نبذة عن القاديانية والأحمدية

بواسطة سليمان الظاهر العاملي قراءة 3047

 

نبذة عن القاديانية والأحمدية

 

يقول سليمان الظاهر العاملي في كتابه القاديانية:

 

 اسمان لجماعة واحدة تنسب إلى الميرزا غلام احمد بن غلام مرتضى بن عطا بن الميرزا كل محمد القادياني.

ولد في قرية (قاديان) في مديرية (جور داسبور) في إقليم (البنجاب) سنه 1251هـ 1835م، وتلقى دروسه في منزل أبيه على الطريقة القديمة وكان والده طبيبا تفرغ لدراسة الكتب الدينية والصوفية وغلبت عليه نزعة التصوف وكانت سائدة يومئذ بين كثير من علماء المسلمين في الهند....

ادعى انه مجدد للإسلام لما شاع بين المسلمين من أن الله يبعث مجدداً على رأس كل مئة سنة وهو مجدد القرن الرابع عشر الهجري وظل يؤكد ذلك في تصريحاته وخطبه ومؤلفاته فترة ثم ادعى انه المهدي المنتظر والمسيح الموعود في وقت واحد,استناداً إلى ما رواه ابن ماجه من حديث (لا مهدي إلا المسيح) واستمر يبرهن على ذلك ويؤكد أن العلامات التي ذكرت لظهور المهدي منطبقة على زمانه وان له شبهاً كبيراً بالمسيح واخذ يتكلم في المغيبات والمنامات وتفسير بعض الأخبار والآيات القرآنية بما ينطبق عليه ويقرب ذلك إلى الأذهان الساذجة وادعى انه ملهم,ومن تصريحاته الخطيرة في هذه المرحلة قوله: (أنا مهدي وأفضل من الأنبياء).

وقد كانت ولاية البنجاب في معزل عن مراكز الثقافة في الهند أكثر من غيرها وكانت الخرافات والأوهام والأساطير تعشعش فيها والدهما عادة يتقبلون الأمور الغريبة وخوارق العادات وما يظهر من شطحات الصوفية ويدعونه من إلهامات,وكان للقادياني قبل ذلك رصيد علمي وشهره كبيرة وأتباع عديدون ولذلك بادر الكثير إلى الاستجابة لدعوته وشكلوا الأغلبية العظمى لمعتنقي ديانته فقد بلغ عددهم فيها وحدها إلى قبل وفاته بسنة سبعين ألفاً، وكان منهم الشقيق الاكبر للشاعرالفيلسوف الدكتور محمد اقبال في الوقت الذي كان فيه أخوه المذكور من اكبر المحاربين للقادياني.

وقد قوبلت مزاعمه بالاستنكار الشديد فرحل إلى بلدة (لوديانة) في البنجاب نفسها واصدر منشوراً أعلن فيه انه المسيح المنتظر فهب في وجهه العلماء وكان من بينهم المولوي محمد حسين صاحب جريدة (اشاعت شنت) فدعا عدداً من علماء الهند الى (لوديانة) لمناظرته لكن الوالي الانكليزي في تلك المنطقة منع من عقد المناظرة وأرغم المولوي محمد حسين ومن معه من العلماء على مغادرة البلد في اليوم نفسه.

واستمر القادياني على نشر دعوته سنين طوالاً وأكثر من مناقشة المعارضين ومحاججة المستنكرين وألف في ذلك الكتب ونشرها في البلاد الإسلامية بصورة واسعة واقتنع بها فريق من الناس فاعتنقوها وبقي على تلك الحال يواصل الدعوة ولكن لم يرض طموحه ما حصل عليه من إقبال فادعى النبوة وتفاقم الخطب وأعلنت دنيا الإسلام ولا سيما في الهند استنكارها بمختلف الوسائل وسادت الفوضى وصار حديث الناس والساعة فكرست القوى بمختلف أشكالها لتكذيبه وتكفيره، واخذ هو وأتباعه يدا فعون عن أرائهم واحتدم النزاع وكان من ادعاءاته انه المعني بقوله تعالى: (( وَمبَشّراً برَسول يَأْتي منْ بَعْدي اسْمه أَحْمَد )) (الصف: من الآية6) , وأنه يوحى إليه باللغات العربية والفارسية والأوردية والانكليزية وأكثر من الـتأليف في كل اللغات وان كتابه المقدس في مقابل القرآن هو الكتاب المبين وان ممّا يوحى إليه (إن الله خاطبني وقال يا أحمدي أنت معي وأنا معك إذا غضبت غضبت وكل ما أحببت أحببته, أنا معين من أراد اهانتك وإني معين من أراد إعانتك) و (إن الله خاطبني وبشرني بإكرامي وقبولي في زمن الناس وقال يحمدك الله في عرشه) وغير ذلك من التفاهات.

