هل باتت سرايا القدس و المقاومة الفلسطينية في سلة الروافض

بواسطة محمد الشاعر قراءة 2602
هل باتت سرايا القدس و المقاومة الفلسطينية في سلة الروافض
هل باتت سرايا القدس و المقاومة الفلسطينية في سلة الروافض

محمد الشاعر

23-4-2012

إنَّ الناظر بعـين  الحقيقة   في هذا الزمان ليرى فتنًا كثيرةً تتوالى عـلى شباب و فتيات أمة الإسلام أقل واحدة منها تعـصف بعـقيدة التوحيد عـصفا ، و مما لا شك فيه أننا في وقـت أصبح الحليم فيه حيرانا مما نرى من أهوالٍ و  تخبُّطاتٍ منهجية لا يكاد المسلم أن يَمِيزَ بين الغـثِّ و السمين منها و بين الصحيح و السقيم لقلة عـلمه أو لاتباع أهوائه أو لمصالحَ دنيوية و غـيرها من الفتن ، فـتجد المسلمَ يخلط بين هذا و ذاك معـتقدا أنَّ الصواب فيما قد ذهـب إليه من الزيف و الضلال و إذا ما حاول أهل التوحـيد تصحيح المسار و تنبيه العـقول و ذوي الألباب إلى ما يحبه الله و رسوله صلى الله عـليه و آله و سلم اُتُّهموا بالتشدد تارة و بالتطرف تارة أخرى و بالتكفير تارة ثالثة و يقولون غـير هذا كثير و هكذا حال أهل التوحيد في غـربة متناهـية بين أهل الجهل و الأهواء من جهة وبين من يعـتقد أنه يعـمل لدين الله و هـو في حقيقة الأمر يعـمل عـلى نشر عـقيدة الضلال بأجندة خارجية سواء كانوا يعـلمون ذلك أو لا يعـلمون ، فمتى يستفـيق هؤلاء من سباتهم ؟ و كيف تنقشع ظلمة الليل البائس ؟ و ماذا نفعل حتى تنجليَ هذه الحُلكة الدامسة الواقعة بشرها عـلى أهل التوحيد ؟                                                                                          

لقد بدأ القصف الصهيوني الغاشم باسـتهداف بعـض قادة ألوية الناصر صلاح الدين وكذلك بعض قادة سرايا القدس الجناح العـسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بتاريخ 9 مارس 2012 م ، رحم الله جميع الشهداء نحسبهم عـند الله كذلك و لكنَّ السؤال الذي يطرح نفسه هـنا هل باتت سرايا القدس ورقة رابحة لإيران ضد العـدو الصهيوني؟  كلُّ مسلم في قطاع غـزة تقريبا يعـلم أنَّ إيران هي الدَّاعمة لحركة الجهاد الإسلامي في فـلسطين و تحديدا سرايا القدس الجناح العـسكري حيث نقلت وكالة فلسطين اليوم أنَّ وكالة أنباء فارس الإيرانية قد أجرت حديثا مُطَوَّلًا مع المتحدث باسم سرايا القدس أبو أحمد و جاء فيه " ... وعـن ماهـية الدعم الذي تتلقاه المقاومة الفلسطينية من إيران أشار أبو أحمد إلى أن الجمهورية الإسلامية تُعَدُّ الجهة الأكثر دعماً للشعـب الفلسطيني ومقاومته في السنوات الأخيرة من خلال دعم أُسَرِ الشهداء والجرحى والأسرى، لافتاً في السياق ذاته إلى استقبال إيران آلاف الجرحى الفلسطينيين لعلاجهم هذا بالإضافة لدعـمها المالي الكبير لقوى المقاومة الفلسطينية بكافة تشكيلاتها ، وشدد أبو أحمد عـلى أن الدعم الإيراني للشعـب الفلسطيني أسهم في تعـزيز صـموده وثباته في وجه العدوان والحصار الصهيوني المتصاعدين... "                                                                                                      

