاء إطلاقاً لأن ربنا جل وعلا يقول ( إن تنصروا الله ينصركم ) وقال تعالى ( ولينصرن الله من ينصره ) فكيف تصدقون بأن النصر يأت ممن يعتقد كفر الصحابة ويطعن في عرض أمهات المؤمنين ، ويقول بعقيدة الخميني من ولاية الفقيه وغيرها، فعلينا أن نفكر بالشرع ونستذكر التاريخ ونأخذ منه العبر وأن لا ننساق بعواطفنا المجردة .

 

في الختام نشكر لكم مشاركتكم، ونسأل الله تعالى أن يبارك في جهودكم من أجل نصرة إخواننا ورفع الظلم والمعاناة عنهم... آمين.

 



مقالات ذات صلة