من السباعي إلى القرضاوي ... وتجربة التقريب ... والنتيجة الواحدة !!

بواسطة عبد العزيز الغريب قراءة 3137
من السباعي إلى القرضاوي ... وتجربة التقريب ... والنتيجة الواحدة !!
من السباعي إلى القرضاوي ... وتجربة التقريب ... والنتيجة الواحدة !!

كان للدكتور مصطفى السباعي - رحمه الله - خطيب الجامع الكبير في حمص ومؤسس حركة الإخوان المسلمين في سوريا ، من المهتمين بالتقارب بين السنة والشيعــة وقد باشر تدريس فقه الشيعة في كلية الشريعة بدمشق!! لكنه وجد الإعراض مـن الشيعة وعبّر عن هذه التجربة في كتابه: (السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي ) والذي نشره في عام 1949م ، وكتب في مقدمته ما آلت إليه تلك الجهود على مدى عقود ؛ وخلص بأن المقصود من دعوة  التقريب هي تقريب أهل السنة إلى مذهب الشيعة.

وسبقه ولحقه العديد من العلماء الذين خاضوا تجارب التقريب بين الشيعة والسنة أذكر منهم: الدكتور محمد البهي الذي كان من المؤيدين لدار التقريب ، وبعد أن تبين له حقيقة الـدار والدعوة القائمة بها قال: "وفي القاهرة قامت حركة تقريب بين المذاهب.. وبدلاً من أن تركز نشاطها على الدعوة إلى ما دعا إليه القرآن.. ركزت نشاطها إلى إحياء ما للشيعة من فقه وأصول وتفسير..".

والشيخ محمد عرفة - عضو كبار العلماء في الأزهر- والشيخ طه محمد الساكت كانا مما تركا دار التقريب بعد أن علموا أن المقصود نشر التشيع بين السنة لا التقارب والتقريب، ذكر ذلك محقق كتاب "الخطوط العريضة".

وفي كتاب ذكريات (7/132) يذكر الشيخ علي الطنطاوي أنه زار القمي الإيراني الذي أسس دار التقريب، وكان عند القمي الشيخ محمد عرفة وأنه الطنطـاوي هاجم القمي؛ لأنه في الحقيقة داعية للتشيع وليس التقريب وأن الشيخ عرفة حاول تلطيف الموقف.

أما الشيخ محمد رشيد رضا صاحب تفسير المنار، حاول المراسلة مع علماء الشيعة فلم يجد إلا الإصرار على مذاهب الشيعة، وعلى الانتقاص من الصحابة وحفاظ السنة، وقد بيّن حقيقة مذهب الشيعة في مجلة المنار مجلد (31/291).

والدكتور عبـد المنعم النمر - وزير الأوقاف المصري السابق - يذكر في كتابه: "الشيعة، المهدي، الدروز" لقاءه بالشيخ الشيخري من علماء إيران، وحواره معه في عُمـان (عام 1988) حول كتابه، فبين له الدكتور عبد المنعم: أنكم مطالبون بالبراءة مما نسب إليكم، وكذلك عليكم بالكف عن طباعة أمهات الكتب التي تروج لهذه الأفكار، بعدة لقاءات ولكن لم تكن هناك استجابة!

القرضاوي وتجربة التقريب :

ومن بعد الدكتور مصطفى السباعي وغيره من العلماء جاء الشيخ يوسف القرضاوي - حفظه الله - وسار في خطى التقريب وشارك ونظّر واجتهد للتقريب بين الشيعة والسنة ... وبعدها وصل لنفس النتيجة وقال كلماته التي سمعناها جميعاً محذراً من خطر نشر التشيع بين السنة ، ومحاولاتهم الحثيثة للانتشار في بلاد إفريقية بينها مصر والسودان والمغرب والجزائر ونيجيريا، والمطامع والأحلام الإيرانية المخلوطة بنزعة فارسية مع نزعة شيعية مذهبية يغلفها التعصب.

وأوضح قائلاً: "مصر التي أعرفها جيداً، وأعرف أنها قبل عشرين سنة لم يكن فيها شيعي واحد منذ عهد صلاح الدين الأيوبي، استطاعوا أن يخترقوها، وأصبح لهم أناس يكتبون في الصحف ويؤلفون كتباً ولهم صوت مسموع في مصر، وكذلك في المغرب العربي، فضلاً عن البلاد غير العربية مثل اندونيسيا وماليزيا ونيجيريا والسنغال".

وتابع القرضاوي:" إذا لم يقابل بالمقاومة، ستجد بعد مدة أن المذهب الشيعي تغلغل في بلاد السنة وهناك تصبح مشكلة كبرى، وتصبح أقلية شيعية تطالب بحقوقها وتصطدم بالأكثرية السنية، وهنا تشتعل النار وتكون الحروب؛ وأكد أنه في كافة مؤتمرات التقريب بين المذاهب كان يكرر على أن سب الصحابة خط أحمر يجب ألا يتم تجاوزه، لأنهم الذين نقلوا إلينا القرآن وفتحوا الفتوح ونشروا الإسلام ".

وبعد تلك التصريحات تعرض القرضاوي لهجوم عنيف من مراجع شيعية بارزة، ومن وكالة الأنباء الإيرانية شبه الرسمية (مهر) ما اعتبره الشيخ "إسفافاً بالغاً"، ورد عليه ببيان مطول أكد فيه حرصه على وحدة العالم الإسلامي.

الخلاصة يا أخوة لن يكون هناك تقريب إلا إذا اجتمعنا على حب الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً وتقديرهم، والغريب أنهم يدعون لوحدة المذاهب والتقارب بين المذاهب وهم ما زالوا يحرسون مزاراً تشد إليه الرحال من الشيعة لما أسموه قبر "أبو لؤلؤة المجوسي (بابا شجاع)" قاتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه!!

وهذا موقفنا من الشيعة من قبل ومن بعد ما داموا على عقيدتهم... فعليهم أن يُنقوا عقيدتهم وتصوراتهم من سموم الباطنيين ولوثات المجوسية، ومن ذلك موقفهم من أصحاب رسول الله وبعض آل بيته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم – ومن ذلك أيضاً مظاهراتهم وشتمهم للصحابه في مآتمهم التي ما أنزل الله بها من سلطان ، وقولهم بأن هناك مصحف فاطمة ....الخ.

إن ما يراد من هذا التقريب إنما هو خداع أهل السنة وجرهم إلى اعتقادات الشيعة!! فلا نرى تطبيقاً عملياً للتقارب بين السنة والشيعة في إيران الدولة الشيعية ذات السلطة والمكانة ؟! فلماذا لا يسمح بمساجد للسنة في العاصمة طهران؟ وإذا كان الشيعة لا يكفّرون الصحابة فلماذا لا يسمون أبناءهم بأسمائهم وأسماء أمهات المؤمنين؟ ولماذا تواصل إيران طباعة الكتب الشيعية الضخمة التي تحتوي على الطعن في الصحابة وتحريف القرآن ؟ نعم نريد التقارب بين السنة والشيعة، لكن للحق الذي جاء في الكتاب والسنة وإجماع الأمة ، وحب الصحابة وآل بيته الكرام ، وليس تقريب السنة لمعتقدات الشيعة !!

 

اللهم أجمع كلمة المسلمين على الحق ...

 

والحمد لله رب العالمين ،،،

 

 

عبد العزيز الغريب



مقالات ذات صلة