و نقلا عـن أخبار الشرق الأوسط قال أبو أحمد الناطق الرسمي باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في مقابلة مع "رويترز" تم نشرها الخميس 3 نوفمبر/ تشرين الثاني "... أنَّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقدم لنا الدعم ونحن نفخر بذلك ... "                                                                                

و بهذا تعترف سرايا القدس بدعم إيران لها بكل وضوح و علانية و السؤال هنا ما هي أهداف إيران الرافضة من وراء هذا الدعم ؟ و ما تبعاته ؟ و هل تحاول إيران إيجاد أوراقا رابحة لها في غـزة من خلال بعـض الفصائل الفلسطينية بوجه عام و سرايا القدس بوجه خاص ؟

إنَّ دولة إيران بثقلها الاقتصادي و العـسكري و التي تندفع من خلال عـقيدة تؤمن بها و هي تصدير الثورة الخمينية إلى بلاد العالم و خصوصا بلاد الشام و بالأخص فـلسطين لتتحرك بخطوات هادئة متزنة لتحقيق أهدافها مستخدمة في ذلك التقية ، فهي تدغدغ الدول الإسلامية و العـربية  بالظهور بمثابة العـدو اللدود لأمريكا و إسرائيل و لكنَّ الحقيقة خلاف ذلك فهي تكتنز الحقد الدفـين لأهل السنة و تعـكف ألسنتهم عـلى لعـن الصحابة الكرام ـــ رضي الله عـنهم ـــ و يعـملون عـلى ذبح أهل السنة في كل مكان و ما دولة العـراق عـنا ببعـيد و التي قـتل فـيها ما يزيد عـن مائة ألف مسلم سني وهاهي المذابح تتكرر بصورة أبشع في سوريا عـلى يد الأفَّاك بشار العـفن أوَ بعد هذا كله هل عـرف العـقلاء من المسلمين حقيقة الأمر أم لا زالوا في سبات عـميق ؟                                            

 إنَّ إيران الرافضية تحاول دائما إدخال التشيع إلى فلسطين عـموما و إلى قطاع غـزة خصوصا وذلك من خلال دعـمها لبعـض الفصائل الفلسطينية ، و إطلاق بعـض العـبارات الرَّنَّانة و المدغدغة لعـواطف المسلمين و خاصة الفلسطينيين الذين لم يجدوا نصرة من الأنظمة العـربية البائدة فتسـتغل إيران هذا الفراغ لتملأه و كأنها الراعـية لحقوق الشعـب الفلسطيني المكلوم مستخدمة في ذلك التقية ، بيد أنَّهم يريدون نشر مذهب آل البيت بحسب زعـمهم كما صرح بذلك أحد ملالي طهران و هو زعـيم حزب الله الإيراني (آية الله محمد باقر خرازي) أحد أقطاب تيار ما يسمى بالمحافظين، في حديث نشرته صحيفة (عـصر إيران) الصادرة في يوم الأحد (2 مارس 2008) وأعادت نشره وكالة أنباء (أخبار الشيعة) الإيرانية، فـقد صرَّح هذا القيادي الإيراني البارز متسائلاً

" ما هي الفائدة التي جنيناها أو سوف نجنيها من دعم الحركات الفلسطينية. فإذا أردنا دعم الفلسطينيين يجب أن نكون متيقنين أن فلسطين ستكون سائرة عـلى مذهـب أهل البيت [ يعـني شيعة ] وإذا لم تكن عـلى مذهـب أهل البيت إذن ما الفرق بين إسرائيل وفلسطين "                                                                                         

و بناء عـلى ما قد سـبق يجب عـلى المقاومة الفلسطينية و خاصة سرايا القدس الجناح العـسكري لحركة الجهاد الإسلامي أن ينتبهوا لهذا الخُبث الذي تكتـنزه إيران ، و المؤمن كيِّس فطن فـليس المؤمن بالخبِّ و ليس الخبُّ يخدعه ، و أنَّ الدعم الإيراني لهم لم يكن عـبثا بل يقابله نشر التشيع في فلسطين و خصوصا قطاع غـزة فهل عـقلت سرايا القدس هذا الأمر فـتخلع نفسها من بوثقة إيران الرافضة أم أنَّ الدولار الفارسي قد أعـمى أبصارهم؟                              