ولما رأى أن الحملة عليه شعواء وان الأقلام قد أوقفت على محاربته ودحض شبهاته ومزاعمه وكشف أمره وحقيقته وإعلان خروجه عن الإسلام أعلن تمسكه بالشريعة الإسلامية والقرآن والسنّة وان نبوته ظليه – حسب تعبيره – وهي انعكاس نبوة الرسول لاعتقاده بالحلول والتناسخ ووحدة الوجود فهو يرى أن مراتب الوجود (دائرة تضم الله والأنبياء والبشر فالله يحل في الأنبياء وبدوران الوجود داخل النبوة تنتقل الروح من فرد لآخر لا فرق بين سابق ولاحق ويكون الأنبياء نبياً واحداً وباتصال أطراف هذا الوجود بعضها بالبعض الآخر يكون الأنبياء جزءاً منها والإنسان جزءاً آخر من هذه الوحدة التي تضم ملكوت السماء والأرض فكمالات الأنبياء المتفرقة قد تجمعت في شخص النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وانعكست ظلياً فيه.

أصيب بالهيضة الوبائية وهو في لاهور ومات سنة 1326 هـ ونقلت جثته إلى قاديان التي تبعد عن لاهور ستين ميلاً ودفن في المقبرة التي سماها (بهشتي مقبرة) (مقبرة الجنة) وكتب على قبره (ميرزا غلام أحمد الموعود) وأنزله أتباعه منزلة الأنبياء واتخذوا قبره بمثابة ضريح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصرحوا بأن زيارته تعدل زيارة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقالوا: (إن لله بارك ثلاثة أمكنة وجعلها مقدسة وهي مكة والمدينة وقاديان حيث تلوح تجلياته سبحانه).

وكان قد ضاقت به الدنيا لشدة مقاومة (المولوي ثناء لله) له فكتب له دعاء جاء في آخره: (يا مرسلي إني أدعوك بحظيرة القدس أن تفصل بيني وبين المولوي ثناء الله, ومن كان منا مفسداً في نظرك كاذباً عندك فتوفه قبل الصادق هنا...).

وكان صدور الدعاء في اليوم الأول في ربيع الأول سنة 1325 هـ فمات القادياني بعد التاريخ بسنة وعاش ثناء الله بعد ذلك سنين طويلة.

وقد أوصى أن يتألف مجلس من أتباعه لاختيار خليفة له فانتخب (المولوي حكيم نور الدين) أول خليفة له ولما مات في سنة 1333 هـ انتقلت رئاسة الأتباع إلى ولده (بشير أحمد) المسمى عندهم بالخليفة الثاني ولما مات انتقلت إلى حفيده (بشر الدين) بن بشير أحمد بن غلام أحمد القادياني وسمي بالخليفة الثالث وكان أتباعه قد انقسموا بعد موته فريقين رأس أحدهما بشير احمد كما قلنا وهذا الفريق يؤيد نبوته ويكفر جميع المسلمين الذين لا يدينون بعقيدتهم أما الفريق الثاني فقد رأسه الخواجه كمال الدين ونائبه الشيخ محمد علي اللاهوري الذي فسر القرآن باللغة الانكليزية وقد اقتصرت عقيدة هذا الفريق على القادياني مجدد مصلح لا مهدي ولا نبي وقد أطلق عليه اسم اللاهورية.

وقد ظل الصراع بينهم وبين المسلمين قائماً في الهند وباكستان وغيرهما من البلاد التي وصلت دعوتهم إليها, وكان كبار العلماء والجمعيات الدينية في الباكستان يقاومونهم بشدة وباستمرار في خطبهم في المساجد والنوادي ومقالاتهم في الصحف ويصدرون الفتاوي والنشرات والكتب بتكفيرهم... وقد حملوا السلطات على محاكمتهم وبعد مشاحنات طويلة استمرت أصدر القاضي (محمد أكبر خان) حاكم بهاولبور في سنة 1354 حكماً بتكفيرهم وعدم جواز تزوج المسلمات بهم).


 

 

للاطلاع على عقيدة القاديانية:


http://www.55a. net/kadeeaneea. doc

 

 

 



مقالات ذات صلة