إنَّ إيران كما هو معـروف لدينا تحاول غـزو العالم العـربي و الإسلامي لتجعـل لها في كل بلد يدا تضرب بها مصالح من يعاديها فمشروعها توسعي استعماري بنشر العقيدة الخمينية لتستقطب أكبر عـدد ممكن ، و للأسف فقد انخدع الكثير من المسلمين بإيران ووقعوا في كمائنها بكل سهولة و دون أيِّ مقاومة تُذْكر ذلك لأن الشعوب التي تعاني من قهر الأنظمة العـربية المستبدة وجدوا في إيران المتنفس لهم في تحقيق طموحاتهم و حالهم كالذي يستجير من حرِّ النار بالرمضاء , وكذلك الحال بالنسبة لبعـض الفصائل الفلسطينية و خاصة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فـلسطين و هم أضيع من الأيتام عـلى مأدبة الذئاب و قد أصبحت سرايا القدس ألعوبة بيد إيران و تجلَّى هذا واضحا في العـدوان الإسرائيلي الأخير عـلى قطاع غـزة بتاريخ 9 مارس 2012 م فردَّتْ سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فـلسطين بصواريخ داخل الأراض الفلسطينية المحتلة مستهدفة بذلك المستوطنات اليهودية و لها الحق في الرد عـلى العدوان الإسرائيلي فنحن لا نُنْكِرُ عـليها هذا إنما الذي نُنْكِرُهُ عـليها هو أنَّ القرارات التي تتخذها سرايا القدس في السِّلم أو الحرب ضد اليهود إنما تكون بموافقة إيران الرافضة فالذي يملك المال هو الذي يملك القرار فبعد اتفاق جميع الفصائل الفلسطينية عـلى التهدئة مع الكيان الإسرائيلي رفضت سرايا القدس هذه التهدئة و ذلك لعدة أمور منها:

1 ــــ العمل عـلى استقطاب جماهير الشعـب الفلسطيني لها باعـتبار سرايا القدس الفصيل الأكثر ردا عـلى الهجمات الصهـيونية الأخيرة مما زاد في شهرتها بين المسلمين عـموما والفلسطينيين خصوصا واستغلال هذا الرصيد من السمعة في نشـر التشيع من خلال بعـض المتشيِّعين من قادة الجهاد الإسلامي ، بينما تقف كتائب القسام هادئة لا تحرك ساكنا لاعـتبارات معـينة أقلها حيادة قطاع غـزة من حرب مدمـرة من قبل العـدو اليهودي الغاشم

2 ــــ عملت إيران عـلى معـاقبة حكومة حماس لرفضها فتح باب التشيع في غـزة و مطاردتهم والعـمل عـلى إغلاق حُسينياتهم ، و عـدم تأييد حكومة حماس للمجازر التي يُحْدثها بشار العـفن في سوريا إلا أنها لم تعـلن عـن موقـفها هذا إلا مؤخرا، و كانت عـقوبة إيران لحكومة حماس من خلال سرايا القدس الجناح العـسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين حيث كانت الورقة الرابحة لإيران في رفض قبول التهدئة و مواصلة الرد الممنهج عـلى العدوان الإسرائيلي لاستدراج اليهود إلى حرب جديدة عـلى قطاع غـزة و بهذا تكون حكومة حماس و جميع مؤسساتها هي الهدف الأول بالنسبة للعـدو اليهودي الغاشم ناهيك عـن استهداف قادة كتائب القسام و إضعاف شوكة المجاهدين في غـزة .

3 ـــ أرادت إيران أن ترسل رسالة إلى العدو الإسرائيلي بأنها تمتلك أيدٍ ضاربة في المنطقة فحزب الله اللبناني من الشمال و بعـض الفصائل الفلسطينية و على رأسها سرايا القدس من الجـنوب و ذلك في حال نشوب حرب بين العدو اليهودي و بين إيران الرافضة .

كلمة أخيرة لسرايا القدس و فصائل المقاومة الفلسطينية

لقد عـوَّدتنا إيران الرافضة في التعامل مع المسلمين و خاصة الفلسطينيين منهم عـلى الازدواجية فهم يستخدمون مبدأ التقية إذ أنَّ التقية عـندهم ركن من أركان الدِّين ، فهم دائما يتجعجعون بالعمل عـلى نصـرة الفلسطينيين و لم يُطلقوا صاروخا واحدا عـلى الكيان الصهيوني منذ أكثر من ثلاثين سنة فأين هي صواريخ إيران التي أصمَّت آذاننا و هي تهدد بها العدو اليهودي ؟ و هل رافضة إيران تريد حقا نصرة المسجد الأقصى و الفلسطينيين ؟ و ماذا عـن فلسطينيو العـراق الذين شُرِّدوا من ديارهم في العـراق خوفا من بطش الرافضة هناك من أمثال فيلق بدر و قوات مقتدى الصدر فكان القتلى منهم بالمئات و الجرحى بعشرات الآلاف ؟ و لماذا وقف حزب الله اللبناني صامتا أثناء حرب الجيش اللبناني ضد المخيمات الفلسطينية في لبنان و ما مجزرة نهر البارد عـنا ببعـيد ؟ و ما هو حال فلسطينيو سوريا الذين يُقتلون من قـبل نظام بشار العـفن بدعم مباشر بالعـتاد و السلاح و القوات المُدرَّبة من قِـبَلِ إيران و حزب الله اللبناني ؟

هل فلسطينيو العـراق و لبنان و سوريا دمائهم ماء وأهـلنا في فلسطين دمائهم دماء ؟ 

هل حقا تحرص الرافضة عـلى نصرة المسجد الأقصى و تحريرها من براثن اليهود ؟                              

  إليك يا أخي المجاهد بعـض الأدلة عـلى أنَّ الرافضة بما فـيهم رافضة إيران يفضلون مسجد الكوفة عن المسجد الأقصى ويخالفون بذلك النصوص ، و إنما نستقيها من كتب عـلمائهم ، فقد جاء في بحار الأنوار للمجلسي  (22/90) عـن أبي عبد الله قال: سألت عـن المساجد التي لها الفضل فقال:"... المسجد الحرام ، ومسجد الرسول صلى الله عـليه وسلم ، قلت: والمسجد الأقصى جعـلت فداك؟ قال: ذاك في السماء ، إليه أسري برسول الله صلى الله عـليه وسلم ، فقلت: إن الناس يقولون إنه بيت المقدس فقال: "مسجد الكوفة أفضل منه"!.

وروى شيخهم الكليني في كتابه الكافي ، بإسناده عـن خالد القلانسي أنه قال: " ... سمعـت أبا عـبد الله الصادق عـليه السلام يقول:" ... صلاة في مسجد الكوفة بألف صلاة ... " الوسائل ج3/ص547.

و بعـد هذا التبيان حق عـلى كل مسلم أن يخلع نفسه من أيدي الرافضة فلا خير في أناس تعكف ألسنتهم عـلى لعـن الصحب الكرام ـــ رضي الله عـنهم ــــ و واجب عـلينا ترك أموالهم و الابتعاد عـن ما فـيه شيء من شبهاتهم فلا نصر لنا إن اعـتمدنا عـلى هؤلاء الزنادقة الذين يهدفون إلى طمس عـقيدة أهل السنة و الجماعة من ديار المسلمين وخاصة فـلسطين و استبدالها بالعـقيدة الخمينية الخسيسة وأُذكِّر إخواني المسلمين بما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى حيث قال:( ... إذا صار لليهود دولة بالعـراق وغـيره تكون الرافضة من أعـظم أعوانهم فهم دائماً يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم عـلى قتال المسلمين ومعاداتهم ...) كما جاء في كتابه منهاج السنة النبوية في الرد عـلى الشيعة والقدرية(3/378)

نسأل الله تعالى أن يُجَنِّبَ أمة الإسلام الفتن ما ظهر منها و ما بطن إنه ولي ذلك و القادر عليه و الحمد لله ربِّ العالمين .



مقالات ذات صلة